أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمار علي - هيلا يا بو جريدة














المزيد.....

هيلا يا بو جريدة


عمار علي

الحوار المتمدن-العدد: 3683 - 2012 / 3 / 30 - 20:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هيلا يا ابو جريدة .
صغيرا كنت حين صدر العد صفر من طريق الشعب, بالابيض والاسود كانت, وكان صيف عام 1973 لاهبا . اشتريتها مع صديقي , من كشك لعيبي الذي اصبح مختارا ثم وكيل للامن ثم مات ولم يذكره احد ,لم يترحم عليه حتى البعثيون انفسهم.
كان صديقي من عائلة شيوعية وكانت صحافة الحزب السرية متوفرة في بيتهم .قال لي هذه جريدة الحزب الشيوعي ,كان لوقع الاسم على روحي يشبه الصدمة.كانت الجريدة قد صدرت بعد اعلان الجبهة على ما اتذكر.
فصرنا هو وانا نتابع الجريدة في بيتهم , وفي بيتنا بالخفاء,لان لدي اخ عسكري متطوع وهذا يعني اننا نقدمه للموت مجانا.كما قالت أمي,أنهم يعدون لكم مقاصل جديدة.
لم اكن افهم مايدور في الحالة السياسية سوى انني منحاز للفقراء, ربما هو شعور غريزي او شي من طبيعة الفقراء حين يلجون عالم السياسة يكون اول محرض لهم هو الفقر وليس الحرية.
قال لي اخي الكبير طريق الشعب هي امتداد لشقيقاتها(كفاح الشعب والشرارة واتحاد الشعب) التي صدرت منذ عقود خلت,كانت هذه الصحف المخبئة في القلب توزع في بيوت القصب وتجمعات الاكواخ الطينية والمعامل ,كانت تصنع الحلم .
منذ تلك اللحظة وانا اتابع طريق الشعب وقد ساهمت في صنع وجداني وارست في روحي قيما جديدة نقلتي من عالم معتم الى انوار الحياة.كانت قد كشفت لي عوالم مجهولة وفتحت أماكن غير مأهولة ,كانت تضع العالم بين يدي من ادغال افريقيا الى حركات امريكا اللاتينية الى اضرابات البرتغال وتحولات اليمن الديمقراطي.
وكانت تنعش عقلي وروحي وتمدني بقوة غريبة .بالاضافة الى انها صحيفة شعبية عقلانية واسعة الانتشار في زمن النفط والانفجار المالي الذي جعل البعث يتراجع عن كل عهوده مع الحزب ,وصار يرتعب امام هذا الانتشار السريع لطريق الشعب وتاثيرها في خلق وعي متقدم وشعورا في ضرورة بناء عراق ديمقراطي انساني متطور.
وصارت طريق الشعب تتعرض للمنع والرقابة الشديدة والمصادرة احيانا.
اليوم يعيد الزمن دورته وتتعرض الجريدة للاقتحام بلا اي مبرر سوى انها تشكل ازعاج للطاقم الحكومي (أنهم متشابهون)الذي لايطيق الاختلاف والنقد والراي المعارض.لم تكن الجريدة تنشر الرذيلة او فكر التكفير والمرض الطائفي.بل انها انحازت للفقراء كعادتها ,وحرضت العقل على النقد وتحريك الركود ,واخيرا كانت تقف مع شباب التحرير الذين تظاهروا بشجاعة ضد الفساد والطائفية وفشل الحكومة في معالجة اي ملف.
لقد تناولت الكتابات قبلي موضوعة الاقتحام , ولكني هنا اطالب الرفاق في قيادة الحزب ان يقوموا بخطوات عملية واضحة وعلنية بلاتردد,مثلا اللجوء الى القضاء والمطالبة بتعويض عن كل ضرر اصاب الحراس ومكاتب الجريدة, والاهم هو ان تجند الرفاق المحامون في العمل من اجل تقديم القضية الى القضاء العراقي دفاعا عن حرية الفكر وألاختيار الحر والمعتقد الفردي وضد الاستبداد, وفضح الاساليب القمعية واللاقانوية في مسالة اقتحام مقر الجريدة, والعمل على اطلاق حملة راي عام واسعة الانتشار ,والتظاهر في ساحة التحرير حتى لو ليوم واحد, وعقد مؤتمر صحفي في الساحة نفسها التي صارت رمزا وطنيا, لادانة هذه العملية , ومطالبة الحكومة بالاعتذار العلني الرسمي عن هذا الفعل .
أنني اطالب بالقيام في هذه الخطوات حتى نستعيد الثقة بقيادة الحزب, وحتى نشعر أننا امام موقف لايقبل التهاون والصمت. نريد ان يرد الحزب عبر القضاء وعبر الشارع ,لاننا اذا نصمت هذه المرة سوف لن يسمع لنا أحد حتى اقرب الاصدقاء. وكوني صديق للحزب اقف معه في السراء والضراء, افرح لانتصاراته حتى ولو بمقعد واحد , واحزن لفقده هذه المقعد, لااطالب الحزب باكثر من طاقته واريد ان ازجه في معارك لاقدرة له في دخولها,لكن على الاقل يجب ان لايتهاون ويصمت كالعادة.اريد واضحا جليا علنيا في ممارسته وفي الدفاع عن حقوقه امام اي قوة لاتحترم وجوده وكيانه.
حين كنت صغير .كانت اغنية هيلا يابو جريدة تحثني على كشف الانوار وعدم مهادنة المستبد.
ستبقى طريق الشعب وطنية عقلانية فوق الطوائف والعصبيات السرطانية.
سيموت لعيبي مرة اخرى ولن يترحم عليه احد.
هيلا يا بو جريدة.



#عمار_علي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مبروك للثقافة العراقية
- افتراح .. الى الرفاق في الحزب الشيوعي العراقي.
- كركوك الجدار الاخير!
- بس تعالوا ...
- بس تعالوا
- كرنفال القبيلة سبعة عشر ربيعا يسحق تحت أقدام الوحشية
- الجثث المجهوله .... والاشباح الملثمة والقتل على الهوية
- محاولة للنسيان .. بشتاشان ملف يجب أن يغلق؟
- أزمة حكم ام أزمة ثقة أم أزمة اخلاق؟
- ميليشيات غير قانونية ومصدر تفجير لاحق
- المصالح الضيقة تطيح بدستور العراق...!!!!
- حقل من الورد فوق اشلاء الملائكة
- مقاومة شريفة مقاومة غير شريفة
- فيدراليات ام مشروع تقسيم
- احتلال العقل والدستور
- لاالله الا الله الجينز عدو الله
- المغامر


المزيد.....




- صورة سيلفي لوزير مغربي مع أردوغان تثير انتقادات وردود فعل في ...
- سيارة همر -مسروقة- في دمشق تظهر ضمن سيارات الأمن السوري... ك ...
- -فضيحة الصندل-.. برادا تعترف باستلهام تصميمها من الصندل الهن ...
- مقتل 18 فتاة في -حادث المنوفية- يهز مصر وسط مطالب بإقالة وزي ...
- مئات الملايين والمليارات: حفلات زفاف باهظة الثمن في القرن ال ...
- ترامب: أنا -لا أعرض شيئا على إيران ولا أتحدث معهم-
- مشروع مغربي طموح يربط دول الساحل الإفريقي بالمحيط الأطلسي
- توتر الوضع الأمني في الشرق الأوسط : كيف يؤثر على خطة لبنان ل ...
- بعد شهر من الغياب.. العثور على جثة الطفلة مروة يشعل الغضب في ...
- حل مئات الأحزاب الأفريقية.. خطوة نحو التنظيم أم عودة لحقبة ا ...


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمار علي - هيلا يا بو جريدة