أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نهاد بشير - قصيدة/ بؤرة تحول














المزيد.....

قصيدة/ بؤرة تحول


نهاد بشير

الحوار المتمدن-العدد: 3681 - 2012 / 3 / 28 - 13:38
المحور: الادب والفن
    


بؤرة تحول

صباح كل يوم ،
والناس يذهبون لالتقاط ارزاقهم وهم يقتادون وجوههم خلفهم ،
يضيع صباحي في انتزاع المسامير التي تثبتني في سريري ،
اجمعها، اقلبها بين كفي ، ازنها ثم القي بها في فنجان قهوتي ،
لعلي اثير زوبعة من حديد ،
زوبعة لا تبقي ولا تذر ،
تولد من رحم دخان سيكارتي الغجرية ،
وتقتحم خصوصيات لا اجرؤ على الاقتراب من حرمتها
فهي فرصة لاختبار جذور السنديان ،
وقياس المسافة بين الصبر والحق ،
حيث السنابل ترتجف في نضجها وتنعقد قرون الايائل ،
والحمام يهجر عنابر نقرات السلمان
والضباب ينسحب الى مداخن الاكواخ الملقاة كيفما اتفق على السفوح
يتخلى الكل عن اجزاءه ،
ويطبعنا التجريد بطابعه الزمهرير.
عندئذ ستنزل عاصفتي في ملعبها الحتمي ،
وتمتطي القرية ارجوحتها المصنوعة من الياف الخيش الاردأ بين الاصناف ،
فيتحلق الاطفال حول سلتها ويتشاجرون ،
والنسوة يبحثن في عين الاعصار عن دواء للرمد ورقية ضد غرائز ازواجهن ،
انهن آمنات ،
طالما شيوخ الحارة يتسلون بالخربشة على جدار الزمن الطيني صباحا ،
و يتقاذفون الاحتمالات ليلا بين مشاحيف من السيراميك ناصع البياض ،
ويبارزون بالسيوف ثمار الموز.
انها ذواتٌ في ادواتٍ تلك الانقاضُ ،
تتالق في قلب الليل كدملة من قمر.
آه من طعم الصدأ الذي ينفثه صوت صياح ديك الحارس ،
كيف يجد طريقه بسهولة بالغة الى فمي ومشاريعي اليومية ؟
فيبتزها ويبعثرها على ارضية الغرفة كانها كريات من زجاج ،
تتقافز امامي كقردة شبعت للتو .
واحدة تلو اخرى تستقر على الرخام المائل للصفرة ،
فتسحقها بالجملة وبضربة واحدة، ارتجافة عقرب ثواني ساعتي الجدارية وهو يهوي كالساطور نحو الرقم 6 .
همجية هي حوافر الملال ،
هذا الطفل المتخلف الذي افسده دلال نكوص التاريخ ،
هذا المطلق الذي ارهقه عدم قدرته على ان ينفي ذاته ،
هذا الطائر المشاكس خلف القضبان .
لقد تآمرت الابجدية على فنجان قهوتي وسلمتني المفتاح الخطأ ،
فحشرت نفسي في علبة سردين البيت الابيض وكنت اردد ،
( يالله بنا على باب الله يا صنايعيه يسعد صباحك ...................)
الى اخره الى اخره ،
فيزعق في اذني الف صولجان مخاتل كي يصادروا سياقات وعيي ،
بصوت واحد وباعلى نبرة تعنيف:
ما هكذا تورد يا اسطه الابل !
نعم ما هكذا تستورد الابل.
نعم ،
نعم ،
انتظروا!
لم كل هذه العجلة ؟
ولم كل هذا الملام؟
فقبلي انتظر الاحمق مئة وخمسين عاما،
وتشرد مئة وخمسين سنة اخرى ،
كي يشهد انقطاع سلك من الحديد بتأثير وزنه الذاتي .



#نهاد_بشير (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مدار النيزك
- على هامش الذكرى الثامنة عشرة لرحيل افروديت
- في الذكرى الثامنة عشرة لرحيل افروديت
- واحة الندم (قصيدة) مهداة الى كولونيل عربي


المزيد.....




- شانلي أورفا التركية على خريطة فنون الطهي العالمية بحلول 2029 ...
- ريهام عبد الغفور.. صورة الفنانة المصرية تحدث جدلا ونقابة الم ...
- زلزال -طريق الملح- يضرب دور النشر في لندن ويعيد النظر إلى أد ...
- الكوميدي هشام ماجد: أنا ضد البطل الأوحد وهذا دور والدتي في ح ...
- فنان هندي يصنع تمثالًا لبابا نويل باستخدام 1.5 طنًا من التفا ...
- مكتبة الحكمة في بغداد.. جوهرة ثقافية في قبو بشارع المتنبي
- وفاة الممثل الفلسطيني المعروف محمد بكري عن عمر يناهز 72 عاما ...
- قرار ترامب باستدعاء سفراء واشنطن يفاقم أزمة التمثيل الدبلوما ...
- عرض فيلم وثائقي يكشف تفاصيل 11 يوما من معركة تحرير سوريا
- وفاة الممثل والمخرج الفلسطيني محمد بكري عن عمر يناهز 72 عاما ...


المزيد.....

- دراسة تفكيك العوالم الدرامية في ثلاثية نواف يونس / السيد حافظ
- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نهاد بشير - قصيدة/ بؤرة تحول