الغباء وانشتاين وحرية الفكر

اخلاص لطيف يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3720 - 2012 / 5 / 7 - 12:04
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

لقد وردت امامي على الفيس بوك معلومة فحواها قول انشتاين (( الغباء هو فعل نفس الشيء مرتين بنفس الاسلوب ونفس الخطوات مع انتظار نتائج مختلفة )) .. وقد تجاوزت انا هذه المعلومة رغم عدم تاييدي لمضمونها وما تعنيه , ولكن هذه المعلومة قد تكررت مرة اخرى مما يوحي باهتمام كثيرين بها , ولكوني قد لمست ان هذه الفكرة او المعلومة التي طرحها انشتاين هي خطأ ورغم انها خطأ فان بعضا من الاصدقاء قد اعتمدها واعاد نشرها وهو الامر الذي دفعني ان اساهم في تنبيه اكثر عدد ممكن من افراد شعبي الى ان الحرية تنطلق اولا من اعماقنا عندما نحرر تفكيرنا من تبني افكار الاخرين دون تفعيل تفكيرنا الخاص ودون مناقشة او بحث وتمحيص هذه الافكار .

من الخطأ ان نتبنى فكرة فيلسوف او رسول او نبي فقط لكونها صادرة عن هذا الفيلسوف او ذاك النبي , فلو وصلنا قول عن المسيح او قول عن النبي محمد فاننا بالتأكيد لم نسمعه من فم المسيح او من فم النبي محمد انما وصلنا عبر قنوات متعددة قد تكون سببت هذه القنوات بعض التغيرات في معنى هذا القول ولذلك فمن الخطأ ان نسلم بهذا القول دون تفعيل تفكيرنا الخاص .


وبما يخص حكمة او قول او معلومة انشتاين التي هي
(( الغباء هو فعل نفس الشيء مرتين بنفس الاسلوب ونفس الخطوات مع انتظار نتائج مختلفة )) فانا اعترض على ذلك !!!

ورغم انني انسانة بسيطة مقارنة بالعالم العالمي التاريخي انشتاين الا انني اقول ان كلام انشتاين هذا هو خطأ ولا يمكن اعتماده لانه يناقض الواقع , اما كيف ؟ فاليكم المثال التالي :-

لو وقفت انا تحت مصباح كهربائي في الشارع وبيدي حجر ورميت هذا الحجر على مصباح الشارع الذي انا تحته ولم اصبه فان الحجر سينزل الى الارض حتما دون ان ينكسر المصباح .

ولو طلبت انا من احد ان يناولني هذا الحجر (( يعني نفس الحجر )) وبقيت انا في موقعي دون ان احرك قدم من قدميّ (( يعني بنفس المكان دون تغيير )) , ثم رميت ((نفس )) الحجر من (( نفس )) موقعي على (( نفس )) المصباح فانني انتظر ان احظى بنتيجة مختلفة حتما اي بعكس ما قاله انشتاين وهذا ليس من الغباء .
وان لم اصب المصباح في المرة الثانية فساكرر (( نفس )) الفعل و(( بنفس )) الاسلوب و (( بنفس )) الخطوات الى ان يتحقق ما كنت انتظره وهو ان احظى بنتيجة مختلفة وليس كما قال انشتاين .
اشكر الاصدقاء الذين نشروا هذه المعلومة للمرة الثانية الامر الذي دفعني لكتابه هذا الموضوع.

#اخلاص_لطيف_يوسف (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات