اجتياح

فدوى طوفان

الحوار المتمدن-العدد: 3716 - 2012 / 5 / 3 - 18:55
المحور: الادب والفن
    

سأستدعيهَا جنيّات الريح
وساحرَات المطَر
الهة النّجٌوم
وتراتِيل السّحر
أحتاجهَا لغَاتي
معاجٍمي
قٌصاصاتي القديمَة
وأفكَاري العاقلَة
و الهوجَاء
والبلهَاء
تلك التِي تٌنازعٌني فيهَا السّكرات
والرّغبات
والأمنيّات
أحتَاج جيوشًا من كلم
تجتاحٌني
تٌلبسٌنِي درعًا بليغًا
ولسانًا فصيحًا يصدَح
أريدٌ أن أستجْمِعهَا قواي
جميعًا بلا تلكؤ
أحتَاج لكٌل صلوَاتي
أتلٌوهَا
وكٌل الأدعيّة
أرتلٌها
تلك الّتي
علمتني إياها جدتي
والّتي لم تعلّمني
سَأتضرّع

وأدعٌو
أن يكٌون
هو وحدٌه
خٌبزي
ومِلحي
مائِي
و اخضِرارِي
ترتِيلَ النورس
بليَالي الصّيف
سكٌون البحر
وجنٌونَ البحر
ومرفأ ترسٌو فيه سفٌني


سأدعٌو
كَي تحنّ السمَاء
ويرأف بٍي الزّمن
ويحوكَ لي قدرًا معك
وشملاً محتمًا
يجدل لي
جدائِل حلمٍ
أنجبٌ لكَ فيه
قبيلةً من رحِم الشّوق
أطفالاً
يطوون بأناملهِم الصغيرَة
المسَافَات
والمسَاحَات
يرٌسمٌون بضَحكَاتِهم
دٌنيَا تَجمعنَا معًا
أرى في إقبَالهِم
دفءَ قلبكَ يضمٌني
وطيبَ ريحِك يعانٌقني
يداعبٌون إغفٌائي
بنَفَس منْك
أَصحٌو علًى عبَقٍ
يسرقٌ من ثَغري
قبلًا بيضَاء بلا وَقف
تٌعتصرٌ من ريقِك
فتنسكبٌ مذاقًا شهيًا
على شفَاهِي


سأدعٌو
أن تَمدّ ذراعَيها الّسمَاء
وتشقّ صًدري المزدَحِم
بأمَاني عٍناقِك
واشتياقِك
لتطيَر مِني
حمائمٌ تحملٌني
إلى قلبك
على كَتف الغَيم


سأدٌعو
أن تزٌوركَ أصَابعي حَبوًا
تسقٌطَ على جَفنيكَ سهوَا
تلامسٌ شَفتيَك لهوًا
وأرتكبَ فيك معصية الاشتهَاء
واصنعٌ لكٌ عبثًا
خٌلقَ لأجلنَا فقط
أشَدّ غوايَة
أشدّ لهفَة
وألاحقٌك كأنفاسِك
اللاهثَة بحٌلم

سأدعٌو
أن لا يعَاقبنِي الله
وأنَا امتلأٌ خَطايا
وأنا أشتَهي
عاداتِك جميعًا
أعشقٌ
تفاصيلَك جَميعًا
جاذبيتٌك المحرمَة علَيّ
صوتك الدافٍئ في صبَاحي
ورائحة الفجر الّتي تٌشبٌهِك


سأدعٌو
أن يدومَ بقاؤٌك بِعمٌري
وأن لا أتٌوبَ عنكَ أبدًا
وأن تخفّ ثَرثَرتٍي
وبَعثَرتِي
وأن أحبّك بهٌدٌوء
لعلّ المسَافة
بَيني وبَينكَ تَسقٌط
فأجدٌك منّي قَريبًا

...

#فدوى_طوفان (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل