أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - عبدالله تركماني - المجتمع الدولي ما زال متحفظاً إزاء التدخل العسكري















المزيد.....

المجتمع الدولي ما زال متحفظاً إزاء التدخل العسكري


عبدالله تركماني

الحوار المتمدن-العدد: 3702 - 2012 / 4 / 19 - 14:09
المحور: مقابلات و حوارات
    


المجتمع الدولي ما زال متحفظاً إزاء التدخل العسكري
إسرائيل تؤثر في القرار الدولي حيال سورية أكثر من تأثير الغرب
أعطى مؤتمر أصدقاء سورية الذي عُقد في اسطنبول مؤخراً دفعاً قوياً للمعارضة السورية التي رأت في القرارات الصادرة عنه (من أهمها الاعتراف بالمجلس الوطني السوري كممثل شرعي وحيد للمعارضة) تحولاً لافتاً في مواقف الغرب تجاه هذه المعارضة رغم أنه كان يبدي تخوفاً من أن يتحول الربيع السوري إلى ربيع إسلامي كما حصل في الدول التي سبقت سورية في التحرر من أنظمتها الديكتاتورية. في هذا الإطار أجاب ممثل المجلس الوطني السوري في تونس الدكتور عبدالله تركماني على أسئلة روعة قاسم.
(1) - بداية هل تعتبرون أنّ مؤتمر اسطنبول الأخير كان ناجحاً ويمكن أن يسهم في تقديم حل للأزمة السورية ؟
فرض استمرار الثورة السورية لأكثر من عام على جميع الدول الـ 83، التي حضرت المؤتمر الثاني لأصدقاء الشعب السوري، الذي عُقد في اسطنبول في 1 أفريل/نيسان الجاري، التعاطي معها كأمر واقع لا يمكن التهرب منه. إلا أنّ المواقف تراوحت بين من يطالب ويدعم تسليح الجيش السوري الحر ومن يعوّل على إمكانية الانتقال بسورية من الاستبداد إلى الديمقراطية من خلال خريطة الطريق ذات النقاط الست للمبعوث الأممي/العربي كوفي أنان. إذ بدا أنّ المجتمع الدولي ما زال متحفظاً إزاء التدخل العسكري، وإن كان المسؤولون قد اتفقوا على مجموعة من الخطوات لتشديد الضغط على بشار الأسد.
وهكذا اتسم البيان الختامي للاجتماع بالأهمية السياسية البالغة لثلاثة أسباب: أولها، الالتزام الإقليمي والدولي بعملية انتقال سورية من الاستبداد إلى الديمقراطية، بما يؤكد الرسالة الموجَّهة إلى النظام السوري ومناصريه بضرورة الاستجابة لمطالب المجلس الوطني السوري بالتغيير وإعادة هيكلة السلطة السياسية في البلاد. وثانيها، الاعتراف بالمجلس الوطني السوري كممثل لجميع السوريين، واعتباره المظلة الجامعة لمختلف أطياف المعارضة. بما ينطوي عليه ذلك من اعتباره القناة الضرورية للاتصالات السياسية والدبلوماسية، إضافة إلى المعونات المالية والإنسانية.
وبغض النظر عن الدوافع والاحتمالات فإنّ تقدماً ملحوظاً حدث في المواقف العربية والإقليمية والدولية في اتجاه مناصرة ودعم الشعب السوري، من خلال الضغط على سلطة طغمة آل الأسد لتلبية الشروط المحددة في مبادرة أنان، وإلا الذهاب للفصل السابع في ميثاق الأمم المتحدة.
(2) - يمثل الاعتراف بالمجلس الوطني السوري تحولاً لافتاً في مواقف الدول الغربية التي كانت غير متحمسة في السابق للاعتراف بمجلس يطغى عليه اللون الإسلامي فكيف تقرؤون هذا التطور ؟
نعتبر القرار إيجابياً جداً، لما ينطوي عليه من سحب المجتمع الدولي لـ " شرعية " سلطة عصابة آل الأسد ومن لف لفهم. كما أنّ هذا الاعتراف يحرم النظام من إمكانية اختيار المعارضة التي يريد أن يتحاور معها، كما فعل في الماضي، ويرغمه على إجراء الحوار تحت إشراف الوسطاء الإقليميين والدوليين.
ولكننا ندرك أنّ المجموعة قد وضعتنا أمام تحديات رئيسة عدة، ليس أقلها كيفية التعامل مع الشريحة الواسعة من الجماعات السياسية والاجتماعية التي تنظر بريبة إلى زوال نظام وحلول غيره، مهما كان موقفها من النظام الحالي أو اعتراضها على نهجه وعنفه. وماذا سيحصل لكبار مسؤولي الدولة والحكومة والإدارات، وهذا ما حاولنا التعاطي المجدي معه من خلال تقديمنا رؤية المجلس لسورية الجديدة بعد التغيير من خلال التوافق على وثيقة " العهد الوطني لسورية المستقبل "، وصياغة رؤيتنا لـ " المرحلة الانتقالية لسورية الجديدة ".
ومن المؤكد أنّ وثيقة " العهد والميثاق " التي أصدرتها حركة الأخوان المسلمين السوريين قد لاقت ارتياحاً لدى كل السوريين إضافة إلى دول مجموعة أصدقاء الشعب السوري، حيث أكدوا التزامهم بـ " دولة مواطنة ومساواة، يتساوى فيها المواطنون جميعاً، على اختلاف أعراقهم وأديانهم ومذاهبهم واتجاهاتهم، تقوم على مبدأ المواطنة التي هي مناط الحقوق والواجبات، يحقّ لأيّ مواطنٍ فيها الوصول إلى أعلى المناصب، استناداً إلى قاعدتي الانتخاب أو الكفاءة. كما يتساوى فيها الرجالُ والنساء، في الكرامة الإنسانية، والأهلية، وتتمتع فيها المرأة بحقوقها الكاملة ".
(3) - وهل تعتبرون أنّ المعارضة وحّدت صفوفها بالفعل ؟
تخطت أغلب أطياف المعارضة السورية، بعد مؤتمرها التوحيدي في اسطنبول خلال يومي 26 و27 مارس/آذار الماضي، تشرذمها بعد أن توافقت على إعادة هيكلة المجلس الوطني السوري ووقعت على وثيقة " العهد الوطني لسورية المستقبل ". أما ممثلي المجلس الوطني الكردي، الذين أعلنوا انسحابهم من المؤتمر بسبب عدم تنصيص العهد على الحقوق القومية للأكراد السوريين، فقد قام زملاؤنا من الكتلة الكردية في المجلس الوطني بتكفل الحوار مع المجلس الكردي، وبالفعل تم التوافق على انضوائهم تحت مظلة المجلس، خاصة بعد إصدار " الوثيقة الوطنية حول القضية الكردية " واعتبارها جزء من " العهد الوطني لسورية المستقبل "، حيث ورد في الوثيقة " يؤكد المجلس الوطني السوري والقوى الموقعة التزامها بالاعتراف الدستوري بهوية الشعب الكردي القومية، واعتبار القضية الكردية جزءاً أساسياً من القضية الوطنية العامة في البلاد، والاعتراف بالحقوق القومية للشعب الكردي ضمن إطار وحدة سورية أرضاً وشعباً ".

(4) - ما مدى صحة الأنباء التي تتحدث عن تسليح بعض الدول الخليجية للجيش السوري الحر ؟
لعل الموقف الأكثر بروزاً هو ما يكرره المسؤولون السعوديون والقطريون من أنه لا بد من تسليح المعارضة السورية كي تقف في وجه آلة القتل النظامية، إذ يبدو أنّ التخوف الخليجي من حالة عدم الاستقرار الذي يمكن أن يولده استمرار العنف في سورية، واستثمار العديد من الأطراف الإقليمية والدولية لتلك الحالة للتوغل في شؤون المنطقة، قد دفعهما للحديث عن تسليح المعارضة السورية. وبالرغم من دعوتنا المتكررة إلى ضرورة تسليح الجيش الحر للقيام بمهمة الدفاع عن المدنيين السوريين، فلا توجد أية معطيات عن وصول مساعدات عسكرية من أي نوع.
(5) - وهل تتوقعون سقوط الأسد قريباً خاصة أنّ هناك تقارير استخباراتية غربية تقول إنّ الأسد لا يزال قويا ؟
من المؤكد أنّ نجم بشار الأسد قد أفل وعليه أن يرحل بعد أن أمر بتوجيه أسلحة الجيش السوري نحو صدور المتظاهرين السوريين السلميين، ولكن بأية سرعة سيتحقق ذلك، لا أحد يمكنه التوقع طالما أنّ إسرائيل تؤثر في القرار الدولي حيال سورية أكثر من تأثير العرب وتركيا وأوروبا وأمريكا.
وما تبدو سورية في حاجة إليه الآن هو التخلص من النظام في أسرع وقت ممكن، ومن الأفضل حصول ذلك في اقرب فرصة لأنّ النظام انتهى، نظراً إلى أنه في مواجهة مع شعبه، وأنّ بقاءه في السلطة يهدد مستقبل سورية بشكل جدي. ولا يمكن إعادة عقارب الساعة إلى الوراء، وسورية اليوم لم تعد ولن تعود كما كانت قبل انطلاق ثورتها المباركة في 15 مارس/آذار 2011 سواء طال أمد النظام أم قصر.
(6) - هل تعتقدون أنّ بإمكان الصين وروسيا أن تغيّرا من موقفهما الداعم للأسد ؟
روسيا " توبخ " الأسد ويمكن أن تستغني عنه لكنها لا تستغني عن نمط نظامه، سلحت أجهزته الأمنية بأسلحة خاصة بقتال المدن. أما الصين فهي " مدمنة " على نفط إيران سمسارة بشار الإقليمية. ولكن تبدو مهمة المبعوث الدولي – العربي كوفي أنان إحدى مراحل إدارة الأزمة، وهي مهمة حصل عليها التقاطع الروسي – الأمريكي - الأوروبي، ولهذا السبب حذرت القيادة الروسية بأن " إياكم وإفشال مهمة أنان "، تمهيداً لطرحها حلاً من دون بشار الأسد.
إنّ اصطفاف روسيا والصين مع نظام ديكتاتوري دموي على حساب شعب يكافح من أجل حريته غير مبرر على كل المستويات السياسية والأخلاقية والتحررية والديمقراطية.



(7) – كيف ترون سورية المستقبل ؟
لن تكون سورية بعد اليوم مزرعة لأحد، كما كانت لعقود طويلة، وإنما وطن الحرية والكرامة لجميع أبنائها. لن تكون بلد التمييز والظلم والإقصاء، بل وطناً واحداً لشعب سوري موحد، لا حديث فيه عن أكثرية وأقلية بل مواطنية ومساواة، لا يراعي في معاملته مع أبنائه أي اعتبار قومي أو مذهبي أو طائفي أو مناطقي، ولا اعتبار فيه إلا للكفاءة والإخلاص، والمقدرة على البذل والتضحية في سبيل المجموع. سيحمي دستور سورية الجديدة حقوق كل مكوّنات المجتمع السوري، حيث سينال فيها الأكراد والآشوريون والتركمان ما حُرموا منه من حقوق وما عانوه من تمييز. ستُفصل في سورية الجديدة السلطات القضائية والتشريعية والتنفيذية، وستحاسَب فيها الحكومة المقصّرة وستكون السلطة بيد الشعب يقرر من يحكمه عبر صناديق الاقتراع. ستكون سورية المستقبل دولة الحق والقانون، يتساوى فيها الجميع أمام القضاء المستقل، ويكون للجميع الحق ذاته في تشكيل المنظمات والأحزاب والجمعيات، والمشاركة في صنع القرار.
ومن غير الممكن تصور تغيير ديمقراطي ناجح في سورية بمعزل عن عودة الروح إلى المجتمع المدني، وضمان مؤسساته المستقلة عن سلطة الدولة، كي يسترد المجتمع السوري حراكه السياسي والثقافي، بما يخدم إعادة بناء الدولة الوطنية السورية الحديثة.
وفي المرحلة الانتقالية من الاستبداد إلى الديمقراطية لا ينبغي توجيه طاقات الشعب السوري لتصفية الحساب مع الماضي وإهمال تحديات الحاضر وتأجيل التفكير في آفاق المستقبل، لأنّ تصفية الحساب مع الماضي ينبغي، استعانة بخبرات الدول الأخرى التي انتقلت من السلطوية إلى الديمقراطية، ألا تؤدي في النهاية إلى تفكيك الدولة ذاتها.



#عبدالله_تركماني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حق الشعوب في التنمية
- أبرز التحديات التي تواجه التحول الديمقراطي في العالم العربي
- إشكالية الدولة والتنمية في الفكر السياسي الإسلامي المعاصر
- دروس بعض نماذج التحول الديمقراطي لمستقبل سورية
- دور المجلس التأسيسي التونسي في عملية التنمية السياسية
- أهم أعمدة المرحلة الانتقالية في سورية
- نطلب الحماية لشعبنا لمنع حرب -آل الأسد- الأهلية
- سورية الجديدة التي نحتاج إليها
- أسئلة الحداثة في ظل ربيع الثورات العربية
- مسيرة الثورة السورية وآفاقها
- مقدمات ربيع الثورات العربية
- نهاية الرهانات القديمة ... وضرورة وضوح الرؤية للمستقبل
- انتخابات تونس وتحديات التحول الديمقراطي
- تحديات المجلس الوطني السوري
- النظام السوري يعيش عزلة
- خطورة الانجرار إلى - فخ - عسكرة الثورة السورية
- أضواء على مسيرة الثورة السورية
- حجم الإسلاميين في سوريا لا يتجاوز ال 20 بالمائة
- الثورة السورية .. متى سيسقط النظام وبأية تكلفة ؟
- متطلبات الانتقال من الاستبداد إلى الديمقراطية في سورية


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- يروي ما رآه لحظة طعنه وما دار بذهنه وسط ...
- مصر.. سجال علاء مبارك ومصطفى بكري حول الاستيلاء على 75 طن ذه ...
- ابنة صدام حسين تنشر فيديو من زيارة لوالدها بذكرى -انتصار- ال ...
- -وول ستريت جورنال-: الأمريكيون يرمون نحو 68 مليون دولار في ا ...
- الثلوج تتساقط على مرتفعات صربيا والبوسنة
- محكمة تونسية تصدر حكمها على صحفي بارز (صورة)
- -بوليتيكو-: كبار ضباط الجيش الأوكراني يعتقدون أن الجبهة قد ت ...
- متطور وخفيف الوزن.. هواوي تكشف عن أحد أفضل الحواسب (فيديو)
- رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية -لا يعرف- من يقصف محطة زا ...
- أردوغان يحاول استعادة صورة المدافع عن الفلسطينيين


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - عبدالله تركماني - المجتمع الدولي ما زال متحفظاً إزاء التدخل العسكري