أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلام ابراهيم عطوف كبة - عبد الامير الخرسان والاقتراحات الجديدة القديمة الى الحزب الشيوعي العراقي!















المزيد.....



عبد الامير الخرسان والاقتراحات الجديدة القديمة الى الحزب الشيوعي العراقي!


سلام ابراهيم عطوف كبة

الحوار المتمدن-العدد: 3704 - 2012 / 4 / 21 - 18:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في مقالة نشرت يوم 19/4/2012 للكاتب عبد الامير الخرسان تحت عنوان"اقتراح الى السادة قيادة وأعضاء الحزب الشيوعي العراقي!"على المواقع الانترنيتية،اعاد فيها الآراء التي سبق واثيرت قبل اعوام وجوهرها التحفظ على تسمية"الشيوعي"،الى جانب آراء اخرى تتعلق بالموقف من الدين،الديمقراطية والحرية وحرية التملك وحرية الفكر وحرية الصحافة والاعلام،التخلص من الاسماء القديمة لمؤسسي الحزب واختيار المؤسسين من اعضاء الحزب نفسه!مستشهدا بالحزب الشيوعي الفنلندي الذي حول اسمه الى حزب الشعب الفنلندي!واكد الكاتب"ان الحزب الشيوعي العراقي لم يحالفه الحظ في النجاح بالانتخابات التي أقيمت مرتين وذلك لأسباب عدّة منها اولا/انهزام الناس من الحزب باعتبار المؤسسين من الاجانب ولا يؤمنون بالدين الاسلامي،ثانيا/اعتمدوا في المنظور السياسي على المؤسسين القدامى مثل لينين وكارل ماركس و...وهؤلاء أجانب عن الشعب العراقي وغير مسلمين،والشارع العراقي كله مسلم ويأبى الدخول في حزب مؤسسيه غير مسلمين!"
مقالة الاستاذ الخرسان لا تضم آراء جديدة،فقد اثارها ويثيرها عدد غير قليل من المثقفين بمناسبة وبدونها!ومن منطلقات النقد"الذي يبدو بناء من زاويتهم"او من منطلق الجهل بالبديهيات التي لا ضير من استعادتها!

• في 14 شباط من كل عام يحتفل الشيوعيون العراقيون بيوم الشهيد الشيوعي تمجيدا للرفيق فهد ( يوسف سلمان يوسف ) سكرتير الحزب الشيوعي ورفاقه الذين اعدمتهم سلطات الحكم الملكي البائد عام 1949 محاولة منها وبايعاز من اسيادها في الغرب كسر شوكة الشيوعية المتنامية في بلادنا وتحجيم الفكر الاشتراكي العلمي..وفي 31 آذار من كل عام يمجد الشيوعيون ذكرى تأسيس حزبهم المجيد،ويمجدون الرفيق فهد مؤسس الحزب،وهو عراقي وليس اجنبي!ومن اصول كادحة!
والحزب الشيوعي العراقي - فصيل سياسي تقدمي،حتمت وجوده الاستقطابات الاجتماعية في بلادنا اوائل القرن العشرين وتنامي دور الطبقة العاملة في الوحدات الانتاجية وتصاعد حدة الاضطهاد الاجتماعي.وامتلك هذا الحزب الطبقي الجسور الرؤية الوطنية الواضحة للمشروع الوطني الديمقراطي الراهن في العراق ليشارك بمسؤولية وطنية عالية بالعملية السياسية،صوته مسموع وتاريخه مشرف.وليس مستغربا ان يرى الفكر الرجعي في بلادنا هذا الحزب العتيد عقبة كأداء في مسيرة احلامه الشريرة،احلام طمس الحقائق ومحاولات تشويه وعي الناس،محاولات التمشدق بالاستقلال والسيادة الوطنية وبالدين والأخلاق والتمويه والمخاتلة،تكريس نهج الطائفية السياسية والمحاصصات الطائفية والارهاب.واذا كان الحزب الشيوعي منذ تأسيسه في 31 / 3 / 1934 واعتلاء قادته المشانق وتقديمه آلاف الشهداء في انتفاضات و وثبات شعبنا الابي ومساهمته في تفجير ثورة الرابع عشر من تموز 1958 المجيدة وتصديه لأنقلاب رمضان الاسود ومقاومته الباسلة لدكتاتورية البعث طيلة العقود الثلاث الاخيرة...قد الف هذه الحملات،فانه من خلال تفحص طبيعة المواضيع التي تركز عليها التخرصات و التهجمات والتطاولات على سياسة الحزب الشيوعي العراقي يتضح بجلاء الدور السياسي الرجعي الذي يقوم به الفكر المذكور،كانعكاس وأداة للطبقات الرجعية وبالاخص البورجوازية الكومبرادورية والطفيلية وتحالفها اللامعلن مع قوى الارهاب..الارهاب الاصولي الاسلامي والبعثي..تحالف ارهاب العصابات المناطقية – الطائفية وجحوش الاسلام السياسي الظلامية التكفيرية والادوات القمعية المستحدثة للدولة الفتية لتحقيق الهيمنة وتضليل العقل العراقي وتدجينه امتثالا للعقلية الصدامية،ولطوطمها القابع في قم معا،وكجزء من الصراع الطبقي الكبير المشتد حول الموقف من القضية الوطنية والثورة الاجتماعية.
ان الهدف المركزي الذي يوجه الفكر الرجعي ضرباته اليه هو وحدة القوى الثورية والوطنية والديمقراطية عبر تأجيج الأحقاد والضغائن بينها وتضخيم الخلافات الثانوية وطمس نقاط الالتقاء.نحن هنا ليس بصدد الاعتداءات التي يتعرض لها الكثير من اعضاء الحزب الشيوعي والمضايقات والتهديدات واعمال الخطف والتهجير والابتزاز في المدن العراقية،بل الحملات الاعلامية والصحفية والخطب الجنجلوتية التي تصب في خانة الفكر الرجعي الراهن.
سيبقى حزب فهد،الحزب الشيوعي العراقي،وساما لبلاد الرافدين!..كنت وطنيا قبل ان اكون شيوعيا،وبعد انضمامي للحزب الشيوعي،أحببت وطني أكثر!..قووا تنظيم حزبكم،قووا تنظيم الحركة الوطنية..ان الحزب الشيوعي العراقي حزب ناضل على مدى ثلاثة ارباع القرن في سبيل استقلال وسيادة العراق ومن اجل ان ينعم الشعب بالحرية والديمقراطية والحداثة والتقدم والعدالة الاجتماعية والسلام،وامتلك السياسات الصائبة والمبادرة في الحقول الوطنية والقومية.وشارك بفعالية كبيرة في عمليات التنوير الفكري والسياسي والاجتماعي والاقتصادي لعقود عدة وحقق نتائج ايجابية وقدم للمجتمع كوادر متخصصة في مختلف العلوم والآداب والفنون..وقدم الحزب الشيوعي العراقي خلال مسيرته النضالية الكثير من التضحيات وتحمل الكثير من المحن والاضطهاد والقسوة البالغة من اجل تحقيق اهداف الشعب.ويصعب تصور عدد السنين التي حكم بها الشيوعيات والشيوعيون العراقيون من قبل المحاكم العراقية السياسية غير المستقلة وغير العادلة والظالمة على امتداد الفترة المنصرمة منذ تأسيسه.


• يحيي صعاليك الفكر الرجعي المعاصر طروحات اسلافهم في مهاجمة الحزب الشيوعي العراقي بحجة التزامه آيديولوجيات غريبة عن الجسم العراقي اجتماعيا وثقافيا وتاريخيا!ولحزمه في كشف الاعيب القوى المناهضة لحركة شعبنا الوطنية التحررية،ولتحالفاته.ولا يدرك هؤلاء ان تصفية اثار جرائم حزب البعث الفاشي لا تتم باتباع اساليب البعث نفسه بالارهاب والاغتيالات والتصفية الجسدية،وانما عبر المحاكم العراقية العادلة!
اما محاولة الاتكاء على شماعة البعث كمبرر لوجود الانتهاكات والتجاوزات،فليس الا جانب يعبر عن فشل الخطاب الطائفي والتبريري،وسياسة تشكيل الميليشيات،والفشل الحكومي في تحمل المسؤولية لبناء عراق ديمقراطي فيدرالي،يضمن حقوق الانسان،وإستخدام الوسائل الديمقراطية والإنسانية بالتعامل مع المواطنين..كيف اتفق أن من جاء لتخليص العراقيين من سفالة البعثيين .. يمارس الآن سفالتهم؟.. ثم يأتي البعض الآخر ليشوه الحقائق التاريخية،نابشا الماضي،مطلقا التصريحات التي لا تسر كل من احب العراق وضحى من أجله،متقصدا الاساءة الى القوى السياسية الوطنية والديمقراطية العراقية الحقة والشيوعيين بالذات.
ويتعرض الحزب الشيوعي العراقي لحملة افتراءات ايضا لتشويه تاريخه من اليسار الطفولي واصحاب الجملة الثورية والانتهازية لا داخل بلادنا فحسب بل من رفاق الامس في الخارج اي من بعض الاحزاب الشيوعية والعمالية العربية والعالمية التي ارتبطت بأوشج علائق الفساد مع النظام الدكتاتوري البائد ونظم دمشق وطهران التوتاليتارية ...ومن متطفلي العمل الثوري في شتى ارجاء المعمورة.الشيوعيون العراقيون مصدر قلق جدي لأعداء الديمقراطية والتعددية السياسية وهم يناهضون الطائفية السياسية لأنها تريد ان يقرأ العراقي تاريخه كما هو مقرر له ومن ورائه شارع مسلوب العقل والارادة كما فعل صدام حسين وبما ينسجم مع رغبات التيارات الدينية – الطائفية السائدة اليوم ..اعداء الحزب الشيوعي العراقي..هل يستوعبون التاريخ؟
الحزب الشيوعي العراقي حزب طبقي اولا يعبر عن ارادة ابناء الشعب من الكادحين – عمال وفلاحين وغيرهم،ومن المثقفين،في النضال ضد الاضطهاد السياسي والقومي والاستغلال الاقتصادي والاجتماعي،ومن اجل التحرر والاستقلال وبناء المجتمع الديمقراطي وتحقيق التقدم الاجتماعي والاشتراكية.وكان منذ نشأته،ولم يزل،مدافعا أمينا عن مصالح الطبقة العاملة والفلاحين وعامة شغيلة اليد والفكر.
هذا التحديد يحصر العدو الطبقي في زاوية ضيقة،وهو عدو تمثل بالفئات المرتبطة بالتهريب وبالرأسمال التجاري والمضاربة ذي الطابع الطفيلي المرتبط بوشائج مختلفة بالرأسمال الاجنبي(البورجوازية الكومبرادورية والطفيلية).ان هذه الرأسمالية التي تحاول ان تظهر نفسها كرأسمالية جديدة،وهي بنت البارحة..كومبرادور وطفيلية العهد الصدامي،تتعامل مع الانشطة الطفيلية وخاصة التجارة وتهريب المحروقات وغيرها،وتمارس قطاعات عريضة منها الفساد والافساد، وتنظر الى العراق باعتباره حقلا لاعمال المضاربة، تنشر فيه اقتصاد الصفقات والعمولات، وتشجع الرشاوي والارتزاق، وتدمر منظومة القيم الاجتماعية.
الاشتراكية بالنسبة للحزب الشيوعي العراقي هدف وليس حلم طوباوي،انه مطلب جماهيري.الاشتراكية العلمية – نظرية علمية شاملة تشمل الماركسية وكل التراث الاشتراكي التقدمي ولا تضع الحزب الشيوعي على سكة قطار الأحزاب الأشتراكية الديمقراطية اي الغاء الصفة الطبقية للحزب ليكون بدون لون ولا رائحة كما قال الرفيق الخالد فهد(كراس القائد الشيوعي الفذ فهد الموسوم بـ " حزب شيوعي لا اشتراكية ديمقراطية " 5 كانون الأول 1943).
الاشتراكية العلمية وحدها تضمن ان يبقى الحزب الشيوعي حزبا واقعيا عصريا متجددا بأستمرار ورافضا للجمود الفكري والتكلس التنظيمي،حزبا ديمقراطيا في بنائه الداخلي،جماعيا في قيادته،منظما في علاقة هيئاته المنتخبة بأرادة رفاقه،حيويا في نشاطه وعلاقاته،امينا في مبادئه،صادقا في تعامله،وان يكون التجديد كضرورة ترتبط بهويته الفكرية والطبقية،وكحاجة ماسة لتواصل نشاطه الحالي والمستقبلي.
في الاشتركية قيم واخلاق ومبادئ تلهم سلوكنا السياسي والاجتماعي اليومي.وفيها يجر القضاء على استغلال الإنسان للانسان كظاهرة اجتماعية مؤقتة في حياة المجتمع البشري، ظهرت مع ظهور الملكية الخاصة للانتاج وستزول يوما ما مهما طال الزمن.وتتجلى بها الحس المرهف للمساواة والعدالة والحرية واحترام حقوق الانسان والتضامن الاجتماعي والتضامن الاممي والاخلاص العميق للديمقراطية والتعددية والتبادلية واحترام الرأي الأخر ونبذ العنف.
الاشتراكية العلمية وحدها تضمن ان لا يتحول الحزب نوعيا الى حزب آخر،الى حزب ديمقراطي ليبرالي.ان عملية تحويل الحزب الى حزب ديمقراطي ثوري او اشتراكي ديمقراطي او ديمقراطي ليبرالي سيؤدي مع مرور الزمن الى تخليه عن الموقف الطبقي،وان اي تغير للموقف الطبقي يعني المساومة مع الرأسمالية.ان هذه الدعوات ما هي الا احد اساليب معاداة الشيوعية صاحبة النظرية العلمية المدافعة عن مصالح الكادحين ضد الاستغلال والاضطهاد الطبقي والاجتماعي.ان الهدف الاستراتيجي للقوى الطبقية المعادية هو ازالة شئ اسمه حزب شيوعي عراقي من الساحة السياسية ... نعم انه صراع طبقي وايديولوجي ...


• بين رجال الدين وائمة المساجد والحسينيات وآيات الله وحجج الاسلام عدد غير قليل من المجرمين والقتلة،بالمعنى الفعلي والمجازي الامر الذي يدعو إلى إحترام ذاكرتنا العراقية الجريحة والمدمية والمليئة بالدم ودخان الحروب، وعلى حكومات التاسع من نيسان أن لا تثقل علينا بإعادة تقديم هؤلاء وكأنهم آلهة طردهم إبليس من جنته..الامر الذي يستوجب ترك مصيرهم الى القضاء والمحاكم العراقية النزيهة.
لا زالت الأصنام الدينية الاسلامية قائمة كالأشباح،تهدد أرواحنا وعقولنا،وتلقي بظلالها على ابداعنا وطرائق تفكيرنا،والمحاولات المحمومة المنظمة جارية على قدم وساق لتجديد بريقها المنطفئ واعادة الحياة في بعض الطواطم الكريهة والمومياءات المتيبسة كي يواصل الكابوس هيمنته على حياتنا الروحية.الوضع الحقيقي والصحيح أن يحاسب هؤلاء بغض النظر عن مكانتهم الدينية ومرجعيتهم المقدسة ومواهبهم،رغم التشكيك بمقدرة بعضهم أصلا.
الاديان السماوية في عراقنا الجريح لا زالت أسيرة اصنامها الحجرية ورؤاها النقدية،واسيرة لذائقتها التي ترتعش من الأقتراب من حدود المقدس،او النظر بجرأة في التابو أو التحريم الاجتماعي،ويعتمد فطاحلها على ثقافة الانشاء اللفظي والنقد الاخواني المدائحي، وتستمد الكثير من جذوتها من الروح العشائرية والطائفية.
وورث الاسلام السياسي الذي تحكم بعض رموزه العراق اليوم هذه الثقافة الخائفة المرتجفة الفجة التافهة المقيتة،ثقافة تزوير التاريخ والأحداث والوقائع والمواقف.الثقافة القطيعية الطائفية وجر "الرئيس القائد" و" الطائفة القائدة " الجميع لشوارع المبايعة من آذانهم ليبصموا على اوراق المبايعات المطبوعة بـالـ "نعم" الوحيدة!ثقافة الضحك على الذقون والمساومة على امن وكرامة واعراض وارواح المواطنين من قبل المتنفذين وقوى الارهاب وفرق الموت والعصابات- الميليشيات وقوة السلاح!ثقافة تحول الفساد الى سمة ملازمة للبيروقراطيات المترهلة والتجار الى جانب الكسب غير المشروع والتدني المرعب في تقديم الخدمات العامة واعمال الغش والتهريب!لقد ورث الاسلام السياسي الذي تحكم بعض رموزه العراق اليوم بعض السياسات والثقافات الغربية الفضفاضة،سياسات الفوضى والفوضى البناءة التي تخشى التخطيط المبرمج والتنمية والاعمار والبناء والتنظيم والتي تتسم باتساع نطاق الغموض في عدد من القضايا(المناطق الرمادية) وبالأخص قضايا الديموقراطية وحقوق الانسان والتأرجح بين دعم الديموقراطية الليبرالية او الدفاع عن الثيوقراطية (الحكم الدينى) وولاية الفقيه،تطبيق الشريعة الاسلامية ومن الذى له الحق فى التشريع وتحت أى سلطة،استخدام العنف،التعددية السياسية،الحقوق المدنية والسياسية والمرجعيات الدينية،حقوق المرأة وقضايا الاحوال الشخصية من زواج وطلاق وحضانة الاطفال وميراث ونقل الجنسية منها الى اطفالها.
صناعة الفتوى في العراق تعمد الارهاب والفساد وتدعمه بنصوصها المحرضة على القتل وهدر دماء بني البشر والاستحواذ على الاموال بدعوى استخدامها لمشاريع تخدم الاسلام،كأننا مازلنا نعيش في زمن الناقة والبعير ونتباهى بالسيف وحز الرؤوس والسبايا والزيجات المتعددة التي اصبحت زنى شرعيا يمارس تحت عباءة الفتاوى الضالة،وليت دعاة هذه الزيجات يزوجون بناتهم او اخواتهم لبني البشر مثلما يفعلون مع المغلوبات على امرهن!ولم يقتصر تدخل رجال الدين في الحياة العامة والسياسية،فهم لم يتركوا شيئا في حياة الناس الاجتماعية الا وتناولوه وفق اجتهاد هذا الفقيه او ذاك المرجع،بدءاً باستيراد الملابس والعطور وادوات الزينة،والقاء التحية،ودخول الحمّام،مرورا بالجماع بين الزوجين،وتحريم البيبسي والكوكا كولا،وليس انتهاء بتحريم الاطلاع على الثقافات الغربية وتحريم الاغاني والافلام!وهناك فتاوى اقتصادية في العراق!!هل تخضع خطب الجوامع والحسينيات للرقابة والحساب مثلما تخضع الكلمة الحرة؟
هناك جهات لازالت تتخذ من الدين وسيلة وغطاء للترويج لمشاريعها الجهنمية التخريبية،كأن تفتي بأن عمليات الاتجار بالمخدرات ليس محرما!وتعطيه صفة العمل المشروع،مبررة ذلك بعدم ورود نص قرآني بتحريم المخدرات!متوجهة الى تحريم ما يمس حاجات الناس اليومية،مثل تحريم اكل سمك الزبيدي بدعوة عدم وجود صدف فيه!او تحريم الثلج لان النبي(ص)لم يعرف عهده الثلج!..الخ من الخزعبلات والترهات.اما المناسبات الدينية فلازالت تحيى باستعمال الزناجيل واللطم والزحف على الركاب وبالهرج والمرج والفوضى والسير على الأقدام مئات الكيلومترات!بينما تستغل هذه المناسبات استغلالاً سياسيا ليس حبا بالمناسبة بقدر تخدير المواطنين ودفعهم بالضد من مصالحهم،واستغلال المناسبات دون التفكير بهم والحفاظ على حياتهم.وتشجع قوى خارجية هذه المظاهر وتصرف اموالا طائلة من اجل تضخيمها لاستنساخ عادات وتقاليد بعيدة عن تقاليدنا وعادتنا،على الرغم من عشرات التوصيات من المراجع الدينية العراقية التي تؤكد نبذ استخدام هذه الممارسات باعتبارها مخالفة للدين الاسلامي،وهي شعائر ليس لها أية صلة بالتعاليم الاسلامية،وتشكل خطرا حقيقيا على حياة المواطنين الذين يدفعون من بعض القوى الطائفية باتجاه ابراز العضلات!
اللجوء الى الدين والطائفية السياسية ليس مؤشرا على تخلف الفكر السياسي،ولم يكن ملازما للمجموعات الاجتماعية التقليدية فحسب من مشايخ وفلاحين واقطاع ورجال دين بل ايضا لقادة البورجوازية والبورجوازية الصغيرة ايضا!وبالأخص البورجوازية الكومبرادورية والطفيلية التي ربطت مصالحها بالمصالح الاجنبية.ومثلما اسهم اللجوء الى التقاليد الدينية والشعائر الطائفية في ظل شروط معينة في ترسيخ الدور الايجابي في جذب الجماهير الى حركات التحرر الوطني في مراحل النضال من اجل الاستقلال،كان اللجوء اليها احد اخطر الوسائل الطبقية لزرع مخاطر انقسام القوى الثورية والديمقراطية والتقدمية ذات المصلحة في التقدم الاجتماعي.
ان أكبر إساءة توجه للدين هو استغلاله كواجهة للعمل السياسي والصراعات السياسة الذي قد يؤدي الى تناحرات خطرة يصعب السيطرة عليها وهو ما نشهده في الزمن الحالي البالغ الخطورة. كما عمل الحزب بجدية ضد من يحاول تحويل المعتقد الديني الى مجموعة من الخرافات والجهل والممارسات العنفية التي تسئ الى تراثنا الديني ورموزه وملاحمه بهدف فرض قيم التجهيل والاستبداد والتكفير وثقافة قطع الاعناق وضرب الهامات بالقامات واللطم والبكائيات وتسويد الجباه التي لا علاقة لها بالايمان الديني.لقد حاولت التيارات الاستبدادية والظلامية التشكيك في دعوات الحزب لاحترام المعتقدات الدينية وبثوا الافتراءات تلو الافتراءات ضد الشيوعيين العراقيين في محاولة لتصوير الشيوعيين وكأنهم أعداء للايمان والمعتقدات الدينية متجاهلين كون العديد من رجال الدين الافاضل ساهموا الى جانب الحزب الشيوعي في نضاله الوطني والاجتماعي ومنهم الشيخ عبد الكريم الماشطة والطيب الذكر الشيخ محمد الشبيبي والد الشهيد حسين الشبيبي وسادة افاضل آخرون ...
نحترم الدين ولكننا نعارض توظيفه في اغراض سياسية."نحن نحترم قناعات الناس،كل الناس.لكننا لا نقبل ولا نرتضي ان يجري اتخاذ الدين غطاء لمصالح اقتصادية واجتماعية او لاغراض سياسية لمصلحة هذه الفئة او تلك الطبقة،او ذلك الاتجاه السياسي.لهذا فنحن لا نعتقد اننا نقف موقفاً سلبياً من الدين حين نطرح ضرورة فصل الدين عن الدولة،على العكس،فنحن نعتقد،اننا بذلك نقدم احتراماً اكبر للدين وللمؤسسات الدينية،لذلك فنحن لا نتردد في الاعلان عن احترامنا للدين ولقناعات الناس وتقاليدهم الدينية.
نحن الشيوعيون العراقيون نحترم التنوع الديني في البلد فالعراق يحتوي على اديان مختلفة.صحيح ان الاغلبية مسلمة،وهذا ما سجله الدستور،لكن هذا لا يمنع الاعتراف بوجود عقائد وأديان اخرى،كالمسيحية والصابئية او الايزيدية،او غيرها.حزبنا حزب وطني، انه ليس حزباً دينياً، فهو يحتوي في اطاره مناضلين من كل الاديان والقوميات،هو حزب العراقيين من كل شكل قومي،اثني، ديني او مذهبي ".برامج الحزب الشيوعي العراقي سجلت وتسجل موقفاً واضحا من الدين.
وجب عدم الخلط بين الدين ككيان آبستمولوجي ومؤسساتي في تاريخه المتطور والنزعات المادية فيه ولاسيما المسيحية والفلسفة العربية الاسلامية،وبين الحركات السياسية الدينية التي هي احزاب سياسية صرفة!والتمييز في العناصر الاعتقادية الايمانية في بنية الفكر الديني وبين العناصر الاجتماعية – الاقتصادية – السياسية في هذا الفكر اي المحتوى السياسي والاجتماعي والاقتصادي لبرامج هذه الاحزاب الدينية..،وهي برامج تشجع على الحياة في احضان الولاءات دون الوطنية والعلاقات العشائرية والاقطاعية،واستمرار النزوع الغيبي والوعي الديني بشكله السلفي،وخضوع الانتاج المادي في الريف والحاضرة لتقلبات الطبيعة وقوانين السوق الرأسمالي،وعرقلة مساعي البورجوازية الوطنية في العلمنة.
الحزب الشيوعي العراقي – حزب علماني يستنهل من فنار الاشتراكية العلمية مرشداً له لتكثيف جهوده في تشييد صرح الديمقراطية الناشئة على أرض العراق.وهو يسعى إلى تكريس مبدأ فصل الدين عن الدولة في الدستور والقوانين المرعية والى احترام جميع الأديان والمذاهب وحقها في ممارسة طقوسها وتقاليدها الدينية الإنسانية،إضافة إلى احترام كل الاتجاهات الفكرية والسياسية التي لا تخل بمبادئ الديمقراطية أو تدعو الى العنصرية والشوفينية والطائفية السياسية والتمييز بمختلف أشكاله.
تمسك الحزب بالمجتمع المدني الديمقراطي واحترامه الكامل لحقوق الانسان وحقوق المواطنة والحرية الفردية وحقوق القوميات والعدالة الاجتماعية والتعددية الفكرية والسياسية والتداول الديمقراطي البرلماني للسلطة ورفض العنف والحركات الانقلابية واستخدام السلاح للوصول الى السلطة.وهو يعمل من اجل اقامة جبهة واسع باسم "جبهة الديمقراطية والتقدم" في العراق تجمع فيها وحولها كل القوى التي تسعى الى ذلك لتناضل من اجل تكريس النظام الديمقراطي الدستوري المدني والفيدرالي ومن اجل تعديل الدستور الجديد باتجاه اكثر انسانية وديمقراطية واكثر احتراماً للقوميات والأديان والمذاهب والأفكار وحقوق المرأة والمثقفات والمثقفين والتعدد الثقافي في العراق،وبعيداً عن الطائفية السياسية ورفض الدمج بين الدين والدولة.
يرفض الحزب الشيوعي العراقي تكريس الطائفية السياسية ونهج المحاصصات الطائفية الوباء الخطير الذي يسمم الحياة السياسية،ويتناقض مع الديمقراطية،ويقزم معنى الانتخابات ومدلولاتها،ويحجم مبدأ المواطنة والمساواة بين المواطنين،ويضر ببناء الوحدة الوطنية.ان الطائفية التي يتم تمريرها اليوم هي من اخطر المشاكل التي يغذيها الاحتلال،والتي تهدد وطننا ومجتمعنا،اضافة الى مشاكل الأرهاب الجماعي الشامل،والانفلات الأمني التام،والفساد والأزمات الأقتصادية والخدماتية والمعيشية الطاحنة،وضياع الأفق في وطن يتعرض للأحتلال والنهب والتصفية المتسارعة.
وتسفر الطائفية عن وجهها القبيح عندما تفرض نفسها وآيديولوجيتها في المناطق التي تشكل فيها الاغلبية دون خوف من اي جهة كون الاحزاب السياسية النشطة هنا لها نفوذ لا يستهان به على الحكومة المركزية في بغداد،اضافة الى انها تحظى بدعم كبار رجال الدين.ترى أيّ ديمقراطية يمكن أن تنتجها أحزاب عائلية أو طائفية تورث قياداتها وتعيد انتاج افكارها القديمة،ولا تمارس هي نفسها الديمقراطية الحقيقية في داخلها؟قوى سياسية تفتقر اصلا الى الآليات الديمقراطية والفكر الديمقراطي في داخلها وليجر الاستقواء والاتكاء على الطائفة بدل الاستقواء بالديمقراطية و بالمواطنة..ان العراق يحتاج الى تعزيز الهوية الوطنية للامة العراقية وروح المواطنة لها والتي بدونها لا يمكننا الحديث عن الاستقرار والمساواة في الفرص وتعزيز رابطة الاخوة بين العراقيين وحماية وحدة العراق بغض النظر عن كل الهويات الدينية والطائفية والعرقية فالعراق ينبغي ان يكون وطن الجميع والدولة العراقية هي دولة الجميع والدين لله.
ان احزاب الاسلام السياسي بواجهاتها وجامخاناتها المتعددة غير قادرة موضوعيا وتاريخيا في مواصلة التخندق خلف حصن"القدسية الدينية"المزعومة وحصن العشيرة بسبب جهلها وتفاهتها وسفاهتها وهزالتها.


• اسم الحزب الشيوعي العراقي كان ولا يزال منارة للحركة التقدمية والديمقراطية وصماما اساسيا للتحالفات الوطنية الجادة،والمطلوب ليس اعادة النظر في اسم الحزب الشيوعي العراقي،بل المطلوب هو اعادة النظر بالمفاهيم التي تجاوزتها الحياة وتعميق الممارسة الديمقراطية في حياة الحزب الداخلية وتدقيق سياسة التحالفات الوطنية وايجاد خطاب سياسي يتلائم والواقع الجديد الذي يعيشه شعبنا بعد زوال النظام الدكتاتوري وبعد كل المتغيرات والكوارث التي مر بها ويعيشها وطننا ويعاني منها ابناء شعبنا.الاحزاب السياسية الرصينة لا تغير أسماءها كما يغير الرجل زوجاته وفق قاعدة تعدد الزوجات سيئة الصيت!ومع كل تغيير في الواقع السياسي!بل من الضروري واللازم أن تغير في سياستها وبرامجها،وتستجيب من خلال ذلك لمتغيرات الواقع ..ان الحزب الجماهيري يقاس بواقعية برنامجه وسلامة شعاراته،وبعدد الملتفين حول ذلك البرنامج وتلك الشعارات!
ارتبط اسم الحزب الشيوعي العراقي بضمير شعبنا العراقي من خلال نضالاته خلال اكثر من نصف قرن وقيادته لمعظم انتفاضات ووثبات جماهيرنا وتقديمه الوف الشهداء في معارك الشعب الوطنية،وليس لحزبنا الشيوعي العراقي نقاط سوداء يخجل منها تجاه جميع القضايا الوطنية والقومية.وكان الحزب ضحية مباشرة وأساسية للسلطات،وهو بذلك لا يتحمل أوزار السلطات في مختلف عهودها.ولا زال الشيوعيون العراقيون قادة جماهيريين امام انظار شعبهم ولا زالوا نموذجاً يحتذى به باعتبارهم مضحين اساسيين في معارك الشعب وانتفاضاته.الشيوعيون العراقيون لم تقهرهم السجون بل قهروها!!
تضمن جماهيرية الحزب مراقبة القيادة!والحزب الجماهيري ليس بعدد اعضائه فحسب،فقد ضم حزبا البعث في سوريا والعراق وحزب شاه إيران(راستاخيز)والحزب الاشتراكي الالماني(حزب هتلر)،وكذلك الاحزاب الطائفية الحاكمة اليوم في بغداد،ضمت الملايين..لكنهم لم يكونوا احزاب جماهيرية!
ليس للحزب الشيوعي العراقي ما يميزه عن الأحزاب والتنظيمات العراقية الأخرى غير تاريخه النضالي الطويل وسمعته الوطنية الطيبة التي تحققت بفضل المثابرة والنضال الصلب لأجيال وأجيال،مما جعل الشيوعيين قدوة حسنة في الحكمة والشجاعة والثورية والثبات في مقارعة الأنظمة الأستبدادية!وعند استخلاص تجربة الحزب في التحالفات نخلص الى الاستنتاجات التالية:ان التحالفات ليست مقدسة بل هي معطى سياسي لنشاط الحزب والقوى المتحالفة معه في فترة محددة،التحالف ليس نتاج رغبة بل هو حاجة موضوعية تمليها التقاء مصالح طبقات وفئات اجتماعية حول اهداف محددة في وقت محدد،التحالف لا ينبغي ان يشل نشاط الحزب بين الجماهير بل ينبغي ان يعززه،واذا كان التحالف هو التقاء مصالح مختلفة حول برنامج محدد قصير او طويل الامد فإنه لا يمكن المشاركة في أي تحالف على حساب مبادىء الحزب واهدافه العامة او هويته.
التخلص من تعبير "الشيوعي" في تسمية حزب الطبقة العاملة دليل على نهج براغماتي مدمر..والبراغماتية اداة لأشد الظلاميين والرجعيين تطرفا للتشهير بالحجج العلمية،وهي تتنكر للتنشئة الاجتماعية كونها الاسمنت المسلح الذي يربط مختلف مكونات النسق الاجتماعي ببعضها البعض،من خلال اعادة انتاج منظومة القيم والمعاني والمعايير الاجتماعية،وترسيخها في النفوس.البراغماتية والفلسفة العلمية على طرفي نقيض،لأن البراغماتية منهج روزخوني سفسطائي يبرر الاخلاق الرأسمالية على علاتها وينشر الخرافات والعقائد الجامدة المناهضة للعلم.وفي البراغماتية لم يعد المهم ان تكون النظرية او تلك موافقة للحقيقة بل ان تكون نافعة او ضارة بالرأسمال،مناسبة او غير مناسبة،ترضى عنها الشرطة ام لا ترضى.بدلا عن البحوث المجردة ظهرت المماحكات المأجورة،وبدلا عن التحقيقات العلمية ظهر الضمير الشرير والغرض الاعمى للدفاع عن النظام القائم!.وتدعو البراغماتية الى وضع الفلسفة في خدمة الانتاج والاستهلاك معا!


• ثمة صفتين يجب ان يتحلى بهما المرء عندما يتعاطى مع التاريخ ليضمن رأسه فوق كتفيه في عهود الطائفية السياسية،هما:النفاق والغباء.والاحزاب الطائفية والطائفية السياسية لا تقدم للبلاد سوى الفكر الاسود وخزعبلات الفتاحفالجية وثقافة التخاريف الرجعية ومشاريع الجهاد(احتراف القتل)الى مالا نهاية،لأنها في حقيقة الامر تهدف الى تحديد النسل الديمقراطي وتدعو الى التكاثر الطائفي في العراق،وهي تعمل على تأسيس عراق منقسم طائفيا بدلا من عراق موحد ديمقراطيا.
لقد ساهمت الارهاصات التالية في فضح الطائفية السياسية في العراق وتطلعاتها:
1. ارهاصات ايران الدولة الاسلامية،وانتاج الهرمية والتراتبية فعزلت النخب الحاكمة نفسها عن الشعب.انها حكم رجال الدين – السادة الجدد الذين الغوا سيادة الشعب والاحكام الاسلامية معا!انها حكم آخوندسالاري،اي حكم الكهنة واغتراب الحكام عن الدين.انها الشعبوية،ومجلس الصيانة يجرد البرلمان من السلطات،ويقمع القائد رئيس الجمهورية،ويجعل مفهوم ولاية الفقيه من فكرة الجمهورية عبثا!.ويقوم مجلس الصيانة بمهام مجلس قيادة الثورة ابان العهد الصدامي.
2. ارهاصات الواقع الكارثي الذي خلفه لنا الدكتاتور كحمل ثقيل تنوء به الجبال من جهل وفقر وهدر لكرامة المواطنة وقلب مفاهيم حقوق الانسان والديمقراطية رأسا على عقب،وكذلك الاقتصاد المدمر والضرر البالغ بالبنية التحتية والهدر السريع للثروات وهلاك لمئات الآلاف من العراقيين والقوى العاملة واستنزاف العقول والهجرة الجماعية للكفاءات العلمية والثقافية والهبوط الحاد في مستوى المعيشة وتدني انظمة الصحة والتعليم.
3. ارهاصات الاصولية الاسلامية والطائفية،والارهاب الذي اتاح الفرصة للمتسلقين من بعض السياسيين الجدد في ترسيخ المحاصصة الطائفية.
4. ارهاصات الفساد الكارثي وسرقات المصارف!
5. ارهاصات الانتشار الواسع للبطالة التي تبقي العراقيات والعراقيين في دائرة العوز والحاجة.


• الانتخابات ممارسة ديمقراطية تعبر عن حرية الفرد والمجتمع،وخاضعة اصلا لسوق السياسة والاجتماع والاقتصاد والحراك الطبقي في بلادنا!والعمليات الانتخابية التي جرت لحد الآن ومنذ التاسع من نيسان ليست سوى استفتاءات محسومة النتائج لصالح الطائفية السياسية والمحاصصات الطائفية ولاغراض تغطية ادعاءات الولايات المتحدة وايران معا بالديمقراطية كهدف من اهدافهما!ولصالح من يريد للاغلبية الصامتة في بلادنا ان تبقى صامتة،ولمن يسعى،خلف الكواليس،الى ان تبايع هذه البلاد"محرريها"سرا!،وباتجاه تمرير حزمة من الاتفاقات والقرارات الاستراتيجية البعيدة المدى المتعلقة بان يكون العراق او لا يكون،مثل قضايا المياه وسرقة حقول النفط العراقي والمعادن الاستراتيجية الثمينة الاخرى والدخول في احلاف عسكرية او ارتباطات عسكرية وامنية اقليمية ودولية!
ان عملية الانتخاب والحكم على نزاهتها لا يحدده يوم الاقتراع وحدة فقط؟لان الانتخابات ممارسة ديمقراطية تعبر عن حرية الفرد والمجتمع وعملية كبيرة تبدا بخطوة وتتبعها خطوات مترابطة نحو هدف كبير يتلخص في احترام ارادة الناخب،وتوفير الثقة بالنتائج!وهل للمفوضية العليا"المستقلة"للانتخابات ان تبرر عدم العدالة في استخدام وسائل اعلام الدولة؟وهل عاقبت قائمة ما بذخت بشكل ملفت من المال السياسي؟هل تابعت خروقات استخدام رموز الدولة ووسائلها في الحملة الانتخابية؟وكيف لمفوضية مستقلة،مهنية،محايدة ان تعلن استكمال استعدادها لادارة الانتخابات ليس بقانون جائر وحسب،بل في غياب قوانين اساسية اخرى،دونها لا يمكن ان تكون هناك انتخابات؟
الميليشيات الانتخابية توفر البيئة الخصبة لولادة ظاهرة مقاولي الاصوات والسمسرة الانتخابية،والتخصص في نقل الناخبين خلال فترة الدعاية والاقتراع بعد ان يتسلموا الهبات المالية والهدايا العينية الموعودة،وبعضهم اصحاب مضايف وملايات.وتتسبب هذه الميليشيات بتوسيع عملية شراء اصوات الناخبين،وبث الذعر والخوف واشاعة الارهاب الفكري والسياسي،واستغلال معاناة سكان الاحياء العشوائية عبر ايقاف تهديدهم بالترحيل ومساومتهم بوعود ضمان امتلاكهم اماكن سكن قانونية،وتشغيل الآلاف من ضحايا البطالة لتأدية مهمة وضع الملصقات على جدران البنايات والحواجز الاسمنتية وتمزيق ملصقات الخصوم السياسيين،وتسقيط اصوات المنافسين بالتأشير المتكرر على القائمة المنافسة او حسابها مع القوائم غير الصالحة او الغش في تسجيل اصواتها في استمارتي(501 و 502).وبحماية الميليشيات الانتخابية يقوم قادة بارزون في القوى السياسية المتنفذة بالدخول الى مراكز العد والفرز والتدخل في سير العملية الانتخابية،ويقوم عدد من الموظفين بالتلاعب في النتائج من خلال البيانات التي تدخل في عمليات العد والفرز بواسطة الحاسوب،والتزوير الواسع على مدى ساعات عمليات الاقتراع والتأخير في الاعلان عن النتائج،وتأشير اوراق اقتراع الناخبين الذين عزفوا عن المشاركة والاقتراع بدلا عنهم!والميليشيات الانتخابية تفسر اندفاع القوى التي هددت وتهدد باستخدام السلاح في حال خسارتها!وتواجد بعض اوراق الاقتراع وعددا من ارقام اقفال الصناديق مرمية في شوارع بعض المدن،ولغز المرشحين الذين لم يحصلوا الا على رقم 0،ومحاولات بعض القضاة من المحكمة الاتحادية فتح صناديق الاقتراع عنوة،واعمال الخطف التي تتزامن مع ازمة النتائج الانتخابية والطعون التي تقدمها اطراف عديدة،والاصطفافات الطائفية.لقد استطاعت القوى المتنفذة على مدى سنوات حكمها ان تؤسس لها مواقع لا تستطيع التخلي عنها بسهولة،لما قام به كل هؤلاء من خروقات قانونية ومالية واشتراك كامل في الاعمال الارهابية،تؤدي بهم في حال انكشاف امرهم الى المثول امام العدالة،وأسسوا لامبراطوريات من الفساد والرذيلة،يتستر بعضهم على بعض،بحجة ضرورة استمرار العملية السياسية وعدم التراجع الى الخلف.
لقد اصدرت المحكمة الاتحادية العليا قرارا اواخر تشرين الاول 2010 اعتبرت فيه ان ابقاء جلسة البرلمان الاولى المنعقدة في 14 حزيران 2010 مفتوحة،يشكل خرقا للدستور العراقي،وقبل ذلك اعلنت المحكمة الاتحادية العليا في حكم اصدرته 14 حزيران 2010 عدم دستورية النص القانوني بمنح المقاعد الشاغرة للقوائم الفائزة في انتخابات مجلس النواب،وبذلك اشرت هذه المحكمة جانبا من مواطن الخلل في ممارسات الكتل المتنفذة!
الانتخابات في عرف الفكر القومي والطائفي نزهة ديمقراطية لا احدى الصيغ الديمقراطية التي تتبعها المجتمعات المتمدنة والمتحضرة في العالم،وكلما كانت الممارسة الديمقراطية نزيهة وحرة وشفافة تعكس مدى التطور والتقدم وارتفاع الوعي الوطني عند هذا الشعب الذي مارسها،وتعكس درجة الديمقراطية التي يتعاطاها ويتمسك بها ابناء هذا البلد.وليس هناك من طريق امام الفكرين،القومي والطائفي،كي ينهبا ويحتكرا المناصب الادارية سوى العنف والسلاح والخداع والتضليل،كي يرهبا الشعب ويفرضا سطوتهما ويزور التاريخ وتزور الانتخابات،وهما يستمدان مرجعياتهما من العقلية الدينية والعشائرية،ولا يؤمنان بالديمقراطية كمفاهيم حضارية،ويتشابهان في الوحشية والتدمير لكل من يعارض افكارهما،ويضمران الحقد للمؤسساتية المدنية التي تؤمن بالمفاهيم الحضارية والديمقراطية كحقوق الأنسان ومبادئ المساواة بين الجنسين في الحقوق والواجبات.
تحسب القوائم المتنفذة حساباتها،لكن حساب سخط وتذمر الناس ومواقفهم الرافضة لمحاولات الاستخفاف بعقولهم،لا يجر حسابه.وامام ارادة الناس في تغيير الأوضاع تتلاشى المتاريس التي يختبئ خلفها من يعمل على اعادة انتاج المحاصصة والطائفية السياسية،سواء عبر تشريع قانون يسهل له ذلك،او عبر ائتلافات لا تختلف في شيء عن تلك التي عرفناها.وشعبنا العراقي ذاق الامرين من الحكم الدكتاتوري المقبور،والذي اكثر من تحدث عن الديمقراطية؟وكان لديه اسطبل وطني،لم يكن ليس اكثر من واجهة تجميلية؟


بغداد
21/4/2012



#سلام_ابراهيم_عطوف_كبة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محمود القبطان والكوردايتي
- التحالف الكردستاني عامل التوازن السياسي الحقيقي في عملية بنا ...
- مداهمة صحيفة طريق الشعب..لا تمر مرور الكرام!
- التظاهر الاحتجاجي يسحب البساط من تحت حكومات الترنح الطائفي ف ...
- ضياء الشكرجي وحزبه الليبرالي
- الطلفاحية تنهض من جديد
- لا للتزوير والتزييف!..الحركة العمالية النقابية نموذجا!
- رحيل الدكتور المتمرد مهدي مرتضى
- عبد الصاحب الخناق والزمن الغادر
- السيد نوري المالكي وسياسة-اخبطها واشرب صافيها-
- رحيل داعية السلام العالمي احمد حمروش
- الترابط بين التاريخي والمنطقي في عملية المعرفة
- مذكرة اعتقال الشيخ الساعدي ليست آخر مهازل العهد المالكي!
- ليؤرق التشييع المهيب للشهيد الشجاع مضاجع الجبناء!
- طهران والتلمذة في كتاتيب الادارة الاميركية
- الارهاب يطال رواد التنوير الديني في العراق
- مناهضو ثورة 14 تموز لم ولا يستوعبون التاريخ
- بنية الفساد المركبة في العراق / القسم الثاني عشر والأخير
- بنية الفساد المركبة في العراق / القسم الحادي عشر
- بنية الفساد المركبة في العراق / القسم العاشر


المزيد.....




- روسيا توقع مع نيكاراغوا على إعلان حول التصدي للعقوبات غير ال ...
- وزير الزراعة اللبناني: أضرار الزراعة في الجنوب كبيرة ولكن أض ...
- الفيضانات تتسبب بدمار كبير في منطقة كورغان الروسية
- -ذعر- أممي بعد تقارير عن مقابر جماعية في مستشفيين بغزة
- -عندما تخسر كرامتك كيف يمكنك العيش؟-... سوريون في لبنان تضيق ...
- قمة الهلال-العين.. هل ينجح النادي السعودي في تعويض هزيمة الذ ...
- تحركات في مصر بعد زيادة السكان بشكل غير مسبوق خلال 70 يوما
- أردوغان: نتنياهو -هتلر العصر- وشركاؤه في الجريمة وحلفاء إسرا ...
- شويغو: قواتنا تمسك زمام المبادرة على كل المحاور وخسائر العدو ...
- وزير الخارجية الأوكراني يؤكد توقف الخدمات القنصلية بالخارج ل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلام ابراهيم عطوف كبة - عبد الامير الخرسان والاقتراحات الجديدة القديمة الى الحزب الشيوعي العراقي!