أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - بدر الدين شنن - أول أيار وسؤال البؤس والثورة















المزيد.....

أول أيار وسؤال البؤس والثورة


بدر الدين شنن

الحوار المتمدن-العدد: 3711 - 2012 / 4 / 28 - 15:13
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


منذ بدايات الفرز الاجتماعي الطبقي ، بين مالكين وغير مالكين ، ظهر البؤس ، وتجلى ، في اللاعدل في العلاقات الإنسانية ، وفي الجوع ، والفقر والقهر . ومنذئذ طرحت الحياة أمام الإنسان ، الذي نمت وتأصلت عنده مشاعر إنسانية وتحضر ، وتكونت الرغبة في بناء مجتمع إنساني ، يتقاسم فيه الجميع واجب العمل والرغيف وسبل البقاء ، طرحت مهمة البحث عن جواب لسؤال البؤس ..

كل تحركات الوعي الإنساني المجتمعي ، الملموس والمجرد .. كل الديانات الأرضية والسماوية .. كل الفلسفات التي اشتغلت على أنسنة العلاقات بين الإنسان وأخيه الإنسان .. حاولت أن تعطي الجواب . بعضها قدم جواباً أهمل العامة والعبيد .. وبعضها قدم حلماً لا يمكن أن يتجسد في مجتمع تسوده أخلاقيات السادة وأعرافهم .. وبعضها أحال الجواب إلى حياة أخرى ما بعد الموت . وبقي السؤال معلقاً .. متحدياً .. الواقع والعقل . فقط النظرية الماركسية ، هي من قدم في القرن التاسع عشر ، الجواب على سؤال البؤس ، وعلى سؤال الثورة عليه ، وفتحت أمام العقل الإنساني ، وأمام البؤساء المقهورين ، دروب الانتقال إلى عالم مغاير .. عادل .. متحرر من قيود ظالمة متخلفة ومعوقة لتلبية الحاجات الانسانية الدائمة بإخاء ومساواة ..

وانطلقت حركات تمرد لا تحصى بأشكال متعددة ، ونشأت تنظيمات نقابية واجتماعية سياسية ، تعبر عن الطبقات المظلومة وتعمل على توحيدها وقيادتها في مختلف القارات ، آخذة بمضامين النظرية الثورية ومستضيئة بها على دروب نضالاتها .. من أجل تجاوز مرحلة الانقسامات الاجتماعية الطبقية وتداعياتها المتوحشة . وهناك الكثير من التنظيمات التي استجابت للحظات التاريخ الثورية ، ما تزال رغم تعثرها .. ورغم محاصرتها .. تواصل مساراتها النضالية ، وهي تعمل الآن على الانتقال إلى حالة النهوض الواسعة لدحر نظام الرأسمالية العفن المعادي للتقدم الإنساني والعدالة الاجتماعية والإخاء بين الشعوب ..

بالنسبة لنا ، نحن بؤساء البلاد العربية ، كنا ، على مدار تاريخنا ، نتشبث بكل كلمة’يومض بين حروفها مفهوم حق وإنصاف ، ونفسرها كما نرغب ونحب ، ونمنحها رداء الجمال ومعاني النبل . كانت الشجاعة والمروءات وعشق الحرية قصيدنا وأدبنا المفضل . مجدنا الفروسية والشهامة ونصرة الضعيف . ولما ’فتح لنا باب العدل والعدالة الاجتماعية موارباً ، في زمن القرامطة ، كان رجاؤنا أن يفتح هذا الباب يوماً على مصراعيه . لكن السادة أعادوا سيطرتهم التامة على الأمور وعلى السلطة ، وأغلقوا الباب " بوجوهنا " ، وأحكموا إغلاقه بسبعة أقفال ، وقالوا لنا ، البؤس هو قدركم حتى قيام الساعة ، وقالوا ، حمدان القرمطي ومن والاه هم من الفاجرين الضالين . أما الحساب الموعود على كل ذرة من فعل الخير أوالشر ، فهو معلق لأجل لن يدركنا أو يطالنا . واختزلوا العدل والحق بثنائية الحلال والحرام .. الحلال بطاعتهم والحرام بالتمرد عليهم . واضطهدنا .. وذبحنا في كل القفار .. حتى في المسجد الحرام . و’بوركت قيودنا بوعظ اهل اللحى . و’وضعنا على سكة من حديد ونار في معاشنا وحاضرنا وغدنا . و’حّرم علينا .. أن نعي .. أن نفكر .. أو نتكلم بغير ما هو مباح ..

أكثر من ألف عام .. ونحن نزحف في كهوف الظلام .. ونتعرض لسياط الظلمة أحفاد الجاهلية القبلية وأحفاد ذئاب الغاب .. أكثر من ألف عام .. ونحن نعاني من نير قهر الملك والشيخ والأمير والديكتاتور والرئيس . كل طاقاتنا .. مواهبنا .. فوائض قيم جهدنا وعرقنا .. سرقت منا .. و’سخرت لجمع ثروات السادة وخدمة السلطات الحاكمة . وغدونا عبيد الأرض المؤبدين .
كل الآلام التي كابدناها .. وما زلنا نكابدها .. تطالبنا وتلح في الطلب ، أن نرفض واقعنا الذليل البائس ، أن نبحث عن جواب سؤال بؤسنا المزمن .. أين الجواب ؟ .. ومن يأت بالجواب ؟ ..

الناس البسطاء ، عام 2011 ، الذين اقتحموا في البدايات ، الشوارع وحواجز الخوف ، في تونس ومصر وليبيا وسوريا واليمن والبحرين وعمان ، حاولوا ، في انتفاضاتهم الشجاعة ، وشعاراتهم ، وصرخاتهم ، ودمائهم ، أن يقدموا على طريقتهم الأحرف الأولى للجواب المفقود على سؤال البؤس في بلدانهم .
بيد أن نخب السادة المتصارعة على السلطة احتوتهم ، وأبعدتهم عن مساراتهم الاجتماعية الثورية ، وذلك بتعديل قواعد اللعبة الصراعية فيما بينها ، لضمان مصالحها الطبقية المشتركة . والنخب الثقافية المهمشة سابقاً ، الطامحة إلى القفز فوق خط التدني إلى القمم خذلتهم .

لكننا نحن البؤساء .. العمال والفلاحين .. وكافة المرغمين على بيع قوة عملهم ليحصلوا على مقومات عيشهم ، لن نسمح للإحباط أن يتحكم فينا . سوف نأخذ قضايانا ومصائرنا بأيدينا عبر تنظيمات ، نقابية وسياسية مستقلة ، عن كل الوصايات ، لاسيما تلك التي لها امتدادادت وأهداف سياسية ونزعات فكرية تخدم السادة ، المالكين لآليات الإنتاج المادية وآليات إنتاج المعرفة . وسوف ننهض لنتابع الطريق ببصيرة جديدة . هاجسنا الدائم فيها ، هو الإجابة " صح " على ضوء النظرية الثورية على سؤال البؤس .. وعلى سؤال الثورة على البؤس في محيطنا وواقعنا ..

لقد أعطى أول أيار المتجدد كل عام ، أعطى دفعاً دائماً لوحدة الطبقة العاملة وكافة الشرائح الاجتماعية ، التي لا تعيش إلاّ من من بيع قوة عملها في سوق العمل العبودي الرأسمالي .. أعطى الأمل بتحطيم قيود النظام الرأسمالي وكافة القيود الموروثة ، الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والفكرية ، وارتقى بالنضال الطبقي ، من الحاجة للإجابة على سؤال البؤس .. إلى الحاجة للإجابة على سؤال الثورة .. التي قامت وانهارت في مكان .. والتي لابد من أن تقوم وتنتصر في كل مكان ..

في أول أيار هذا العام .. أكثر من أي عام .. انزاح إلى حد كبير سديم الدعايات الرأسمالية الكاذبة ، حول العولمة ونهاية التاريخ ، وانتصار أسلوب الإنتاج الرأسمالي الأبدي ، وسقوط المقولات والنضالات التحررية الوطنية والقومية والاشتراكية . وانتشرت فضائح الحروب الاستعمارية الذرائعية على الشعوب ، لاستلاب ثرواتها ، وتوظيف أوضاعها الجيو سياسية في خدمة مخططاتها للهيمنة على العالم ، وخاصة حروبها في أفغانساتن والعراق وليبيا ، واستعداداتها في هذه الأيام ، إن تمكنت من توفير تغطية ذرائعية دولية ومالية لشن الحرب على سوريا . واستفحلت الأزمة الاقتصادية في أهم مراكز النظام الرأسمالي ذات التاريخ الاستعماري . وانطلقت المظاهرات العمالية والشعبية ضد سياسات الظلم الاجتماعي المسمى بالتقشف ، في محاولة يائسة لتجاوز هذه الأزمة على حساب الطبقات الشعبية ، وخاصة ـ في اليونان وإيطايا وألمانيا وفرنسا واسبانيا وهولندا والولايات المتحدة الأميركية .
إن هذه المظاهرات لاسيما مظاهرات " احتلوا وول ستريت " التي انتشرت في المدن الأميركية الكبرى ، تلفت أن حفاري قبر الرأسمالية يتابعون أنشطتهم الجادة ليصلوا إلى جواب سؤال الثورة .. وإنجاز مهمة قبر الرأسمالية المقدسة .

وسيظل أول أيار كل عام .. يزهر أفكاراً .. وإرادات .. ونضالات .. من أجل عالم حرية .. وإخاء .. وسلام .. عالم مساواة .. وعدالة اجتماعية وإنسانية متآخية ..



#بدر_الدين_شنن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهروب إلى الحرية
- لماذا السلاح .. وضد من ؟ ..
- بين غربتين
- حتى لاتكون سوريا سورستان
- من الحزب القائد إلى الدين القائد
- ضريبة السلاح ولعنة الدم
- دفاعاً عن الرايات الوطنية
- إعادة الاعتبار - للثورة - .. واليسار .. والاشتراكية
- إنتهاء زمن الحزب القائد
- من سيحدد خواتم الأزمة السورية
- الباحثون عن الشرعية والدعم خارج القاعدة والوطن
- العناوين الغائبة في الحوارات والمؤتمرات
- الثورات السلمية المغدورة
- سوريا بين عهدين
- في الحوار واللاحوار
- إيقاعات رقصة الحوار المر
- بين حوار الدم وحوار العقل
- الخطوة الأولى لأي إصلاح أو حوار
- الوطن قبل وفوق الجميع
- أول أيار ومواسم الحرية


المزيد.....




- ضغوط أميركية لتغيير نظام جنوب أفريقيا… فما مصير الدعوى في ال ...
- الشرطة الإسرائيلية تفرق متظاهرين عند معبر -إيرز- شمال غزة يط ...
- وزير الخارجية البولندي: كالينينغراد هي -طراد صواريخ روسي غير ...
- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - بدر الدين شنن - أول أيار وسؤال البؤس والثورة