أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - أحمد يعقوب محمد - الِرق الفكري و الاستنساخ الحضاري














المزيد.....

الِرق الفكري و الاستنساخ الحضاري


أحمد يعقوب محمد

الحوار المتمدن-العدد: 3699 - 2012 / 4 / 15 - 19:11
المحور: المجتمع المدني
    


الِرق الفكري و الاستنساخ الحضاري

يكاد لا يمر يومٌ لا يستشعر المرء فيه القفزات التًحولية التي تأخذ في غالبها الشكل العمراني والاقتصادي و التنموي، و في خضم ذلك يحاول أن يتلمس ذاته، هويته، فكره، وما يحيط به مُؤثراً أو مُتأثراً به. يبحث عن روابط مشتركة بين هذه المتغيرات على الأرض و بينه، هل انفصلت ذاته، و ما يمثلها من "فكر" عن ركب الحضارة، وهل تأخذ مكانها من دونه؟

إن ما يتطلع إليه العالم في هذا الوقت هو "المسألة الفكرية" مُنفصلة عن المسألة العلمية. إما أن تختار "الفكر" أولاً ، أو الحضارة من غير الفكر ، و أعني بالحضارة، الشيء الذي يخرجه المتحضرون لنا. إن تم قبول السبيل الأول فإن المجتمعات التي اقتدت بحضارات الغير، من دون وعي اجتماعي، و شعور إنساني بالوعي الفردي، و من دون فكر، فإن اقتدائها الذي يسمى "نهضة" ، ستكون فالحقيقة نهضة كاذبة، فمن دون فكر نابع من المجتمعات ستكون عرضة للانقياد ، و مُسخرة للحضارات الأخرى على الدوام.

من متممات البلوغ الفكري في المتجمع، هو التعليم، الذي يتعدى حدود رفد الأفراد بالمعرفة الضرورية في تسيير حياته، و إنما نقله إلى مرحلة غير المستهلك و المستورد و إنما المصدر و المتفاعل على الصعيدين العلمي و الفكري. وقد كشفت التجارب أن المجتمعات التي بدأت من عقيدة فكرية، و تحركت بعد تحقق وعيها الفردي و الاجتماعي، قد وقفت اليوم في صف القدرات التي تصنع الحضارة العالمية.

الكفاءة العلمية المنفصلة عن الكفاءة الفكرية، تؤدي إلى فصل المجتمع عن ذاته. و يؤدي حصر الرافد التعليمي بالعلوم التطبيقية إلى إلهاء الأفراد عن الشعور بالجوع الفكري. و المجتمعات التي تفتقر إلى التواصل مع فكرها هي مجتمعات ستنظر إلى إفرازات الحضارات الأخرى، بانبهار و خنوع. و من تبعات هذه النظرة، أن يخرج جيل يستحقر نفسه بنفسه، و سيكون حقيراً أيضا بنظر الآخر. فسياسة "الاسترقاق الفكري"، تقتضي التحقير أولاً كما هو معلوم من علوم الاجتماع، أي أن يُحَقر الذي يراد استرقاقه فكرياً، حتى يظن أنه من طبقة دَنية فكرياً، ثم يتقبل التبعية بالرحب، و يلجأ إلى التخلي عن ثقافته وفكره.

فالعنصر الأفضل "ليس بالضرورة فكريا"، يعمل على تحقير العنصر الآخر ليسيطر عليه و يستعمره، و على هذا فإن العنصر الأضعف يلجأ إلى العنصر الأقوى، فينسلخ من جلده حتى يكون على شاكلة الأخر تفادياً لامتهانه و تحقيره . و من ثم تتسربل ثقافة الآخر و فكره حول العنصر الأضعف كجلده. ومن تجليات ذلك ، أن نرى أنه بلغ الأمر أن بعض المثقفين يفخرون أنهم نسوا لغتهم و ثقافتهم. و يتبعون مُخرجات الآخر الفكرية "تقليداً و ليس عن دليل"، حيث تصبح المؤسسة التعليمية، "مؤسسة استنساخ فكري"، يتناسخ فيها الأفراد ، حين يحل فيهم فكر الآخر "حُلولاً"، و ما أكثر من يؤمنون بالتناسخ و"الحلول الفكري" في عصرنا. فما أشبههم بالطفل الذي تهينه أمه وتضربه، فيلجأ إليها ليأمن من سخطها.


فكرنا و ذاتنا ، هو حصيلة تاريخ و جغرافيا ، و علوم و فنون و آداب مجتمعنا، و البيئة التي تحتوينا. أن نقلب وجهنا شطر المشرق و المغرب، لن يأتي لنا بنهضة حضارية بين ليلة و ضحاها. إن ابن الأرض هو من يصنع التقدم، ليس "بساعده" فقط و لكن مع "فكره".



#أحمد_يعقوب_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الِرق الفكري و الاستنساخ الحضاري


المزيد.....




-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- -نقاش سري في تل أبيب-.. تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال ب ...
- العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريكية ...
- إسرائيل: قرار إلمانيا باستئناف تمويل أونروا مؤسف ومخيب للآما ...
- انتشال 14 جثة لمهاجرين غرقى جنوب تونس
- خفر السواحل التونسي ينتشل 19 جثة تعود لمهاجرين حاولوا العبور ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - أحمد يعقوب محمد - الِرق الفكري و الاستنساخ الحضاري