أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سيماء المزوغي - تونس : فقدتك أمي














المزيد.....

تونس : فقدتك أمي


سيماء المزوغي

الحوار المتمدن-العدد: 3740 - 2012 / 5 / 27 - 05:59
المحور: الادب والفن
    


من منكم يملك وطنا أقصد أما ؟ نعم املكوا أمهاتكمم وقيدوا أيديهن بأياديكم ولا تتركوهن أبدا ، ناموا بين أحضانهن و أفيقوا على أصواتهن ..
فتشت عنك هذا الصباح فلم أجدك ، أين أنت؟ انتظرتك اليوم لتوقضيني كالعادة لكنك لم تأتي ولم أسمع دعائك لي في الصلاة ..كنت أترقب طيفك يطل علي بثغره الباسم ووجهه المشرق لكن لا طيفك ولا ثغرك ولا وجهك أطلوا علي
لطالما احتضنت غضبي بحلمك وطيبتك ولطالما ابتسمت لطيشي بهدوءك وسكينتك
تونس أين أنت ؟ لا تذهبي وتتركيني وحيدة ، من كان يسمع ألامي غيرك ؟ ومن كان يضمد جروحي غيرك؟
كنت تكفكفين دمعي بدموعك وتلملمين حزني بعطفك ، من سيحنو علي و يقسو ؟من سيفتقدني ؟ من سأنتظر قدومه بفارغ الصبر ؟ مع من سأشرب قهوتي كل صباح ؟ من سأهنئه بالعيد؟ من سأصلي من أجله و يصلي ؟
أمي ، لطالما ابتسمت لي عندما أبكاني الآخرون .
أمي أرجوك لا ترحلي عني أخاف عليك الوحدة المظلمة والوحشة القاتلة ، إن شئت فهاهي روحي ضميها لروحك وابقي أنت وسأرحل أنا ، لكنك ترفضين...لمـــــاذا ؟

أمي لا تبكي ، إن خفت علي الوحدة فلماذا رحلت ولمن تركتني ؟ ألغرباء يشفقون علي ؟ أم لذئاب تتربص بي ؟
أنسيــت ؟ كنت كل ليلة تقبليينني ، فلماذا رحلت عني هكذا ؟ لماذا تركتني غافلة ؟

أمــي لقد عذبك مرضي وأضناك قلقي وأبكاك حزني وأتعبك سهري وأرهقك ضعفي لكنك كنت دائما تبتسمين وتبقين معي دون ملل فلماذا رحلت عني اليوم دون أن أعذبك أو أضنيك أو أبكيك ؟
أمــي كيف تجرأت على حنانك وتركته معي ورحلت بعيدة عنه و عني ؟
أمي عزيزتي ياحنون لقد صرخت ملء صوتي ولم يسمعني أحد ... أعرف أنك تسمعين فهمساتك في أذني و ريحك الطيب يعطر أنفاسي..
تعالي ولن أخبر أحدا أنك هنا ..لماذا لم تأتي ؟ هاهو أخي الصغير حزين مثلي ..أضناه الألم ..لم يجدك أيضا هذا الصباح ، إن شئت لا تأتي لأجلي بل لأجله ،إنه صغير لا يعرف كيف يعبر عن شوقه لك ،هاهو يبحث عنك في كل مكان ، فهل سيصبح هذا الصغير رجلا دونك يوما ؟

آه أمـــي كيف لي أن أنسى حضنك و أنت في سكرات البرد موقدي وفي نفحات الحر مبردي ؟ كيف لي أن أنام و أنت وأنت وسادتي ؟ كيف لي أن أشدوا بأحلى الأنغام و أنت لحني؟ كيف لي أن أرسم و أنت ألواني ؟ كيف لي أن أفرح و أنت ابتساماتي ؟ كيف لي أن أبكي وأنت دمعي ؟
أمي لقد بقيت في متهات شرائني فكيف لي أن أستأصل مرراة فقدك؟ ذكراك لم ترحم مخيلتي ولم تترك لها المجال كي ترى شروق الشمس ولمعان النجوم .
كل شئ فيك هزني ولا أستظيع أن أترجمه إلا حزنا في نبضي ..
كل شئ فيك أغرقني فيك وليس لي غير حضنك طوق نجاة



#سيماء_المزوغي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشعب التونسي : الخاسر الأكبر
- بن علي لم يهرب بن علي لم يهرب .. شعب منكوب وحكومة شرعية في و ...
- أنا يوسف يا أبي
- نار لأصحاب الغفران
- المرزوقي يتخذ بن سدرين زوجا له
- تلك التي قيل عنها سافرة هي الحرّة بنت الحرّة هي البربرية و ا ...
- من قال أنّ الترويكا ترأسنا أقول له أنّ مثلّث برمودا يأسرنا
- علاقة السلطة الحاكمة في تونس بالملشيات السلفية وبرنمجها الدي ...
- حول التطرّف الديني والمرأة


المزيد.....




- ماسك يوضح الأسباب الحقيقية وراء إدانة ترامب في قضية شراء صمت ...
- خيوة التاريخية تضفي عبقها على اجتماع وزراء سياحة العالم الإس ...
- بين الغناء في المطاعم والاتجاه للتدريس.. فنانو سوريا يواجهون ...
- -مرضى وفاشيون-.. ترامب يفتح النار على بايدن و-عصابته- بعد إد ...
- -تبرعات قياسية-.. أول خطاب لترامب بعد إدانته بقضية الممثلة ا ...
- قبرص تحيي الذكرى الـ225 لميلاد ألكسندر بوشكين
- قائمة التهم الـ 34 التي أدين بها ترامب في قضية نجمة الأفلام ...
- إدانة ترامب.. هل يعيش الأميركيون فيلم -الحرب الأهلية-؟
- التمثيل التجاري المصري: الإمارات أكبر مستثمر في مصر دوليا
- -قدمت عرضا إباحيا دون سابق إنذار-.. أحد معجبي مادونا يرفع دع ...


المزيد.....

- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد
- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سيماء المزوغي - تونس : فقدتك أمي