أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - فارس كمال نظمي - الأسلمة السياسية في العراق: رؤية نفسية














المزيد.....

الأسلمة السياسية في العراق: رؤية نفسية


فارس كمال نظمي
(Faris Kamal Nadhmi)


الحوار المتمدن-العدد: 3701 - 2012 / 4 / 18 - 22:46
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


صدر في بغداد كتاب جديد للدكتور فارس كمال نظمي بعنوان: ((الأسلمة السياسية في العراق: رؤية نفسية)).

يبدأ الكتاب بسؤال جوهري سيظل يواجهنا لعقود: ((أهو دين أم تديّن أم تديين؟ أهو إسلام أم تأسلم أم أسلمة؟ أهو دين ايديولوجي محدد العقائد والغايات في أذهان معتنقيه؟ أم هو صورة إدراكية سيكولوجية حمّالةُ أوجهٍ حد التشظي، ونحو كل وجه منها يتجه جمهور محروم ومتعصب ومتعطش لأي يقين يريحه من أزمته الهوياتية المتفاقمة في عصر عولمي، تهيمن فيه أصنام التكنولوجيا وتنحسر العقلانية وتسود اللامعيارية؟!))

فقد افتتح العراق القرن الحادي والعشرين بتجربة الدين السياسي الحاكم، وانبثق بأثرها ما صار يعرف بنظام "الطائفية السياسية" القائم على أساس ديني بالدرجة الأولى، والذي ألحق مصيرَ البلاد والبشر بقوى ما وراء الطبيعة التي يدّعي وصلاً بها. ، فبات العراق اليوم يشهد ما صار يُصطلح عليه بـ"الأسلمة" Islamization، أي سعي الأحزاب والجماعات الدينية بمذاهبها وتوجهاتها المتعددة إلى أسلمة السلطة والدولة والمجتمع والفرد في آن معاً، بكيفيات ودرجات متنوعة، مستعينةً بصناديق الانتخاب للوصول إلى غاياتها؛ بمعنى نزع الصفة البيولوجية أو الاجتماعية التطورية عن الحدث، وإلباسه هويةً ماورائيةً مطلقة تتجاهل نسبية عناصر المكان والزمان، بما في ذلك: أسلمة العلوم والفنون والآداب والقوانين والأزياء والعادات والعلاقات الاجتماعية والحريات الشخصية والعامة وحتى التحية والألفاظ والنظرات والأحلام.

تتلخص الأطروحة المركزية للكتاب بالقول: ((إن محاولة فرض الأسلمة السياسية على المجتمع العراقي، هي خيار يقع بالضد من النزعة "العلمانية الاجتماعية" الراسخة لهذا المجتمع. لذلك فإن أحد الأسباب الرئيسة المفسرة لاستمرار مسلسل الصراع السياسي الدموي في العراق هو نزعة الأحزاب الدينية الحاكمة فيه لتشكيل المجتمع على شاكلتها، أي محاولة تطييفه قسراً عبر إخراجه من هويته المسلمة المسالمة بمذهبيها المتعايشينِ وإدخاله في هويةٍ تأسلمية متعصبة بمذهبيها المتصارعين)).

لقد أثبتت التجربة العراقية في مرحلة ما بعد سقوط الفاشية القوموية أن التديين السياسي للسلطة والدولة والمجتمع والفرد، يضع الجميع بموقف الصراع مع الجميع؛ يضع السلطة بمواجهة الفرد، والدولة بمواجهة المجتمع، والدين بمواجهة الدين، والطائفة بمواجهة الطائفة، والإنسان بمواجهة الإنسان، ويضع آفاق المستقبل بمواجهة قيود الماضي، ويضع الحقائق البسيطة الجلية بمواجهة الأوهام المركبة المتحذلقة، ويضع الحرية بمواجهة الإلزامات القهرية لعقائد لا يمكن إثبات مطلقيتها أبداً، ويخلط المعايير ببعضها، فيصير الحرام حلالاً والحلال حراماً، وتغدو القسوةُ السادية حيال الآخر المغاير والتنكيلُ بالإرث الجمالي والثقافي للمجتمع أموراً يمكن تسويغها بل وشرعنتها بمسميات إلهية. والأهم من كل ذلك، إنه يشطر الشخصية البشرية إلى رقيب ومراقَب، إلى كابت ومكبوت، إلى آثم وفاضل، فيكبر ازدواج الأدوار ويغيب التناغم وتنشرخ الوحدة النفسية للإنسان بعكس كل ما أرادته وبشّرت به الأديان في منطلقاتها الأولى قبل أن يجري تسييسها!

يتألف الكتاب من مجموعة مقالات وأوراق فكرية كُتبت خلال السنوات الأربعة الماضية ابتداءً من العام 2008م، ما يجمعها هو سعيها لتقديم تفسير متعدد الأبعاد والزوايا لكيفية تفاعل سيكولوجيا الدين بسيكولوجيا السياسة لإنتاج ظواهر سلوكية مجتمعية مهمة بضمنها أنماط لشخصيات اجتماعية بدأت بالبروز تباعاً بعد نيسان 2003م، دون إغفال ما لتلك الظواهر وأنماط الشخصية من صلات نشوئية بعموم تأريخ العراق المعاصر الذي سبق تلك الحقبة. كما يحتوي الكتاب ملحقاً عن "الربيع العربي" والإسلام السياسي.

يريد هذا الكتاب أن يقول أن موضوعة "الأسلمة" تحيلنا من جديد إلى مسألتي "الحرية الفردية" و"الكرامة البشرية" اللتين قطع العالم اليوم أشواطاً بعيدة لتثبيتهما بدساتير مدنية وشرائع ولوائح تضمن حرية التنوع إلى أقصى مدياته، ذلك إن جذر مشكلة الأسلمة السياسية (أو التديين السياسي عموماً) يتحدد ببُعدها النفسي الضاغط، إذ تغدو أداةً لاستلاب الفرد وتغريبه عن ذاته وعالمه عبر سجنه في شرنقة "الأحادية" ووضعه في موقف التضاد الحتمي مع حقيقة "التنوع" الفكري والسلوكي الذي تنطوي عليه الحياة البشرية، خانقةً فيه أي نزعة عقلانية لإصلاح واقعه الاجتماعي واستعادة حقوقه على أسس التمدن والعدل والحداثة.

وهذا ما أفلحت الأسلمة السياسية بتحقيقه في العراق، إذ دفعت العراقيين قسراً إلى إعادة تصنيف ذواتهم الاجتماعية على أسس طائفية -وحتى عِرقية- ما قبل مدنية، منسحبين من ساحة التنافس السياسي على أسس البرامج المدنية الإصلاحية، ليتمترسوا في حلبة الصراع السياسي على أسس الإمارات الطائفية والمناطقية المتنازعة.

لكن الشخصية الاجتماعية للفرد العراقي ما تزال تكتـنز الكثير من عناصر التماهي الوطني العقلاني بحسب مؤشرات تأريخية وموقفية يتطرق إليها هذا الكتاب. وهنا فقط، وليس في الأداء الرث للنخب السياسية الحاكمة، تكمن آمال التغيير القادم !

يقع الكتاب في (160) صفحة، وصدر عن مركز المعلومة للبحث والتطوير، بالتعاون مع مكتبة عدنان- بغداد.



#فارس_كمال_نظمي (هاشتاغ)       Faris_Kamal_Nadhmi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وصمة الإيمو والخوف العراقي المزمن من الحرية
- الإسلام السياسي وعقدة المرأة
- اليساروية الشعبوية المدنية العربية سبقت قوى اليسار التقليدي ...
- سيكولوجيا مواكب السلطة في شوارع بغداد
- موت السلطة في العقل الجمعي العراقي (تحليل لما حدث في 25 شباط ...
- اليقظة العراقية .... هل اكتملت شروطُها؟!
- العراق ... المجتمع الرهينة !
- تحليل الشخصية المسيحية العراقية
- المحرومون في العراق: دراسة في سيكولوجية الظلم: (صدور كتاب لف ...
- جدل (الإهانة) و(الكبرياء) في الحياة العراقية
- النزعة الماسوشية في العقلية العراقية
- هل ابتدأ عصرُ الاحتجاجات الجمعية في العراق..؟!
- سيكولوجية قطع الكهرباء عن الروح العراقية
- الشيوعيون والصدريون ... وخيار الكتلة التأريخية !
- الفساد الأكاديمي في الجامعة العراقية
- الهوية البغدادية .... ماذا تبقّى منها؟!
- أزمة الضمير المهني لدى الفرد العراقي
- العراق الافتراضي
- النزعة العلمانية في الشخصية العراقية
- عُُصاب التفاوض السياسي


المزيد.....




- فيديو يُظهر ومضات في سماء أصفهان بالقرب من الموقع الذي ضربت ...
- شاهد كيف علق وزير خارجية أمريكا على الهجوم الإسرائيلي داخل إ ...
- شرطة باريس: رجل يحمل قنبلة يدوية أو سترة ناسفة يدخل القنصلية ...
- وزراء خارجية G7 يزعمون بعدم تورط أوكرانيا في هجوم كروكوس الإ ...
- بركان إندونيسيا يتسبب بحمم ملتهبة وصواعق برد وإجلاء السكان
- تاركًا خلفه القصور الملكية .. الأمير هاري أصبح الآن رسميًا م ...
- دراسة حديثة: لون العينين يكشف خفايا من شخصية الإنسان!
- مجموعة السبع تعارض-عملية عسكرية واسعة النطاق- في رفح
- روسيا.. ابتكار طلاء مقاوم للكائنات البحرية على جسم السفينة
- الولايات المتحدة.. استنساخ حيوانين مهددين بالانقراض باستخدام ...


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - فارس كمال نظمي - الأسلمة السياسية في العراق: رؤية نفسية