أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عمار علي - محاولة للنسيان .. بشتاشان ملف يجب أن يغلق؟















المزيد.....

محاولة للنسيان .. بشتاشان ملف يجب أن يغلق؟


عمار علي

الحوار المتمدن-العدد: 1539 - 2006 / 5 / 3 - 11:41
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


من أجل أزاحة التراث الاستبدادي المتراكم عن بنية الفكر السياسي العراقي الراهن,الذي خلفته الانظمة القمعية و أساليبها الدموية التنكيلية, في مواجهة الرأي المختلف الاعزل. ومن أجل أن لاتتحول هذه الظاهرة الفاسدةالى ممارسة عادية ,وحتى لاتنعكس تأثيرتها على تفكير القوى التي يفترض انها تختلف عن تلك الانظمة التي أغتصبت الحكم طوال التاريخ العراقي المر .يجب ان نؤسس لعقل سياسي حداثي نقدي حر فردي ومستقل .
نسعى من خلاله لتفعيل ثقافة الحوار والتسامح ومعالجة أخطاء الماضي السياسية , وان ندرس تلك الحقب وأسباب ظهور ممارسة القمع والتهميش في بنية العقل العراقي الفكرية وبالذات في بنية النخبة السياسية في شقييها الحاكم والمعارض.والبحث عن بدائل معرفية متحضرة في آلية التفكير وألتامل وألاستنتاج.
لقد غابت الديمقراطية ولغة الحوار والجدل العلمي عن المجتمع العراقي طوال الاعوام السالفة.وسادت لغة التخوين والاتهام والاستصغار.غاب الحوار المستند الى كون الحقيقة هي ملك الجميع, وليس حكرا على فكر او مذهب او عرق او حزب أو قائد أو مرجع . فالحقيقة ونقيضها مبثوثتان في كل الاشياء,هما قطبان لايكتمل أحدهما ألا بوجود ألآخر الضروري ألفاعل في موازنة العملية الديمقراطية وديمومتها والارتقاء بها الى أن تكون جزء من نسيج الفرد وتفكيره العملي وفي نظرته للوقائع.فبدون ثقافة وعقل ديمقراطي لاتتجذر الديمقراطية كو سيلة ومعيار للحكم على كل الظواهرألناشئة في حركةالواقع والمتغيرات المرافقة له.
ويجب ان تكون الديمقراطية الوسيلة الوحيدة والعمليةلحل النزاعات و الازمات والمشاكل
بين أطياف المجتمع وقواه السياسية. وخاصة المجتمع العراقي المتعدد الاديان والاعراق والمذاهب والرؤى الافكار.


في بنية كل الاحزاب العراقية الفكرية والتنظيمية , غلبت المركزية المطلقة. على طبيعة العلاقة بين القيادة المتحكمة بصناعة القرار والتفرد به بطريقة بيروقراطية متعالية و القواعد المحكومة بآليات تراتيبية تعيق التطور الديمقراطي داخل هذه المؤسسات, مما أدى هذ ا الغياب بالقواعد الحزبية اللجوء الى وسائل تعبير ورفض عنيفة لحل هذه الاشكالية الناجمة عن هذا الصراع المحتدم والمؤلم . فحدثت أنشقاقات وتمردات وعداوات لاتنتهي. وأفضت هذه النتائج الى نشوء دكتاتورية القيادة الحزبية المستندة على نزعة التفرد والاستبداد. واحزاب ضعيفة متشظية.

وفي كردستان .
وعلى صعيد العلاقة بين الاحزاب نشأ شكل قلق و هش , يستند على مبدأ ألتسييد و القوة والتعالي وألاستئثار و رفض ألاخر وغياب العقلانية السياسية, بالتعامل مع حل ألازمات الناشئة عن الخلافات بالرؤى الفكرية والتكتيكية. مما خلق مناخ العداء والتوجس بديلا عن مناخ الحوار والاسئلة والمصالح المشتركة والعمل على بناء ثقافة سياسية متسامحة متحاورة ومنفتحة .وبسبب عقدة الاستئثارهذه ساد مناخ من القمع والتطرف والكراهية بين القوى السياسية المختلفة.
وعلى هذا الاساس أتسمت العلاقات بنوع من التوتراليومي الحاد والخوف من الاخر وعدم الثقة بتصريحاته وأفعاله , وأكثر من هذا كانت هناك أغتيالات مشبوه لم تنتبه لها قيادة الاحزاب بل كانت تنجر بسهولة الى استخدام السلاح كوسيلة للحل.وخاصة بوجود وسيطرة العقلية الفردية والعشائرية المنغلقة والمتشنجة في كل الاطراف, التي لعبت دورا كيبرا في تغذية هذه النزعات و في تخريب العلاقة وتوتير الاوضاع من خلال تصعيد الخطاب الاتهامي التخويني , فأدت هذه السلوكيات التخريبية الى معارك أرهقت التشكيلات العسكري للاحزاب بمعارك لامعنى لها . سوى أراقة الدماء.
ولقد لعب ألنظام المقبوردورا خبيثا في خلق وتصعيد أجواء العداوات بين القوى السياسية في تلك المرحلة.
فنتج عن هذه العقلية السياسية المتخلفة احداث مؤلمة و كانت بشتاشان تجسيدا لروح الثأر والتخلف.والمصالح الضيقة.

ففي 1 آيار3 198.
حدثت في وادي بشتاشان الواقع في قعر قنديل ,مجزرة دموية نفذها الاتحاد الوطني الكردستاني بدعم من قوات النظام المقبور, ضد قوات (جود) التي أنسحبت كالعادة وتركت الشيوعيين في مواجهة غير متكافئة في هذه المعركة المجزرة, وقدم الشيوعيون عشرات الشهداء روت دمائهم ارض كردستان . فكانت ليلة تشبه السبي نهب وحرائق ودخان وانفجارات وأصوات الاستغاثة التي اخترقت أودية بشتاشان.
شهداء وأسرى. وتائهين في بمسالك قنديل الرهيب بمسيرات ألم وأنكسار في صحراء الثلج القاحلة.

بشتاشان وصمة عار في التاريخ السياسي العراقي ,علينا معالجة هذا الملف بعقلية الحاضر وليس في السياق الذي حدثت فيه هذه المجزرة.
من المسوؤل عن هذا الالم؟
بتقدير كل الاطراف مسوؤلة عن المجزرة وتتحمل قيادة (أوك) العبء الاكبر عن هذه الالام.
فهي نتاج عقلية سياسية ماكرة , وخليط من كبار الاقطاع ويسار قومي متطرف ذو ميول أنفصالية ومتعصبة.
لقد حدث كل شيء . وألان واقع آخر.
كيف نعالج هذا الملف الدامي ؟
هل ننوح على ماحصل ؟
ام ندين ونحاكم ونقتص من مرتكبي هذه المجزرة؟
هل نكرس ثقافة العداء والعودة الى اجترار الماضي؟
ام نسعى لتأسيس ثقافة الثقة المتبادلة والحوار والتسامح ونسيان الماضي والاستفادة من تجربته الدامية؟
والابتعاد عن ثقافة الاستئثار التي بدأت تتكون الان نتيجة المحاصصة .
أنا احد ضحايا بشتاشان وتحملت مع رفاقي مشاق وعذابات في معاركنا الكثيرة مع (أوك) .
وقلت ان بشتاشان مجزرة حقيقية وهي عار في تاريخ من ارتكبوها. ولكن هل نبقى اسرى هذه المجزرة؟
أن العراق يعيش الان لحظات عصيبة من تاريخه وهو مهدد في تفكيك كيانه الذي انهك من جراء الحروب والحصارات و ثقافة العداء ورفض الاخر ورح الثار العمياء.
لذا اسعى الان وأدعوا العقل المنفتح غير ألثأري الى دراسة التجربة بروح من التسامح والانفتاح و البحث عن بدائل سياسية وفكرية جديدة تفضي ألى استبدال الاساليب القديمة في معالجة الازمات والى فضاء سياسي جديد بعيدا عن القمع وألاقصاء والتهميش.
وادعوا الى محاكمة الفكر الذي أدى الى هذه الالام, ولاادعوا الى محاكمة الافراد لانهم زائلون رغم ما ارتكبوه . يركد الفكر حين لايتجدد وحين لايحركه المحترقين بنار االتجديد والأمل .
لم نعد بحاجة الى أعادة أنتاج آليات القمع وألأستبداد وبنفس الوقت لن ننسى ضحايا المراحل السوداء , ولكن من أجل بلادا لاتوجد فيها مقابرجماعية وسجون ومشرديين وخائفين ,علينا ان نحكتم للعقل والحكمة والقانون.

لهذا أدعوا الى غلق ملف بشتاشان رغم جرحه الغائر. ولكن بعد دراسة المناخ المريض الذي انتج هذه المجزرة.
هي دعوة للتأمل والدراسة وألنسيان.
المجد لشهداء بشتاشان.



#عمار_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أزمة حكم ام أزمة ثقة أم أزمة اخلاق؟
- ميليشيات غير قانونية ومصدر تفجير لاحق
- المصالح الضيقة تطيح بدستور العراق...!!!!
- حقل من الورد فوق اشلاء الملائكة
- مقاومة شريفة مقاومة غير شريفة
- فيدراليات ام مشروع تقسيم
- احتلال العقل والدستور
- لاالله الا الله الجينز عدو الله
- المغامر


المزيد.....




- -جريمة ضد الإنسانية-.. شاهد ما قاله طبيب من غزة بعد اكتشاف م ...
- بالفيديو.. طائرة -بوينغ- تفقد إحدى عجلاتها خلال الإقلاع
- زوجة مرتزق في أوكرانيا: لا توجد أموال سهلة لدى القوات المسلح ...
- مائتا يوم على حرب غزة، ومئات الجثث في اكتشاف مقابر جماعية
- مظاهرات في عدة عواصم ومدن في العالم دعمًا لغزة ودعوات في تل ...
- بعد مناورة عسكرية.. كوريا الشمالية تنشر صورًا لزعيمها بالقرب ...
- -زيلينسكي يعيش في عالم الخيال-.. ضابط استخبارات أمريكي يؤكد ...
- ماتفيينكو تؤكد وجود رد جاهز لدى موسكو على مصادرة الأصول الرو ...
- اتفاق جزائري تونسي ليبي على مكافحة الهجرة غير النظامية
- ماسك يهاجم أستراليا ورئيس وزرائها يصفه بـ-الملياردير المتعجر ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عمار علي - محاولة للنسيان .. بشتاشان ملف يجب أن يغلق؟