أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نهاد بشير - في الذكرى الثامنة عشرة لرحيل افروديت














المزيد.....

في الذكرى الثامنة عشرة لرحيل افروديت


نهاد بشير

الحوار المتمدن-العدد: 1507 - 2006 / 4 / 1 - 12:07
المحور: الادب والفن
    


احكم من شئت بما شئت ،
وكن حكما ، محكوما ، كن حاكما ،
من كل سنين حياتك لم تتعلم غير بناء الكلمات ،
تقاطع اغصان الرمان لتصنع اهدابا وعيونا لغزال ضاع كنسمة صيف مرت فوق سطوح بيوت الكرخ ،
واليوم ملكت الحبر واكداسا من زهر الليمون ، فماذا تصنع ؟
كيف ستخلق من محض خطوط كونا وحبيبا ؟ قوقعة تهجرها وتعود اليها ، سكرانا ، تعبا ، سأمان ؟
اعترف الآن ....
لقد مر زمانك اسرع من كل الأزمان و لامهرب من كونك مقتولا بالورد الأحمر، مخنوقا بالشفة اللمياء، يحاصرك الماضي بتقعر هوته ، تسحبك الذكرى نحو العمق فتطفئها في كأس طقوسك ،لا وقت لديك لقد
مر زمانك كله في اول حب وتبعثر عمرك حزنا احمق فوق قصاصات خيالك .
اقطع راس الساعة واسلخ جلد ثوانيها ، انظم من فقرات الزمن المقتول قلادة وهم تلبسها ، ستخفف من وهج
الذكرى الممتد كخيط النار بتأريخك .
كم كنت تقول لنفسك :-
لو اني ابحرت بهذا الجسد القمحي أيكفي العمر لكشف جميع مجاهله ؟
كم سنة أقضي بين الثغر وبين النحر !؟
كانت تهتز كزهرة قداح في كفيك ، تقول :-" احبك اكثر مما في نية قصدي ،أوما آن لنا ان نكبح هذا الشوق المجرم ، يا ربي ـــ تضحك من فكرة تخفيف الحب،تحدق في عينيك وتبكي ـــ يا ربي ما اقسى هذا اليجري .
..............
.............
( ما اوسع كونك يا امرأة ستضيع حياتي في شفتيها )
والآن الى اين ؟وكيف ستمشي ؟ تتضائل في رأسك ارض الله وتصغر، يتقازم ظلك بين متاهات الأعصر حتى
تتمنى لو انك ابريق في أيدي الزهاد .
تهتز مساحات الصدر المرمر ،تهرب من شفتيك بقايا قبلات ،من اين ستبدأ تاريخ الحب لتبدأ حبا تاريخيا ؟
ما أضيع هذا الوقت بدون مدار مفترض فلننتم قبل مرور النجم بنقطة صفر الأنسان
لقد دونت عناوين الثوار
المشبوهين على قدمي وركضت بها عنوانا عنوان .

**************
في النصف الأول من ليل الفتنة ، قبل رحيل السنوات الأحلى اجتمعوا يحكون حكايته ، قالوا :-
" مجنونا كان ، غريبا ، ما اوحش غربته . دخل القرية من ثقب في سور سكينتها ، تجول كالأعمى
في انقاض خرائبها ، ارتعشت لخطاه الأبواب واحكم اغلاق مسامات الجدران ، تحجبت العذراوات لرؤيته وتلفعن بأكياس الورق الأسمر ، بالمتوفر تحت اياديهن من المفروشات ومن ورق التوت الأصفر . عيناه مخارز تنفذ من أي ستار هذا القادمَ من خلف حدود المعقول يلوث باللامعقول هواء الأجداد ويخدش وجه حياء الناس ببسمته . شيء ما يجري خارج هذا الأدراك ، نبي أم شيء اكبر ام شحاذ هذا المتكاسل في مشيته يتنقل حرابين العين وجوف القلب ، يدوس على ما يلقى بطريقه بينهما . ما كان كذلك في الماضي ، نعرفه قبل تعرفنا
بالموت وقبل تعرفنا بالشمس . نعم انه اقدم من شمس الله ومن قانون الموت . جميلا كان ، ذكيا كان ملاكا ،
من اين تسلل برق الشيطان الى عينيه ؟ )
قالت راقصة الملهى :- ما اشهى ضحكته ما احلاه ولكن .......
قال البقال :- ألا يأكل ؟
قال الشرطي :- رأيت بعيني ، شاهدت على جيب قميصه نقطة حبر سوداء .
قالت حسناء القرية :- كم عمره ؟ ليس باصبعه خاتم .
قال العراف ألأعمى وهو يقلب مسبحة الفاصولياء :- عبثت بفؤاده آلهة جنت في القرن السابق للتكوين وغابت تحمل بين مفاتنها سر ضياعه . الذنب ذنبه واأسفاه . كم قالت له ( اعطيك اسما أمنع من كل الأسماء ،
أتعشقني ؟) لم ينبس . (أعطيك لسانا يسحر سامعه ، كفا فيها تجتمع النار مع الماء فما قولك ؟ ) لم ينطق .
همست وهي تقبل خديه :- " صبرا يا جوهر وجدي ، يا حدا يفصل بين العشق وقانون الملك الا صبرا . باسم السر البارد في صدري اغرز في قلبك هذا المخلب . كن صوتي في الأرض وكن صمتي . جبروتي كن حتى يسقط آخر نجم في البحر . فاذا ما احتشد النلس لتشييعه اغمر وجهك في الماء الساكن واذكرني " .
والآن أقول لكم :- لاتخشوه ولا تثقوا به ،فهو الصوت- الصمت- الجبروت . سيظل يدور بهذي الأرض الى ما شاء الله ، يموت وفي قلبه ذاك المخلب .

****************
********

عمن تبحث يا ابن المطر الصاعدَ نحو سماء ليست ملكك ؟ صدرك ممتليء بالوحدة ، رأسك صارت تابوتا للأشعار وللكتب الممنوعة والأسماء . ستظل تجول باروقة الدنيا تبحث عن شخص ، أشخاص ما عرفوا شيئا عنك ولن يحكوا ، تسال عن أنثى افزعها حلمك فارتعدت . صرخت بكلمات مبهمة آخرها (من انت ؟) ولما
انتبهت سألت (هل عاد أخيرا؟) .

*************
في الربع الثالث من ليل الفتنة نفذ حكم الاعدام بصورته . تركوها في الشارع سبع ليال باردة .يدعسها الأطفال بشتى الوان الأقدام فلم يتشوه منها غير الشعر وجزء من حاجبه الأيمن .
كانت تاتي اجمل عذراوات الحي قبيل الفجر ليمسحن الطين عن الوجه الشاحب، ينظرن اليه مليا ، يتلفتن ويهربن مخافة ان يفضح سر الموعد .
تقسم احداهن به ، ثانية تقتلع الموت الجامد قي عينيه، ثالثة تتوضأ بالثلج الذائب فوق جبينه ، أخرى تسرق
خصلة شعر من صورته . اما الشبان فقد جعلوا منها رقعة شطرنج بائسة وكؤوس العرق المغشوش حجارتها.
*************
**************
في الربع الرابع من ليل الفتنة ،
--------------
--------------
نحن نعيش .
كركوك 1983



#نهاد_بشير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- واحة الندم (قصيدة) مهداة الى كولونيل عربي


المزيد.....




- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نهاد بشير - في الذكرى الثامنة عشرة لرحيل افروديت