أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - كابي حنا - أين شاميرام العراق وأورنينا؟















المزيد.....

أين شاميرام العراق وأورنينا؟


كابي حنا

الحوار المتمدن-العدد: 1087 - 2005 / 1 / 23 - 10:36
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


دامعة العينين بنظرة تخطف صور معلقة بالبال إ بتسمت رغم حزنها الفائض
بدت لي وكأن شاشة التلفاز منديل يمسح بي خديها
أجابت بكل هدوء على محاورها الذي سألها كيف تتجاوز محنتها
قائلة:
(إنها الموسيقى التي تقويني وتفتح لي طريق أمام كل هذا العذاب المتكرر يومياُ منذ عشرين عام حين خرج أبني ذو الأعوام العشرة ولم يرجع إلى البيت).

أحسست أن الزمن أصيب بالشلل يقف أمام نفسه كالمرآة
صور نساء يسحقون كل يوم في البلدان العربية وصور متكررة لإنتظارات تأكل من الروح مقدار قبضة هو قلب
ما تأكله هذه الديكتاتوريات القائمة على سحل المرأة في كل مكان وإن كان العراق الأن يمر بما يمر به من الفوضى يذوق فيه رجاله ونساءه وأطفاله أصناف من العذاب والقهر المتكرر تزداد شوكتها يومياً بتصاعد وحشية أصحاب الفتاوي المريضة التي تزيد من قهر الرجل و المرأة معاً
لا يخلف الوضع إلا قليلاً عن البلدان العربية التي شبع شعبها بالشعارات الصدئة التي لا لم تتجاوز اللوحات التي تكتب عليها
وأخر الفتاوي التي ظهرت في العراق هي تكفير المغنين وإجبار النساء على الحجاب حتى ولو كانوا من ديانات أخرى
هناك يخاف الشاعر/ة على نفسه/ا من شقيقة روحه/ ا ألة العود مثلاً أن تصبح شاهداً يحكم بإطلاق رصاصة الإعدام من عقول هؤلاء الإرهابيين
في وقت مقبل فيه البلد على إنتخابات ربما تقوده نحو السلام

بعد أن إسترجعت نفسي دفعتني كل هذه الأفكار للبحث عن( أستاذة الموسيقى السويدية التي ذكرتها المرأة في المقابلة المتلفزة)

وفعلا بعد عذاب تمكنت من إجراء لقاء معها
وهذا مختصر الحوار الذي جرى بيننا هذا هو إسمها=Birgitta Thalen=
( حازت المرأة على حقها في الإنتخاب عام 1917.م وهي الأن تشغل نصف مقاعد البرلمان ولها حقائب وزارية كوزارة الخارجية
المرأة هنا تعمل وقادرة على إعالة عائلتها كأي رجل وتغني وتلقي الشعر وتمثل وتبني وترسم وتزرع وتحصد بذلك فقط يرتقي المجتمع نحو الأفضل بذلك تتحق العدالة التي تضمن للجميع الحقوق و والواجبات
كان حلمي أن أعمل بالموسيقا وقد تحقق الأن
ومن المهم لي كإنسانة ( وليس من مبدأ إمرأة أو رجل) أن أقدم شيئاً للمجتمع أن أعمل بما أحبه وما أمتلك الموهبة للقيام به لكي يكون ناجحاً ويستفيد منه أكثر عدد ممكن من أفراد المجتمع
وهكذا كانت الموسيقا هدفي للتواصل مع البشر
وأصبحت معلمة موسيقا وذلك بعد دراسة ثمان سنوات
وبعدها بدأت بالبحث عن عمل يناسبني والذي هو قراري الخاص دون تدخل من أحد فالأختيارالحر مهم جداً)

كان سؤالي لها عن نظرتها للمرأة العربية سؤال صعباً علي
لأنني أعرف تماماً المعاناة التي تعانيه المرأة العربية

كان جوابهاواقعياً
(المرأة هناك تعاني بصمت والسبب أن أغلبية النساء لا تقرر طريقها وأحلامها
ونيجة عملي بالموسيقا وجدت أنها تؤثر بشكل إيجابي على المتلقي إذ تهدء نفسه ويزداد إنفتاحاً وإستماعاً على الأخر
وتلبسه حالة من السلام الداخلي ,طبعاً ذلك يعتمد على نوع الموسيقا

وقد أكدت التحليلات والإحصاءات على الإنسان يتمتع بصحة نفسية عالية في حال إستماعه إلى الموسيقا
حتى أن الحيوانات كالبقر تعطي حليباً أكثر في حال سماعها الموسيقى ونفس الشيْ ينطبق على الدجاج وكذلك النباتات).
هكذا إنتهى الحوار بيننا.

أما هؤلاء الدمويين الزرقاويين وكل المدافعين عنهم يريدون إرجاع المنطقة إلى عصور الظلام بسبب الخوف من الإنفتاح والتطور الذي يكشف للشعب مدى الحاجة إلى العدالة وإلى التحرر من الأفكار المتخلفة التي تقف عائقاً أمام سعي المجتمع لخلق ظروف تتساوى فيه جميع الفئات و يكون فيه العقل هو الحكم
والقانون هي الرئيس يضمن الحقوق والواجبات

هذه الظاهرة الزرقاوية وجدت طريقها إلى شوارع البلدان العربية ليس إلا بعد أن إختمرت في عقول أشخاص نرجسيين وكثير من البلدان العربية ترفع شعار محاربة الإرهاب ونسمعبين حين وأخر عن أخبار تفجيرات كما يحدث في السعودية
مع أنه يمكنك أن تشتري من باعة الأرصفة أي قرص ليزري لأي عملية ذبح بل يمكنك الإطلاع عليها عبر الأنترنت بينما قامت هذه الدول بحجب الكثير من المواقع الأخبارية أو الأدبية كالسعودية التي تحجب موقع الحوار المتمدن بينما روابط الذبح والتكفير فهي متاحة لأصحاب العقول المريضة ليمتعوا أنفسهم برؤية الدماء
التي تسيل من رقاب الأبرياءوأيضا موقع إيلاف الذي تحجبه سوري بينماالأقراص الليزرية للذبح تباع على أرصفة حي الشعار في حلب بسعر 25 ليرةوهو سعر أقل من سعر نفس القرص إذا كان يحتوي على موسيقا ا
بينما المرأة تعاني ماتعانيه من القهر والذل حتى فكرة قيادتها للسيارة ماتزال في بعض الدول العربية موضع جدل
بل وفكرة دخولها البرلمان أو حق الترشيح للإنتخابات ماتزال تثير زوبعة من المشاكل في مجتمعات يسود فيها عقلية التمييز الجنسي أكثر من سيادة الفكر الحر المعتمد على العدالة .


الأخطر هو أن بعض الأرهابيين يحتمي بظل الدول الأوربية التي وفرت لهم الحرية والسلام فما كان منهم من رد الجميل غير دعم الإرهاب وتكفير الحكومة وشعبها والتي أعطتهم حق اللجوء و البقاء على أراضيها
كما نسمع بين فترة وأخرى عن أحد الدعاة للجهاد في أوربا أو إنكلترة خوفاً عليهم من السجن في بلادهم
لم تصل هذه الدول الغربية إلى هذه المرحلة من الرقي إلا بعد أن ساد القانون الذي يحكم الجميع فلا فرق بين رجل أو أخر أو بين رجل أو إمرأة , بل يد العناية تشمل الجميع ليرتقي الجميع بعمله وفنه على حد سواء

أما ما يحدث في العراق والذي يتحمس له الكثير من المتعصبين هو مثال لوضع العصى بين العجلات لكبح جماح الركب السائر نحو الضوء
بعد أن كانت المرأة تحكم البلد مثل ( شاميرام الأشورية) التي حكمت نينوى أيام الأمبراطورية الأشورية وأدرات شؤون بلادها
كما يديرها أي ملك بل وقادت المعارك كأي قائد عسكري
حتى في إطار الفن من يخفى عليه (أورنينا ) أول مغنية عزفت وغنت في عصر السريان الذهبي
تلك كانت حال المرأة
تعمل وتغني وتحارب وترأس بلادها
أين شاميرام الأشورية الأن لتنظف بلادها من الزرقاويين ؟
أين هي لتمسح دموع نساء العراق ؟

كابي حنا شاعر سوري مقيم بالسويد
20-12-2004



#كابي_حنا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زفة مدن
- الحب يا بلاد النهرين
- إلى سكان ديكتاتورية الأنترنت


المزيد.....




- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...
- حادث مروع يودي بحياة 3 ممرضات في سلطنة عمان (فيديوهات)
- تركيا.. تأجيل انطلاق -أسطول الحرية 2- إلى قطاع غزة بسبب تأخر ...
- مصر.. النيابة العامة تكشف تفاصيل جديدة ومفاجآت مدوية عن جريم ...
- البنتاغون: أوكرانيا ستتمكن من مهاجمة شبه جزيرة القرم بصواريخ ...
- مصادر: مصر تستأنف جهود الوساطة للتوصل إلى هدنة في غزة
- عالم الآثار الشهير زاهي حواس: لا توجد أي برديات تتحدث عن بني ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - كابي حنا - أين شاميرام العراق وأورنينا؟