قصص قصيرة جدا / تحريض

عماد ابو حطب

الحوار المتمدن-العدد: 3724 - 2012 / 5 / 11 - 00:43
المحور: الادب والفن
    

قصص قصيرة جدا


1/


بحث مصني

أفاقت الصغيرة على دوي القصف،كان الصوت يرج المنزل،كل ما حولها دمار وأنقاض...أزاحت الركام من حولها وبدأت بالصراخ على والدتها...والدها...دون جواب...بحثت عن والديها من حولها...بحثت عن لعبتها المفضلة....ولما يأست من ايجادهما بدأت بالبحث عن ساقيها اللذين سرقهما الانفجار....


2/


تحريض

صرخ الفتى عاليا:أحبك.سرعان ما اعتقل بتهمة تهديد الامن الاجتماعي
وأعلن المذيع الوقور من على شاشة التلفاز: فم الشاب أصبح منطقة عسكرية مغلقة!!!!


3/


رأس وحلم

في اليوم الأول حلم الفتي أنه صرخ في وجه رئيس الوزراء،وحينما أفاق من النوم وجد لسانه منزوعا.
في اليوم الثاني حلم أنه سار في مظاهرة ضد سياسات الحكومة،وحينما أفاق وجد ساقه مبتورة.
في اليوم الثالث حلم أنه كتب مقالا ضد جهاز الأمن وحين أفاق كانت يده خالية من الأصابع.
في اليوم الرابع حلم أنه نادي بخلع الرئيس...فزع من نومه قبل أن يصحو ويجد رأسه مقطوعا.


4/

قارئ مثابر

منذ نعومة أظفاره حلم أن يصبح كاتبا مشهورا.وحين كتب قصته القصيرة الأولى اعتقد أنها ستكون قنبلة الوسط الثقافي،دار بها على جميع الصحف والمجلات الى أن وجد لها مكانا قصيا في صفحة بريد القراء...لم ييأس،كتب الثانية فالثالثة...لكن أحدا لم يكترث بكتاباته التي احتلت مكانها المعهود في بريد القراء...أكمل كتابة مائة قصة قصيرة لم يلتفت اليها أحد.في ذلك اليوم المشؤوم كاد باب بيته أن ...يتحطم تحت ضربات مجموعة من الرجال الغاضبين،سحبوه من أمام الباب بقسوة وسرعان ما عصبوا عينيه ،القوا به في سيارة نهبت الطريق مسرعة.حين توقفت السيارة سحبته أيد عدة لم يشعر الا وهو على أرض غرفة ، حينما رفعت العصابة عن رأسه وجد نفسه أمام رجل عابس نظر اليه مخاطبا:لقد تابعتك باهتمام منذ القصة الاولى التي نشرتها.أنت كاتب موهوب ،ما تكتبه مليء بالايحاءات المبطنة وكأنه رسائل مشفرة .درست ما كتبت جيدا وخلصت الى ان همك الوحيد التحريض ضد النظام والاطاحة به..
ياللهول ...أعوام طويلة عاش على أمل أن ينتبه ناقد مشهور الى نصوصه ليكتشف أن الوحيد المهتم بكتاباته لم يكن الا جهاز المخابرات!!!

#عماد_ابو_حطب (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل