أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عربى عيسى - آثار الطلاق على (الرجل-المرأة-الأطفال-المجتمع)















المزيد.....



آثار الطلاق على (الرجل-المرأة-الأطفال-المجتمع)


عربى عيسى

الحوار المتمدن-العدد: 3712 - 2012 / 4 / 29 - 01:40
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


الطلاق، كلمة باتت تتكرر كثيرا في المجتمع مؤخرا..وصرنا نسمع العديد من حالاته
وصار أقرب إلى الظاهرة!!
حيث
ان تعنت بعض الأزواج و الزوجات وراء كثير من حالات الطلاق،
فهما لايدركون قيمة نعمة الزواج التي أنعم الله بها عليهم..
ولا يحققون بينهم معاني المودة و الرحمة..
ولعدم فهم كل من الزوج و الزوجة حقوقهما يقع الطلاق رغم لحظات الحب التي عاشاها معا،
و عدم التوافق النفسي في العلاقة الخاصة بين الزوجين يجعلها غير متزنة!! بل تؤدي إلى احباط أحدهما او كليهما..
وأخيرا...
نسأل الله التوفيق والسداد في ما سنقدم وأن يبعد عنا هذا الزلزال الأسري...
تعريــف الـطلاق:
هو انهاء عقد بين شريكين دون اهانة أو إذلال و دون تعد على حقوق أحد الشريكين ، فإنهاء العقد في حالة الطلاق أصبح اولى لعدم التمكن من الاستمرارية..
و قد ضيق الله فرص الطلاق بترك فترة للتروي و التفكير و تقوى الله..
قال تعالى:
(يا ايها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن و أحصوا العدة و اتقوا الله ربكم لا تخرجوهن من بيوتهن و لا يخرجن إلا ان يأتين بفاحشة مبينة و تلك حدود الله ومن يتعدّ حدود الله فقد ظلم نفسه لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا * فإذا بلغن أجلهن فأمسكوهن بمعروف او فارقوهن بمعروف و أشهدوا ذوي عدل منكم و أقيموا الشهادة لله ذلكم يوعظ به من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر ومن يتق الله يجعل له مخرجا)
الحكمة من جعل الطلاق بيد الرجل؟؟
1/ لأن الرجل أقل انفعالا..
2/و لأنه أقل عاطفة فهو عقلاني أكثر من كونه عاطفيا..
3/ولأن الخسارة المترتبة عليه أكبر..
إجراءات الطلاق:
يجب على من يريد الطلاق أن يطلب الإذن من المحكمة بالإشهاد به لدى عدلين منتصبين لذلك ، بدائرة نفوذ المحكمة التي يوجد بها بيت الزوجية ، أو موطن الزوجة ، أو التي أبرم فيها عقد الزواج حسب الترتيب .
يتضمن طلب الإذن بالإشهاد على الطلاق ، هوية الزوجين ومهنتهما وعنوانهما ، وعدد الأطفال عند الاقتضاء ، وسنهم ووضعهم الصحي والدراسي .
يرفق الطلب بمستند الزوجية والحجج المثبتة لوضعية الزوج المالية والتزاماته المالية .
تستدعي المحكمة الزوجين لمحاولة الإصلاح، إذا توصل الزوج شخصيا بالاستدعاء ولم يحضر،
اعتبر ذلك منه تراجعا عن طلبه.
إذا توصلت الزوجة شخصيا بالاستدعاء ولم تحضر، ولم تقدم ملاحظات مكتوبة، أخطرتها المحكمة عن طريق النيابة العامة بأنها إذا لم تحضر سيتم البت في الملف.
إذا تبين أن عنوان الزوجة مجهول، استعانت المحكمة بالنيابة العامة للوصول إلى الحقيقة، وإذا ثبت تحايل الزوج، طبقت عليه العقوبة المنصوص عليها في القانون الجنائي( أي الحبس من 3 أشهر إلى 3 سنوات وغرامة من 120 إلى 300 درهم).عند حضور الطرفين، تجري المناقشات بغرفة المشورة، بما في ذلك الاستماع إلى الشهود ولمن ترى المحكمة فائدة في الاستماع إليه.
للمحكمة أن تقوم بكل الإجراءات ، بما فيها انتداب حكمين أو مجلس العائلة ، أو من تراه مؤهلا لإصلاح ذات البين . وفي حالة وجود أطفال تقوم المحكمة بمحاولتين للصلح تفصل بينهما مدة لا تقل عن ثلاثين يوما.
إذا تم الإصلاح بين الزوجين حرر به محضر وتم الإشهاد به من طرف المحكمة . ﴿وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكماً من أهله وحكماً من أهلها إن يريدا إصلاحاً يوفق الله بينهما﴾
إذا تعذر الإصلاح بين الزوجين ، حددت المحكمة مبلغا يودعه الزوج بكتابة الضبط بالمحكمة داخل أجل أقصاه ثلاثون يوما لأداء مستحقات الزوجة والأطفال الملزم بالإنفاق عليهم .
تشمل مستحقات الزوجة الصداق المؤخر إن وجد، ونفقة العدة، والمتعة التي يراعى في تقديرها فترة الزواج والوضعية المالية للزوج، وأسباب الطلاق، ومدى تعسف الزوج في توقيعه.
تسكن الزوجة خلال العدة في بيت الزوجية، أو للضرورة في مسكن ملائم لها وللوضعية المادية للزوجة، وإذا تعذر ذلك حددت المحكمة تكاليف السكن في مبلغ يودع كذلك ضمن المستحقات بكتابة ضبط المحكمة.
تحدد مستحقات الأطفال الملزم بنفقتهم من غذاء وكسوة وعلاج وما يعتبر من الضروريات والتعليم للأولاد، والسكن أو مبلغ الكراء، مع مراعاة الوضعية المعيشية والتعليمية التي كانوا عليه قبل الطلاق .
إذا لم يودع الزوج المبلغ الذي حددته المحكمة بكتابة الضبط، داخل الأجل المحدد له ، اعتبر متراجعا عن رغبته في الطلاق ، ويتم الإشهاد على ذلك من طرف المحكمة .
أنواع الطلاق:
طلاق التمليك:
إذا ملك الزوج زوجته حق إيقاع الطلاق، كان لها أن تستعمل هذا الحق عن طريق تقديم طلب إلى المحكمة.
تتأكد المحكمة من توفر شروط التمليك المتفق عليها بين الزوجين، وتحاول الإصلاح بينهما.
إذا تعذر الإصلاح ، تأذن المحكمة للزوجة بالإشهاد على الطلاق ، وتبت في مستحقات الزوجة والأطفال عند الاقتضاء والمشار إليها أعلاه.
لا يمكن للزوج أن يمنع زوجته من ممارسة حقها في التمليك الذي ملكها إياه.
عدم اعتبار الطلاق الواقع في بعض الحالات :
لا يقبل طلب الإذن بطلاق السكران الطافح والمكره وكذا الغضبان إذا كان مطبقا.
الحلف باليمين أو الحرام لا يقع به طلاق.
الطلاق المقترن بعدد لفظا أو إشارة أو كتابة لا يقع إلا واحدا.
الطلاق المعلق على فعل شيء أو تركه لا يقع.
الطلاق بالاتفاق:
يمكن للزوجين أن يتفقا على مبدأ إنهاء العلاقة الزوجية دون شروط، أو بشروط لا تتنافى مع أحكام مدونة الأسرة، ولا تضر بمصالح الأطفال.
عند وقوع هذا الاتفاق ، يبلغان مضمونه للمحكمة التي تحاول الإصلاح بينهما ما أمكن ، فإذا تعذر الإصلاح ، أذنت بالإشهاد على الطلاق وتوثيقه .
الطلاق بالخلع:
للزوجين أن يتراضيا على الطلاق بالخلع طبقا لأحكام الطلاق بالاتفاق.
تخالع الرشيدة عن نفسها، والتي دون سن الرشد القانوني إذا خولعت وقع الطلاق ، ولا تلزم ببذل الخلع إلا بموافقة النائب الشرعي .
للزوجة استرجاع ما خلعت به ، إذا أثبتت أن خلعها كان نتيجة إكراه أو إضرار الزوج بها ، وينفذ الطلاق في جميع الأحوال .
كل ما صح الالتزام به شرعا، صلح أن يكون بدلا في الخلع، دون تعسف ولا مغالاة.
لا يجوز الخلع بشيء تعلق به حق الأطفال أو بنفقتهم إذا كنت الأم معسرة.
إذا أعسرت الأم المخالعة بنفقة أطفالها ، وجبت النفقة على أبيهم، دون مساس بحقه في الرجوع عليها .
أسبــــاب الطـــلاق:
(أسباب الطلاق لكلا الطرفين):
1- غياب الالتزامات التربوية والمادية تجاه الأولاد وبصفة خاصة من الآباء .
2- وعدم توفير الحياة المعيشية المناسبة .
3- وكذلك تشكل مشكلة عدم الإنجاب سبباً قوياً للطلاق حيث أن كثير من الأزواج يكونوا قد اتفقوا على الإنجاب قبل الزواج
وبعضهم الآخر اتفقوا مسبقا على عدد الأولاد
إلا أن بعضهم أخلوا بالاتفاق وخاصة النساء منهم
حيث أن ظروف الحياة الزوجية اعترضتها بعض المتغيرات مثل عدم تحمل الزوج المسؤولية.
4- وجود الخدم وتدخلهم في تربية الأولاد أهم العوامل البارزة في أسباب الطلاق سواء التي تحدث من الخادمة أو من الزوجة حيث يحتل سلوك الخدم الترتيب الأول من المشكلات ويلي ذلك تكاسل الزوجة عن أداء الواجب المنزلي والعائلي
5- طريقة الزواج نفسها حيث تبين أن بعض الزواجات تتم عن طريق الأهل وذلك عن طريق المعرفة الشخصية عن طريق القرابة بطرق مختلفة مثل الجيران والعمل والخاطبة وتبين أن الموافقة تكون من أهل الطرفين ويكون زواجهما إجباريا".
6- وتبين أن الزواج عن طريق الأهل والأقارب يسبب الكثير من المشكلات حيث يعول كل من طرفي الزواج الثقة على اختيار الأهل وبالتالي لا تترك فرصة للطرفين للتعارف واكتشاف كل منهما شخصية الآخر..
7- كما انه من أسباب حالات الطلاق وجود زوجات أخريات في العصمة وأفصحت منهن أن تردد الزوج على الزوجة الأخرى أكثر من الزوجة الثانية كان دافعا" قويا" لطلب الطلاق.
8- وتبين أيضا" انه من أسباب الطلاق انعدام الحوار والتفاهم بين الزوجين حيث أن الحوار قد ينتهي بالضرب والشتم والسب والخصام.
وكثير غيرها...
أما بالنسبة (لأسباب الطلاق عند المرأة خصوصا) فــ:
1- عدم القناعة بمفهوم الزواج..
2- عدم النظرة الشرعية..
3- ضعف الدين "كالصلاة ، الحجاب الشرعي"
4- سوء الخلق مثل"كثرة الكلام،الجدال،رفع الصوت..
5- الغيرة الزائدة..
6- عدم العناية بجمال البيت..
7- عدم العناية بالجمال في اللباس..
8- التقصير في العناية بالأطفال..
9-كثرة الخروج من المنزل..
10-موافقة صديقاتها في كل شيء..
11- كثرة المطالبة بالكماليات و الأمور المالية..
12- عدم الصب على: (قلة الوضع المالي،الوضع الصحي،الوضع الوظيفي...)
13- اغفال الإشباع العاطفي لدى الزوج..
14- افشاء الأسرار على خارج المنزل..
15- معصية الزوج و جحود نعمه..
16- الفارق الكبير في العمر و الحالة المادية..
17- طلب الكمال في الزوج..
وغيرها الكثير........
آثار الطلاق و نتائجه
على كل من:
(الرجل،المراة،الأطفال، المجــــــتمع)
اختلفت نتائج الدراسات حول تأثير الطلاق على
كل من الرجل والمرأة ولكن من الواقع أن المعاناة يشعر بها
الاثنان.
فالطلاق صدمة
تؤثر سلباً على الصحة النفسية والجسدية للمطلقين،حيث تتغير مكانتهم الاجتماعية من (متزوج أو متزوجة) إلى مكانة {مطلق أو مطلقة}،وهذا يعني أن الطلاق يقلل من المكانة الاجتماعية لكل من الرجل والمرأة .
حيث تتغير نظرة الناس إلى المطلقين ويفقدان
الكثير من أصدقائهم ويعانيان من الوحدة ويتحملان تعليقات
اللوم والفشل في الحياة
الزوجية،كذلك الشك والريبة في سلوكهم مما يجعلهم يعيشون على هامش الحياة الاجتماعية..
آثار الطلاق على الرجل:
الرجل يتأثر بالطلاق والانفصال ، فلن يكون الرجل سعيداً وهو يرى حياته الأسرية تذوي وتدخل مرحلة تتزعزع فيها فإلى جانب فقدانه لزوجته سوف يفقد سعادته مع أبنائه فإن ظل أبناؤه إلى جانبه شكلوا له مصدراً للقلق وخلق الخلافات مع زوجته الجديدة إن تزوج فأحياناً لا يعتمد الرجل على زوجته أم أبنائه ولا يكتفي بعنايتها بل يباشر العناية بأبنائه بنفسه مع وجودها إلى جانبهم فكيف إذا بحال رجل أبناؤه مع امرأة ترى أنهم منافسون لها وهم يرون أنها دخيلة عليهم؟
"والطلاق يصيب كبد الرجل وعقله وقلبه وجيبه لأنه الخروج طواعية من أنس الصحبة وسكينة الدار ورحابة الاستقرار إلى دائرة بلا مركز"،
وهذه العبارة تصور مدى خطورة آثار الطلاق على الرجل وهو الذي يملك بيده وعقله وقلبه ولسانه إيقاع الطلاق، وما يكون ذلك من عاقل واعٍ، إلا إذا وصل الأمر إلى حالة استحالة العشرة ونفور الصحبة، وهناك آثار كثيرة اجتماعية ونفسية وتربوية تقع على الرجل المطلق منها:
1- الضرر الواقع عليه من كثرة تبعات الطلاق المالية كمؤخر الصداق ونفقة العدة ونفقة وحضانة الأولاد، الأمر الذي سينعكس أيضاً على الزوجة الثانية وأولادها، هذا إذا قبلت به زوجة أخرى لترعى مصالحه وأولاده في ظل وجود الأعباء المالية عليه الناتجة عن الطلاق.
2- قد يصاب المطلق بالاكتئاب والانعزال واليأس والإحباط وتسيطر على تفكيره أوهام كثيرة وأفكار سوداوية وتهويل الأمور وتشابكها وهذا الأمر يخلق عنده الشك والريبة من كل شيء يقترب منه أو يرنو نحوه فيفقد أفكاره والاتزان بأحكامه والاستقرار والتوازن، بمعنى آخر تصبح أفكاره لا تتسم بالثبات بل التقلب والتضارب وتصبح أحكامه عديمة الرصانة والتماسك فضلاً عن التردد وعدم التشوق لمقابلة الأصدقاء، وإن هذا الاكتئاب وفقدان التوازن الاجتماعي وضياع أمن واستقرار البيت يشوبه قلق من فكرة فشل زواج آخر أو أنه رجل غير مرغوب فيه ومشكوك فيه من قبل المخطوبة الثانية لطلاقه الأولى.
آثار الطلاق على المراة:
الطلاق يسبب للمراة التعاسة طيلة حياتها فنسمع أن فلانة من الناس طلقت ولديها طفل أو اثنان..
مما يعني أن عمرها لم يتجاوز الخامسة و العشرين أو اقل من الثلاثين, فتصبح في غالب الأحوال تعيسة ان بقيت بدون زواج!
وتعيسة إن تزوجت.. فمن يتزوج بها لن يكون بمثابة والد ابنائها حتى و إن ادعى ذلك!
فالإنسان أبناؤه عليه حمل.. فكيف بأبناء الآخرين؟؟
و عن بقي أبناؤها مع والدهم فستكون هي مشغولة الذهن عليهم
وهي معذورة في ذلك..فالإنسان ينشغل باله على ابنائه و هم حوله فكيف و هم بعيدون عنه؟؟؟
وتعتبر المرأة المطلقة مدانة في كل الأحوال، في مجتمعاتنا التقليدية –كونها الجنس الأضعف- والكل ينظر إليها على أنها ستخطف الأزواج من زوجاتهم.
وتقول إحدى المطلقات: إن المطلقة تعود حاملة جراحها وآلامها ودموعها في حقيبتها، وتكون معاناتها النفسية أقوى.
ويحاصر المجتمع المطلقة بنظرة فيها ريبة وشك في سلوكها وتصرفاتها مما تشعر معه بالذنب والفشل العاطفي وخيبة الأمل والإحباط مما يزيدها تعقيداً ويؤخر تكيفها مع واقعها الحالي فرجوعها إذن إلى أهلها بعد أن ظنوا أنهم ستروها بزواجها وصدمتهم بعودتها موسومة بلقب "مطلقة" الرديف المباشر لكلمة "العار" عندهم وأنهم سيتنصلون من مسئولية أطفالها وتربيتهم وأنهم يلفظونهم خارجاً مما يرغم الأم في كثير من الأحيان على التخلي عن حقها في رعايتهم إذا لم تكن عاملة أو ليس لها مصدر مادي كافٍ لأن ذلك يثقل كاهلها ويزيد معاناتها، أما إذا كانت عاملة أو حاملة لأفكار تحررية فتلوكها ألسنة السوء فتكون المراقبة والحراسة أشد وأكثر إيلاما..
وأبرز ما يفعله الزلزال الاجتماعي الأسري (الطلاق) على الزوجة هو العوز المالي وزيادة الأعباء المالية على المرأة المطلقة مما يجعلها من أكثر الأطراف تضررا من الناحية الاقتصادية مما يؤدي إلى انخفاض في المستوى المعيشي...
آثار الطلاق على الأبناء:
حين تكون الأسرة متفككة منحلة بالطلاق مثلاً فإن ذلك التفكك سينعكس أيضاً على أولادهم، ويشبه علماء النفس الطفل بالإسفنج الذي يمتص أي سلوك وأي تصرف يصدر من أفراد الأسرة.
فالأسرة هي المنبع الأول للطفل في مجال النمو النفسي والعقلي فيما يصدر عن الوالدين من أمراض سلوكية أخلاقية تكون الأسرة منبعها
ويؤثر ذلك أكثر شيء على الأطفال، وتتمثل الآثار الناتجة عن الطلاق على الأولاد في عدة أمور منها:
1- الضرر الواقع على الأولاد في البعد عن إشراف الأب إن كانوا مع الأم وفي البعد عن حنان الأم إن كانوا مع الأب، وفي هذه الحالة يكون الأطفال عرضة لوقوعهم تحت رحمة زوجة أبيهم بعد أمهم التي من المستحيل أن تكون بالنسبة لهم أماً
فيصبحوا عرضة للانحراف و الجنوح..
2- في عدم الإشراف على الأولاد من قبل الوالدين واهتزاز الأسرة يعطي مجالاً لهم للعبث في الشوارع والتشرد واحتراف مهن محرمة.
لأن صدمة تفكك والديهم بالطلاق تكاد تقتلهم بعدما يفقدوا معاني الإحساس بالأمن والحماية والاستقرار حتى باتوا فريسة صراعات بين والديهم خصوصاً إذا تصارع كلٌ منهما من يكسب الطفل في جانبه حتى لو أدى ذلك إلى تشويه صورة الطرف الآخر أمام ابنه واتخاذ كل السبل الممكنة..فيعيش الطفل هذه الصراعات بين والديه مما يفقده الثقة بهما ويجعله يفكر في البحث عن عالم آخر ووسط جديد للعيش فيه قد يعوضه عن حب وحنان والديه إلى الوقوع فريسة في أحضان المتشردين الذين يقودونه إلى عالم الجريمة..
3-يُُعد الطلاق سببا مباشرا في فقد الطفل للثقة بنفسه حيث نجد أن بداخله كماً كبيراً من الشعور بالنقص وقد يدفعه هذا الشعور لبعض التصرفات المرفوضة،فقد صادفت فتاة كانت محل إعجاب الطالبات والمعلمات طوال فترة دراستها في المرحلة الابتدائية ثم جاء انفصال والديها الذي أثر أولاً على تفوقها الدراسي وبعد ذلك اتجاهاتها المنحرفة حيث بدأت في لفت الأنظار إليها بالخروج عن كل السلوكيات الحميدة,, فقد صارت كثيرة الإهمال في مظهرها وفي كل شيء..
آثار الطلاق على المجتمع:
إن الطلاق بخلوه من الآداب التي حددها الإسلام عند وقوعه حتماً به ضرر على المجتمع بأسره لأن المجتمع يتكون من أسر مترابطة تكوّن نسيجه، فانحلال وتفكك هذه الأسر يسبب اضطرا بات اجتماعية يعاني منها المجتمع ومن أمثلة ذلك:
1- في انحلال الزواج وسيلة لزرع الكراهية والنزاع والمشاجرة بين أفراد المجتمع خصوصاً إذا خرج الطلاق عن حدود الأدب الإسلامي المحدد له كما ذكرنا سابقاً والذي يجر وراءه أقارب كل طرف في خصام وتقاضي واقتتال مما يسبب مشاحنات وعدم استقرار في المجتمع وبدلاً من أن يعمل الأهل والأقارب لإصلاح ذات البين والصلح بينهما يصبحا مصدراً للخصام والانحياز والتعصب المؤدي إلى زعزعة واستقرار المجتمع، يقول الله تعالى: ﴿وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكماً من أهله وحكماً من أهلها إن يريدا إصلاحاً يوفق الله بينهما﴾
2- الأحداث الناتجة عن الطلاق تؤثر في شخصية الرجل، وما ينتابه من هموم وأفكار وأعباء مالية قد تجره إلى تصرفات تضر بمصلحة المجتمع وعدم أداء عمله على أكل وجه وقد تجره لاتخاذ سلوك نحو الجريمة كالسرقة والاحتيال وغير ذلك وهذه الهموم والآلام قد تنتاب المرأة أيضاً مما يجعلها تفكر بأية طريق للحصول على وسيلة للعيش وقد تسلك طرقاً منحرفة وغير سوية في ذلك مما يؤثر سلباً على المجتمع.
3- في تشرد الأولاد وعدم رعايتهم والاهتمام بهم نتيجة غياب الأب وتفكك الأسرة وعدم اهتمام الأم يجعلهم يتجهون إلى سلوك غير سوي فتكثر جرائم الأحداث ويتزعزع الأمن في المجتمع، ويزداد معدل انحراف الأحداث والتخلف الدراسي وزيادة الأمراض النفسية بين الأطفال والكبار أيضاً.
ولأجل هذه الآثار الناتجة عن الطلاق يجب أن يدرك كل فرد في المجتمع أن الطلاق إذا خرج عن المفهوم والغرض الذي أباحه الله –سبحانه وتعالى- له واعتبره أبغض الحلال إليه فإنه سيوصل المجتمع إلى مهاوي الردى لأن الله –سبحانه وتعالى- يريد الحياة السعيدة والمستمرة والمستقرة للأسر الإسلامية، وفي إباحته للطلاق إنما يقصد إلى السعادة للأسرة الإسلامية ولكن إذا سار الطلاق نحو الهدف الذي وضع من أجله وليس على التدمير والانحلال....
موقف الشريعة من الطلاق وبعض الأحكام المتعلقة به:
موقف الشريعة من هذا الموضوع انه أبغض الحلال عند الله,
لابد أن نقر ابتداءً أن الشريعة الاسلامية قد أباحت الطلاق
_وهذا من فضائلها_
ولكنها كما يقول الشيخ/اسماعيل مصطفى, وضعت لذلك ضوابط يجب أن تراعى , و على رأسها توفلا السباب المقنعة لدى أحد الزوجين او عند كليهما و أن تكون الحياة الزوجية و دوامها قد باتت مستحيلة بين الطرفين أو للنفور او سوء العشرة أو أي من الموجبات الأخرى للانفصال..
و تاكيد الاسلام و تشدده على أن الطلاق يجب أن يكون بعد توفر الاسباب أولا و استنفاد محاولات الاصلاح ثانيا..
سوء تعلق الأمر بهدم الأسرة بدلا من بنائها أم تعلق الأمر بالنتائج
النفسية و الاجتماعية و الصحية على الزوجين بعد الطلاق،أم تعلق المر بمصير الأطفال وفقدانهم عناصر الرعاية و الحنان و التنشئة في حالة تمزق الأسرة..
ملخص أحكام الطلاق في القرآن:
قال الله تعالى:
" يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن"
الطلاق: 1 الآية،
الأحزاب : 49 ،
قال الله تعالى:
" والمطلقات يتربصن بأنفسهن ة ثلاث قروء ولا يحل لهن أن يكتمن ما خلق الله في أرحامهن إن كن يؤمن بالله واليوم الآخر وبعولتهن أحق بردهن في ذلك "
البقرة : 228
إلى أن قال:
" الطلاق مرتان "
البقرة : 229
إلى أن قال :
" فإن طلقها فلا تحل له من بعد حتى تنكح زوجا غيره "
البقرة : 230 ،
" واللائي يئسن من المحيض من نسائكم إن ارتبتم فعدتهن ثلاثة أشهر واللائي لم يحضن وأولات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن "
الطلاق : 4 ،
يستفاد من هذه الآيات أحكام كثيرة في الطلاق والرجعة والعدة . تقدم أن الله حث على إمساك النساء والصبر عليهن ، وأنه عسى أن يكون فيه خير كثير ، وهذا يدل على محبة الله للاتفاق بين الزوجين وكراهته للفراق ، وهذه الآيات دالة على إباحة الطلاق وهو من نعمه على عباده ، إذ فيه دفع ضرر ومشاق كثيرة عند الاحتياج إليه .
أباح الإسلام مشروعية الطلاق بعد استنفاذ وسائل ذات البين وحتى لا تتعذر الحياة بينهما وبعد تفادي جميع الآداب الأحكام التي أباحها الاسلام يكون الحل الوحيد هو الطلاق خوفا من اللجوء إلى الوسائل غير المشروعة.
ومع ذلك فقد أمر عباده إذا أرادوا أن يطلقوا أن يلزموا الحدود الشرعية التي هي صلاح دينهم ودنياهم فيطلقونهن لعدتهن ، فسرها النبي صلى الله عليه وسلم بأنها تكون طاهرة من الحيض من غير جماع حصل بهذا الطهر ، فبهذا تكون مطلقة لعدتها وتعرف أنها شرعت فيها ، وكذلك إذا طلقت بعدما استبان حملها . وهذا يدل على أن الطلاق في الحيض أو في الطهر الذي حصل فيه وطء ، ولم يستبن حملها أنه حرام ، وكذلك لا يحل أن يطلقها أكثر من واحدة لقوله :
" ولا تتخذوا آيات الله هزوا "
البقرة : 231 ،
ولذلك يذكر الله الألفاظ التي يحصل بها الطلاق ولم يعينها ، فدل على أن كل لفظ يفهم منه الطلاق بصريحه أو كنايته إذا تعينت بالنية أو القرينة ، فإنه يقع بها الطلاق .
ودل على أن الطلاق الذي تحصل به الرجعة طلقة أو طلقتان ، فإن طلقها الثالثة لم تحل له إلا من بعد زوج ينكحها نكاحا صحيحا ويطؤها ، ثم يطلقها وتعتد بعده .
وفي قوله :
" حتى تنكح زوجا غيره "
البقرة : 230
يدل على تحريم نكاح التحليل لأنه ليس بنكاح شرعي ولا يفيد الحل.
ودل قوله:
" وبعولتهن أحق بردهن في ذلك "
البقرة: 228،
على أن رجعية زوجة حكمها حكم الزوجات في كل شيء، إلا أنه لا قسم لها، وأنه له رجعتها رضيت أو كرهت لكونه أحق بها..
واشترط الله للرجعة شروطاً :
أحدها: أن يكون في طلاق ، فإن كان في فسخ من الفسوخ، فلا رجعة فيها
لقوله:
" والمطلقات "
البقرة: 228.
الثاني: أن يكون الطلاق واحدة أو اثنتين لأن قوله:
" الطلاق مرتان "
البقرة: 229،
يعني الذي يحصل به الرجعة، ثم صرح بعد ذلك أنه إن طلقها لم تحل له حتى تنكح زوجا غيره.
الثالث: أن تكون في العدة لقوله:
" أحق بردهن في ذلك "
البقرة: 228،.
الرابع: أن لا يقصد بإرجاعها الإضرار بها، بل يقصد إرجاعها لزواجه الحقيقي.
الخامس: أن لا يقع الطلاق على عوض، فإن وقع على عوض فهو الخلع أو معناه، والله تعالى سمى الخلع فداء، فلو كان له عليها رجعة لم يحصل الفداء.
السادس: أن لا يكون الطلاق قبل الدخول لقوله تعالى:
" يا أيها الذين آمنوا إذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن من قبل أن تمسوهن فما لكم عليهن من عدة تعتدونها "
الأحزاب: 49.
ودلت هذه الآية على أن الطلاق لا يقع إلا بعد النكاح، فلو علقه على نكاحه لها أو نجّزه لأجنبية لم يقع.
ودلت على أن المفارقة في الحياة لا عدة عليها، وأما بعد الدخول فإن عليها أن تعتد.
وقوله تعالى:
" ولا جناح عليكم فيما عرضتم به من خطبة النساء "
البقرة: 235، الآية
. التعريض الذي نفى الله الحرج فيه في خطبة البائن بوفاة أو ثلاث أو فسخ. فالتصريح لا يحل والتعريض الذي يحتمل الخطبة ويحتمل غيرها لا بأس به، وأما الرجعية فلا تحل خطبتها لا تصريحا ولا تعريضا لأنها في حكم الزوجات، وفي هذه الآية تحريم العقد على المعتدة، لأنه إذا حرمت خطبتها، فمن باب أولى نفس العقد فهو حرام غير منعقد.
وأما نفقة المطلقة ما دامت في العدة، فإن كانت رجعية فلها النفقة، لأن الله جعلها زوجة وزوجها أحق بها، فلها ما للزوجات من النفقة والكسوة والمسكن.
وأما البائن فإن كانت حاملا فلها النفقة لأجل حملها لقوله تعالى:
{وَإِنْ كُنَّ أُوْلاَتِ حَمْلٍ فَأَنْفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّى يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ}
(الطلاق: 6)،
فإن لم تكن حاملا، فليس لها نفقة واجبة ولا كسوة. وأما نفقة الرضاع فهي على الأب؛ فإن كانت أمه في حبال أبيه فنفقة الزوجة تندرج فيها نفقة الرضاع لقوله:
{وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ}
(البقرة: 233)،
فلم يُجِب غيرها، وإن لم تكن في عصمته، فعليه لها أجرة الرضاع لقوله:
{فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ}
(الطلاق: 6)،
وأمر تعالى أن :
{لاَ تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلاَ مَوْلُودٌ لَّهُ بِوَلَدِهِ}
(البقرة: 233)،
وهذا شامل لكل ضرر.
فإذا كانت الزوجة هي التي تطلب الطلاق فليس لها الحق في أن تطالب بأي نفقة، ولكن لها نفقة العدة التي يحددها الشرع، ومدة العدة كما هو معروف 3 أشهر وعشرة أيام، أي أنه من حقها أن تحصل على نفقة فترة الثلاثة أشهر فقط، وإذا كانت حاضنة يحق لها أن تحصل على نفقة أبنائها الذين يعيشون معها، وفي حالة بلوغهم سن الرشد فإنهم يخيرون وإذا ما اختار أي منهم أن يعيش معها، فمن حقها أن تحصل على نفقة أبنائها الذين يعيشون معها وقوله
: " فلا جناح عليهما فيما افتدت به "
البقرة: 229،
فيه جواز الخلع عند خوف أن لا يقيما حدود الله ، وأنه يجوز بالقليل والكثير، وأنه فدية لا يحسب من الطلاق، وليس فيه رجعة.
قوله:
" وللمطلقات متاع بالمعروف "
البقرة: 241،
يشمل كل مطلقة فينبغي لمن طلق زوجته أن يمتعها بالمتيسر من المال، وذلك من أفضل الإحسان، ومن مكارم الأخلاق لأنها في هذه الحال منكسر خاطرها، قليل في الغالب ما في يدها، ولا تجب إلا إذا طلقها قبل الدخول ولم يسم لها مهرا.
وقد أرشد الله الزوج إلى أن يمسك زوجته بمعروف أو يفارقها بمعروف، وذلك للسلامة من التبعة ولراحة الطرفين وبقاء الألفة بين الأصهار، وحصول الحياة الطيبة المانعة من الأكدار، فهل أحسن من هذا الحكم لقوم يوقنون.
قوله تعالى
: " للذين يؤلون من نسائهم تربص أربعة أشهر فإن فاءوا فإن الله غفور رحيم ، وإن عزموا الطلاق فإن الله سميع عليم "
البقرة : 226 - 227 .
فيها حكم الإيلاء وهو حلف الزوج على ترك وطء زوجته أبدا، أو مدة تزيد على أربعة أشهر، فإذا طلبت الزوجة حقها من الوطء وامتنع لإيلائه ضربت له مدة أربعة أشهر، ثم إما أن يطأ ويكفّر عن يمينه، وإما أن تلزمه بالطلاق. ويؤخذ من معنى الآية أن الزوج إذا امتنع مما يجب عليه من فراش، أو وطء، أو نفقة، أو كسوة، أو مسكن، أو نحوها من الواجبات التي لا عذر له في تركها، وألحت في طلبها حقها أن لها الفسخ.
حلول للطلاق و علاجه:
كثير من حالات الطلاق كان يمكن تفاديها لو أن الزوجين صبرا قليلا ، و قررا إيجاد حل عملي لما يواجههما من مشكلات..
ولو كان الزوجان اللذان و صلا إلى قرار الانفصال قد توفرت لديهما الوسائل العملية و المفيدة لحل مشكلاتهما بدلا من تحليل كل جملة قالاها لبعضهما أثناء الخلاف و الغضب لما و صلا إلى نقطة الفراق و اللاعودة...
و فيما يلي سندرج طرقا عديدة لحل خلافات الطلاق قبل وقوعها:
1/اختيار الفتى المناسب:
في كثير من الحالات يتم الارتباط بين الفتى الفتاة بدون النظر إلى أسس عديدة منها المادية و الخُلُقيّة و الاجتماعية..
فبمجرد إعجاب الطرفين يتم الارتباط و يتم الزواج ولكن هذه الزيجة تصطدم بالواقع المادي الذي تحتاج إليه الحياة الزوجية..
و تأكد أن الزواج كما صوره الاسلام سكينة وطمأنينة و اتباط عميق بين الرجل و المرأة..
قال تعالى:
" هن لباس لكم و أنتم لباسٌ لهن "
و حتى يتحقق هذا المعنى لابد من وجود عوامل كثيرة و قوية تهيئ الارتياط بين الفتاة و الفتى..
و يجب على الشباب التأني في الاختيار لأن فتى لم يختر سيارة أو لبسا معينا بل هو يختار شريكة العمر، و كذلك الفتاة!!
فالاختيار هنا يتعدى إلى اختيار انسان بما تعنيه الكلمة من معنى...
2/المحافظة على مشاعر الحب حتى في أصعب الأوقات:
زوجات كثيرات يقلن أحيانا:
" لقد أحببته . . . لكنني لا أحمل له نفس الشعور الان ! ! "
و الكلام هنا عن الزوج طبعا..
لمثل هؤلاء الزوجات نقول لها
أن أسعد الزيجات تتعرض أحيانا لضغوط و تجارب صعبة، و هذه هي طبيعة الحياة...
ويقول الخبراء أن عهد الحب و الوفاء لابد أن يستمر بصفة يومية. وهذا يحتاج على قرار من الزوجين،وهذا يعني أن استمرار الحب يعتمد على نية الزوجين و إرادتهما،و هما اللذان يقررا القيام بالتصرفات التي تقربهما من بعضهما البعض باستمرار..
و الزوجان اللذان يفقدان مشاعر الحب هما اللذان قررا ذلك، و جعلا الأمور تتدهور بينهما إلى درجة فقدان السيطرة ...
3/تذكري الأسباب التي من أجلها اخترت زوجك:
إذا كنت يا سيدتي تمرين بفترة عصيبة مع زوجك فاعلمي أن حالة الاستياء بنفسك تجعلك تنسين الأوقات السعيدة التي قضيتها معه و الخصال الجميلة التي أعجبتك فيه!
وعندما يكون أحد الطرفين غاضبا فإنه يركز تفكيره فقط على الأخطاء بدلا من التفكير في الأشياء الطيبة المشتركة و استرجاع الذكريات الجميلة..
و نقول للزوجين في هذه الحالة:
أن الرسول قال صلى الله عليه و سلم قال:
" لا يفرك بين مؤمن و مؤمنة حتى إذا كره منها شيئا احب شيئا آخر.. "
و في مختصر لمعنى هذا الحديث أنه:
حتى لو نسي كلا الطرفين العشرة الطيبة يتذكروا و لو حتى موقف حسن أو جميل يعمل على تهدئة كل منهما و يرجعهما لبعضهما..
4/الاقلال من الأعمال غير الإيجابية :
لماذا تلجأ الزوج إلى تكرار الأعمال التي لا تحقق نتائج مفيدة مع الزوج؟!
إن هذا أمر غير مستحب ، والمطلوب هو الإبتعاد عن الأمور غير الإيجابية.
إن الزوجة قد تجد زوجها عنيدا في بعض الأحيان.والسبب في الغالب لا يرجع إليه وإنما إلى الزوجة نفسها لأنها لم تضرب على الوتر الحساس،ولم تتبع الأسلوب المناسب.لهذا إذا شعرت الزوجة بأن عليها أن تتكلمع زوجها بشأن موضوع يشغلها أو مشكلة تؤرقها فإن عليها أن تقف قليلا وتسأل نفسها:هل العبارات التي سأقولها له عبارات لائقة ومناسبة للموقف؟وهل ما سأقوله أو أفعله هو أنسب شيء للتقريب بيننا ودعم العلاقة الطيبة؟ وإذا رأت الزوجة أن ذلك الكلام أ ذلك التصرف لم يحقق الغاية المطلوبة فإنه من الضروري التوقف و اتباع أسلوب مختلف..
5/زيادة الأعمال الايجابية الفعالة:
ينبغي التوقف عن العمال التي لا فائدة منها,
و الإكثار من الأعمال التي تحقق نتائج إيجابية طيبة..
فإذا كانت أسعد الأوقات تقضينها عادة مع الزوج .. فإن الزوجة الذكية يجب أن تسال نفسها:
" متى تكون هذه الأوقات؟, و كيف يكون أسلوب الكلام مع الزوج؟ , وما هي الأشياء البسيطة التي التي تسعد الزوج و تنعش العلاقة ؟"
إن أفضل ما يمكن أن تقوم به الزوجة هو أن تقضي و قتا أطول مع الزوج (بقدر الإمكان )
فالصداقة و المودة تتكون عندما يجلس كل من الزوجين مع الآخر ،و الخروج معا في نزهة،
أو اللقاء ليلا في مكان رومانسي حسب موعد مسبق ، أو ممارسة هواية مشتركة،
أو مجرد الجلوس متجاورين أو ملتصقين..
أمور تقرب بين الزوجين و تدعم العلاقة!!
6/لا تتكلمي فقط و إنما تصرفي:
كثيرا ما تتساءل النساء عما يمكن أن يفعلنه من أجل
"إنعاش العلاقة مع الأزواج؟"
وللرد على هذا السؤال :
يقول الخبراء:
" إن هناك حاجة إلى التصرف العملي إلى جانب التعبير الكلامي،
و عادة ما نلاحظ أن النساء يملن إلى الكلام فيما يميل الرجل إلى الفعل!!
لهذا يستحسن أن تلجأ المرأة إلى العمل الايجابي وليس الكلام فقط!!!
وغيرها و غيرها من الحلول الأخرى التي يجدها الطرفان مناسبة للتخفيف من نزاعاتهما...



#عربى_عيسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف يفوز مرشح رئاسى لمصر:-االقبائل العربية نصف سكان مصر.
- ( c.v إسرائيل الصهيونية ציונו& ...
- (كبش إبريل ):- حرب السيسوتجاريه المصريه بإلغاء تصدير الغاز ل ...
- رساله لأل سعود:- جزر بالأراضى السعوديه محتله من قبل اسرائيل. ...
- عربى عيسى :- لماذا سيناء ياإسرائيل.............؟
- باطله قانونيا ودستوريا :- شرعية المجلس العسكرى لحكم مصر..؟
- الرئيس الامريكى باراك أوباما فى دروس مدرسة 25 ينايرالمصريه.. ...
- سرالمواقع الإباحية وعلاقتها بالأديان السماويه والعلمانيه ... ...
- الحرب البارده:-بالطعون الانتخابية لأستبعاد عدد من مرشحي رئاس ...
- مفاجئه _ -رقصة الغدر- : المجلس العسكرى مع الحصانه من الملاحق ...
- مفاجئة «رقصة الموت»: فريق مدرب لقتل مجموعة من ثوار التحريربت ...
- مجاعة أسطوانات البوتجاز المصريه. وبلاش ثوره.وسياسه.......؟ا
- ‬ألف فدان‮ كخطه لتقنين واضعى اليد لسد 24 مليار ج ...


المزيد.....




- ” قدمي حالًا “.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة في الب ...
- دراسة: الوحدة قد تسبب زيادة الوزن عند النساء!
- تدريب 2 “سياسات الحماية من أجل بيئة عمل آمنة للنساء في المجت ...
- الطفلة جانيت.. اغتصاب وقتل رضيعة سودانية يهز الشارع المصري
- -اغتصاب الرجال والنساء-.. ناشطون يكشفون ما يحدث بسجون إيران ...
- ?حركة طالبان تمنع التعليم للفتيات فوق الصف السادس
- -حرب شاملة- على النساء.. ماذا يحدث في إيران؟
- الشرطة الإيرانية متورطة في تعذيب واغتصاب محتجزات/ين من الأقل ...
- “بدون تشويش أو انقطاع” تردد قنوات الاطفال الجديدة 2024 القمر ...
- ناشطة إيرانية تدعو النساء إلى استخدام -سلاح الإنستغرام-


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عربى عيسى - آثار الطلاق على (الرجل-المرأة-الأطفال-المجتمع)