أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أسامة الخوّاض - دمعة على مدارج -ماريل-:قربان شعري آخر للطبقة العاملة














المزيد.....

دمعة على مدارج -ماريل-:قربان شعري آخر للطبقة العاملة


أسامة الخوّاض
(Osama Elkhawad)


الحوار المتمدن-العدد: 3677 - 2012 / 3 / 24 - 20:46
المحور: الادب والفن
    


دمعة على مدارج "ماريل"-قربان شعري آخر للطبقة العاملة

لم يكن صباح العشرين من مارس 2012،صباحا عاديا.صحوت قبل صوت المنبه ،ما أن انتهيت من فرك عينيَّ ،حتى جاءني صوت "سلوى" حزينا: "حميد مات".انهمرت دموعي على مسارب الغياب الكائن بين ساحل المحيط الهادئ و صحراء العتمور.ها قربان شعري آخر ،يصعد على مذبح الكتابة.
و تذكرت على الفور ما قاله "الأب الروحي" لحركة الحداثة الشعرية في السودان،في تعبير بولا ،و الأب الأكبر للحداثة السودانية في تعبير محمد المكي إبراهيم:"محمد المهدي المجذوب" في مقدمة ديوانه "نار المجاذيب":
"و لقد كان الشاعر في السودان مذبوحا،و دمه من المشهِّيات".

شاهدت حميدا لأول مرة من على شاشة التلفاز يقرأ نصا سحريا "نورة"،لكن شيئا ما في إلقائه جعلني أقول له بعد أن تأكدّت صداقتنا"حينما تقرأ شعرك،تبدو و كأنك مقبل على البكاء"."ربما" ردّ في حيائه المعهود،و أرسل ابتسامته العريضة على الفضاء المترامي بين "الكرة الأرضية" التي كنا نجلس تحتها أمام "قاعة الصداقة"،و نهر النيل.

تكررت لقاءاتنا،خاصة مع وجود صديق مشترك هو أحمد محمد الفكي،الذي نجرنا له اسما شاعريا هو "أحمد عصفور".لكن أحمد هجر الشعر إلى الماركسية اللينينية.و حميد هاجر إليها لكنه لم يهجر الشعر.
و بعض من "الاولاد أبّان خرتايات" وجد في الزواج السعيد بين الماركسية و البنيوية التماسة عزاء للروح القلقة الباحثة عن "الحداثة" و التقدم و الفكر النقدي.

كثيرون من الكتّاب و الفنانين السودانيين،ولجوا أبواب الماركسية اللينينية،و هذه ظاهرة تحتاج لتقص نقدي.و الحزب الشيوعي السوداني حزب "كاتب"،و بريئ من شبهة "المشافهة"،و لا ينافسه في ذلك إلا الحزب الجمهوري.

و عرفت من "أحمد عصفور" بعد ذلك،أن حميداُ اشترى كتابا عن الالقاء،و صار –طبقا لتعاليم الكتاب-يخرج إلى الخلاء و يلقي أشعاره.و يبدو أن "الخلاء" لم يفارق طريقة حميد المتفردة في الإلقاء،فهو يدخل إلى أعماق ذاته و يتجنب الإلقاء "وجها لوجه" مع الجمهور.

ثم التقينا في نهار يوم رمضاني،في بيت لتشكيليين في الجريف .و فكرنا في كتابة نص شعري عن "الانتفاضة".لا أتذكر من كان المبادر،لكن أتذكر انني قلت له هذه تجربة تثير الرهبة،و لكن من أين نبدأ؟،لم يفكر كثيرا ،و قال على طريقته في اللعب على اللغة" سنكتب عن ماريل"،قلت و ما "ماريل"؟؟،قال اختصار "مارس-أبريل".و بدأتُ النص هكذا:
ها مرة أخرى سنخرج للشوارع شاهرين هتافنا و سيوفنا"،
ثم أكمل:
أو سوف تلقانا الشوارع بالهتافات المضادة للمساخر و العساكر و الخنوع"،
و استمر النص في شكله الفصيح،و اخذ حميد النص ،ثم اضاف إليه مقاطع من العامية.و أجرى التشطيبات الأخيرة،و لم أسمعه في شكله النهائي إلأ في ندوة شعرية،حين قال"سأقرأ "ماريل"،و تُقْرأ بيني و بين زميلي"......."...

لم أسمع منه بعد ذلك في "دياسبورتي"،إلا عبر التسجيلات التي كان يسجلها من "منفاه الزراعي" في الشمالية،حين لفظت "المدينة" الكفار و المنافقين من عاصمة المشروع الحضاري.
سمعت عنه كمشَّاءٍ بين دول نفطية عربية.

و حين رجعت إلى السودان،سألت عنه الصديق القدال فقال انه رجع مرة أخرى للزراعة.
حاولت الاتصال به بعد عودتي إلى امريكا،لم يكن هاتفه يعمل،رجوت شقيقتي "هبة" أن تبحث عن رقمه الجديد.وجدته بعد صعوبة،و قالت لي انه كان بعيدا عن موبايله لأنه كان مشغولا ب"قرع الموية".و نصحها بسخريته اللطيفة و فكاهته،ألا ارسل له ايميلا لانه لا يستطيع قراءته في "منفاه الزراعي".

حين مسحتُ بكمِّي أدمعي المنهمرة،
هدأ حزني قليلا،
و جاءني خاطر:

يوما ما ستعبر روحه إلى المحيط الهادئ،
و ستصعد درج شقتنا،
و تضغط على الجرس،
لافتح لها الباب:
"تفضلي،
كيف تبدو الحياة في العالم الآخر"؟



#أسامة_الخوّاض (هاشتاغ)       Osama_Elkhawad#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكاتب -محمد إبراهيم نقد-:جامعة صوفيا و -القراية أم دقْ- و ا ...
- مشّاؤون في أزياء عرّافين
- الهُنيْهاتُ أو خَفَرُ الأناناس
- الفيلادلفيات-نصوص شعرية
- بيروتيَّات-نصوص شعرية
- ماذا سأفعل بالله و الدين و اللغة العربية-ما قاله الفضل بن ال ...
- الكوميديا العاشقة
- بيتٌ بدويٌ على شاطئ البحر-البداوة و التحديث في الخطاب الليبي ...
- صورة انتفاضات الشودان في الكتابات العربية
- اللاجئون الجنوبيون في مصر في -تغريدة البجعة-


المزيد.....




- الشَّاعرُ - علاَّل الحجَّام- فِي ديوان - السَّاعَةِ العاشِق ...
- محمد الغزالي.. الداعية الشاعر
- تحقيق المخطوطات العربية.. بين إحجام العالم وإقدام الجاهل
- رواية -نيران وادي عيزر- لمحمد ساري.. سيمفونية النضال تعزفها ...
- فنانة تشكيلية إسرائيلية تنشر تفاصيل حوار خطير عن غزة دار بين ...
- مغني راب أمريكي يرتدي بيانو بحفل -ميت غالا- ويروج لموسيقى جد ...
- فنانو أوبرا لبنانيون يغنون أناشيد النصر
- 72 فنانا يطالبون باستبعاد إسرائيل من -يوروفيجن 2025- بسبب جر ...
- أسرار المدن السينمائية التي تفضلها هوليود
- في مئوية -الرواية العظيمة-.. الحلم الأميركي بين الموت والحيا ...


المزيد.....

- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أسامة الخوّاض - دمعة على مدارج -ماريل-:قربان شعري آخر للطبقة العاملة