زفة مدن

كابي حنا

الحوار المتمدن-العدد: 1020 - 2004 / 11 / 17 - 11:30
المحور: الادب والفن
    

زفة مدن
1

تأتزر المدينة بالموسيقى
وبنور كشمس الألهة (سانجا)*
لم تترك خصلات الضوء فسحة
أو زاوية تظلم نفسها بالعتمة
أيعقل أنك تبنيت الغابة المضيئة
فلما إذا يلبسك الليل؟
وقبة السواد أصابعك, تمارس الصيد على صدري؟
من أين يولد كل هذا الإشتياق؟
بحجم نبوءة تشمخ على رأس جبل
أكانت أناملك حينها تدغدغ خصر (أدبا)*!
فانعقد لسانك بعدها
وبعدها

أتسائل كيف تقطفين وردا
ولا تعرفين زراعته؟ !
تعرفين أسماء نجوم الليل
ومدى بعدها ومدى قربها !
ولا تعرفين كم قلبي قريب منك؟
........

2
بعدك ِ عني
ألغى كل فرص إغتسالك بنورالعودة
عجبأً منكِ ومن وطن يقطف أبناءهُ
سنة بعد سنة
راخيا سكة المحراث
لتدور علينا السكة
متقاطعة بيننا الخطوط والخطوات
ككسوف قمري
تتركين لي رائحة تراب مرطب
تتسلق لحافي
وتسألين
أيهما أكرم؟
وردة أم نحلة مدمنة على الرحيق!!!
يعض مذاق العسل لساني
سأربطه بخديكِ
وأزم شفاهي تحت السؤال

3
طبيعي,........
أن يحك الشارع أنفه
بي.... وبأثار الخطى
وبوجه الريح
بورق الشجر
طبيعي أن يحكَ أنفهُ
بمطر طال إنتظاره
سيهطل من غيوم الصدر
يغسل وجوه حصادي الصبح
ويمسح آثار ما بقي من وعود
على صحن حارة عتيقة
خصبة بالحزن
كل هذا طبيعي
عندما اكون بدونك
هناك تتنطط الشمس على حبال الغسيل
فلا ثياب لتعصرها
ولا غلال مفارش لتلمها
كل هذا طبيعي
حين أكون بدونك

4
أخمن أن الملائكة مستيقظة
تقرأ سنابل بيوت الطابوق
وتكشط وجهك عن جذوع الصور
متذوقة طعم الإحتضان
فعناق دجلة
مبتدأ كل شيْ, تخبره عيون العصافير
المحصورة بالمشهد
لها التحليق فوق مدنٍ جائعة لكل شيْ
والشبع دمع وأحلام مبتورة
وأرغفة خبز معلقة على حصالة الأطفال
بريْ أنا من تزاوج المدن
ومن مضاجعتها على سرير أحمر
منحوت لجباه هنود حمر
بريْ من الزفة
وأعراس المدجنين

5
يبقى للعتاق أجنحة
تأكلها شجرة عيوني كل صباح
مثلما
يشرب الخدر شعارات صدئة
ذبلت عليها العبادة
في مدن تشبهكِ, تنسى آلهتها وتنسى نزيف الدماء
محتفظة بالجثث
ترى هل تصحبين آمال أم كلثوم مع شراشف الخطبة
أم تنشرين غسيل الزوج
على حبل يشنق الذاكرة
كرايات الأحزاب الهرمة
أين تكونين؟
حين تكون المدن مطوقة بالنور والموسيقى .
___________________________
( سانجا)هي زوجة الهة سورايا عند الهندوس حيث لم تحتمل اشعة زوجها فهربت الى الغابات لتتأمل

(أدبا) هو إبن ملك أريدو السومرية اعتبر أول الحكماء وأضفت عليه الأساطير الكلدانية صفة أكتشاف الكلام


20_4_2004
كابي حنا شاعر سوري مقيم بالسويد
[email protected]
مشرف مجلة أفلاكنا الثقافية
www.aflakna.com

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل