أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالله صقر - فتاة البستان














المزيد.....

فتاة البستان


عبدالله صقر

الحوار المتمدن-العدد: 3723 - 2012 / 5 / 10 - 04:08
المحور: الادب والفن
    


خطت خطوات كغزال شارد , هذه الخطوات ألهبت قلبى ومشاعرى , كانت معصوبة الرأس , يتدلى من رباط رأسها شعر أسود كسواد الليل , شعر غزير , يبدو للناظرين كالحرير , ما أجمل خطواتها , لم أعتاد على تلك الخطوات من قبل , فهى ممشوقة القوام , كانت تلبس جلباب أسود , رموشها غزلانى , كانت تحمل على رأسها جرة بها ماء , وأثار الماء تتخلل ذلك الوجه الجميل , هى بدون مكياج لكن مكياجها ربانى , خديها يشبهان التفاح الطازج , فهى تشبه الزهور اليانعة , عيناها كقوس قزح بهما جميع الآلوان التى تشع جمالا .

المشية تشبه مشية جنرال , حيث أنها ممشوقة القوام , لم أتخيل أنها فلاحة أطلاقا , فمشيتها لا تشبه مشية أى إمرأة قابلتها , تدل على الدلال والخفة والدلع الألهى , حين رأيتها على رأس بستان , لم أتخيل أن هذا الجمال يعيش فى أحد القرى النائية والتى هى معزولة تماما عن المدنية وركب الحضارة , لكنها مهتمة بنفسها كبقية بنات جيلها فى المدينة , وهذا كان أحد أسباب تعجبى وأندهاشى , كانت تتهادى كنور مشع فى ظلام حالك , أيقنت أنى أسير وأنا خلفها , أننى أسير فى ظل أستظل به من قيظ الشمس .

جرتنى أقدارى وقدماى الى المسير خلفها , ولكن بعد برهة ليست ببعيدة ألتفتت إلى وقالت فى عتب شديد اللهجة وفى أستحياء : من أنت ياأفندى ؟ .... فى البداية أخذتنى المفاجأة وأحسست بالحرج الشديد وتلعثمت فى الكلام , لكن سرعان ما أن أعدت توازنى وأستجمعت شجاعتى وقلت لها : أنا لست من هذا البلد أنا غريب , ردت على وقالت : الغريب يمشى خلف حرمة !! , أكلتنى هذه العبارة وجعلتنى فى ربع هدومى كما يقول المثل العامى , أعتزرت لها وقلت أنى لا أعرف الطريق للبلدة حيث أن الباص أنزلنى بعيدا عن البلدة , أنا أيسر على هداك حتى أصل لمشارف البلدة , أعزرينى وأقدم لك أسفى الشديد .

دار بينى وبين نفسى عتاب , وقلت لنفسى لماذا أنت تسير خلف البنت ؟ ! أنت حضرت الى هذه القرية كى تستلم عملك فى إحدى المداس , وأخيرا قدمت أعتزارى لها .الى أن وصلت الى مدرستى أخيرا وبعد يوم عمل وصلت لسكنى الجديد , و الى أن وصل المساء ولم أعرف للنوم طريق , حيث كان جل تفكيرى فى هذا البدر الذى رأيته فى الصباح , وظللت مستيقظا وعقلى يذهب يمينا ويسارا ... كيف أراها ثانية , إنها شدت شغاف قلبى , أحسست أن هناك شيئا ما خطف قطعة من نياط قلبى , وحاولت أن أهدئ من نفسى التى كانت غير متزنة فى تلك الليلة الغريبة على من حيث المكان والزمان والآشخاص , وقلت لنفسى محدثا : أمعقول هذا الذى يحدث معى ... أمعقول أن يتحرك قلبى بهذه السرعة وأنا الذى تعايشت مع زميلات غاية فى الجمال والرقة فى الجامعة !! أمعقول أنك تصل لهذه المرحلة من الدونية !! إنها بنت قروية لاتحمل مؤهلا دراسيا , وهناك فارقا كبيرا فى المستوى الآجتماعى , وتقع بهذه السهولة ... وا أسفاه .

ليس هناك توافقا أجتماعيا بالمرة , ولا توافقا ثقافيا , طب كيف تتفاهم معها وهى فلاحة لا تدرى عن الدنيا شئ ؟ إن كل تفكيرها فى الحقل والزرع , إنها قروية وأنت مدرس ومتعلم وليس هنااك توافقا أجتماعيا ! وكيف تتفاهم مع هذه المخلوقة ؟ هواجس وأفكار أوصلتنى الى أننى سوف أزف لها عريسا فى أقرب وقت , أنه القدر الذى ساقنى لهذا التفكير العجيب بمجرد أن رأيت فتاة جميلة فى الريف , وما أكثر الفتايات الجميلات فى الريف .

رسب فى أعماقى هذا الموقف وظل عالقا لفترات طويلة من العمر , إنه حقا لشئ غريب , وداومت على عملى , وفى يوم من الآيام وأنا فى حصتى منهمكا فى الدرس تظهر لى ملامح تلك الفتاة , فأضطر الى أن أستوقف عن تأدية الدرس , حقا هى أمتلكت جزءا كبير من تفكيرى وخيالى , ولكن كنت أرفض فكرة الزواج من هذه القروية للأسباب التى ذكرتها , ففى كل ليلة قبل أن أنام يراودنى شكلها الملائكى , وأظل أتقلب كالسمة التى تشوى على النار الحامية .
فى يوم من الآيام كنت منهمكا فى الشرح , وكنت أدرس للمرحلة الآعدادية , وإذا بباب الصف يطرق , وفتحت الباب وإذا بالففتاة التى رأيتها فى البستان ممسكة بيد طالب عندى بالصف , فقالت لى لو سمحت يا أفندى تدخل أبنى للصف لآنه رافض أن يحضر للمدرسة , ولك يوم على هذا الحال .



#عبدالله_صقر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عادل إمام الفنان والآنسان
- اليوم مثل أمس
- الآيادى البيضاء
- يا جماعة أعقلوا
- هل هؤلاء هم شباب الثورة ؟
- العبث بأمن الوطن
- الحرية لها ثمن
- مكتوب مفتوح لكل الناس
- قضايا شائكة ( العلاج الروحانى )
- الله يرحمك يا أمى
- حين أشتاق إليك
- عهود الظلام
- أهمية اللعب للطفل
- الدنيا زى شريط سيما
- إننا فى حاجة للحب
- مناجاة الى وطنى
- جيش مصر جيش الشجعان
- العسل المر
- يا سارقا لآحلامنا
- أنشروا الديمقراطية بالسلاح والبندقية


المزيد.....




- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالله صقر - فتاة البستان