أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - وائل بنجدو - الإتحاد العام لطلبة تونس الممثل الشرعي و الوحيد














المزيد.....

الإتحاد العام لطلبة تونس الممثل الشرعي و الوحيد


وائل بنجدو

الحوار المتمدن-العدد: 3740 - 2012 / 5 / 27 - 05:52
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


تشكلت النواة الأولى للإتحاد العام لطلبة تونس في خضم تصاعد وتيرة النضال الوطني ضد الإستعمار الفرنسي التي تمثلت في مظاهرات فيفري و مارس 1952 و التي تطورت إلى الشكل الأرقى للمقاومة و هو الكفاح المسلح و ظهور الحركة الوطنية. و قد لعب الإتحاد العام لطلبة تونس دورا هاما في هذه النضالات, و مثْل أداة تنظيمية لتأطير الشباب الطلابي و التلمذي و كانت مقررات المؤتمر الأول الذي انعقد بباريس 11/12/13 جويلية 1953 بباريس تؤكد على إلتزام الإتحاد من أجل تحقيق التحرر الوطني. لكن بعد بروتوكول 20 مارس 1956 الذي سعت الإمبريالية من خلاله إلى الحفاظ على مصالحها بالقطر التونسي أدرك النظام أنه و في حال كانت المنظمات الجماهيرية ( الإتحاد العام التونسي للشغل, الإتحاد العام لطلبة تونس) معبرة فعلا عن تطلعات الشعب في التحرر الوطني و الإنعتاق الإجتماعي فإن ذلك سيكون حتما على حساب الطبقات الحاكمة وسيضرب حصارا حولها. فبدأ النظام في محاولة تدجين الإتحاد عبر تنصيب القيادات و عقد المؤتمرات الصورية. لكن كل المحاولات التي سعت إلى تحويل الإتحاد إلى خلية دستورية قوبلت بالرفض و باءت بالفشل و ذلك بعد تشكل تيار نقابي قاعدي مناضل رفع شعار الإستقلالية عن الحزب الحاكم في مؤتمر قربة 1971. اعتقد النظام واهما أنه تمكن من السيطرة على الإتحاد بعد انقلاب الاقلية الدستورية على الشرعية اثناء مؤتمر قربة و الدي كان انقلابا سببه الرئيسي هو شعار الاستقلالية عن السلطة الدي رفعه اغلبية المؤتمرين . لكن الجماهير الطلابية إندفعت في فيفري 1972 لفرض الإرادة القاعدية و رفض الإنقلاب الدستوري الخسيس. شكلت حركة فيفري 1972 نقلة نوعية في تاريخ العمل النقابي و السياسي في القطر التونسي بما رفعته في شعارات أكدت عمق الوعي السياسي للجماهير الطلابية. في تلك الفترة و مع نهاية السبعينات و بداية الثمانينات كانت الطبقة العاملة و سائر فئات الشعب قد دخلت في مواجهة ضد النظام من خلال الإضراب العام في جانفي 1978 وعملية قفصة 1980 و إنتفاضة الخبز 3 جانفي 1984. و قد إنحازت الحركة الطلابية و ذراعها النقابي الإتحاد العام لطلبة تونس إلى جانب الشعب في هذه المعارك التي خاضها ضد خيارات النظام اللاوطنية واللاشعبية لتؤكد مرة أخرى أن الحركة الطلابية جزء لا يتجأ من الحركة الشعبية.
و أمام تنامي الوعي الوطني و الديمقراطي داخل الحركة الطلابية و بعد فشل حملات القمع, أدرك النظام حجم التهديد والخطورة الذي أصبح يشكله الإتحاد لخياراته فالتجأت السلطة إلى تكتيك مختلف: تكتيك " شق وحدة الصف الطلابي" من خلال دفع أتباع التيار الإسلامي إلى إنشاء منظمة نقابية في حين لم تكن سوى ذراعا حزبية لطرف السياسي داخل الجامعة. دعمت حكومة مزالي هذا المؤتمر الإنشقاقي الذي كان الهدف منه تحويل وجهة الصراع حتى يخوض الطلبة المعارك ضد بعضهم البعض عوض خوضها ضد النظام.
إن التعددية النقابية التي يروج لها البعض خاصة من أتباع التيار الإسلامي و التي تختفي تحت شعارات من قبيل "الساحات للجميع" و"الديمقراطية تتطلب التعددية" لا تخدم مصلحة الطلبة إنما الغرض منها خلق التناقضات الوهمية التي تخدم بالعكس السلطة. فما بالك وهذه النقابة الموازية تقف في صف النظام ضد مصلحة الطالب و المطالب التي يدافع عنها الإتحاد العام لطلبة تونس. و لا أدَلّ على ذلك دفاعها عن نظام "أمد"(في حوار بث على إذاعة صفاقس) الذي خرب المنظومة التعليمية و كان أحد أسباب إرتفاع نسبة البطالة. كما عمد أنصارها إلى عرقلة التحركات التي خاضها مناضلو الإتحاد من أجل المنحة الجامعية لطلبة "الماجستير" و محاولة إجهاض إعتصامهم داخل مقر جامعة سوسة.
يبقى التناقض الرئيسي الذي يشق الجامعة تناقضا بين خيارات النظام العميل و مصالح الجماهير الطلابية,لدلك فليس امام الجماهير الطلابية سوى الإلتفاف حول الإتحاد العام لطلبة تونس و خوض النضالات صلب هذه المنظمة العريقة من اجل تحقيق المكاسب المادية و المعنوية.



#وائل_بنجدو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول الانتخابات الرئاسية في مصر
- واقعيّة حمص
- -فلسطين والارتماء في أحضان الأمم المتحدة-


المزيد.....




- ولاية أمريكية تسمح للمعلمين بحمل الأسلحة
- الملك السعودي يغادر المستشفى
- بعد فتح تحقيق ضد زوجته.. رئيس وزراء إسبانيا يفكر في تقديم اس ...
- بعد هدف يامين جمال الملغى في مرمى الريال.. برشلونة يلجأ إلى ...
- النظر إلى وجهك أثناء مكالمات الفيديو يؤدي إلى الإرهاق العقلي ...
- غالانت: قتلنا نصف قادة حزب الله والنصف الآخر مختبئ
- بايدن يوقع قانون مساعدات كبيرة لأوكرانيا والمساعدات تبدأ بال ...
- موقع أمريكي ينشر تقريرا عن اجتماع لكبار المسؤولين الإسرائيلي ...
- واشنطن.. التربح على حساب أمن العالم
- السفارة الروسية لدى سويسرا: موسكو لن تفاوض برن بشأن أصول روس ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - وائل بنجدو - الإتحاد العام لطلبة تونس الممثل الشرعي و الوحيد