أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شعوب الجبوري - قراءة تأملية في قصيدة توكل كرمان ونوبل للسلام للشاعرة راهبة الخميسي















المزيد.....

قراءة تأملية في قصيدة توكل كرمان ونوبل للسلام للشاعرة راهبة الخميسي


شعوب الجبوري

الحوار المتمدن-العدد: 3518 - 2011 / 10 / 16 - 00:44
المحور: الادب والفن
    



قراءة تأملية في قصيدة توكل كرمان ونوبل للسلام للشاعرة راهبة الخميسي

أولاً اود أن أشكر خالتي ("ماما" راهبة الخميسي)، على أتاحتها لنا الفرصة لما افرزته من أبداع في نشرها لنا قصيدتها الاخيرة (قصيدة: توكل كرمان ونوبل للسلام)، كقراء ومتابعين لثقافة الجديد الابداعي لمحاثثتها الصبورة بالنشر، لمواد ونصوص أدبية وفنية و، وكذلك رؤاها النقدية الراقية بالكتابة والدفاع عن حق حرية الانسان والتعبير عنها بأدواته المتميزة...، فأود تقديم تقديري وأحترامي لها شخصيا بقراءتي واطلالي على نافذتها "الادبية والفنية" لما تعبر عنه ليس كأمرأة بل كأنسانه تحقق لي القراءة، لكتاباتها على صفحات دونتها على الشبكة العنكبوتية، فاستوقفتني كثيرا مماحاولت من خلالها ان التقط من تلك الباقة الزاهية من متنزهها المعرفي والفني الابداعي تلك القصيدة الاخيرة لها، فدعتني قراءتي ان اقطف تلك القصيدة من ما فاضت بها كاتبتنا المبدعة من نفس متميز بالكتابة الابداعية الغنية عن التعريف بمهارته الخصبة، وما اريد ان اقوله قبل البدأ أني لست ناقدة متخصصة في الادب والفن، ولا ازعم بأني ظليعة من تجاوز العثرات في قراءتي المتواضعة بحق ما تكتبه شاعرتنا الانسانة، حين تقرأ ما هو ادناه اطلب السماح والعذر من الانفلات في انزلاقاتي غير مقصودة بحق القاريء ايضا، مما دعاني هو التعبير عن وجهة نظري بتلك القراءة البسيطة

والقراءة سأتابعها من أربعة مكونات: وهي التابع الشعري، والمكون الزماني، وكذلك المزاولي، وأخيرا المكون الايحائي

القصيدة التي تشير علينا بها الشاعرة بقراءتها وأعادة فهمها هي ليس تذكير بالجائزة ولا من استحقها ولم يستحقها وليس لكون (توكل كرمان، اليمنية الجنسية) هي أمرأة او من فبيل هذا وذاك ، بل قد اصرت الشاعرة ان تقدمها بأهمية الدور الذي قامت به (توكل كرمان) في دفاعها عن حق الانسان في رفاعة اهمية تفعيل دور المرأة في حتمية المشاركة الداعمة لحرية العقل والمجاهرة به نحو الحق المدني، تظهر علينا الكاتبة من خلال رؤية تاريخية-معاصرة، والتي يحتم علينا وضعها في ظرفيتها الموضوعية التفعيلية، بتاريخية/سياسية/ثقافية/أقتصادية/أنسانية. وهي تتناولها في مجموعة من الرموز، والتناقض وعلاقتها بفعل النقل بالتماثل على أساس عقلي وربطه بنظرية المعرفة، بلسانها هي كمتكلمة أو فارسة تأملية. في القصيدة تكتشف لما تريده الشاعرة وهي تظهر قوة تلك التجارب الباطنية بصيغة لغة وسياق التأثير بها. وأيضا من خلال التمثيل البلاغي بالصورة الاستفهامية التي تحوم باجواء من بداية العبارة الى نهاية الصورة اللاملموسة وهي تعيدها علينا ببعض وجبات المفردات والاشارات بوحدة رمزوية. وهنا تتجذر بكلمات او بالأومئات مثل (حمامة/جناح/حلقت/سافرت/أشرقت/أغربت/تفردت/الشكوى /السقام/ الزؤام/انجبت/ بنتها/ارض أمرأة/ذاع صيت امرها/احلى السطور/ رمزا خالدا...يمحو الدما، ويرتدي السلام) للأشارة القراءة التأمليه هنا، تحمل دلالات سلبية وايجابة في الصورة البينية المتغيرة، وللخطاب المعاصر بتحرير تلك الدلالات السلبية الى طاقة تنص بتحمل الاسباب والعقد التاريخية لنشئة لتلك السلبية الكثيرة التعقيد في واقعنا الراضخ بقبول السلبية. وهي تعالجها بومضات هادفة بالتتابع لهذه الدلالات التفسيرية التي تخوض بك الشاعرة من الغوامض وهي تجسدها بالظاهره كصراع وانتصار، وتضيف عليها الملمس التفسيري والتأويلي، التي تخوضها مع القاريء بطبيعة ترتبط بمسكها للتوضيح دون أنفلات.

فتلاحظ الترميز لديها هو عبارة عن تفسير مرتبط بنص ديمومة الفكرة ذات الطبيعة المعقدة. وتارة تفسر لك التفسير وهي تشرح المفردة/الرمز التي أساسا تعني بالغامض. وبهدؤ ساحر تدخلك الى عالم النص بذاتك وتحلل في القارئ النص، سواء أكان نصا لغويا أم غير لغوي، تجدين ان فيك نص ملزمك بالجلوس، والتأمل بأغوارك منه فيك.

القصيدة تعطي أكتمال التوضيح اللغوي السرمدي للسلام، وهي تعرض عليك كيفية التحدي/ المجابهة، والمجازفة/الصدفة، والطموح/ بالعدم غير الظاهر. تلك الرموز لدى الشاعرة تسوغها لنا بأكتمال من بداية القصيدة أحيانا وبعد ذلك تجدين نفسك في تحول أثناء القراءة وهي تحول القصيدة الى عناوين غير العناوين المكتوبه وهي اصنف بيها بتصنيفات وتفريعات ببنى تفسح بالانتباه من الوصف/البيان الى المعنى/الدلالة.

وتراها بين الحين والاخر تقسم الشاعرة الحدث الى التلخيص/الشرح، والتلخيص/الحبكة وتتركك بدائرة تألق العبارة فيك بسرعة غير تقليدية. فتلاحظي الانعكاس المنهجي للكتابة الشعرية الحديثة وأنت تقرأين تلك الملاحظات التكاملية في القصيدة، القت على الشاعرة جهدا وانت تقرأها وهي تتصارع من خلال الغمرة بالمقطع
حمامةُ فوقَ السماءِ حَلَقتْ
وطارَ فوقَ جنحِها من بلد السلامْ
كنزٌ من المحبةِ
كنزٌ من الوئامْ
قد حلقتْ
...وسافرتْ
على جناح نوبلٍ
فأشرقتْ
وأغربتْ
وفي ربيع اليمنِ تفردتْ
إستقرتْ
...وأنشدت
قد تلاحظ التركز على أسرار البلاغة الحسية والتشكيكية قبل كتابة الأنجاز، لكي تظهر فيك هذه التتابعية بالمقرؤة من الاحتفاظ، واللفظ خارجا بين الهدؤ/الرفض حسب الدلالات المستخدمة التي تطلعنا عليها من خلال النص قائلة (....
إني لكم يا أجمل الأنامْ
...إستكانت
...وأومأتْ
في قلب بنتِ سكنتْ
توكلا قد عانقتْ
ولكرمان باركتْ
................

كانها ننحني لتلتقط حصاةً وترمي بها ظل المرأة المشوّه . هذه القراءة التي تشكل عند الشاعرة ماتكشفه مخابيء جيل من الحس المتميز في مرحلة كتابتها الفنية وتفكيرها الشاعرة/ ذاتها، طبقا الي التتابع أو المنهج الذي يكّون التركيز على عقل باطنيتها ووحدتها، مما يجعل ترى بان مثل هذه الكتابة تثبت قيدها في معرفة تطور الفكر الابداعي، والابتهاج بالفرز التشاركي بالمحقق.

وهنا الاشارة أيضا الى القراءة في المكون الزمني في النص اي التعامل مع الخطابين الخارجي والداخلي، بين النص العضوي وكيفية التعامل مع الأخريات اللاعضوية معتبرة لنا أنهما مرتبطان أو منسوجتان من نصاً واحداً، بتلك الامكانية البلاغية وهي تلقط لنا الحدث من الداخل أحيان معتبره لنا ببناءها اللغوي من الخارج أحيانا أخرى، كما هو في
صنعاءُ يا مدينة
تشكو من السقامْ
تصارعُ الزؤامْ
بوركتِ أُمَا سَرًها ما أنجبتْ
ببنتها تفوقتْ
وذاع صيتُ أمرِها
وارتفعتْ أعلامْ
وتجد أيضا كيفيه المهارة وهي تجدد تطور الفكرة التي تظهرها بلعبة فنية ذكية في قراءتها الزمنية بالنص، وهي تعيّش القاريء بمتعه الفن بالفكرة التكاملية وهي تلونها بفرشاتها فوق مَلوّن التشخيص بذاتها/الاخر، كما في
فكنتِ أرضَ امرأةِ
قد سطرت سيرتُها
أحلى سطورٍ..
خلدتْ

ومن خلال النص المطروح تجد أنتماء القصيدة الحداثوي، أنتماءها التأملي وليس التفسيري فقط، من خلال تناولها اللغة/الصورة، وهي تحرك الموشور للحروف، التي تجعلها جمالية في التضريس المعقد. وهي تعبر بين التميز بنهوضك كنصا أخراجيا ممسرحا في صفوف لوحاتها الفنية وأنت تفسرين المعنى من خلال القراءة التزاولية النوعية التي تتركها لك كما وكأنها مفسرا. فتجد القصيدة حين تنقطها، وهي لم تطيق كظم صمتها بصرخة مدوية بلا عتب لدورة الافلاك بــ
يراعَها الايامْ
وصُرتِ رمزاَ خالداَ
ينضو الوغى
يمحو الدما...
ويرتدي السلامْ
تحاول من المكون المزاولي أن لا يفلت من تفسيرها القاريء أو يتبنى فيها أيديولوجيا ضيقة، بل تزعزع الضعف داخل القاريء وتلج بتأمين اللاتفسير للاخر. وهذا الرمز الطبيعي الظاهري تبنيه باطنيا، ولكن هذه التركة ليس مجانية بل من خلال العصف والمحاولة في أستشفاف المنظور النوعي، ولا تكتفي بهذا عجالة، بل تقودنا لما هو منجز من التجربة بصرخة مواجهة واحدة، بل وتنفتح للمشاركة دون كلل بالمجهول أو ("ال متى"...؟؟!! المفقودة الجواب). بحيث تجدها تتلمس تأثيرات الواقع الصراعي الموضوعي/الاجتماعي والقسوة الفكرية المتعافية، بالوعي الظاهر والواضح في المشكّك فيه/المتشكَّك عنه، أن كان خارجي/داخلي، الداخلي الظاهر/الداخلي الغامض. ولكنها لا تشك في شخصية صدقيتها بذاتها، لانها تمثل المتصارع المنتصر والمعترف بالوقت نفسه على الداخلي/الغامض، وهذا الصراع واضح من خلال بنية القصيدة منذ مطلعها وهي مستمرة بالمنادي وهي ماضية لنهاية القصيدة معلنا المصير بالسلام.... ولكنها أيضا، تحاول الانفلات مما عرفتك به وتعرفه بنفس الظاهره، تجدها كأنها ما تزال تقف في نافذتها لتغني له اي للسلام،كلمات القصيدة فيها مجدا من التأمل بداخلك، فتارة تصعد بك وهي تتمنّى من نفسك بوجودها كطائر، وتجد فينا الخلو الخاوي والخالي.. ، فتعود تعلّم بنا ما أضاعت به الكلمات والمواقف، بانشغالات السهو جديد، وهي تتصارع لظهور الشك الداخلي/الظاهر وهي ترفعها الى الشك الموضوعي، وأيضا تحاول القول والتأثر بوظائف رموزيتها الحيوية بالحركة والانتقال.

وبالنسبة الى المكون الأيحائي، شاعرتنا تكافح الكيفية التوظيفية بالجانب اللغوي/البلاغي الصوري. وهي تأخذ الرموز وتطبّعها في هيئة صور وأشكال موسيقة، وتمارس مهاراتها بنشاط الابتكار اللا تقليدي، وتطور الشخصية في أطار أيحائي نوعي، من خلال تقريب الصورة الضائعة والبلاغة الزمنية بحضورها. لكن لعبة اللغة تكون لديها لغة مؤثرة بالفعل/وردود الفعل من تقافز الأفكار الاجتماعية/الموضوعية التي تتجنب التفريط بها، وتحاول أعادة غزلها في حيز يؤثر في التكوين /البلاغي أي بين التفرط/والمبالغة. بحيث تراها تتحدث بأيجاز الصورة الفنية بالمجاز وتنفي بما لا يوجد أي أنعكاس للموضوعي بها، وتتجه الى بناء ما تراه في ذاتها/الاخر. وما تتجه حينا آخر الى تفقيس المُفرط به، من خلال تلك الصورة التكوينة التي تنجزها بنسج الواقع الذي يبالغ في الاسفاف بالاشياء وهنا تطرح الشاعرة واقعا مقرؤاً. بكل تشخيصاتة المكضومة والتي تنظر لها نظرة نقدية كما هي في القصيدة تختم فيها اللغز(السلام)، بعبارتها لتضع قواعد علينا نحو أشكالية فك الرمز المجازي قطعا بما لديها ولدينا، على أعتبار أن هذا التأثير المشترك ليس محدداً، يعني ليس ملفقا، بل هي تصنع تجويفا به الرمز علنا بلغة أستفهامية، ومنهجا خفيا، حين تشعر بأنها كشفت الغطاء المخفي وهو تقترب بالفهم الحرفي الموزون بالعبارة المشاركة لذلك المشّكل. وبه تتفهم العبارة بالمجازية. وأن الامضاء المطروح هو/هي، او هي /الاخر، هو هزة الآلم لرسالة فكرية مشتركة من الصراع المجتمعي وليس قاصرة على تأملها لنفسها، وهي كظاهرة من الوجود الاجتماعي بكامل وعيه الجمعي، بمنطق يتفق عليه الجميع بالاثارة، بمنطق عقلي وليس لغوي فقط، مبتعدة عن النص بل تقرأها بلغة الثقافات الانسانية التي تقرأ بالتمايز والايحاء المجازي الذي له حسا والى ما ورائية النص، وأملي

د.شعوب الجبوري
كاردف– بريطانيا
15/10/2011



#شعوب_الجبوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رواية: رحلة بلا اجابات - الفصل الاول


المزيد.....




- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شعوب الجبوري - قراءة تأملية في قصيدة توكل كرمان ونوبل للسلام للشاعرة راهبة الخميسي