أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - محمد أيتا - الشيخ جوجل حفظه الله ورعاه














المزيد.....

الشيخ جوجل حفظه الله ورعاه


محمد أيتا

الحوار المتمدن-العدد: 3678 - 2012 / 3 / 25 - 10:05
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


عانى الغربيون حقا من سلطة مستبدة سميت ب"الكهنوت"، وأثبت دعاتنا الإسلاميون أنه لا كهنوت في الإسلام، ......
أوافقهم حقا، لإنه توجد سلطة في العالم الإسلامي تسمى "المشيخة"، ومن أهم دعائمها القوية هي "الكذب"، و"الحصار الفكري"، و"النرجسية"، إلى آخرها...
فعندما ينفي الشيخ الداعية وجود "كهنوت" في الإسلام فإنه يمارس كهنوته المشيخي .... الذي هو الكذب، وتزييف الحقائق...
إن "الشيخ" في العالم الإسلامي هو أخطر كائن يهدد جسد الأمة، وهو العقبة الوحيدة بينها وبين الانعتاق، والتقدم ....
ومن المضحكات المبكيات أن الدعوة الوهابية تكفر الصوفيين باتخاذهم الشيخ، على أساس أن المريد يعبد الشيخ بكل أنواع العبادة الخاصة بالله، كالدعاء، والتوسل، والرجاء.... إلخ .... ونباركهم كثيرا على هذه الحملة ضد شيخ الطريقة، هذا المستغل المستبد .... في الحقيقة كنت قد خدعت بهذه الحملة برهة من الزمن، ولم يكن توهبي ربما إلا من أجل التحرر من شيخ الطريقة .... لكن لم أمكث طويلا حتى لاحظت أن الشيخ الوهابي أكبر تقديسا، وتبجيلا من الشيخ الصوفي نفسه، وإنما الفرق في الألفاظ فقط، فالصوفيون عندهم "القطب، والوتد، والعارف ... والغوث.... ونحو ذلك.... نفس الشيء سماحة الشيخ مفتي الدولة/....فضيلة الشيخ رئيس هيئة كبار العلماء ...... سماحته عضو الهيئة .... ونحو ذلك.
إن المريد الصوفي يعتقد في شيخه أقل مما يعتقده التلميذ الوهابي، فالمريد يرجو الشفاعة من شيخه أمام ربه، والتلميذ متأكد من تمثل "ألحق المطلق" في شيخه، إذا كان الأول خائفا وجلا من مصيره .... لا يدخر سوى شفاعة شيخه، فإن الثاني مطمئن لأنه من "الفرقة الناجية المنصورة"، وأحد اتباع الشيخ الوهابي المعروف ....
في المقارنة بين الشيخين نلاحظ امرا طريفا هو قضية التزاكي، فالشيخ الصوفي يتسلم تزاكي رمزية خيالية "وافعية عندهم طبعا" من الأولياء الكبار، حتى الذين قضوا نحبهم، أما الشيخ الوهابي فيملأ دولابه بتزاكي من مختلف العلماء .....المشهورين..... هوس للمدح لا نظير له، و "نرجسية مفرطة"....
هناك أمر لم ينتبه إليه، هو أن مرض "التعصب" هو معنى ملازم لمفردة "الشيخ"، ف"الشيخ" يفترض التعصب طبيعيا، بيحث لا وجود له بدونه.... فوجود الشيخ مرهون بميلاد "ألمريد/ التلميذ"، وهذان لا يعبران عن صدق العلاقة إلا ب"التعصب" الأعمى، والصوفيون واضحون حيث يشترط ون على المريد مع الشيخ ان يكون كالميت امام الغاسل كي تكون إرادته صادقة، إلا أن التلميذ الوهابي بالعكس أخطر من حيث لا يدري، فما دام يعتقد جازما ان الحق الملطق مع شيخه الفلاني فليس عليه سوى اتباع الحق على رغم انف العالم كله..... بكل اعتزاز وافتخار.... فهو يمثل دور الميت في حالة الحياة..!!!
أريد ان أقول: إن العصر الحديث أنجب لنا شيخا جديدا جريئا مشاكسا، يفضح نفسه، يؤيدك، يساندك، حتى تجزم أنه ساعدك المخلص، يعارضك حتى تقول إنه عدوك الوحيد، قد تفنن في كشف أكاذيب الشيخين المذكورين، لقد صورهما في جبهته الكريمة، قد اهتدى بين يديه عدد كثير من طلاب الحق، أنقذ الكثير من الحصار، زار الجميع في غرفهم الخاصة، وهمس في آذانهم .... إنه النمام الجميل، والمعلم الجليل الذي كاد أن يكون رسولا، بل هو الرسول المعاصر..... هو الشيخ جوجل حفظه الله ورعاه، إنه أعدم الشيخين إعداما ... فلا مجال لشيخ غيره، إنه هو الموسوعي الجدير بالاحترام، هل تريد الفتوى، هل تستشكل مسألة فيزيائية، نقدية، عائلية ... جغرافية ... إنه معك دائما لا يبخل ... لا ينهى عن كثرة الأسئلة، ولا يزعجه عدم الاحترم إلى آخر ذلك من صفاته النبيلة، وأخلاقه العظيمة ......
يجب على كل مثقف أن يكفر بشيخ غيره، لبس الشالة، أم كرافيت، عربيا كان أو غربيا، صوفيا كان أم وهابيا..... تحياتي لحضرة الشيخ المحترم المجرم الزميل، المخلص، الأستاذ الخبيث جوجل إمام هذا العصر.



#محمد_أيتا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل لدى المسلم وقت للإنتاج؟
- هل رأى النبي الجن قراءة نقدية لقصة ابن مسعود
- الطوارق وفنون الاستعمار
- الخروج من ....إلى ....


المزيد.....




- أمير الكويت يأمر بحل مجلس الأمة ووقف العمل بمواد دستورية لمد ...
- فرنسا.. الطلبة يرفضون القمع والمحاكمة
- البيت الأبيض: توقعنا هجوم القوات الروسية على خاركوف
- البيت الأبيض: نقص إمدادات الأسلحة تسبب في فقدان الجيش الأوكر ...
- تظاهرات بالأردن دعما للفلسطينيين
- تقرير إدارة بايدن يؤكد أن حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة لا ...
- بالنار والرصاص الحي: قرية دوما في الضفة الغربية.. مسرح اشت ...
- أمير الكويت يحل البرلمان ويعلق العمل جزئيا بالدستور حتى أربع ...
- مجلس الأمن يؤكد على ضرورة وصول المحققين إلى المقابر الجماعية ...
- بالفيديو.. إغلاق مجلس الأمة الكويتي بعد قرار حله ووقف العمل ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - محمد أيتا - الشيخ جوجل حفظه الله ورعاه