أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدى السعيد سالم - التيارات المتأسلمة وادلجة الدين لفرض سيطرتهم على المجتمع















المزيد.....

التيارات المتأسلمة وادلجة الدين لفرض سيطرتهم على المجتمع


حمدى السعيد سالم

الحوار المتمدن-العدد: 3734 - 2012 / 5 / 21 - 16:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مما لاشك فيه ان هناك ريبة وقلق من ان تؤدي الحركات الشعبية والهبات الثورية المطالبة بالحريات في منطقة الشرق الاوسط الى ظهور تيار ديني ووصوله الى سدة الحكم في بلدان المنطقة، وهو ما قد يقود الى انظمة سلفية متشددة ربما تغذي الحركات المتطرفة التي تسعى الى فرض رؤيتها الضيقة علي الجميع !!!وبدأت تظهر حركات سلفية جديدة على يد الإخوان المسلمين في مصر, ثم على يد عزام الذي أسس لفكر أسامة بن لادن لاحقا والذي يعتبر أستاذه الروحي ... وفي ظل هذه الحرب الباردة كان ينمو فكر جديد هو الفكر السلفي الذي تعاون مع الامبراطوريات ( وهذا أمر مؤسف أن لا تعي الدول العظمى دورها الكوني ) ...جاءت الأفكار السلفية القادرة على الصمود من حيث التجذّر في المجتمع ... فهي ليست بحاجة إلى مكاتب للاجتماعات ( الجوامع جاهزة ) وهي ليست بحاجة للتخفي ( الاسلام دين الجميع تقريبا ) وهي ليست بحاجة إلى الانفاق الكبير ( التبرعات كبيرة ) ثم بدأ المال النفطى الخليجى يضخ دمه في خدمة تلك الافكار !!!..

لايختلف اثنان ولا يتقاتل كبشان على ان وصول حركة طالبان الى الحكم في نهاية القرن الماضى يعد مثالا على الطريقة التي تستطيع بها حركات ذات نزعة شمولية ان تستحوذ على تأييد واسع بين مواطنيها مشكلة تيارا سياسيا واسع النفوذ على الرغم من ضيق افكار هذه الفئة وعدم نضجها سياسيا لقيادة البلاد باسرها....لقد أصبح الدين ايديولوجيا بكل ما تحمله الكلمة من معان .. وأول درس في هذه الايديولوجيا القائمة على الدين بشكل عام ؟ ..... أنك على حق والآخرون كلهم على خطأ مهما كانت نظرياتهم ... ولا بد من الاختلاف معهم بغية الظهور والبروز والتمييز ....ومع تحول الدين إلى ايديولوجيا تم إلغاء دوره كمسألة نفسية وأخلاقية ... وبدأت تظهر أخلاق جديدة وعادات جديدة في المجتمعات... وعندما اصطدمت هذه الحركات بالعلم .. وجدت أنها عاجزة عن مجاراته.. فبدأت توحي لنا أن ما لديها هو العلم كله .. وأنها أكبر من كل العلوم...

لكن سقوط حركة طالبان السريع عقب احداث الحادي عشر من ايلول، نتيجة ايوائها تنظيم القاعدة ودعمها له، وافتقارها الى منهج سياسي-دبلوماسي للتعامل مع الدول الاخرى.....كان اوضح مثال على عدم اهلية التيارات الدينية المتشددة في التصدي للقيادة السياسية، بدءا من التنظير الى التنظيم وحتى التطبيق، بسبب ابتعادها النسبي عن هموم الشعب اليومية وترفـّعها عن الخوض في مسائل حياتية مثل توفير العيش الآمن والمرفه لمواطنيها، وتوجهها الكامل الى منطق الحروب المصيرية وفرض افكارها على شعبها اولا ومن ثم بقية الشعوب ....

ولا شك ان هناك تيار دينيا متأسلم يقف وراء بعض الحركات الشعبية في العالم العربي، ومنطقة الشرق الاوسط ككل، ربما يكون قد تكوّن كرد فعل عن فشل العلمانية المعتدلة في تحقيق طموحات الشعوب..... او نتيجة لتفشي الفساد في مفاصل دول المنطقة، وانتشار البطالة والمحسوبية وضعف ادارة الموارد الطبيعية والبشرية لصالح تحقيق تنمية حقيقة في تلك البلاد..... هذا التيار الديني وجد في العودة الى الاصول اجابة مبسطة تدعو الى تطبيق المباديء الاساسية للدين المتمثلة بالعدالة والمساواة والاخاء والتسامح....... وعلى الرغم من الحركات العلمانية تؤمن بمثل هذه المباديء السامية....... الا انها لا تبدو، بنظر المواطن البسيط مقيدة بقانون ربانى يمنعها من تجاوزها على العكس من الحركات ذات الايديولوجية القائمة على اسس تشريعية سماوية مقدسة....

إذن نحن الآن أمام مرحلة تزوير تاريخي كبيرة ... تزوير يقوم على لي عنق النص التراثي والنص القرآني ... مرحلة تقوم على تزوير التاريخ العربي والعالمي ... تقوم على الانتقائية الخاصة ... تقوم على تسخير الفائض المادي ( الدولار ) من أجل تزوير الحاضر .. ووصل الأمر إلى الدول الغربية الأوروبية .. وبدأت هي نفسها تتلاعب وتجني الأرباح من الفائض الديني .....ففي مصر، على سبيل المثال، لطالما خرجت المظاهرات والاعتصامات لفترة طويلة سابقة لما اصطلح على تسميته بالربيع العربي.... ونادت هذه الحركات ذات الطابع العلماني بمحاربة الفساد واطلاق الحريات والاصلاح السياسي.... وقد واجهت السلطات المصرية مثل هذه الحركات الشعبية بطرق عنيفة لا تختلف كثيرا عن تلك التي استخدمتها في مواجهة الاحداث الاخيرة..... قد نجحت السلطات المصرية في قمع الحركات التحررية والمظاهرات والاعتصامات كلها باستثناء ثورة 25 يناير التي أدت في آخر الامر الى الاطاحة بالنظام الحاكم..... فما الذي حدث هذه المرة، ولماذا لم تنجح السلطات المصرية القمعية في قمع المظاهرات المناوئة لها ؟!!..

الاجابة على هذا السؤال تكمن في الطريقة التي تطورت بها الحركات الدينية، ممثلة بحركة الاخوان المسلمين...... التي كانت محظورة بشكل رسمي وان كانت حاضرة في المشهد السياسي المصري في كل الاوقات..... فتلك الحركة وجدت لنفسها سبيلا للمصالحة غير المعلنة مع السلطة من خلال اعلانها نبذ العنف وادانتها لكل العمليات الارهابية التي شهدتها مصر في السنوات الاخيرة، وهو ما حسّن من صورتها ورفعها الى مستوى الحزب السياسي المنفتح ايديولوجيا، بدلا من الحركة المتطرفة ذات الافق الضيق..... وقد ساهم هذا الامر، بالاضافة الى ايلائها بعض الاهتمام لما يشغل بال مواطنيها، في توسيع قاعدتها الوطنية وتحولها الى مؤسسة ذات بعد وطني وشعبي متجذر...ومع ذلك، فان حركة الاخوان المسلمين فضلت البقاء في الظل طوال فترة المظاهرات التي اندلعت للمطالبة باسقاط النظام المصري المستبد برئاسة مبارك....وانضوت تحت العلم المصري الموحد، رافضة استخدام اعلامها وشعاراتها في تلك الحركة الشعبية...... ومن الواضح ان سياسة الاخوان تلك قد ساهمت في التخفيف من المخاوف الغربية حول احتمال وصول حركات دينية متطرفة الى سدة الحكم في مصر إثر الحركة الشعبية التي انطلقت في 25يناير.... ومن ثم اصبح من الممكن الحصول الدعم الغربي لتغيير النظام..... لقد كانت النتيجة نصرا ساحقا ومفاجئا لحركة الاخوان المسلمين، الذين لم يكن يرتاب احد في حضورهم ضمن الحركة الشعبية المناوئة للنظام المصري السابق، ان لم يكونوا على رأس هذه الحركة...

وتتعاظم مخاوف المصريين من ازدياد نفوذ هذه الفئة التي أوجدت لها بعد الثورة مناخا سياسيا واجتماعيا ملائما لتكثيف نشاطها الديني، وتغليف مطالب الحريات بخطاب ديني...مما لاشك فيه ان غالبية المخاوف الموجودة تتمثل في مرحلة ما بعد صعود التيارالاخوانى المتأسلم إلى الحكم، وتحكمه في صياغة دستور جديد، حيث يخشى البعض بأن يقوم هذا التيار بإغلاق الطريق أمام أي قوى سياسية أخرى تنافسه في المستقبل، وهو ما فعله العسكر حينما تولوا حكم البلاد ما بعد عام 1952....

بعد أيام قليلة من ثورة 25 يناير، بدأ المنتمون للتيار الديني في مصر يفرضون سطوتهم علي المجتمع سياسياً واجتماعياً، حيث ظهرت أحزاب دينية تعبرعن الإخوان المسلمين، وأخري تعبر عن السلفيين، أما علي المستوي الاجتماعي فقد بدأت هذه المخاوف تزداد بعد حادثة قطع أذن «شخص قبطي» في قنا بسبب علاقته بامرأة تقيم في شقة يؤجرها لها..... وكان السلفيون أبطال هذه الواقعة الذين قرروا إقامة حد لم يكن له نظير في الفقه الإسلامي وهو قطع الأذن، وزادت هذه المخاوف أكثر بعد ظهور صفحة علي الفيس بوك للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر....ثم جاءت نتيجة الانتخابات البرلمانية لتؤكد أن الغلبة ستكون لأعضاء هذه التيارات الدينية ومنها ما هو معتدل وما هو متشدد، ومن هنا زادت المخاوف، وقد أدت هذه المخاوف إلي مطالبة حوالي 12 ألف شخص باللجوء إلي أمريكا مستندين إلي تسجيل فيديو لمحاضرة حسين يعقوب، أحد أقطاب السلفيين - والذي جاء فيها تهديد واضح وصريح لمن لا يعجبه حكم الإسلاميين لمصر، فعليه أن يذهب إلي كندا أو أمريكا، ومن هنا تقدم 12 ألف مصري إلي محكمة الاضطهاد الديني الأمريكية مطالبين بالحصول علي الجنسية الأمريكية هرباً من الاضطهاد الديني في مصر..بسبب نتائج الانتخابات التشريعية والتي أكدت مؤشراتها الأولي، أن وصول الإسلاميين للحكم أصبح «وشيكاً»...هذه المؤشرات أصابت المجتمع بحالة تشبه «الفوبيا» أي الخوف المرضي، وتسيطر هذه الحالة بالأكثر علي الأقباط، خاصة مع خروج تصريحات من بعض العناصر المنتمين للتيار الديني تطالب من يرفض هذا المد الإسلامي بالخروج من مصر!!!... وكأن مصر اصبحت ملكية خاصة للتيار المتأسلم !!!..
هذه التصريحات التي يطلقها بعض السلفيين التي تزعج المسلمين قبل المسيحيين، والتي جعلت كثيراً من الأقباط يشعرون بأنهم لا مكان لهم في هذا الوطن، وأنهم يخشون علي ديانتهم وعقيدتهم...

هذه المخاوف يمكن القضاء عليها بواسطة التيارالمتأسلم نفسه، والذي يجب أن يعلم جيداً أن الحكم له أصوله ومنهجيته، ووجوب العمل علي إيجاد توافق وطني بين الجماهير والتي تضم كل أفراد المجتمع علي اختلاف ديانتهم، والعمل علي حل مشاكل الجميع بدون تمييز بين فرد وآخر، وعلينا أن نعلم جميعاً أن الميادين باقية....وعلينا أن نعلم أن الشعب عرف كيف يطالب بحقوقه، وأي سلطة ستفكر ألف مرة قبل أن تنتقص من حقوقه شيئاً !!!...ربما يتصور بعض الجهلة اننى ضد الدين بهذا الطرح، ومن يتصور ذلك عليه مراجعة مواقف رجال الدين الكبار من هذا النمط بالتدخل بالسياسة.... فالكثير منهم ضد هذا المبدأ من الأساس، وذلك من أجل الحفاظ على نقاء الدين من أية شائبة، وما أكثر الشوائب التي ستعلق بالدين يوم يذهب بعيدا في عالم السياسة ويقيم له جمهورية.... كل الذين يحيطون بها أعداء لها، وهي، إي الجمهورية الإسلامية، سوف تضطر للدفاع عن نفسها، وهنا ستكون المعضلة والتي سيخرج الدين منها وهو ملطخا بدماء الأبرياء، في حين هو ذو وظيفة أخرى في المجتمع تختلف تماما عما نراه في هذه الصورة القاتمة، صورة الدماء التي تلطخ يديه ووجهه، بل وكل جسده ...
حمدى السعيد سالم



#حمدى_السعيد_سالم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تمثيلية حرب اكتوبر واللعبة الدموية القذرة والشرق الاوسط الجد ...
- نقابة الصحافيين الالكترونيين المصرية وجبهة الدفاع عن صحافيى ...
- الثورة المصرية والثورة الرومانية على نفس الدرب سائرون
- متى تفهمين سيدتى بأن قلبى ليس كأى قلب
- الانقلاب الاخوانى المسلح فى العباسية يريد احلال الجماعة محل ...
- هل جماعة الاخوان تحمل الخير لمصر ام تحمله من مصر!!
- فكرعبدالمنعم ابوالفتوح الاخوانى يخطط للاستيلاء على الدولة ول ...
- مؤسسة رئاسة ام مؤسسة نخاسة
- لماذا اعتذر حمدين صباحى للاخوان وهم من لوث وشوة تاريخ عبدالن ...
- هيام العشق
- الثورة لا تلدغ من جحر الحية الاخوانية مرتين
- المجلس العسكرى والتسليح والديمقراطية الامريكية
- نعم اعرف من تكونى
- نصيحة اليك ياصاحبة العيون القاتلات
- كيف يترشح حازم ابواسماعيل وهو مسيلمة العصر
- لن اعطيك هذا الشرف
- الانقلاب الربيعى او شم النسيم
- حمار الرئاسة
- عمر سليمان قد ينجح بالتزوير والاساليب الرخيصة ولكنه لن يحصل ...
- الاخوان المفلسون يمارسون الكذب والارهاب الفكرى لتضليلنا


المزيد.....




- أمام المحكمة.. ستورمي دانيلز تروي تفاصيل اللحظات قبل اللقاء ...
- سيطرة إسرائيل على الجانب الفلسطيني من معبر رفح.. هذا ما قاله ...
- زاخاروفا: الأسلحة التي يزود الغرب بها أوكرانيا انتشرت بالفعل ...
- النيابة العامة الروسية تعلن أنشطة منظمة -فريدوم هاوس- الداعي ...
- -لإرسال رسالة سياسية لتل أبيب-.. إدارة بايدن تتخذ إجراءات لت ...
- أغنية -الأب العظيم- لزعيم كوريا الشمالية تجتاح تيك توك وتحدث ...
- نتنياهو: إسرائيل لن تسمح لحماس باستعادة الحكم في قطاع غزة
- قاض فرنسي يرد شكويين رفعهما حوثيون على بن سلمان وبن زايد
- بيسكوف: الشعب الروسي هو من يختار رئيسه ولا نسمح بتدخل دول أخ ...
- أوكرانيا تعلن إحباط مخطط لاغتيال زيلينسكي أشرفت عليه روسيا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدى السعيد سالم - التيارات المتأسلمة وادلجة الدين لفرض سيطرتهم على المجتمع