حمزة الشمخي
الحوار المتمدن-العدد: 1090 - 2005 / 1 / 26 - 11:35
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
هكذا قالها الخالد يوسف سلمان يوسف ( فهد ) ، أن الشيوعية أقوى من الموت وأعلى من أعواد المشانق ، قالها بكل ثقة وإيمان بشعبه وحزبه ورفاقه الذين فعلا تحدوا الموت والطغيان والارهاب على مر السنين ، لكي تبقى الشيوعية راية مرفوعة وشمعة تضئ، بالرغم من عواصف الأعداء وظلامهم وهمجيتهم.
إعتقدوا هؤلاء ، إن بإمكانهم القضاء على الشيوعية والتخلص منها وإلى الأبد ، ولكن كان إعتقادهم ليس في محله ، لأن الشيوعية ليست مجرد أفكار وكلمات على الورق فقط ، بل هي نظرية علمية وأداة للتغيير الثوري الحقيقي ومرشد للعمل، وجوهرها الانسان، الذي ينشد الحرية ويكافح الاستغلال والعبودية .
لذلك أن الايمان الحقيقي بالشيوعية ، يعني التضحية، من أجل الإنسان والحياة والسعادة ، التضحية ليست بمعناها المجرد، أي الشقاء والعذاب والموت ، بل هي من أجل أن يعيش ويحيا الانسان حرا سعيدا كريما، لا تقيده القيود ولا تعزله السجون ولا تبعده المنافي ، لان الانسان هو الحياة وجوهرها ، لذلك لا يريد الموت ولا يحبذه ، إلا من أجل الحياة نفسها، لكي تتواصل وتستمرالجموع البشرية نحو صوب الغد الأفضل والأجمل والأسعد .
أن الشيوعية في العراق ، ليست حالة طارئة كما صورها البعض، وأراد لها أن تكون، بل هي في حركة دائمة ومستمرة ومتجددة وباقية وتبقى مزدهرة رغم الصعاب وتنوع الأعداء ، إنها كالنهر الجاري العذب والصافي ، لا يجف ولا ينضب ، ومن هنا يمكن القول ، إن في العراق ليس دجلة والفرات فقط، بل هناك ثالثهما ، وهو النهر الأصيل، الشيوعية التي إرتوا ويرتوي منها الكادحين والفقراء والمحرومين وعموم شغيلة اليد والفكر، بروحهم الوطنية وبحسهم الاممي من أجل سعادة الانسان أينما كان على كوكبنا هذا .
واليوم وبعد مرور العشرات من السنين على ولادة وإنبثاق الشيوعية في العراق، وبالرغم من الضربات القاسية والمحاربة الدائمة، لا زال إشعاع أفكارها يضئ في بيوت العراق ، ودربا منيرا للجماهير الشعبية الكادحة، التي تجد بالشيوعية حاضرها النضالي المجيد ومستقبلها الأفضل .
لانها قضية عادلة وتاريخها ناصعا ، وقدمت الكثير من التضحيات والشهداء، ولا زالت من أجل الوطن الحر والشعب السعيد ، وهذا ما يتمناه ويطالب به الأغلبية الساحقة من أبناء الشعب العراقي .
أين هؤلاء اليوم ، الذين حاربوا الشيوعية وأرادوا لها الموت والفناء ، وإنتزاعها من أرض العراق ؟؟ وأي تاريخ ذكرهم وسيذكرهم ؟؟ هؤلاء الذين أرادوا أن يحكموا العراق بالقوة, ومن قبل حفنة من البشر دون سواهم ، وأن لا يعطوا الشعب حقه في الإختيار لشكل الحكم السياسي الذي يريد .
ولقد علمتنا الحياة، وأثبت لنا التاريخ، وأكدت لنا التجارب ، بأن كل أعداء الشيوعية ، بكل ألوانهم وأشكالهم وأهدافهم وتوجهاتهم دائما في زوال .
أما الشيوعية ورافعي رايتها في تواصل وبقاء ونضالا وعطاء، وشهداءها في المجد والخلود .
#حمزة_الشمخي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟