أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عماد علي - التخوف من مصير ثورات العصر له مبرراته















المزيد.....

التخوف من مصير ثورات العصر له مبرراته


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 3716 - 2012 / 5 / 3 - 15:42
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


اخذت الثورات و الانتفاضات التي حدثت في منطقة الشرق الاوسط منحا و مسارات مختلفة لكل بلد و منها في غير موقعها، و لم تختفي سعير نار بعض منها لحد الان، و كذلك لم تخمد منها بعد بعدما استئصلت الدكتاتوريات ايضا، و لم تصل بعض منها الى ما كان منتظرا منها ايضا، على الرغم من وضوح و سطوع بريق اللمحات القُطرية الخاصة بثورة كل بلد و التي تستند على التاريخ و الثقافة و الوضع الاجتماعي الاقتصادي و الوعي العام لشعب كل منهم . يمكن ان نسمي هذه الثورات بمسميات مختلفة، الا اننا لا يمكن ان لا نصنفها ضمن لائحة الثورات الاصيلة النابعة من رحم الشعوب ، و ان ازدادت التدخلات في ثناياها من قبل الايدي الخارجية المختلفة و الطامعة السيطرة على شؤون هذه الشعوب بطرق و اشكال متعددة ولاغراض و مصالح مختلفة . الاطار العام لكل ثورة و ابعادها و ما انبثق منها او ما افرز لنا، يعكس لنا جوهر كل مجتمع و توجهاته و مستواه و خصائصه العامة و طبيعة مجتمعه، ان ما نلمسه من الشكليات و المظهريات سواء في الفكر و العقيدة و ما ارغم المجتمع على التوجه ليس من ولادة التركيبة العامة للمجتمع بذاته بقدر ما فرض عليه عبر التاريخ و دون وجه حق و انما بقوة السيف، او بالترغيب و الخدع و الحيل الكثيرة ، وهذه تظهر للمتابع بشكل جلي و واضح بانها مزايا سطحية و من نتاج الاغبرة و المتراكمات الناتجة من جراء الغزوات و الاحتلالات التي تعرضت لها هذه المناطق من الشرق و الغرب، و اثرت عليها كافة الفلسفات بلا استثناء . و ان ما نحن متاكدون منه انه بمجر بمخاض بسيط لحركة التاريخ الساري بسرعة و ما تفرضه الاصالة من الصفات و العقليات ستنفض ما تجمعت من ما لم يتوافق مع متطلبات المجتمع و عقلياتهم و ما يعارضه ما حملته لهم حضاراتهم العريقة .
باعادة النظر في كل ما يجري و تداول القضية مع الذات و على عكس ما يفرضه الواقع، و باالتعمق في التمييز بين الاصيل و الحقيقي مع المزيف، و بقراءة ما فرضت فوقيا بقوة كانت او بالحيل و الخداع و اشهار السيف، يمكننا ان نبحث واقع ما حلت بالمنطقة و ما توجهت اليه هذه البلدان و ما يمكن ان تصل اليه ايضا بعد تلك الثورات و ما يمكن ان نستقراه و يمكن ان نتوقعه في نهاية المطاف بشكل حتمي،كي نكشف ما تحمله لنا المراحل المقبلة من حياة شعوب هذه المنطقة .
لو نستجمع النقاط المشتركة من كافة الجوانب بين البلدان الثائرة ، و ان كانت باختلافات بسيطة هنا و هناك، اننا نتاكد من امتلاك بلدان المنطقة لحضارات يشهد لها التاريخ و هي تفرض نفسها بان يحسب لها الحسابات الدقيقة من كافة النواحي، و ان كانت هناك محاولات شتى لطمسها نتيجة تعارضها مع الاحتلالات و الغزوات الفكرية العقيدية المختلفة بشكل عام و الدينية بشكل خاص،و التي تعرضت لها المنطقة في حقبات مختلفة من تاريخها، و التي كانت اتية اليها من خارج حدودها. ان ما نحن متيقنون منه فان عراقة هذه البلدان لا يمكن ان تسمح الى النهاية بان تخطف منها منجزاتها و منها الثورات من قبل من يحمل افكار غريبة عنها من الدخلاء ، ولو قورن بشكل واسع و بعمق تاريخ كل بلد قبل و بعد ما وصلت اليه الافكار و العقائد الغريبة عنه بالترهيب و الترغيب و النابعة من عمق الفكر و العقلية البدوية الصحراوية و من عقليات غير حاملة للافق الواسع للسمات الانسانية و الثقافة و المعرفة التقدمية التي وصلت اليها البشرية في العديد من بقاع العالم، اننا يمكن ان نقول انهاكانت مرحلة مشؤومة بشكل كبير، فاننا يمكن ان ننتظر النتيجة الصحيحة و الملائمة للعصر في نهاية الامر .
الى ماذا تؤول الاوضاع الراهنة، من يمتلك الحق في قيادة و ادارة الثورات، تحدث ثورات مضادة او مضللة، تخطف الثورات او تسرق في لحظة ما، تكون النتيجة النهائية للثورات عكس ما اندلعت من اجله، تكتمل الثورات بمراحل متعاقبة متعددة و متتالية او بفترات متقاطقة حسب ظروف كل بلد من حيث المراحل الزمنية اتسمت بمزايا معينة، من يقطف الثمرة في النهاية، كل هذه التساؤلات تجول و تصول في خلد كل متابع جدي لمصير هذه الشعوب و المتابع لمجريات الثورات و ما وصلت اليه . و انه لامر طبيعي ان تاتي بعض تلك الثورات في مراحل معينة منها بنتاج و وقائع مرحلية سيئة او عكس ما كان المنتظر منها، الا ان حركة التاريخ الاصيل التي تتصف به المنطقة و الاندفاع الكبير للشعوب و تصميمهم على عدم الاستسلام لكل طاريء غير مرحب به في اية لحظة ، يجعل منا ان نتفائل في الوصول الى النهاية العملية بسلام و صحة ، و ما يمكن ان تستقر عليه هذه الثورات في هذه البلدان الاصيلة وهم اصحاب الحضارات العريقة التي يشهد لها الجميع، في النهاية، على العكس من الاخريات التي لم تتحرك ساكنات نتيجة مستواهم و وعيهم العام المعلوم و ثقافاتهم التي لم تخولهم لحد الان التحرك من اجل مواكبة التاريخ والتقدم و ما تتطلبه العقلية الانسانية المتحضرة و الحداثة و التطور الاجتماعي الفكري الثقافي المصاحب لمختلف التطورات التي يشهده العالم، و هذا لا يعني انهم يبقون مطموسين في الوحل الى الابد بل ستنضج المرحلة التي تدفع بهم و ستصل ظروفهم الموضوعية و الذاتية لحال تجبرهم على التحرك و لا يمكن لهم ان يبقوا على ماهم عليه الى الابد، و لن تتمكن اية قوة امامهم لتصدهم ، على الرغم من استغلال قادتهم التخلف و الجهل المتفشي في بلدانهم من اجل مصالحهم في كل الاوقات و الازمنة كما نعلمه لحد اليوم .
لذا، ان كان التخوف من ما تقع فيه هذه الثورات محقة و له مببراته العديدة، فان وقوع ثورة بلد ما في مطبة في مرحلة ما لامر طبيعي، الا ان سعة التحرك المدفوع جراء الوعي العام و المعادلات العامة للعلاقات المختلفة في العصر الحديث كفيل لايصال القافلة عبر المراحل المتتالية نحو المحطة النهائية التي تكون لصالح الانسانية و التطور البشري بشكل عام . فازالة و خلع الدكتاتوريات و توفير الحريات و سلاسة التحركات و عزم الشعوب لم ينتج الا الصحيح ، و سياتي الدور المقبل على الشيوخ و الملوك التي نفذت مدة صلاحياتهم الزمنية و الفكرية و العقيدية، غير ان من الظروف المعينة الموجودة و الدوافع الضيقة المتاحة من القوانين الحياتية و الاعتقادات الانسانية التي مرت عليها الزمن ايضا، و التي تفرضها نفس البشرية الامرة بالنرجسية و الانانية هي التي تفرض لحد الساعة بقاء هؤلاء، الا انه ستسيطر العقلية الملائمة في لحظة ما لتنقلب الوضع على من يتمسك به بالقوة و ما لديه من الاسباب ، من المال و الجهل و التخلف و تقبل العبودية التي هي السلاح بيد المتسلطين دائما و تحميهم و ابقتهم لحد الان كسد منيع امام التغييرات المنتظرة. و العبودية هي التي دائما تحمي الجلاد و تسد الطريق امام التحرر الذي يُبنى دائما مستندا على اعمدة ثابتة من العلم و المعرفة و حماية المظلومين و توفير فرص المساواة و العدالة الاجتماعية .



#عماد_علي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوضع العراقي بحاجة الى الحلول الجذرية
- طبيعة و تركيب الطبقة الكادحة في منطقتنا
- المطالبة بحق تقرير المصير على ارضية الخلافات !!
- الزاهد العلماني هو المنقذ
- هل الوقت ملائم لأعلان دولة كوردستان المستقلة ؟
- هل مجتمعاتنا تصنع الذئاب لتحكمها دائما؟
- مايؤخذ على تعميم ارتداء الثياب الكوردية في عيد المراة العالم ...
- حتمية مرور ثورات الشرق الاوسط بالفصول الاربعة
- ما هي رهانات الشباب في العراق اليوم ؟
- بسالة الشعب السوري وصلت الى القمة
- من كان جزءا من المشكلة لا يستطيع حلها
- اقليم كوردستان بحاجة الى دستور ديموقراطي
- ثورات العصر بين تعامل الشرق و الغرب
- هل يستحق الشعب الكوردي دولته المستقلة ؟
- هل من تغيير فوري بعد الثورات ؟
- مواجهة التحديات الانية على حساب الاستراتيجيات!!
- مستقبل اليسار و مجريات الشرق الاوسط
- هل يسقط النظام السوري ؟
- دور القوى اليسارية والربيع العربي ..
- بديل النظام السوري بعيدا عن المؤامرات


المزيد.....




- أهراءات مرفأ بيروت... صرح شاهد على أضخم انفجار شهده لبنان يض ...
- زياد رحباني، الكائن الذي خُلق ليبدع ويلتزم
- غزة.. 70 قتيلا منذ الفجر و-أوكسفام- تحذّر من إبادة جماعية
- روسيا تدمر 18 مسيرة أوكرانية وحريق بمحطة قطارات فولغوغراد
- دخلتا المجال الجوي المحظور.. اعتراض طائرتين فوق منتجع ترامب ...
- اليمن.. مقتل 68 مهاجرا أفريقيا وفقدان العشرات إثر غرق قارب
- استطلاع: 38% فقط من الألمان مستعدون للقتال من أجل وطنهم
- الرئيس اللبناني: العدالة لن تموت الحساب آت لا محالة
- علاء مبارك يشعل تفاعلا بفيديوهات لوالده عن دور مصر في دعم غز ...
- -حصار السفارات-: اعتداءات على بعثات دبلوماسية أردنية ومصرية ...


المزيد.....

- اليسار بين التراجع والصعود.. الأسباب والتحديات / رشيد غويلب
- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عماد علي - التخوف من مصير ثورات العصر له مبرراته