أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شعوب الجبوري - أعادة قراءة الرؤيا النقدية للدكتور خيرالله سعيد لرواية: وليمة لأعشاب البحر للروائي حيدر حيدر















المزيد.....


أعادة قراءة الرؤيا النقدية للدكتور خيرالله سعيد لرواية: وليمة لأعشاب البحر للروائي حيدر حيدر


شعوب الجبوري

الحوار المتمدن-العدد: 3715 - 2012 / 5 / 2 - 19:26
المحور: الادب والفن
    


كشف المستور في النص المعمور لرؤية د. خيرالله سعيد النقدية

أعادة قراءة الرؤيا النقدية للدكتور خيرالله سعيد لرواية: وليمة لأعشاب البحر للروائي حيدر حيدر

د. شعوب الجبــوري

عرض لمدخل موجز:

أفتتح المنتدى الثقافي العراقي ندوته الثقافية الالكترونية من برنامجه الشهري المعلن، الباحث للدكتور خيرالله سعيد، يوم الاربعاء المصادف 18/4/2012 على صفحة المنتدى الالكتروني –على البالتوك - ، بدعوة مفتوحة أحتفى بها اعضاء المنتدى والزوار في المشاركة المهمة، والتي تناول بها الدكتور خيرالله سعيد موضوع لقراءة نقدية في غاية الاهمية موسومة بــ:” قراءة نقديـــة في روايــة : وليــمة لأعشـاب البحـر للروائي السوري حيدر حيدر”، مرفقا للحضور تفاصيل الموضوع على موقع (الحوار المتمـدن: 2003)، والمسندة دراسته للرواية الى الطبعة الرابعة الصادرة عن دار أمواج في بيروت عام 1992، أستهل بها المحاضر عن عرض لسيرة حياة الروائي حيدر حيدر الفنية والفكرية، وفكرة وهدف مشروع الامسية الخاص بمنبر القاعة الالكترونية العالمية للمنتدى الثقافي العراقي من أهمية في تناوله بعناية ودقة للموضوعات الحساسة التي تشغل وينشغل بتغلغلها المثقف العربي عامة والعراقي خاصة، عبر قناة الموقع، الذي منح توصيفا به لهذا التقارب الفكري، بين التطور التقني والمساحة التي انجزها هذا التطور بالتواصل مع الجمهور المتعدد الثقافات والاتجاهات عبر أممية التواصل الملموس، واستغرقت الجلسه زهاء الساعتان ونصف تقريبا، في مداخلات وحوار، بعد التصفح للجوانب المتعددة لجوانب الرواية الشائكة، ومما شغله الباحث من تسليط الضؤ على خفايا عوالم الرواية من موضوعات حساسة، وكشفه عن تلك الدروب المعتمة بالقراءة للواقع المرير بين التجربتين المشار اليها في الرواية، والتي تحتاج الى مزيد من الصبر في الغوص بأغوارها البعدية والرمزية في البناء/التركيب، المكان/الزمان، الحدث/الابعاد، الشكل/المضمون، الاندهاش/الفزع، الحوار/الصمت، المرونه/التصنم، التفاءل/الاحباط/ التلملم/التبعثر.... بالاضافة الى الوقوف عند اجواء الامسية المفعمة بعمق المناقشات والاجابة في الاشكاليات على التساؤلات والتداخلات بين شخوص الرواية والعمل البنيوي للعمل الروائي....واعرب الباحث الدكتور خيرالله سعيد في ملخص حساس ودقيق في المتن الثقافي للحوار الفكري المفتوح والضروري، بان الرأي ليس محصور بالمقرؤ الظاهر بل بالمؤول الساكن، والقادر للتحريك بالبداهة برفقة الحافز الابداعي الكامن للنص. ومما لاشك فيه ان أسلوب الإلقاء الصوتي ومتابعة الاحداث للباحث في عرضه لتسلسل الاحداث والنقاط المدغدغة للعقل والتأمل، التقطها بتطوع وتطور بارع لحيثيات العمل الروائي، وكأننا امام عمل سينمائي وعدسات وزوم وقياسات مختلفة من الاشعاعات لآلتقاط زوايا عتمة الشبابيك المغلقة لتلك الوليمة...ولتلك الاعشاب..وللتأمل لعوالم التبحر في الرؤيا النقدية المبهرة، مخاطبا ومجسدا الباحث فينا متعة المخيلة للعمل الفني الابداعي بشذابة المشهد الناصع، وأنتشال متأن للقطات المثيره للتفكير من دون تثلم لاحتباس الانفس بالانتظار للقادم، وفك تشابكات العقد والصراعات، أعتمدها الباحث في سلاسة خصوبة التبادل المرن الدائم في المسافات التأملية للتناسل الذهني للصورة، بين الممسرح للحدث والمتلقي، وتأثير هذا التواصل التقني في تدفق المتعة بوقفات المحطة والارتواء المعرفي، لتلك السلاسة الذهنية بالانتقال، من خلال التقسيم للرواية، وروابط طريقة اسلوب السرد العضوي للعمل، والسرد النقدي للمركب البنائي، والتوقفات والتروي المخلص بين حرفية الابداع النصي النقدي، ورؤية الكاتب نفسه، التي أمتاز بها الباحث في سعة الامكانية النقدية في التحليل الممنهج، والرفقة الممتعة بسوغ الجمهور من الحاضرين، لبنية الاعداد النقدي هذا، تلك العلاقة الوشيجة هي اشبة “بالمدابغة في العصف الفكري” التي وضعنا بها الباحث في مسارة النقدي، هي الكفيله بنجاح ادوات طموحات فضاء الامسية، وحدود اطارها الزمني، ومدة عرضها ونتائجها المثيرة، بالنقاش والجدل.... فمنذ بدأ مدخلها، عبر الباحث بهدؤ مفعم ومتحمس لعالم الرواية وبصوته الجهوري الخطابي، جلد بفرض، الاستماع المكلل بالشوق، وبمزيج من التأن واللياقة الدافئة تفرد، صوته وأستساغت المسامع للحاضرين، في توصيل الكلمة بمعناها الآمن، واهميتها الغير مشوشة، من خلال قراءته الدمثة للنص، حين طل صوته بمنبره الشكيم، ملوَنا فيه صمت الترقب الدافئ كمايسترو بتوزيعاته لمقطوعاته الموسيقيه، وبنصا أدبيا مفعما بهدير خطوط ملامح عتيدة بتقسيمه النقدي للرواية، بادئا بعد التحية، قارئا بما بين يديه، واذا بصوت د. ابو سعاد مستغرقا بقوله: ....


“تقوم رواية الروائي السوري حيدر حيدر ـ وليمة لأعشاب البحرـ أو نشيد الموت 1
على مجموعة من الفصول، تتصدر الفصول الأربعة للطبيعة أسماؤها وتخترق هذه الفصول فصول متقاطعة ـ كنصل حاد ـ يقسم تجليات الفصول، حسب الحالة والحدث: الفصل الأول حمل اسم الخريف، والثاني الشتاء، والثالث ـ الربيع، وبين الفصل الثالث والرابع تقاطعت فصول أطلق عليها اسم: "الأهوار ـ الحب ـ نشيد الموت ـ ظهور اللويثان ـ ثم الفصل الرابع والأخير وهو الصيف" وقد جاءت تقسيمات هذه الرواية على هذا النحو لتكون وعاء زمنيا يمتد بين مطلع الخمسينات ونهاية الستينات من القرن المنصرم، وهذه الفترة من أخصب حالات المد الثوري في العالم العربي. وهو بهذا التقسيم يعالج أفكارا فلسفية، وإيديولوجيات ثورية، من خلال تجربتين هامتين، في بلدين عربيين هما الجزائر والعراق، قامت بهما حركتان ثوريتان هما جبهة التحرير الجزائرية والحزب الشيوعي العراقي ـ وجناحه الثوري "القيادة المركزية" وبغية فهم "حركة التاريخ" من قبل الكاتب، وعكسها ـ كتجربة ـ للمتلقي، أغرى حيدر حيدر قارئه ـ بهذه الرواية ـ لأن يتمعن بالاحداث الجارية وفق فصول الطبيعة الأربعة ، مستفزا عقله للتوقف مع قوانين الطبيعة ـ طبيعة الأرض وطبيعـة الإنسان ـ والتأثير المتبادل بينهما بالخلق والإبداع، جاعلا من "صورة المكان للطبيعة ـ مفصلا للفعل الإنساني، بين مكان وأخر، على اعتبار أن الرؤيا البصرية، تستدعي حالة الحضور الواعية، لخلق رؤية معرفية، ذات بعد جدلي بين الزمان والمكان، ما دام الفاعل هو الأنسان ذاته. كمتحول والطبيعة ـ كثابت. ومن هذه الزاوية سندخل لقراءة الرواية”.


وما للتأدية المنهجيه اعلاه للمقدمة والتوزيع الذي بدأ به الباحث، سيكون بمثابة التزام متماسك في تأدية تأثير مديدها، لدراستنا هذه من خلال تقسيم ابواب وفصول الرواية، وتحديدا في ظل اطار ما قام به الباحث الدكتور خيرالله سعيد. ولم نغادر ما الفته جاهزية البرهنة بالعمل، ولم نندفع خارج أطار ما هو سابق، لا في الابتكار ولا في تناهي الخطاب.

لكن ماذا اراد الباحث الدكتور خيرالله سعيد ان يقول ....؟ هل يرفد هذا الانتاج النقدي المعرفي الشاهق أن يكيَفه لنا لكشف ترميزات الواقع الراهن وما وصل اليه.؟ أم هي مجرد محاولة لتفكيك التاريخ من خلال أحضار هذا العمل ليفسح للتقييم النقدي مدخلا للواقع ومجريات تمفصلاته من خلال ترشيد المكون الروائي والنص ووقائعه وأيلاجها بمثاقب حفريات واقعنا المبهم.؟ او لربما للكشف عن ماهية تلك التوصيفات التي مسكها الباحث، ليعيد حرص فهم طرق تعاطينا مع فهمنا المسَبق وموضوعاته.؟ وهل يجدر بتلك تسميتها تقيم طرائق علمية، ام لفظية فقط للتحليل والروابط.؟ أم هناك ثمة أشكالية بعيدة في الأنعطافات اللاحقوقية وحلقات تاريخية الجريمة اللاعقابية المزمنة والمستترة .؟ وماهي تلك المحامل المعرفية للتاريخ في حقيقة الزيف المركب، في الملفوظات السياسية ، بأنعدام الحقوق التي يريد كشفها والتنبيه اليها الباحث.؟ ام ان الباحث يحاول ان يفكك أنجاز المفكك في تاريخية تمفصله الواقعي للسياسة.؟ ولكن ماهي طبيعة أحتباس ضياع المثقف والايديولوجيا في دوامة السلطة ومعركة المعرفة والادانات ، للدلالات الخرقاء بالولاء والاخلاص في بنية التنمية للمؤسسات السياسية والفكرية.؟ ام هناك ثمة اشارة الى التدليل على مغايرها وما يجاورها او ما يتعداها في أتقان هذه الانجازات الكفيلة في العبث الاجتماعي ومسؤلياته الضائعة.؟ او لربما يرد الباحث ان يبسط الايقونه السياسية التاريخية، وكشف أطر حصرها في هذا المنتج الادبي الابداعي.؟ في تقاسمية السياسة والتاريخية دون مفصل علمي محدد.؟ او لربما لآجل تركها حقيقة، دون بسطها لطرفي .؟ وجعل المعادلة، في الصراع شاملة، في عملية الكتابة والبحث، وتفتيح شظايا حفريات، لا تفكك معاملاتها الايديولوجية والنقدية، الا بالبحث عن منهج آخر.؟ او ما هي النظرة، الى عجلة الحلقة المفرغة للبديل المتتابع.؟ او هل على الباحث ان يحاول الشروع، في تشريح طريقة الفكاك، بأداء الاختلاف، في قراءة الانماط المباشرة، لنص الرواية وملاحقة عللها.؟ او لربما الاتجاه بعدم الرضوخ السهل، في الحديث عن النزعة الرقابية والعقابية، لكينونة الاحزاب السياسية، في رمزية تشكيلاتها السلطوية، ونفاذها المتفرد بالقرار، بعيدا عن الميول الغامضة لداعيمها، او كشف ماورائية الدافع لها.؟ ام الباحث يرى في الرواية، دافع حقيقي، لكشف ما نثر من فلسفة الانزياحات التنظيمية، في مجال الزعزعة الاستراتيجي، للهدم وعدم العمران .؟ او لا هذه ولا تلك، بل مجرد ارتسام محاور أحداثيات التمركز والنمو، في الصراع، بين تحدي العلم ومحاولة البحث، عن حل، بالمعجز الالهي الديني، كما هو الواقع، في المواقف المتطرفة والانتهازية، التي أشار اليها الباحث بتأكيده على بعض من النص الروائي في أمسيته.؟ او لعل القول، أن الباحث، وضعنا في المخاض العسير، كما وصل اليه كاتب الرواية من كشف المراكز والفرعيات والهوامش، لتلك اللعبة التاريخية، في مكامن الاحباط المتراكم، وتكثيف تخلف المعلومات، وبيانات معارفها، او مزج السرد التاريخي، باللاعقلاني، لكي تتعاطى بها، الاحداث والمسارات، ام هي الكشف، عن رهان الأصطدامات الدامية، في الممارسات المزيفة والجاهزة، او مداعبة، الشعارات والمقولات في عدم حسم المواجهة الدامية التي ارد الروائي قبل الباحث التأكيد عليها.؟ ام ان الباحث، لا يريد المواجهة، بالمنحنيات ورسم الدوائر المتعرجة والاحتمالات المفنتزه والعاطفية، لقراءة الاجابات الجادة للاجيال القادمة، لما بين المفهوم والسياقات، من فجوة علمية واخلاقية وثقافية لا تردم بسهولة ، لشساعتها وفضاعة نكباتها، او ربما هو الميول المتكامل بتأكيده، على ما افرزه الواقع من قراءات وبيانات تفضح منهجية ماكان من عدم الاكتراث.؟ ومن رؤيا واهمة متصارعة، وبلا اهمية اخلاقية، لبناء مستقبل الاجيال فوضوي/واللامنتمي .؟ وهل كانت كل تلك الاهداف مرصوصة بمفهموم المؤامرة/ام التأمر..؟ ام هو نخر مستقل للبناء الافقي والشاقولي الفكري والسياسي من داخل هياكلها الفكرية المنتظمة.؟ ام هو ديمومة واهمة في الصراع ما بين الدين والدولة والتاريخية والميتافيزيقيا كما تؤكد عليها بنية الكاتب في الرواية.؟ ام هناك حقيقة يردد رحاها الباحث مع الروائي في النظر بعمق الى تلك التحديات دون تبضيع بعضا منها متجزئة، لغرض وضعها امامنا بمشاركة فاعلة في قراءة الباحث النقدية والتفاعلية، لنتشارك في كشف، كل الاوهام والزيف، في الحمل القيميي والتاريخي والاخلاقي للانسان...ليدفعنا بنظرته المتعمقة امام النص بالمشاركة في التحقيق والاصغاء العلمي والمعرفي لكشف بواطن الامور والاعلان بها جهارا.؟

ومما لا شك فيه أن هناك الكثير من التحديات التي اشار اليها الباحث، والتي حقا تستحق الوقوف عندها، والتأمل ولافصاح لمدخل رواقه النقدي البعدي، بتشفيف لايغدو إلا متكافئا لما قام به باحثنا بمناشدة شاهدة بفك وتفسير النص الروائي بهدؤ وأتيان كما يأمل، لان الجهد الذي اقامه، جهد مضني وعميق لا بمثابة التهدأ به الينا بل هو قدح مترابط، متكامل، بل هو للاشادة بثقتة، بمن هو يستمع ويميل الى الجدل والحوار بمسؤولية، وعدم مبارحة ساحة الممارسة التنضيجية في مسافة التاريخ، لذا فالباحث، يريدنا التحفز معه لحظة، لربما قبل الانطلاق، والوثوب، والمتابعه، في مشخصات تضاريس التقسيم النقدي للرواية في الفصول الرئيسية والفرعية لها، وبوصلة ابداعها المقرؤ، وما لدينا من متابعة في أستقراء ما بعد رؤياه النقدية ووالتمعن في الاختيارات اللاحقة، لدقة اهمية نصوص الرواية تلك، الشائكة والمفعمة بالجدل، والدراية الواقعية في التمنهج للنسيج السياسي، وتطابع أسلوبها الايديولوجي، وكي ايضا تترابط عضويتها النقدية، بالتدقيق الى كل ما تقنَعت به، وراء أشكال التنظيمات والالتزامات والترتيبات في أقامة أماكن الخلاف والصراع ، في كل ما يسود استقرار قطاع حياة الافراد والجماعات السياسية بشكل خاص والمجتمع بصورة اشمل، التي اصابها التورط في الجمعنة بالاضطهاد والجوع والحرمان....الخ من أنحرافات وشذوذ ذات دلالة مألوفة في سلوك السلطة الدلالية، في السرد القمعي والتيارات السياسية الملفوظة خارج انتزاع الكلمات والارادة العاملة.

ليس خفياً على الباحث بخطر المجازفة، لكنه لا يتهاون عن خوض لعبة الناقد الشعري والرواية في صراعه مع مكون علائقه بالفلسفة السياسية عبر المنظور الماركسي والذائقة الادبية في بنية البيئة والذات الانسانية لها، بل يفتق حاجز العجز، ويلج بالعبور الى الاختيار الخطر ، في التعامل بأدوات موضوعاته، وهو الاعتشاق/الاشتياق للعمل المتميز وأشتقاقات التشوق النقدي العلمي لبناءة ومنهج صياغته، هذه المجازفة تتركه في خطوة متميزه بعوامله وفضاء صراعاته المتحسسة في جنسنه النص الابداعي ومخاضه، او تمثل رؤياه النقدية بإشارة مميزه في الغورية الدلائلية للوازم همهمة العسر النصي، مانحاً له خصوصية منشئية، بمخرجات عطاءها، وتفعيل للمسميات الناتجة، مدوناً اياها ببيانا فكريا، عبر التبصر والممنوح الوصفي للشيء اللامفكر-فيه/به، في مبادرة للمشروع الانزياحي الرغبوي، المتمثل بأقتراحات لصداقة عوالم الرواية وما تنشد اليه بتجرد عن كاتبها، أي التجدد/الرغبوي في أطلاق الأسماء والمعنى والحركة من جوف النص، وهذه الأبستيمية التامه الشفافية في مدخل التفريعات النقدية بالكتابة، اي الباحث يترك قارئه او مصغيه، متأملا عسيرا في فك التسميات وان كانت هامشية، ويحذر مسبقا، بالعناوين والاطلاقات الجازفة عن الانسلة العازلة بين النص الماركسي والنص الديني، التي يبتدع فيها المخيال بفراغات ساكنه، وحيالها يعيد الباحث صياغة حجمها في تراكيب فراغية جديدة محولا فيها بناء لوابد معمارية البعد، مخاطبا بها معرفة جراحية جينيه ناقدة للذاكرة، يكنها في ماهو مهترئ في كتل التفكير التفجيعي بفهم النقد للتاريخ ووسائل تطوره، والمتأكلة للحاضنة التحفيظية للملفوظات ذات الصدأ المتأبد في واقع التجربة، او محذرا من هو ساعي الى تأبيدها. واللعثمة بتثليمها..بشكلها الارادي اوالعفوي....وهنا الغبطة في دعوته الحقة، هو التنبه بالذائقة في الرواية والاستمتاع في الابعاد، ولمسات كاتبها، وتدرج الباحث الذي يتمايل معهم كالمصمم التشكيلي البارع الدقة في نقده المتدرج الذكي للاحداث والتجربة الغير عابرة برسمها، هذا الفضاء بلمساته تكتشف بداهة وخص نظرة الباحث النقدية كيف يلج بالافتراض/الفراغي التحقيبي، وصياغته برفقة الكاتب بحبكة لوحة تاريخها الشخوصي ، لينجز فيها الحركة والخطاب، بأقرار من الفرضيات والتأمل، بالغاً بها الاحتجاج، ومؤكدا فيها لمسات المكان، ووشم صفحات التفكير المبدع بالزمن، راسما الحس ببياناته وملاحقا القادم قبل وقوعه، وملاقيا أصناف التضادات التي تتعاضد فيه تهلعا، لمعالجاتها بشغف مرسوم اخلاقي اخر يطرحة للمتلقي لتسهيل تلقفه، ليتخطى به الملفات وملفوظاتها العابرة مرة، والمهيمنة عليها حينا اخر، عبر تعميق الموضوع، ليصبح ملما به كل هموم العبور للحقائق من داخل وخارج الحضور، من خلال التجديد بالخطاب والالفاظ والمنطوقات المتجددة والحيوية، التي يستحيل عليها الادراك العابر دون تأن، او بفكفكة معايير معارفها الضامرة، مما يدعو الباحث من خلال التساؤلات ادارى نابغة في فك النسيان بالتذكير والسهو بالانتباه لشد الحضور بدقة المنهج البعدي لرؤيا الكاتب الملتمحة بأنسجام مع رئيا الباحث وبجعلنا ان ندَركها من جديد، عبر تتبع لائق للانطلاق، بين الايجاز والدلالة، وشدة المعرفة، برؤيا حيوية كامنة، نابضة، تليق بقيمة التفكر للعمل النقدي، الذي افاض به الينا بالامسية الرائعة والمتفردة الدكتور خيرالله سعيد.

هذه الامسية، تشكل خطورة رائعة، في خصوصية الشكل المتخذ بتأثر الحياة العادية في زخم الافكار المتداولة واليومية، وتطور وسائل الاتصال بالجمهور. هذا الموقف الذي يعلنه لنا المنتدى في ولعه بالابداع والاضافه ، هو ايضا له مدلولية أنعكاس، في تثمين لدور ادارته، وبساط تنوع مسارها الفكري، وليس غريبا أو نائياً عن أنفراد الممارسة الفنية الدؤبة، بتطوير التنظيم الابداعي المواكب لحركة التجديد والتحديث وفاعلية الاصلاح في المسارات المستقبلية للعقل ونتاجه. علما أن ما قد تتعرض اليه هذه التجربة للمنتدى واستمرارية الاماسي الثقافية الالكترونيه من نقد وسؤ فهم، الا ان تجلد قيادة ادارته ايضا بواسطة الدكتور خيرالله سعيد وفريق عمله اثبتت قوة الاعتبار للهدف المطلوب تقديمة بالاداء والتواصل البناء لتطوير حركة نقد النقد المنفصل لدينامية العقل والعمل، مما تتطلبه من جهد وصبر كي تتمكن من الولوج الى فضاءه وعوالمه السائدة. ولادارة الامسية أيضا دور مهيب ولائق في اضافته من المقدمة الفنية للموسيقى الذي جعل الزائر يمرر بأختراق المألوف وزعزعة البداهات والقناعات التي يسود رسوها لأي موقع ثقافي أخر على الاطلاق - على البالتوك - في حبك لغة المشاركة والتفاعل، ما بين عرض الامسية وما بين فكرة المحاضر وأسلوبه في خوض التواصل في زخم التفاصيل المتصلة، وبفكرة ضمنية للعبة مناشدة الدقة بمنهج الاسترسال المرصوص، لطرحها لطفا عبقا من المعرفة بأبداع وحبكة ملذذة، بين مفاصل أروقة المحاضر الفكرية، التي يتخذ من أنزاله لها مفهوم جديد لمزاولة الاسهام الحضاري بالرأي، وتزاوجها المتدحرج ما بين لون وموضوع الكلمات للأشكال والاحجام والفضاءات للامسية، مما يجعل أعادة أنتاج باطني من الأفكار التي يتحرك خلالها الجمهور المتلقي بموضوع الامسية، وجمهوره الآدميين المعَجنيين بافكارهم الغنية بالمعرفة والمصابرة بالتحمل الدافئ السائد.

ومن تحت وطأة ما سيق اعلاه ، نود الاشارة ان هذه الدراسة لم تكن مرآة جامدة لنقل كل ما قيل، او كتب في النص الروائي، ولا تتصنم بنقل النص النقدي، بل نحاول تسليط الضؤ والالتزام بالأنسجام عما جاء به الباحث من تقسيمات وتفريعات لهيكلية وتسلسل بناءه النقدي،كما بينا اعلاه، كي تسهل مرونه المعلومات النقدية في نقد النقد، وعدم الانفلات مما جاء في النص النقدي للباحث من جهد متميز بمسكه للنص الروائي من قراءة ناجحة وممنهجة. وعدم الاختراق في تصنيفاته، لاجل الاستنباط منه النشاط الخطابي والنقدي، وكي لانغرق بالوصف والتحليل، وأتعلم منه شخصيا، سلاسة ادارة المعرفة النقدية للنص الادبي الروائي الابداعي.

وأخيرا، ما اود بحدة الاشارة اليه قبل الدخول في تمفصل شباك النقد، ان هذا العمل الذي بين يديكم هو نتاج مشترك بالتنفيذ مع الدكتورة إشبيليه الجبوري، ومحاورة ونقاش مع أ.د السعدون وأ.د الجبوري و د. ابوسلام و د. ابوذَر و د. الغزالي، لدى اللقاء الاسبوعي على الطاولة المستديرة، وهي تعبر عن وجهة نظر متواضعة للامسية من عمقها، ومن جهة اخرى لا بد من التأكيد عن انها جزء من اهتمامات شخصية في فروع الفنون الادبية وليس في مجال تخصصنا الاكاديمي والعلمي والمهني، كي نتجنب سؤ الفهم بالحكم المسبق ، واعترافنا ايضا بفجوات الدراسة هذه، التي نأمل بكل تقدير واحترام ، من ان تتطور بيد احد المهتمين لتنميتها وتحسين اعوجاجها.

وما لنا الا الشكر وجزيل الاحترام الى ادارة فريق المنتدى الثقافي العراقي بموقعه على -البالتوك -، والى الاستاذ الفاضل التقدير الباحث الدكتورابوسعاد على جهده وقيادته الراقية والرفيعة، والاستاذ الفاضل المحترم سامر عينكاوي ابو بسيم، والمديرة الفنية المتميزة (منمن)، في اتاحتهم لنا الفرصة الرائعة للتمتع بهذه الامسية. والتي تجعلنا نبدأ الان بالدخول مسرورين بالسعادة بعد هذا الموجز، ان ندخل في تفاصيل ابواب وفصول الدراسة.

بريطانيا

29.4.2012



#شعوب_الجبوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة تأملية في قصيدة توكل كرمان ونوبل للسلام للشاعرة راهبة ...
- رواية: رحلة بلا اجابات - الفصل الاول


المزيد.....




- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شعوب الجبوري - أعادة قراءة الرؤيا النقدية للدكتور خيرالله سعيد لرواية: وليمة لأعشاب البحر للروائي حيدر حيدر