الاحداث في سوريا تدخل عامها الثاني ... والاسد باق

مشرق المنصور

الحوار المتمدن-العدد: 3687 - 2012 / 4 / 3 - 17:26
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    

تدخل سوريا بداية عامها الثاني من الازمة و لم يظهر حتى الأن اي مؤشر قوي على أمكانية تغيير النظام او ما يدل علي أن غالبية الشعب تؤيد تغيير النظام ، المظاهرات ليست بالحجم المغير للأنظمة ،الانشقاقات العسكرية ليست علي مستوى واسع كما ان معظمها لأصحاب رتب صغيرة وفي أسلحة ليست لها القدرة علي تغير كفة الميزان لصالحهم، الانشقاقات السياسية ليس لها وجود فعال حتى الان فمثلا لم نر مندوب على مستوى الأمم المتحدة اوسفراء منشقين او اقارب للاسد ومن الحلقة الضيقة القريبة منه ومن نظامة ، العقوبات الاقتصادية كان تاثيرها قويا في البداية لكن الان بدت ملامح عودة قيمة الليرة الى قيمة مقاربة لقيمتها سابقا بعد ان اوشكت على الانهيار، طبقة رجال الاعمال والتجار التزموا الصمت حيال موقفهم من المعارضة ان لم يعلنوا تأييدهم لبشار صراحة ، لا يوجد تألف واتفاق وطني علي مستوي السياسيين المعارضين على شكل الدولة بعد سقوط بشار المفترض والانشقاقات في المجلس الوطني السوري قد تكون اكثر منها في صفوف فريق بشارالفاعلين! فقد انسحب هيثم المالح وكمال اللبواني وكاترين التلي وهم من قيادات المعارضة السورية ، وبرروا انسحابهم حسب ما نقلت عنهم بعض وكالات الانباء "بفشل المجلس بجعل المعارضة في الخارج لاعب اساسي في معارضة الاسد" فقد اعرب المالح عن "خيبة أمل لنقص الشفافية في عمل المجلس.."
بينما قال اللبواني وهو قيادي ليبرالي معارض للاسد "ان المجلس الوطني غير قادر على تمثيل تطلعات الشعب السوري ..."
وعللت التلي انسحابها كونها لا ترغب ان تكون جزء من الخطأ والتقصير في عمل المجلس الوطني على حد وصفها .. وانسحبت الكتلة الكردية من المجلس الوطني مكملة مسلسل الانسحابات ورفضت توقيع "وثيقة العهد" بوصفها شوفينية ،

الضربة الاقوى التي واجهتها المعارضة السورية تمثل بفشلها في استحصال قرار اممي لصالحها فالفيتو الروسي والصيني كان جاهزا لاحباط أي قرار اممي في لعبة سياسية تغلب عليها لغة المصالح اكثر مما يغلب عليها طابع اخر لذا فأمكانية تغير النظام بتدخل عسكري عربي او دولي شبه مستحيلة إلا في حالة حرب أممية شاملة باهظة التكلفة بشريا و ماديا ومدمرة للدولة وبنيتها التحتية ومخلفاتها كارثية وهي وحسب المعطيات الحالية ليست ضمن حسابات اللاعبين الكبار ، لذا أرتاي المحور القطري التركي السعودي تسليح المعارضة كحل بديل لكنهم جوبهوا بتردد امريكي صريح وابدت هيلاري كلنتون مخاوفها علنا " عندما يعلن أيمن الظواهري زعيم القاعدة تأييده للمعارضة السورية، علينا ان نتساءل من هم الذين نسلحهم؟ .. "

هنا يجب علينا ان نسجل نقطة على المعارضة انها اخفقت في تحديد هويتها
هل هي سلفية متشددة ام انها مدنية علمانية تحتوي الكل و تطمح بنظام مدني لقيادة الدولة يحترم ويصون حريات ألجميع ام هي ماذا؟ .. هذة النقطة مهمة جدا ومن شأنها ان تلعب دورا في تحديد وحسم قرار الكثير من المشككيين والمترددين داخل وخارج سوريا بدعم اوعدم دعم المعارضة السورية ، فكيف لعلوي سوري ان يساند معارضة تنادي مثلا بذبح العلويين بعد النيل من بشار؟ وكيف للمسيحيين ان يساندوا معارضة تنادي مثلا بدولة اسلامية متشددة لا تعترف بحقوق معتنقي الاديان الاخرى؟ لم تجب المعارضة السورية بشكل صريح عن هذة الاسئلة وتطرد شكوك المترددين المشروعة.
، كما يلاحظ وحسب مراقبين ان البعد الاعلامي والدعائي الكبير للمعارضة السورية ممثلا بقناة الجزيرة القطرية وقنوات اعلامية اخرى بدأ يفقد بريقة مؤخرا فبات المراقب للاحداث يدرك جيدا تغطية الجزيرة غير المهنية وان اعداد الضحايا تستمد باغلبها من روايات شهود غير محايدين وتعتمد على الظن والتخمين واحيانا التهويل يقابلة تعتيم رسمي على الحقائق وتضييق على حركة الاعلاميين من قبل نظام بشار، لكن الاكيد في الامر ان هناك ضحايا بينهم مدنيين وان هناك تضليلا اعلاميا ممنهجا يمارسة الطرفان.
كماان صفحات "الثورة السورية" على مواقع التواصل الاجتماعي مثل الفيس بوك و مؤيديها باللاف تقابلها صفحات الـ "منحبكجية" ويناصرها اللاف ايضا ،
وغالبا ما تتهم المعارضة هؤلاء المناصرين للاسد ان لهم دور كبير في تفريق التظاهرت المناهضة لة ..

اخيرا وليس اخرا جاء في اعلان منظمة حقوق الانسان هيومن رايتس بتاريخ 20 مارس, 2012 ان المعارضة السورية " تخطف وتعذب وتعدم " اشخاص تصفهم المعارضة المسلحة انهم موالون للحكومة .. وان بعض تلك الاعدامات كانت على خلفيات طائفية حسب بيان هيومن رايتس
هذا الاعلان الاخير لة دلالات ومعاني كبيرة وسوف يسبب احراجا للقوى الدولية التي تدعم المعارضة في سوريا ويدفع بعضها لاعادة النظر في مواقفها المؤيدة للمعارضة في ظل تقارير وبيانات منظمة حقوق الانسان تلك ويؤدي لمزيد من الانقسام والتعقيد في الموقف الدولي حيال الازمة في سوريا عموما والموقف من المعارضة خصوصا .

مع كل هذا ومع تمكن بشارمؤخرا من فرض سيطرتة بالقمع والقوة واخضاع حمص وادلب اهم معاقل المعارضة المسلحة لنظامة ومع استمرار مناوراتة الدبلوماسية متمثلة بموافقة النظام على خطة المبعوث المشترك للامم المتحدة والجامعة العربية كوفي انان وكسبة لمزيد من الوقت يبدو ان مهمة المعارضة بأسقاط هذا النظام لن تكون سهلة ابدا وان الوقت لا يجري لصالحها والطريق طويل نحو ذلك.

#مشرق_المنصور (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات