أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس موسى الكعبي - رسالة الى الأمة المصرية















المزيد.....

رسالة الى الأمة المصرية


عباس موسى الكعبي

الحوار المتمدن-العدد: 3724 - 2012 / 5 / 11 - 21:54
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



تحية للشعب المصري البطل في نضاله من اجل نيل الحرية والعيش بكرامة.
انا عراقي واتشرف بان اضع امام الاخوة المصريين التجربة الانتقالية التي شهدها بلدنا العراق مؤخرا بعد زوال نظام البعث..
كان ذلك بعد عام 2003، حين سقط نظام صدام حسين وظهور احزاب عراقية كانت مقموعة ومطاردة ولطالما كنا ننظر اليها على انها الامل في استعادة الحريات التي خسرناها ايام حكم حزب البعث.
ففي عام 2005، جرت اول انتخابات في تاريخ العراق، نستطيع ان ندعي انها كانت حرة نسبيا آنذاك، بعد الاستفتاء على الدستور الجديد.. كنا كعراقيين متلهفين للذهاب الى تلك الانتخابات في سبيل انتخاب اعضاء البرلمان الجديد.. ذهبنا وانتخبنا اول برلمان، وياليتنا لم نذهب ولم نشارك، لان تلك الانتخابات شابها الكثير من الخروقات حيث تدخلت الاحزاب الاسلامية بقوة في تغيير وجهتها عن طريق التزوير والتدليس وخداع البسطاء بسبب الخطاب الديماغوجي وتوظيف الله ورسوله واهل بيته في كل خطوة وكل مرحلة عن طريق ماكنتهم الدعائية والاعلامية الفتاكة.. لقد كانت خطواتهم محسوبة تماما ونفذت بكل حرفية كون الاحزاب الدينية ولدت وعاشت دون برامج سياسية او اقتصادية او اجتماعية واضحة، فالتجأت الى التضليل واحترفت الخداع والكذب في جميع خطاباتها وطيلة فترة وجودها فكانت النتيجة لصالحها..
وكوننا نحب الله ورسوله، ذهبنا الى تلك الانتخابات وانتخبنا برلمان كانت اغلبيته من الشخصيات الدينية، وقلنا الحمد لله، الآن رضى الله ورسوله عنا، فسيكون بلدنا بمثابة دولة العدل الالهي لاول مرة في تاريخ ارض بلاد الرافدين وسنعيد دولة الخلافة بعدالتها ونزاهتها وحفاظها على مال المسلمين ورعايتها لعباد الله...
والنتيجة، فبعد ان شهد البلد معارك طائفية طاحنة بسبب الخطاب الطائفي الظلامي المعلن والمخفي، حصل العراق في ظل حكم الاسلامويين على مركز متقدم، لا في الصحة والتعليم وخفض مستوى البطالة وغيرها، بل حصل على المركز الثاني في الفساد حسب مؤشر الفساد لمنظمة الشفافية الدولية..!! كنا نظنهم زهادا غير طامعين بالدنيا وما فيها وجل ما يسعون اليه هو مرضاة الله ورسوله..!! فكان ذلك اول اشارة الى فساد من انتخبناهم، وذهب بسبب تلك الانتخابات عدد من مواطني البلد ممن ضحى بنفسه وعائلته لبناء دولة العدل الالهي المفترضة.. وازداد معدل البطالة وارتفعت نسبة الوفيات وتدهور التعليم وحل بدله الجهل والخرافة وانتشرت الامية والامية الفكرية حتى بين المتعلمين ومنعت مظاهر الفرح وحلت بدلها مظاهر الحزن والكآبة، فقد تم منع المهرجانات الغنائية ومهرجانات السرك العالمية وغيرها من مهرجانات الفرح، واقتصرت على مهرجانات الشعر والمدائح والاناشيد والطقوس الدينية السوداوية..
وجاءت الانتخابات الثانية عام 2010، وارتكبنا ايضا ذات الخطيئة، فالماكنة الاعلامية الاسلاموية ضخمة ومتفوقة وتعلمت من اخطاءها السابقة، لكننا تلك اللحظة مازلنا ضحايا لها، ويالنا من مغفلين لم نتعظ ولم نتعلم الدروس.. فلم يتغير شيء.. فالشعب، تعلم من هؤلاء كيف يكون جاهلا اميا متعصبا كارها متطرفا والكارثة كيف يكون مؤدلجلا. فاستطاع الاسلامويون توظيف عملية اللعب على الوتر الطائفي بشكل ذكي وخبيث الى جانب التزوير الواضح وخصوصا في المناطق البعيدة عن مراكز المحافظات، بحيث تمكنوا مرة اخرى من الصعود الى البرلمان وتشكيل حكومة مركزية مخيبة للآمال وحكومات محلية هزيلة ذات خطاب متهرئ تفتقد الى أية برامج سياسية واقتصادية وثقافية معينة، وتمكنوا من الاتيان بكائنات خرافية ووضعهم على رأس المناصب السيادية وغير السيادية.. فابتعد العراق عن محيطه العربي والاقليمي والدولي وازداد التدخل الخارجي في شؤون البلاد والعباد، فتحول العراق الى ساحة للمصالح الدولية المتصارعة.. فاستغلت ايران والسعودية وغيرها من الدول المتأدلجة تلك الفوضى السياسية والاقتصادية والاجتماعية، فعملت على تمزيق البلد الجريح بعد ان اكتفت الولايات المتحدة الامريكية بدور المتفرج..
وفي ظل تلك الحكومة الهزيلة والقائمة على توافقات سياسية ما انزال الله بها من سلطان، عمت الفوضى مرة اخرى لتلتهم الاخضر واليابس وليتقاتل الجار مع جاره ويحارب الاخ اخاه .. فشهدت البلاد ارتفاع كبير في نسبة العائلات المهجرة والنازحة داخل البلد وخارجه.. وانخفضت اواصر التماسك داخل المجتمع الواحد، بل باتت غير مرئية للقاصي والداني.. وكان اول ضحايا تلك الخطيئة الحريات العامة بما فيها حرية التعبير والحصول على المعلومة وارتفعت نسبة البطالة الى مديات كبيرة وزاد معدل الحرمان واصبح الحصول على سكن ملائم نوع من الرفاهية او احلام يقضة يتسلى بها الفقراء.. وتفشى الفساد بشكل رهيب دون السعي الجدي للحد منه، علما ان الاسلامويين كانوا على رأس الملفات التي تدينهم بالفساد.. فقد سرقوا نفط العراق وآثاره وكنوزه، بل وحتى اموال الارامل والايتام.. وسرقوا ما تعاقدوا عليه مع شعبهم كاحترام الحريات العامة وغيرها.. وقمعوا المظاهرات المطالبة بالحقوق المدنية والعيش الكريم بكل قسوة ودون اية رحمة.. واحتل البلد ذات المركز المتقدم في مؤشر الفساد حسب منظمة الشفافية الدولية وباتت العاصمة بغداد اقذر عاصمة في العالم حسب تقارير عالمية فالنفايات في كل مكان.. لكن، الادهى مازال بعضنا يدعوا لهؤلاء السياسيين ليل نهار بالنصر وهزيمة اعدائهم من اليهود والنصارى وقبل ذلك هزيمة الليبراليين والعلمانيين والماركسيين.. فلتحيا دولة العدل والعدالة!!..
اخوتي في مصر لا ترتكبوا ذات الخطيئة التي وقعنا ضحية لها ومازلنا ندفع الثمن من امننا واستقرارنا وعيشنا وكرامتنا وحرياتنا.. ولا تنخدعوا بالشعارات البراقة والخطابات المنمقة التي يجيدها الاسلامويون باحتراف .. فالاسلامويون دهاة واذكياء ويعرفون كيف يضحكون على عقولكم ويستغلون عواطفكم.. فحذاري ايها الشعب المصري العظيم ان تدعوا روح الفرح والفكاهة تذهب عن شفاهكم وتستبدلوها بالكآبة والحسرة والحزن.. ياشباب مصر، انتم امل الامة المصرية والعربية في التحرر ونيل الحريات العامة والتمتع بها، فالحرية هبة الله لعباده وليست منة من احد.. املنا فيكم كبير وبشعبكم اكبر.. لا تدعوا الاسلامويين يسلبون حرياتكم وكرامتكم.. فالاوان لم يفت بعد والانتخابات على الابواب.. انها دعوة مخلصة من شاب عراقي دفع ثمن سذاجته وحماقته ومازال يئن ويعاني ويحلم منذ سنوات بشمس لعلها تشرق من جديد..



#عباس_موسى_الكعبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حينما ينفجر بالون قادة الحركة الاحتجاجية
- الكاتب الغامض سام هاريس
- جزار بغداد وجزار التاجي
- ياسامعين الصوت الجياع عملاء!!
- ثقافة الاعتذار من المنظور العربي


المزيد.....




- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...
- -تصريح الدخول إلى الجنة-.. سائق التاكسي السابق والقتل المغلف ...
- سيون أسيدون.. يهودي مغربي حلم بالانضمام للمقاومة ووهب حياته ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى في ثاني أيام الفصح اليهودي
- المقاومة الإسلامية في لبنان .. 200 يوم من الصمود والبطولة إس ...
- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...
- الأرجنتين تطلب توقيف وزير الداخلية الإيراني بتهمة ضلوعه بتفج ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس موسى الكعبي - رسالة الى الأمة المصرية