أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اسمهان الزعيم - لوعة البياض














المزيد.....

لوعة البياض


اسمهان الزعيم

الحوار المتمدن-العدد: 3682 - 2012 / 3 / 29 - 20:26
المحور: الادب والفن
    





جميلةُ جدا كانت زنبقةً الربى،

تعشق البياض..

تدسه عندي بين الضلوع..

صوَّرتُها زهرة ياسمين،

ارتأتْ لي كسويداء الرياحين،

كانت بهية حقا، زاهية كالمعين..

صافية النوايا،

تنثر البياضَ حيث تشاء،

في حواشي وبؤرة الأشياء..

تسقيني من سيلها العرم،

من الدماء إلى حبل الوريد..

تنخرط كانت في أحاج من عبير،

كانت تحكي عن شهرزاد،

عن شهريار كانت تروي

ليالي من سواد،

من ضباب، من بياض..



* * *



هي كالريح العابرة؟

كنسمة غابرة هي؟

هي خاطرة تفكك فصول الأحاجي..

مني كانت تدنو،

كنت أشتم نزيف البياض

من أناملها يأتيني، من مآقيها..

كان يتدفق في عذوبة كالوهن..

كان يرقد في الأحضان كلوعة الوطن..

كان ينجرف..

كان يجرفني كحبات المطر..

كنتَ عقده،

حباتِه كنتُ،

كان يتسلقني كثوب رث على حبل الشجن..

حباته، حباتي،

بياضه، بياضي،

الكل صار بياضا في بياض

فلِمَ الضجر؟



* * *



ببياضها كانت تحتفي،

به تحيا، له تصلي،

له تقيم تراتيل يونس،

كان البياض عرشَها،

هي كانت البياض في زهوه،

في بهوه كانت..

تلك كانت فرحتي،

بيضاء دوما لا شكل لها،

لم تكن عنكبوتا،

لم تكن ذرة،

لم تكن سرابا،

لم تكن ذكرى،

غيابا كانت في حلة البياض..

خافتة كهمس الصبايا..

كعروس ليلة العمر،

غارقة في البياض..

كان البياض مملكتَها،

أنتَ كنتَ في قبضة البياض،

فلِمَ الضجر؟



* * *



لأنكَ تحبها..

لأنك أحببتَ قبلها..

لأنكَ ستحب بعدها..

صرتَ ريشة،

غصنا، شظى

يندثر في بحيرة الأخطبوط..

وصرتَ ذاك الشيء ولا شيء

عندما أسْلَمْتَ نفسك للتيار

وبنشوة استقبلتك الرياح من كل غار..

فلا أنتَ كنت ما تبتغي

ولا الحسان تربَّعن على راحة الكف!



* * *



فأين تلك الخيوط وتلك الأوراق والبنادق؟

وكيف لك أن تنجوَ من مغارات الخنادق؟

وكيف لك أيضا أن تسير مستوي القوام،

صافي السريرة،

رافع الرأس كالهمام؟

كيف لك كل هذا

وكيف للأماني أن تترضرض

حين تنطق الذرة بالمأساة

ويستفيق ذاك الغافل من الملهاة؟

حين تطرق كل الأبواب

فتنهض طائفة الثوار

بل فروعُ الأشجار وكومةُ الأحجار

تمدك بكل السياط،

وتأتيك بالأخبار عن ذاك الأمس المقطوع النياط؟

حين تتأبط يديك الشاغرتين

وفي سكرة ترى كيف تهوي الأقدام،

كيف تختفي غابات،

كيف تُقتلع جذور وتنبت بذور،

ويصير ذاك الآتي قادما من برج

شيدته لآلئ العيون وآقاحُ الأرواح والأبدان..





* * *



فابحث في ذاك الفلا،

ذاك المُغوي،

ذاك المغري بأمواج السراب،

ابحث عنه في ثنايا السحاب،

وفي شهوة اللهفة وأدراج الضباب،

ابحث عنه، عنك وعنهن

عساك تجد صدى لذاتك،

يعيدك إلى صباك

ويعيد حسنَ النوايا

وذاك الحلمَ إلى بؤرة الفؤاد..



#اسمهان_الزعيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة قصيرة جدا


المزيد.....




- أدب النهايات العبري.. إسرائيل وهاجس الزوال العنيد
- -مصافحة وأحضان-.. تركي آل الشيخ يستقبل عمرو دياب في الرياض و ...
- -بيكاسو السعودية-..فنان يلفت الأنظار برسومات ذات طابع ثقافي ...
- كتبت الشاعرة العراقية (مسار الياسري) . : - حكايتُنا كأحزان ا ...
- غَيْرُ المَأسُوْفِ عَلَيْهِم ((2))
- كتبت الشاعرة العراقية (مسار الياسري) . : حكايتُنا كأحزان الأ ...
- فيلم المابين التونسي يحصد جائزة مهرجان جنيف الدولي للأفلام ا ...
- فنان مصري كبير يحذر من -مؤامرة تستهدف الثقافة المصرية-
- المفكر الإيطالي فينيتسياني: أنأى بنفسي عن موقف الحكومة من حر ...
- المُخرج الكوري كيم كي دوك: ???????بيوتنا خالية ومغلقة تنتظر ...


المزيد.....

- الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد ... / الويزة جبابلية
- تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً / عبدالستار عبد ثابت البيضاني
- الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم ... / محمد السيد عبدالعاطي دحريجة
- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة
- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد
- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اسمهان الزعيم - لوعة البياض