أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - نجلاء مكاوي - المساعي الإيرانية لتعميق العلاقات مع أمريكا اللاتينية (الدوافع الآليات العوائق)















المزيد.....



المساعي الإيرانية لتعميق العلاقات مع أمريكا اللاتينية (الدوافع الآليات العوائق)


نجلاء مكاوي

الحوار المتمدن-العدد: 3680 - 2012 / 3 / 27 - 13:16
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


 
المساعي الإيرانية لتعميق العلاقات مع أمريكا اللاتينية
 
الدوافع ـ الآليات ــ العوائق
                                                                                     
الدكتورة / نجلاء مكاوي                                                                                                                                       
 
         في إطار استكمال المحاولات لتكوين جبهة مضادة تتحدى الولايات المتحدة وسياساتها الخارجية، جاءت الزيارة الأخيرة للرئيس الإيراني أحمدي نجاد إلى بعض دول أمريكا اللاتينية، في يناير/كانون الثاني الفائت، التي تزامنت مع تصاعد حدة التهديدات والتهديدات المضادة بين إيران من جهة والغرب، بقيادة الولايات المتحدة من جهة أخرى، فيما يتعلق بالملف النووي الإيراني، والعقوبات الدولية التي تستهدف قطاع النفط الإيراني، والقطاع المالي والمصرفي، وهو ما كان أحد أسباب توجه إيران شطر حلفائها في ظهير الولايات المتحدة الاستراتيجي، في محاولة لمواجهة مجتمع دولي يصطف ضد إيران، في ظل عدم وجود حلفاء إقليميين، يمكن أن يشكلوا جبهة دعم ومساندة لها، خاصة مع حالة السيولة السياسية التي تسود المنطقة العربية، وتصاعد الحراك الجماهيري، وضبابية المشهد في الكثير من الدول العربية، لذا فإن زيارة نجاد الأخيرة إلى أمريكا اللاتينية، والتي تعد حلقة في سلسلة من فعاليات التقارب، وآليات التعاون بين إيران وأمريكا اللاتينية، تأتي على خلفية تبدلات إقليمية، ومساعي لتغيير توازنات دولية، قد تنجح، جزئيًا، وقد تحبطها أدوات القوى الأكثر سيطرة. لذا فتهدف هذه الدراسة إلى محاولة الوقوف، تفصيلاً، على دوافع إيران في مساعيها لتقوية علاقاتها مع أمريكا اللاتينية، في إطار الظرف الدولي والإقليمي، الضاغط على الأولى، والتعرف على الآليات التي استخدمتها في تنفيذ استراتيجية هدفت إلى خلق حلفاء بعيدًا عن منطقة الشرق الأوسط، تمامًا، ثم ما هي العوائق التي من المحتمل أن تقف أمام هذا التحالف، ومحاولات التكتل والتأثير في القرار الدولي ضد إيران، بشكل خاص، ونسق النظام الدولي الذي تسيطر عليه الولايات المتحدة، بشكل عام.
 
 
 
 أولاً ـ دوافع التوجه الإيراني إلى نصف الكرة الغربي:
 
     بعد عودته من رحلته الأخيرة إلى أربعة دول لاتينية هي: فنزويلا ونيكاراجوا وكوبا والإكوادور، صرح الرئيس نجاد بأن الجمهورية الإسلامية تقف مع دول أمريكا اللاتينية في جبهة مواجهة الهيمنة الأمريكية، وأن الطرفين يتفقان في الكثير من القضايا الدولية، والعلاقات بينهما جيدة واستراتيجية، وتتوسع وتتعمق على  كافة الصعد، لا سيّما وأن القادة اللاتينيين اليساريين جددوا دعمهم لحق إيران في الحصول على التكنولوجيا النووية للأغراض السلمية، ودافعوا عنها ضد التهديدات والضغوط الغربية التي تقودها الولايات المتحدة([1])، خاصة هوجو تشافيز، قائد جناح اليسار الراديكالي في أمريكا اللاتينية، والذي لطالما سخر من اتهام الولايات المتحدة لإيران بأنها تطور سلاحًا نوويًا، ودافع عن حقها في تطوير برنامجها النووي لأغراض سلمية، ويتبعه في ذلك حلفاءه من القادة اللاتينيين، وحلفاء إيران، أيضًا، وهم: رئيس نيكاراجوا، دانييل أورتيجا, والرئيس الكوبي، راؤول كاسترو، ورئيس الإكوادور، رافائيل كورييا، والرئيس البوليفي، إيفو موراليس.
    وثمة العديد من الأسباب التي دفعت إيران لتعميق التقارب مع تلك الدول، منها ما هو سياسي،  ومنها ما هو اقتصادي، هذه الأسباب فرضتها متغيرات الأوضاع الداخلية في إيران من جهة، والتكتل الغربي ضدها من جهة أخرى، الذي أثر بدوره على اقتصاديات إيران، ووضعها المالي، وهو الآن يتجه إلى التأثير المباشر على أمنها القومي، واحتمالات تعرضها لضربة عسكرية، حتى مع الاختلاف حول إمكانية ذلك من عدمه، فإن إيران اليوم تحتاج الى خلق تحالفات سياسية واقتصادية تستطيع أن تصنع بها جبهة مواجهة لما يفرض عليها من عقوبات، اقتصادية وعسكرية، وحصار سياسي، وعزلة دولية.
 
إنشاء تكتل سياسي مناهض للولايات المتحدة
 
      قد يبدو غريبًا وجود علاقات قوية، على أكثر من صعيد، تجمع ما بين الجمهورية الإسلامية ودول في نصف الكرة الغربي، فهذا البعد الجغرافي يجعل تفسير وتوضيح محددات هذه العلاقة شيئًا يحتاج إلى أكثر من زاوية للرؤية، ورصد كافة الأبعاد وتحليلها، فيما يتصدر الرؤية السبب الرئيسي والمباشر لوجود هذه العلاقات، وهو طبيعة الحكومات التي تقيم معها إيران علاقات، وتسعى لتوطيدها، ففنزويلا، الحليف الأكبر لإيران في تلك المنطقة، وبوابتها إلى أمريكا اللاتينية، يحكمها هوجو تشافيز، العدو الأكبر للولايات المتحدة، والزعيم الذي يقود تكتلاً يساريًا، هو الأكثر راديكالية في مجموعة الدول الاشتراكية، التي تحكم بما يعرف بـ "اشتراكية القرن الحادي والعشرين"([2]) المناهضة للعولمة، وسياسات الليبرالية الجديدة، وهيمنة الولايات المتحدة على النظام الدولي، لذا فمن الطبيعي أن تمتد أيدي هذه الحكومات لكل من هو معارض للولايات المتحدة وفي صدام معها، حتى تقف هذه الدول (التي عانت عبر تاريخها من استغلال وسيطرة القوة الأمريكية) أمام العالم كدول مستقلة، وصاحبة سيادة، وغير خاضعة لمقتضيات السياسة الدولية للولايات المتحدة([3]).
     بالنسبة لإيران، دفعتها محاولات التضييق عليها، وعزلها تماماً عن شرايين النظام الدولي، سياسياً واقتصادياً وتكنولوجياً وثقافياً، إلى بذل مجهود، وحركة دبلوماسية نشطة وفاعلة، تستهدف فتح قنوات اتصال وتواصل مع بعض دول أمريكا اللاتينية، فسعت إيران إلى كسر العزلة المفروضة عليها أمريكياً وأوروبياً، من خلال توطيد منظومة العلاقات مع تلك الدول في مختلف الأصعدة. وعلى خلفية النظر إلى حقيقة أن إيران لم تعد دولة عادية، كباقي دول العالم، حيث أمست قوة إقليمية لا يستهان بها، ودولة مثيرة للجدل، بسياستها الخارجية، وكثافة تفاعلات هذه السياسة، بحيث لم تعد إيران تكتفى بمحيطها الإقليمي، بل صارت تسعى لتوطيد علاقاتها مع كل العالم ، لمحددات متعددة، منها ما ينبع من البيئة الإقليمية، وأخرى من البيئة الدولية، أو من البعد الأيديولوجي، وطبيعة القيادة، والمصلحة القومية، التي تؤثر في عملية صنع السياسة الخارجية([4]).
   ومع تولي الرئيس أحمدي نجاد الحكم، في العام 2005، بدا اهتمام النخبة الإيرانية الحاكمة بـمؤسسة السياسة الخارجية، حيث تم تعزيز موقع هذه المؤسسة، وإجراء تغييرات بنيوية في استراتيجيتها منذ الأسابيع الأولى التي تلت فوز محمود أحمدي نجاد واعتلاءه الحكم. فقد أصدر مرشد الثورة الإسلامية في إيران، على خامنئي، توجيهًا، في ذلك الوقت، قضى بمنح الرئيس الأسبق، هاشمي رفسنجاني، دور الإشراف الواسع على السياسة الخارجية العامة. كما استبدل بعشرات الدبلوماسيين القدماء وجوهًا جديدة وشابة، وأنشئ مركز جديد للتخطيط الاستراتيجي في وزارة الخارجية، لتحسين آلية اتخاذ القرارات، وجمع المعلومات، فضلاً عن إنشاء مجلس المدراء العامين، ولجنة الدبلوماسية النووية. ويعكس هذا التغيير البنيوي اهتمام إيران بتنشيط سياستها الخارجية، بحثًا عن دور أكبر على المستويين، الإقليمي والدولي([5]).
 
     من هنا سعت إيران إلى تنمية علاقاتها مع جميع الدول التي تتفق مع توجهات السياسة الخارجية الإيرانية، وكان على رأسها دول أمريكا اللاتينية، حيث شهدت العلاقات مع عدد من الدول اللاتينية، وفي مقدمتها فنزويلا وبوليفيا والبرازيل  تحسنًا ملحوظًا، وتوسعًا وزخمًا غير مسبوقين خلال رئاسة أحمدي نجاد، في إطار محاولات إيران الحصول على الدعم السياسي في المحافل الدولية، مثل الأمم المتحدة، و"الوكالة الدولية للطاقة الذرية"، خاصة فيما يتعلق بطموح إيران النووي.
 
     وهو ما حصلت عليه إيران، فعليًا، ففنزويلا وكوبا، كانتا من الدول التي صوتت لصالح إيران، وبرنامجها النووي داخل "الوكالة الدولية للطاقة الذرية"، في فبراير/ شباط 2006، عندما أصدر مجلس الوكالة قراراً قضى بإرسال ملف إيران إلى مجلس الأمن الدولي، لحمل إيران على إيقاف أنشطتها النووية المتعلقة بتخصيب اليورانيوم. كما دعمت فنزويلا حق طهران في استخدام التقنية النووية في المجالات المدنية([6]). هذا في الوقت الذي يسبب سعي إيران إلى تطوير برنامج نووي ذعرًا للولايات المتحدة، التي ترى في دخول إيران النادي النووي العسكري تحولاً استراتيجيًا مهمًا في الشرق الأوسط، يخل بالتوازنات والترتيبات، التي نجحت واشنطن في بنائها لضمان تدفق النفط وحماية منابعه من جهة، ولحماية إسرائيل من جهة أخرى.
          في هذا السياق يأتي التقارب الذي سعت إليه كل من إيران والبرازيل، خاصة إبان حكم الرئيس إيناسيو لولا دا سيلفا (Inacio Lula da Silva), لتشكيل تكتل، في ظل تحولات النظام الدولي لجهة تحقيق نوع من الاستقلالية لكلا البلدين، والحصول على موقع في المشهد الدولي، ومنافع اقتصادية وسياسية وتكنولوجية. فقد انطلقت البرازيل في سياستها تجاه إيران من موقع يتجه نحو إقامة علاقات متوازنة، بحيث لا تثير غضب الدول الأخرى. لذا، فالبرازيل ترفض تحول إيران إلى قوة نووية عسكرية، إرضاءً لواشنطن، وفى الوقت نفسه، تؤيد امتلاك إيران تكنولوجيا نووية للأغراض السلمية إرضاءً لإيران. فقد دخلت البرازيل على خط الأزمة النووية الإيرانية، من بوابة رفض العقوبات على إيران، بحجة أن ثمة فرصة للحلول الدبلوماسية، وإقناع إيران بالتعاون وفقًا للاقتراحات الصادرة عن اللجنة السداسية، والدول المنخرطة في الملف النووي الإيراني([7]). في محاولة لأن تبدو البرازيل لاعبًا رئيسيًا مضطلعًا بدور فعال في الملف النووي الإيراني، وهو ما برز في "الاتفاق الثلاثي لتبادل الوقود، بين كل من إيران وتركيا والبرازيل، في مايو/ أيار 2010، لمبادلة كمية من اليورانيوم الإيراني المنخفض التخصيب بالوقود النووي اللازم لتشغيل مفاعل إيراني مخصص للأغراض المدنية([8]). ما عكس مساعي البرازيل كي تكون دولة مؤثِّرة في القضايا الدولية،  والتوجه نحو نظام دولي تعددي، ومساعي إيران، في استغلال الوجود البرازيلي في المحافل الدولية (مجلس الأمن، ومجموعة عدم الانحياز)، في مواجهة الغرب.
     مؤخرًا، وقبيل الزيارة الأخيرة لنجاد التي تعد الخامسة لأمريكا اللاتينية، ضيَّق الغرب الخناق على طهران، خاصة بعد التقرير الذي كشفت عنه "الوكالة الدولية للطاقة الذرية"، في منتصف نوفمبر/ تشرين الثاني 2011، وأكد بأن البرنامج النووي الإيراني ذو أغراض عسكرية، وأنه ليس موجهًا لأغراض سلمية. وذكرت فيه الوكالة بأن لديها "مخاوف جدية" إزاء وجود أبعاد عسكرية للبرنامج النووي الإيراني، كما أن لديها معلومات "موثوقة" بأن الجمهورية الإسلامية ربما تطوِّر أسلحة نووية. ولكن تقرير الوكالة الدولية، الذي أثار قلقاً واسعاً لدى الغرب وإسرائيل، لم يجد دليلاً على أن طهران اتخذت قراراً استراتيجياً، بعد، بشأن إنتاج قنبلة نووية، إلا أنه أشار إلى أن البرنامج النووي الإيراني أصبح أكثر تقدماً عما كان عليه من قبل ([9]).
    وهو ما أعطى الولايات المتحدة الذريعة للضغط من أجل زيادة عزلة الجمهورية الإسلامية، فكان على طهران أن تبحث عن أي حلفاء؛ لمواجهة الضغوط الأمريكية والأوروبية، خاصة مع إحكام الطوق الأمريكي حولها، بغية عزلها وإبعادها عن أية ترتيبات في محيطها الإقليمي، فاستأنفت علاقاتها مع حلفائها اللاتينيين، التي لم تفتر، قط، منذ وصول نجاد إلى الحكم، وان كانت الكثير من الاتفاقات والمشروعات المشتركة لم تنفذ، بعد، لكن العلاقات ظلت جيدة، والوضع الحالي الذي تمر به إيران، ومعطيات المشهد الإقليمي والدولي، والمصالح الوطنية الإيرانية، توجب على طهران التوجُّه غرب الكرة الأرضية، حتى تقول للولايات المتحدة بأنها قادرة على تخطي إجراءات حصارها وإفراغها من جدواها، وبالتالي ممارستها، أيضًا، ضغطًا على الولايات المتحدة، لتغيير توجهاتها المعادية للحكم الإيراني.
 
البحث عن شركاء اقتصاديين:
 
       تحتاج إيران الى تعميق علاقاتها الاقتصادية بدول اللاتينية، وإن جاء هذا النوع من العلاقات في المرتبة الثانية، وذلك في مواجهة العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران، عبر الاستفادة من أسواق الدول اللاتينية، لتسويق المنتجات الإيرانية. واللافت أن العلاقات الاقتصادية بين الطرفين شهدت توسعًا، منذ وصول نجاد للحكم، ووُقعت العديد من الاتفاقات التجارية، ودُشنت الكثير من المشروعات المشتركة، فيما تحاول الولايات المتحدة وأوروبا أن تستخدم أحد أهم أسلحتها في مواجهة إيران، وهو فرض حصار تجاري على مبيعات البترول إليها،، حيث أن إيران لا تمتلك محطات تكرير نفط كافية، لذا فهي تعيد استيراد نفطها بعد تكريره، ما يجعل أية محاولة لفرض حصار بحري، أو حظر تجاري، يعرض استقرارها للخطر([10]) .
 
       في هذا السياق، حافظت إيران على علاقاتها بدول لاتينية فاعلة في منظمة الدول المنتجة للنفط (أوبك)، كفنزويلا، التي تكاد تكون مواقفها متطابقة مع مواقف طهران في كثير من الأمور، وتكريس التعاون بصدد سياسات أسعار النفط، وتوزيع الحصص، ورفع الإنتاج، أو تخفيضه، فضلاً عن تفعيل منظمة (أوبك)؛ لتعبر قراراتها عن الدول المنتجة، وليس المستهلكة للنفط. كما ترغب طهران في الانفتاح الاقتصادي، وجذب الاستثمارات اللاتينية إليها، وتعزيز التبادل التجاري، والاتفاق على التنسيق في استكشاف الموارد الاقتصادية ([11]).
 
     هذا، ومع حزمة العقوبات الأخيرة التي أقرها مجلس الأمن على إيران، خلال شهر يوليو/ تموز 2011، وفرض حظر على استثماراتها الخارجية، والتعاملات المالية للبنوك الإيرانية، تأثر الاقتصاد الإيراني، سلبًا، بشكل كبير،  فضلاً عن فرض عقوبات أمريكية منفردة، أكثر تشددًا، تستهدف القطاع النفطي الإيراني، ومطالبة الشركات بالاختيار ما بين التعامل مع القطاع المالي، والمصرف المركزي الإيرانيين، والقطاع الاقتصادي والمالي الأمريكي، وأخرى أوروبية تستهدف، أيضًا، القطاع النفطي الإيراني وتحظر استيراد منتجاته، كل ذلك انعكس سلبًا على الاقتصاد الإيراني([12]) ، وهو ما كان أحد الأسباب التي حدت بإيران كي توجد شركاء اقتصاديين، تخفف بهم من محاولات عزلها، وتستعين بهم على الصمود في مواجهة العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها، لا سيّما وأن هناك المزيد من الاتفاقات الاقتصادية، التي تربط بين إيران وبعض الدول اللاتينية، والتي لم يُفعل بعضها، وبعضها الآخر سار ببطء، فذهب نجاد ليجدد التحالف، ويعلن للولايات المتحدة بأن إيران (هنا) في فنائك الخلفي، متحديًا النفوذ التقليدي، الذي لطالما تمتعت به الولايات المتحدة، عبر عقود طويلة في أمريكا اللاتينية.
 
 
ثانيًا ـ آليات تعميق العلاقات بين إيران ودول أمريكا اللاتينية:
 
 
     استخدمت إيران أكثر من آلية لتنفيذ استراتيجيتها بتعميق وتوطيد العلاقات مع أمريكا اللاتينية، كان من أهمها الشراكة الاقتصادية، وتفعيل التعاون العسكري، عبر عقد الصفقات، والاتفاقات، الاقتصادية والعسكرية، وذلك حتى تأخذ العلاقات مع الدول اللاتينية مسارًا أكثر جدية وفعالية، في مقابلة جبهتي النفوذ، التي تسيطر عليهما الولايات المتحدة هناك، اقتصاديًا، وعسكريًا.
 
 
 
(1)            ـ الاتفاقيات الاقتصادية والمشروعات المشتركة:
 
    الارتباط بين إيران وأمريكا اللاتينية لم يبدأ مع حكم الرئيس نجاد، بل يرجع إلى وقت قيام الثورة الإسلامية، في العام 1979، وتزايدت العلاقات بعد ذلك، مع بداية التسعينيات من القرن الفائت، حيث التقت إيران مع بعض الدول اللاتينية، خاصة كوبا (وقتئذ)، عند نقطة رفض واستنكار هيمنة الولايات المتحدة وانفرادها بالقرار الدولي، وهو ما انعكس في صورة دعم من الحكومة الايرانية لكوبا ضد العقوبات التي فرضتها عليها واشنطن. لكن مع اعتلاء الرئيس أحمدي نجاد الحكم، سعى، ضمن محددات سبق ذكرها، لتعميق العلاقات مع بعض دول أمريكا اللاتينية، لا سيّما ذات التوجه اليساري المناهضة لسياسات الولايات المتحدة، وعلى رأسها فنزويلا، تحت حكم هوجو تشافيز. وقد كانت أهم آليات إيران في استراتيجيتها لتوسيع العلاقات مع اللاتينيين، هي الشراكة الاقتصادية والتجارية، وتقديم الدعم المالي، وإعلان التوافق السياسي حول الكثير من الأمور المتعلقة بعلاقات إيران بالغرب، وفرض العقوبات عليها، وتحدي الولايات المتحدة وسياساتها الدولية، وهو ما عبر عنه الطرفان خلال الزيارات الكثيرة المتبادلة بين أحمدي نجاد وقادة اليسار اللاتيني، والتي غالبًا ما أسفرت عن نتائج إيجابية لا سيّما في إطار التعاون الاقتصادي، والدعم الإيراني لمشروعات التنمية في تلك الدول، ففي كل جولات الرئيس الإيراني إلى أمريكا اللاتينية، جرى توقيع العديد من اتفاقات وبروتوكولات التعاون، بهدف تعزيز، وتوسيع، وتوطيد التعاون الاقتصادي المشترك، المتوازي مع المسعى لتكوين حلف سياسي بين الطرفين، الذي أضحى من أولويات السياسة الخارجية الإيرانية.
  
        إجمالاً، وقعت إيران عشرات الاتفاقات مع دول أمريكا اللاتينية، بينها وبين كل دولة على حدة، وبينها كطرف وبين التكتل الإقليمي الذي يدعى (ألبا) ([13])، حيث شملت هذه الاتفاقات تصنيع الآلات الزراعية، وإنشاء مصانع الإسمنت، ومشاريع تنمية الطاقة الكهرومائية، ومشاريع التعدين.
 
بشكل فردي، نالت فنزويلا نصيب الأسد من حجم التعاون مع إيران، تبعًا لطبيعة العلاقات القوية التي تجمع بين القائدين، الإيراني والفنزويلي، حيث أن تشافيز له دور كبير في فتح أبواب أمريكا اللاتينية أمام إيران، خاصة الدول التي تعد حليفة لفنزويلا، مثل نيكاراجوا، والإكوادور، وبوليفيا([14])، وهو ما استغلته إيران جيدًا كممر وجسر عبور نحو أميركا اللاتينية، وما يترتب على ذلك من مكاسب وفوائد استراتيجية وجيوسياسية، في المديين، القصير والمتوسط. وفي زيارة الرئيس نجاد إلى فنزويلا، في يناير/ كانون الثاني 2007، وتأسيسًا على ما سبق توقيعه من اتفاقيات، شملت مختلف القطاعات، بدءًا من قطاع الطاقة، وحتى إنشاء مساكن، بين فنزويلا وإيران، إبان حكم الرئيس الايراني السابق، محمد خاتمي، وقَّع الجانبان إحدى عشر اتفاقية، ومذكرة تفاهم، نصت على توطيد التعاون المشترك في مجالات مختلفة، خاصة مجالات النفط، والغاز، والسياحة، والزراعة، وصناعة السيارات، والجرارات، وإنتاج الإسمنت، والبتروكيماويات. كما أعلنت إيران استعدادها لمساعدة فنزويلا في تطوير التكنولوجيا النووية ([15]).
      هذا، فضلاً عن تعميق التعاون في مجال النفط، حيث أن الدولتين هما رابع وخامس أكبر مصدِّري النفط في العالم، ووقتها أعلنت فنزويلا بأنها ستقوم بشراء أربع ناقلات نفط من إيران، وهي جزء من خطة فنزويلية لزيادة أسطولها من ناقلات النفط، وبحث الجانبان خططًا لإنشاء شركة نفط ذات رأسمال مشترك، كجزء من استراتيجية فنزويلية وطهران لبيع النفط باليورو، بدلاً من الدولار، لإضعاف نفوذ الولايات المتحدة في سوق النفط الدولية ([16]).
        زادت بعد ذلك المشروعات الاقتصادية والتنموية بين البلدين، وتقول إيران إنها وقعت 70 اتفاقية للشراكة، بقيمة تصل إلى 17 مليار دولار، في الصناعات، مثل صناعة البناء والطاقة، ومصائد الأسماك، بما في ذلك مصنع لتجميع السيارات، والجرارات الزراعية "Veniran"، لتحسين الواقع الزراعي في البلدين، خاصة في فنزويلا، كما تقوم إيران بتمويل مشروع استثماري لتطوير استكشاف احتياطات بترولية كبيرة واقعة في منطقة (أورينوكو)، بحيث تصل قيمة الاستثمارات الإيرانية في هذا المشروع إلى ما يعادل 4 مليارات دولار، هذا فضلاً عن تمويل إيراني لمشروع إسكان العائلات الفقيرة في فنزويلا، حيث أوفدت إيران أكثر من 400 مهندس ومتخصص في مجال البناء والتشييد إلى فنزويلا لهذا الغرض([17]).
 
      في أكتوبر/ تشرين الأول 2010، زار تشافيز طهران([18])، للمرة التاسعة، منذ توليه الحكم, مجددًا دعم بلاده لإيران في مواجهة العقوبات الأمريكية، وتعهد بمحاربة الإمبريالية، والسعي لبناء "نظام عالمي جديد"، ينهي سيطرة الغرب على الحلول الدولية، وأعلن الطرفان الرغبة بالتعاون المشترك بين البلدين في تطوير التكنولوجيا في مجالات البيئة، والطب، والغاز والنفط، والمواد المتطورة. وبرز عزم البلدين على تعميق الشراكة الاستراتيجية، وتوطيد التعاون في مجالي التجارة والطاقة  نتيجة تأثر هذين القطاعين، بسبب العقوبات الغربية الإضافية المشددة في مواجهة برنامج إيران النووي، والتي تطال النشاط المصرفي، والقطاع النفطي الذي تحصل إيران، بفضله، على أكثر من 80 % من مواردها من العملات الأجنبية. ومن بين المشروعات التي طرحت للتنفيذ، مشروع إنشاء شركة بحرية لنقل النفط، ومشاركة فنزويلا في تطوير حقل "فارس" الإيراني العملاق، خاصة وأن إيران تستورد من فنزويلا البنزين، الذي تواجه صعوبة في توفيره من الأسواق العالمية نتيجة العقوبات الأمريكية الأوروبية المفروضة عليها، علماً بأن إيران تستورد ثلث حاجاتها من البنزين، بسبب ضعف وسائل التكرير لديها، حيث تقوم كاراكاس بتزويد طهران بـ20 ألف برميل من البنزين، يومياً، في حين تقوم طهران بإنشاء مصانع للإسمنت، والسكن، وإنتاج السيارات، والزراعة، والطاقة والمصارف([19]) . 
 
 
      واستمر السعي في مسار تطوير العلاقات بين الجانبين، حتى الزيارة الأخيرة، التي قام بها نجاد لفنزويلا الشهر الفائت، التي أثمرت عن توقيع اتفاقيات جديدة تشمل السياحة، والعلوم، والتكنولوجيا، والطاقة، وصناعة السيارات. في حين اصطحب الرئيس الايراني معه مجموعة من الوزراء بينهم وزراء الطاقة والتجارة والصناعة والخارجية، وأجريت، خلال هذه الزيارة، محادثات ثقافية واقتصادية وسياسية مع المسؤولين، تُوِّجت بالتوقيع على اتفاقيات مهمة في المجالات الاقتصادية والتجارية([20]) .
     بالنسبة لبوليفيا، الدولة الأفقر في أمريكا الجنوبية، والتي يحكمها واحد من السكان الأصليين، لأول مرة في تاريخ بوليفيا، وفي تاريخ أمريكا اللاتينية كلها، وهو الرئيس إيفو موراليس  (Evo Morales), اليساري المنضم إلى الاتحاد الإقليمي لدول اليسار "ألبا"، وأحد أهم حلفاء هوجو تشافيز في المنطقة، والذي ينتهج سياسات معادية للولايات المتحدة ونفوذها وسياساتها تجاه بلاده، وسياساتها الخارجية عمومًا، فقد حظيت بوليفيا بالعديد من زيارات الرئيس نجاد، والكثير من الاتفاقات مع إيران، في إطار تفعيل التبادل التجاري والتعاون الاقتصادي، ففي خلال زيارة الرئيس أحمدي نجاد للعاصمة البوليفية، لاباز، في العام 2007، وقَّع مع الرئيس موراليس اتفاقية التعاون الثنائي بين البلدين، ووصلت قيمتها إلى 1ر1 مليار دولار، خصص الجزء الأكبر منها لتطوير حقول الغاز والنفط في بوليفيا. وتطوير القطاع الزراعي والصناعات الخفيفة والمناجم، وفي أغسطس/آب من العام 2008، حصلت بوليفيا على دعم مالي إيراني ـ فنزويلي مشترك لإنشاء الشركة الوطنية الاستراتيجية، التي تعنى بتطوير المشاريع الكبيرة في البلاد والبنى التحتية، بحيث تم استثمار أكثر من 230 مليون دولار في قطاع الإسمنت، هذا فضلاً على  توثيق الصلات مع الشعب البوليفي؛ حيث تم افتتاح عيادات متنقلة من قبل وزارة الصحة الإيرانية في لاباز والمدن البوليفية الأخرى، من أجل تقديم الخدمات الصحية، والرعاية الطبية للبوليفيين الفقراء([21]).
      وفي نوفمبر/ تشرين الثاني 2011، زار وفد برلماني إيراني بوليفيا، لدفع المشروعات التنموية بـ 280 مليون دولار([22]).  فيما أظهر موراليس، دومًا، دعمه لإيران في حقها بتطوير قدراتها النووية السلمية، وانتقد موقف مجلس الأمن الدولي، والولايات المتحدة([23]).
 
       نيكاراجوا، أيضًا، على أجندة السياسة الخارجية الإيرانية تجاه أمريكا اللاتينية، خاصة وأن من يحكمها يساري مناهض للولايات المتحدة، منذ الحرب الباردة، دانييل أورتيجا (Daniel Ortega) ([24])، فجاءت علاقات إيران معه على أساس تطوير التحالف المعادي لأمريكا في العالم، وتعميقه أكثر، وطمعاً من أورتيجا للحصول على موارد مالية جديدة لتمويل العملية التنموية في نيكاراجوا، التي تفتقر إلى الموارد والطاقات المالية، حيث تعهدت إيران في سياق علاقتها المتنامية مع نيكاراجوا بتقديم مساعدات مالية لهذا البلد من أجل استثماره في قطاع النفط والطاقة، وفي مجالات الزراعة، والبنى التحتية، وتحلية المياه، فيما يعد أكبر المشاريع التي تم تمويلها، إيرانياً، هو ميناء جديد على الساحل الشرقي لنيكاراجوا، بقيمة 350 مليون دولار . هذا بالإضافة إلى تسلم نيكاراجوا مساعدة مالية إيرانية بقيمة 231 مليون دولار، في العام 2007، لبناء محطة توليد كهرباء على أحد السدود. وفى عام 2008، قدمت إيران مساعدة مالية لبناء مستشفى في (ماناجوا) العاصمة، بقيمة 2 مليون دولار([25]).
 
      من الدول اليسارية اللاتينية التي سعت إيران لتوطيد علاقاتها الاقتصادية بها، الإكوادور، فمنذ تولي, رافاييل كورييا (Rafael Correa)، الاقتصادي اليساري، سعت الدولتان لتعزيز العلاقات بينهما، لا سيّما على الصعيد الاقتصادي، منذ زيارة الرئيس الإيراني لكيتو (العاصمة)، في العام 2007 ، لحضور مراسم تنصيب الرئيس رفائيل كورييا ([26]). وحتى الآن، فيما ارتبطت هذه العلاقة بشكل كبير بفنزويلا، وتأثير تشافيز على السياسة الخارجية للإكوادور. ويبدو حرص كورييا على تأكيد حق بلاده في إقامة علاقات مع إيران، حيث تقتضى المصلحة الوطنية ذلك، خاصة وأن إيران تشكل سوقاً رائجة لمنتجات الأكوادور، ومسانداً قوياً في مجالي، التكنولوجيا والمال. وفي هذا الإطار افتتح الرئيس كورييا المكتب التجاري لبلاده، في العاصمة الإيرانية، لتنشيط حركة التجارة بين البلدين، والتوقيع على أكثر من 25 اتفاقية مع إيران، أهمها تمويل إيراني لمشروع بناء مصفاة بترول، ومصنع للبتروكيماويات في جنوب الإكوادور. كما أن إيران تعد مساهماً رئيسياً في بناء محطة هيدروكهربائية، على أحد الجسور في منطقة كوكا كودو سينكلير (coca-codo Sinclair)([27]). وفي الزيارة الأخيرة سعى نجاد إلى تدعيم روابط إيران بالإكوادور، خصوصًا في مجالي الزراعة والتكنولوجيا، وتبادل الخبراء والعلماء([28]).
 
      أما بالنسبة للحكومات التي يمكن احتسابها على "اليسار المعتدل"، وعلى رأسها البرازيل والأرجنتين، فلم تغفلها الإدارة الإيرانية، ضمن خطتها لتعزيز الروابط الاقتصادية والتجارية مع أمريكا اللاتينية، فبالنسبة للبرازيل، تربطها علاقات تجارية مهمة مع إيران([29])، وسبق أن زارها نجاد، في العام 2009، وبرز الحرص الإيراني على تنمية العلاقات الثنائية، مع البرازيل واعتبرت الزيارة نقطة تحول في العلاقات الاقتصادية بين البلدين. وجسد الاهتمام في مستوى الوفد المرافق لنجاد، والذي ضم أكثر من 150 شخصًا من ممثلي القطاعات الاقتصادية والتجارية المختلفة، والشركات الفنية والهندسية المختلفة، والقطاع الخاص، كذلك حرص نجاد على الالتقاء برجال الأعمال في البرازيل، لبحث المجالات الجديدة للتعاون الثنائي([30]) .
 
       والأرجنتين، أيضًا، لديها علاقات تجارية مع إيران، على الرغم من التوتر الذي سببه التحقيق بشأن تفجير مركز يهودي، في بوينس أيرس، عام 1994، الذي أدين فيه وزير الدفاع الإيراني، أحمد وحيدي([31])، لكن الحكومة الإيرانية أعلنت التعاون في التحقيقات، ونفت أن يكون لها دور في هذا الحادث.
 
 
(2)            ـ التنسيق العسكري والأمني:
 
أحد آليات النظام الإيراني، في تعميق العلاقات مع الدول اللاتينية، وكسبها في جبهة مضادة للولايات المتحدة، هو التعاون على المستوى العسكري، والاستخباراتي، فقد ضاعفت إيران البعثات الدبلوماسية في أمريكا اللاتينية، فمنذ  تولى محمود أحمدي نجاد منصبه، في العام 2005، أعادت إيران فتح ستة سفارات لها في بوليفيا، وتشيلي، وكولومبيا، والإكوادور، ونيكاراجوا، وأوروجواي، إضافة إلى تلك التي كانت لديها، بالفعل، في الأرجنتين، والبرازيل، وكوبا، والمكسيك، وفنزويلا. فضلاً عن  زيادة عدد طواقم الموظفين الدبلوماسيين، بشكل مطرِّد([32]).
 
      لقد حاولت إيران زيادة التنسيق العسكري مع بعض الدول اللاتينية، خاصة مع العقوبات التي فرضت عليها، مع مساعيها إلى زيادة قدراتها العسكرية من خلال المصادر المحلية والدولية، ومطالبة الولايات المتحدة جميع الدول بوقف صادراتها من الأسلحة إلى إيران([33])، ومجموعة العقوبات التي فرضها مجلس الأمن الدولي ضد إيران، في مارس/ آذار عام 2007، وتضمنت فرض حظر على استيراد وتصدير الأسلحة من وإلى إيران([34])، فسعت إيران إلى إبرام اتفاقيات تعاون عسكري مع بعض دول أمريكا اللاتينية، مثل فنزويلا أو الإكوادور، وإشراكها في برامج عسكرية مشتركة لكسر حظر المبيعات العسكرية المفروض على طهران، فوفقًا للوثائق المقدمة من وزارة الدفاع إلى الكونجرس في فنزويلا، اشترت الأخيرة 10 طائرات إيرانية بدون طيار، في صفقة بـ 29 مليون دولار مع شركة مملوكة للحرس الثوري الإيراني، في العام 2007. كما أظهرت وثائق الحكومة الفنزويلية غيرها من المشاريع العسكرية الفنزويلية مع إيران، شملت 23 مليون دولار لتحديث المعدات، و3 ملايين دولار لمصنع للمواد المتفجرة. فيما أثارت زيارة وزير التعدين والصناعة الإيرانية، أكبر مهرافاني Mehravani))، في العام 2010، تكهنات جديدة بين السياسيين المعارضين ووسائل الإعلام في بوليفيا، حول صفقة يورانيوم محتملة مع إيران. لكن الرئيس موراليس نفى هذه المزاعم، وقال في مؤتمر صحفي إنه لم يناقش في كل لقاءاته مع أحمدي نجاد مسألة  اليورانيوم. لكن إيران حاولت جذب المهندسين اللاتينيين، للعمل في مشاريعها النووية، من خلال برنامج للمنح الدراسية المقدمة للطلاب المختارين من  بوليفيا وكوبا وفنزويلا([35]).
      كما تعاونت إيران مع الإكوادور، عسكريًا، خاصة في إطار مواجهة دعم واشنطن وتسليحها لكولومبيا، التي توجد بينها وبين الإكوادور الكثير من النزاعات، وهو ما أكد عليه وزير الدفاع الإكوادوري، خافيير بونسي، في زيارته لطهران، في ديسمبر/ كانون الاول 2008، عندما أعلن أن بلاده شراء أسلحة إيرانية الصنع لتجهيز الجيش الإكوادوري، وأن الإكوادور تراهن على السلاح الإيراني وليس فقط الأسواق الكلاسيكية، مثل الألمانية والفرنسية"([36]).
       وثمة العديد من المؤشرات على حرص إيران على توطيد التعاون العسكري مع اللاتينيين ـ الحلفاء منهم ـ  كأحد أدوات الاستراتيجية الإيرانية في توسيع تنافسها الاستراتيجي مع واشنطن، بعيدًا عن الشرق الأوسط، في الجوار الأمريكي، في عمق حديقتها الخلفية، التي تعد أرضًا خصبة تستطيع إيران أن تستخدمها، بشكل مجد، في جهودها الساعية الى تقويض تأثير واشنطن الدولي.
 
ثالثًا ـ عوائق استمرارية وتطوير العلاقات الإيرانية ـ اللاتينية:
     تدرك الولايات المتحدة جيدًا مدى خطورة تمدد إيران في فنائها الخلفي، ومنطقة نفوذها التاريخية، واتساع أرضية وجودها، على الصعيدين، السياسي والاقتصادي، وبين الشعوب اللاتينية التي تتوارث كراهية الولايات المتحدة، كما يبنى الخوف الأمريكي، على أن تستطيع إيران بموجب الاتفاقات التي تبرمها مع الدول اللاتينية أن تساعدها لتجنب العقوبات عليها، بسبب برنامجها النووي. وإفشال التحالف الضاغط على إيران. لذا، وعلى الرغم من اتهام الجمهوريين لإدارة أوباما بأنها لم تتعامل بجدية مع التهديد الإيراني لنفوذ الولايات المتحدة في أمريكا اللاتينية،  فإن الحكومة الأمريكية فرضت العديد من العقوبات على فنزويلا، وتحديدًا بعد إنشاء بنك إيران لتنمية الصادرات (Iran’s Export Development Bank ) فرعًا له في كاراكاس، في العام 2007، فرضت وزارة المالية الأمريكية عقوبات على الفرع. وفي عام 2011 طبقت وزارة المالية عقوبات رمزية ضد شركة النفط الحكومية في فنزويلا (PDVSA)، لتصدير منتجات التكرير إلى إيران. (الولايات المتحدة ما زالت سوق التصدير الرئيسي لشركة النفط الوطنية الفنزويلية). وفنزويلا تنفي استخراج اليورانيوم، أو تصديره إلى إيران([37]). كما عوقبت شركة الصناعات العسكرية الفنزويلية، أيضًا، عوقبت للتعامل مع إيران.
       مؤخرًا أكثر أوباما من الإعراب عن قلقه من تزايد الأنشطة الإيرانية في أمريكا اللاتينية، في الوقت الذي اعتبر بعض المسئولين الأمريكيين أنه لا داعي للقلق، خاصة وأن الكثير من المشروعات المتفق عليها بين إيران وبعض الدول اللاتينية، لم تكتمل، بما في ذلك مصافي التكرير والموانئ والسدود، .معتبرين أن المسألة لا تكتسب زخمًا، ولا تتعدى الاتفاقات على الورق فحسب([38]). وأن إيران لا تمتلك المقومات التي تمكنها من أن تكون منافسًا "خطيرًا" للولايات المتحدة في أمريكا اللاتينية. لكن، في الوقت نفسه، حذَّر هؤلاء من قدرتها على صنع شبكة "إرهابية" في نصف الكرة الغربي، وفي دراسة قدمها دوغلاس فرح (Douglas Farah)، مستشار الأمن القومي الأمريكي، في 2011، لوزارة الدفاع، حول الوجود الإيراني المتنامي في المنطقة الأمريكية، قال بأن "إيران تسعى لتطوير القدرة على إلحاق الضرر على الولايات المتحدة، في حال توجيه ضربة أميركية أو إسرائيلية ضد منشآتها النووية، أو قوتها العسكرية" ([39]).
     على صعيد آخر، أثار تنامي العلاقات بين إيران ودول أمريكا اللاتينية، خوف الإدارة الأمريكية، وإسرائيل، اللذان لطالما أعلنا عن خطر سيسببه تنامي وجود "حزب الله" اللبناني، واستغلاله الوجود الإيراني في أمريكا اللاتينية، لتعميق نفوذه السياسي والاقتصادي والأيديولوجي بين العرب، والمسلمين الموجودين في العديد من الدول اللاتينية. ولطالما وجه المسئولون الأمريكيون الاتهامات لنظرائهم اللاتينيين، بإقامة علاقات مع "حزب الله"، ومساعدته على توسيع دائرة وجوده في نصف الكرة الغربي، بالإضافة إلى قوة القدس، الذراع الخارجية للحرس الثوري الايراني.
كما قال السناتور روبرت منديز Robert Menendez))، رئيس اللجنة الفرعية لنصف الكرة الغربي التابعة للجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، في ديسمبر/كانون الأول الفائت، أن ثمة تنسيق بين طلبة إيرانيين وفنزويليين لتدريبهم على اختراق أجهزة الكمبيوتر في الجهات الحكومية، والشركات الكبرى، والمنشآت النووية في الولايات المتحدة، وإرسال معلومات إلى طهران وكاراكاس، وأضاف منديز بأن هناك معلومات عن عمل دبلوماسيين إيرانيين وفنزويليين في هذا الإطار، في محاولة للحصول على  معلومات عن مصانع الطاقة النووية في الولايات المتحدة([40]).
 
 
     على هذا، اتخذت الولايات المتحدة الكثير من الخطوات من أجل تحجيم النشاط الإيراني في أمريكا اللاتينية، على أكثر من مستوى، فهي تستخدم أسلحتها الاقتصادية، والاستخباراتية، ودعمها للمعارضة في الدول التي يحكمها اليسار، لتقويض تحالفات تلك الدول مع إيران، وبالنسبة للدولة الأكبر في أمريكا اللاتينية، البرازيل، فتراهن الولايات المتحدة على أن رئيسة البرازيل ديلما روسيف Dilma Rousseff، خليفة لولا دا سيلفا، هي أكثر نقدًا لإيران من لولا، ولذا لم تشمل زيارة نجاد، الشهر الفائت، البرازيل([41]).
 
       كما تحركت إسرائيل في خطوات مضادة للنشاط الإيراني، هادفة إلى تطويق النفوذ الإيراني، تمثلت في العديد من الزيارات لمسئولين إسرائيليين، لبعض الدول، مثل البرازيل والأرجنتين، ومحاولة الضغط على هذه الدولة من أجل تجميد العلاقات مع إيران، أو إقناعها بوقف برنامجها النووي([42])، بالإضافة إلى تنشيط التعاون العسكري بين إسرائيل وكولومبيا([43])، وحسب وثائق دبلوماسية أمريكية سربها موقع "ويكيليكس"، التعاون مع حكومة تشيلي للتجسس على السفارة الإيرانية هناك([44]).
 
     وأخيرًا، فإن مساعي إيران لكسر العزلة السياسية والدبلوماسية والاقتصادية المفروضة عليها، ومحاولاتها إنشاء تكتل سياسي واقتصادي مع دول تتوافق معها في العديد من السياسات، سواء الاقتصادية، أو ما يتعلق بالرغبة في خلق محور عالمي مناهض لانفراد الولايات المتحدة بالسيطرة على النسق الدولي، لن تسير في مساراتها بخطى سريعة وإيجابية، دون تدخل من الولايات المتحدة، المتضرر الأول من تلك المساعي، وأيضا من قوى دولية أخرى لن تترك الساحة اللاتينية لإيران، لاعتبارات اقتصادية، وأخرى تتعلق بتوازن القوى, لكن إيران والدول اللاتينية الحليفة لها، تبدو ماضية ومصممة على استمرار التعاون والتقارب، خاصة إيران، التي يتزايد، يومًا بعد الآخر، الاصطفاف الدولي ضدها، وباتت مهددة بمزيد من العقوبات، ومعرضة لمواجهة الكثير من التحديات.
 
 


 
(1)    - Ahmadinejad Stresses Iran, Latin America s Common Stance  on Int l  Issues,   Fars  News, 15 -01-2012, http://english.farsnews.com.                                     
 
(2)   ـ نجلاء مكاوي: ظاهرة اليسار الجديد في أمريكا اللاتينية، الديمقراطية، الأهرام، العدد 35، يوليو 2009، ص199 ـ 202.                                       
 
(3)   - Shoichet, Catherine E.: Iran s president looks to Latin America as               global sanctions grow, January 8, 2012, Cnn.Com.
 
(4)   السيد عوض عثمان: دلالات وتحديات تنامي علاقات إيران مع دول أمريكا اللاتينية !! 1/2. iraqnusra.qawim.net ، 14/11/2010.
 
(5)   عياد أحمد البطنيجى: إيران وأمريكا اللاتينية.. دوافع التقارب. السياسة الدولية، الأهرام، القاهرة، يوليو 2010. http://digital.ahram.org.eg/articles.aspx?Serial=290578&eid=5311
 
(6)   John: Latin America s leftist regimes get cozy with Iran:                         -  Hughes,
            and Bolivia want stronger ties with Iran, but all face internal hurdles,     
February 15, 2006, http://www.csmonitor.com   Cuba, Venezuela,                       
 
 
(7)   عياد أحمد البطنيجى: مرجع سبق ذكره.                                                   
 
(8)   - Glickhouse , Rachel and Mark Keller: Iran’s Ahmadinejad Seeks to Renew Ties in Latin America, January 6, 2012, http://www.as-coa.org/article.php?id=3875; http://www.bbc.co.uk.
 
(9)   - arabic.cnn.com, 18/11/2001.                                                                                             
 
(10)                   - Jon, Leyne: Iran economy facing ‚perfect storm, BBC Online, October      24, 2008,  news.bbc.co.uk; Olivier, Guitta: Use of the Energy Weapon to Avert     War, Middle East Times, July 14, 2008. http://www.metimes.com.  
 
(11)                   عياد أحمد البطنيجى: مرجع سبق ذكره.
 
(12)                   للمزيد من التفاصيل عن تداعيات العقوبات على الاقتصاد الإيراني انظر:
                        ـ رانيا مكرم : دوافع التهديد الإيراني بإغلاق مضيق هرمز. السياسة الدولية، الأهرام، القاهرة، http://www.siyassa.org.eg, 10/1/2012                      .
                     ـ الحياة (لندن) : 10/2/2012.
-       Symonds, Peter: US menaces Iran over Strait of Hormuz, , http://www.wsws.org,  30 December 2011.
- Forero, Juan: , Iran looks for friends in Latin America, Washington Post, 9 January 2012. ـ
 
 
(13)                   ـ ألبا (ALBA) هو : "البديل البوليفاري للأمريكتين، ، وهو تكتل طرح من قبل الحكومة الفنزويلية،
كبديل لمنطقة التجارة الحرة، على أساس التعاون والتكامل الاقتصادي بين دول القارة. انظر:
 نجلاء مكاوي: التوجه الإقليمي لليسار الجديد في أمريكا اللاتينية. السياسة الدولية، الأهرام، القاهرة، العدد178، أكتوبر 2009، ص 191.
 
(14)                   Ignore Iran s influence in Latin America at great        :Adriana - Camisar,
, December 2, 2011.    risk, http://www.chron.com
 
(15)                   السيد عوض عثمان: دلالات وحصاد جولة أحمدى نجاد اللاتينية. مختارات إيرانية، مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، العدد 79، فبراير 2007، p://acpss.ahram.org.eg/ahram/1/1/2001/CIRN.41HTM
 
 
(16)                   - Romero, Simon: Iranian President Visits Venezuela to Strengthen Ties,     The New York Times, January 14, 2007.
 
(17)                   - Arostegui, Martin: Iran Tries to Gain Sway in Latin America, Wall           Street, December 6, 2011.
 
(18)                   - Chavez heads to Iran on diplomatic tour, October 18, 2010,                         http://articles.cnn.com
 
(19)                   ـ السيد عوض عثمان، دلالات وتحديات ...، مرجع سبق ذكره.             
 
(20)                                 قناة "العالم"، في 9/1/2012، http://www.alalam.ir/news/932804
 
(21)                  حسين مجدوبي: إيران تحل محل العالم العربي في أمريكا اللاتينية. جريدة القدس العربي،
                    6  /2/2009.
 
(22)                   - Arostegui, Martin: Op. Cit.                                                                            
 
(23)                   - Glickhouse , Rachel and Mark Keller: Op. Cit.                                            
 
(24)                  هو أحد قادة "جبهة التحرر الوطني الساندينية" (FSLN), الذي حكم نيكاراجوا في العام 1984، وشنت الولايات المتحدة ضد حكمه حربًا ضروس، استطاعت أن تنهي حكم الساندينستا، ثم عاد أورتيجا لحكم نيكاراجوا، مرة أخرى، في العام 2006، عبر صناديق الاقتراع. للمزيد من التفاصيل انظر:
نجلاء مكاوي: اليسار الجديد في أمريكا اللاتينية بين التحالف والانقسام. مصر العربية للنشر والتوزيع، القاهرة، 2011، ص  126 ـ 128.
 
 
(25)                   السيد عوض عثمان: دلالات وتحديات ...، مرجع سبق ذكره.
 
(26)                   - Glickhouse , Rachel and Mark Keller: Op. Cit.                                           
 
(27)                   السيد عوض عثمان: دلالات وتحديات ...، مرجع سبق ذكره. 
 
(28)                   - Ahmadinejad’s Visit To Ecuador Paves the Way for Joint Cooperation,  1/15/2012,  www.mojnews.com
 
(29)               Adriana: Op. Cit.                                                                              - Camisar,
 
 
(30)                السيد عوض عثمان: دلالات وتحديات ...، مرجع سبق ذكره.
 
(31)                  Adriana: Op. Cit.                                                                              - Camisar,
 
 
(32)                  - Ibid.                                                                                                                    
 
(33)                   -Security Council tightens sanctions against Iran over uranium                    enrichment, UN News Center, March 24, 2007, 
www.un.org.
 
 
(34)                   - UN Committee Accuses Iran Of Violating Arms Embargo”, Reuters,      
 March 10, 2009, 
www.rferl.org           
 
 
(35)                 - Arostegui, Martin: Op. Cit.                                                                               
 
(36)                  ـ حسين مجدوبي، مرجع سبق ذكره.
 
 
(37)                   - Brothers in arms? The Economist, January 14, 2012.                                 
 
 
 
(38)                     - Forero, Juan: Iran looks for friends in Latin America, Washington           Post, January 9, 2012.
بعض المشروعات في فنزويلا وبوليفيا والإكوادور لم يتم تنفيذه بعد. انظر:
Arostegui, Martin: Op. Cit.; Ahmadinejad Tours Latin America
January 10, 2012, http://www.newsy.com
 
 
(39)                   - Arostegui, Martin: Op. Cit.                                                                              
 
(40)                   - Alarm Grows in Congress, U.S. Intelligence, Over Iran s Latin America    Threat, The Daily Beast ,December 15, 2011, http://www.thedailybeast.com
 
 
(41)                   - Brothers in arms? The Economist, January 14, 2012.                                  
 
 
 
(42)                     ـ الشرق الأوسط (لندن)، 25 يوليو/ تموز 2009.     
 
 
(43)                     -  http://www.akka.ps, 24/10/2010.                                                                             
 
(44)                   http://wikileaks-a.blogspot.com/2011/02/blog-post_21.html                          -
 



#نجلاء_مكاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انقلاب هندوراس ... بين الشرعية وانتهاك الدستور


المزيد.....




- تسببت بوميض ساطع.. كاميرا ترصد تحليق سيارة جوًا بعد فقدان ال ...
- الساحة الحمراء تشهد استعراضا لفرقة من العسكريين المنخرطين في ...
- اتهامات حقوقية لـ -الدعم السريع- السودانية بارتكاب -إبادة- م ...
- ترامب ينشر فيديو يسخر فيه من بايدن
- على غرار ديدان العلق.. تطوير طريقة لأخذ عينات الدم دون ألم ا ...
- بوتين: لن نسمح بوقوع صدام عالمي رغم سياسات النخب الغربية
- حزب الله يهاجم 12 موقعا إسرائيليا وتل أبيب تهدده بـ-صيف ساخن ...
- مخصصة لغوث أهالي غزة.. سفينة تركية قطرية تنطلق من مرسين إلى ...
- نزوح عائلات من حي الزيتون بعد توغل بري إسرائيلي
- مفاوضات غزة.. سيناريوهات الحرب بعد موافقة حماس ورفض إسرائيل ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - نجلاء مكاوي - المساعي الإيرانية لتعميق العلاقات مع أمريكا اللاتينية (الدوافع الآليات العوائق)