أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - ريما كتانة نزال - عندما تحل ذكرى -ريشيل كوري-














المزيد.....

عندما تحل ذكرى -ريشيل كوري-


ريما كتانة نزال

الحوار المتمدن-العدد: 3674 - 2012 / 3 / 21 - 08:54
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


انتبه فجأة الى تطابق ذكرى استشهاد الشقراء الجميلة "ريشيل كوري" مع يوم ارتباطي المعلن بقدر الشهداء.. يوم اضافي للتذكير بحماية الشهداء على طريقة "درويشنا" ..
عندما تحل ذكرى "ريشيل"، تنتصب أربعة مرافعات قدمتها الصبية قبل موتها تشير بأصابع الاتهام نحو القاتل. وتقف رسائلها إلى أمها، التي كتبت في بيوت من صفيح غزة بالمرصاد لملل الجنود قبل إجازاتهم.. كشهادات ليوميات دهس أحلام مفعمة بالسلام..
"كوري" التي أصمت أذنيها عن روايات الكهنة في بلادها، ولم تضع رأسها بين رؤوس المغرمون بصناعة الدعايات التجارية، ذهبت بعيونها الزرق تستطلع الحقيقة الغالية.. فحزمت براءتها وعنادها ملبية صرير مصيرها الغامض. ريشيل لم تكن تحب دروس الحساب.. ولا تقاوم كثيرا نداء العالم الآخر، فمشت أثناء نومها تشدها بحبال قوة خفية تعدها بمغامرة ساحرة.
من فرط طيبة الصبية اعتقدت ان "أمريكيتها" ستغفر لها جنون اللعب في نار الفلسطينيين. لكن من يطرق باب جهنم يجد اللظى، ويعرف بأن اليد العارية لا توقف القاتل .. وشعارات السلام لا تناطح اصبعا يرتعش فوق الزناد.. وكلمات الحب لا تردع شهوة الدمار، وعظامك الطرية لم تحمي بيوت فقراء رفح.. قال لها الاحتلال!
ريشيل الشقراء، أحبت أطفال غزة وثيابهم الرثة. وتعلقت بطائراتهم الورقية في طلعاتها اليومية أمام الحديد الطائر .. لم تعترف بالحكم الصادر ولا بالخطر الزاحف على عمرها. تمادت في حوار الموت ببراءة الأطفال، واستمرأت استخدام أدوات المنطق الانساني ونصوص القانون.. انتظرت صدى حضارة اللغة على الانسان الأول.. وانتصار سحر البيان على آلهة الحرب، فكانت الحقيقة ساطعة دون مواربة تتسرب من بين ركام البيوت المكشوفة..
تسع سنوات تمضي والاحتلال يتعثر بجريمته، وريشيل تستمر في دحض الرواية وتقديم الأدلة..تسع سنوات من مواجهة اللعب في الأوراق الصفراء وحروفها العنصرية. سنوات تمر ولا تمل الشقراء من وقف حيلة بناء مسؤولية دمها على المجهول.. وتعترض على الجدل القانوني حول نهش جسدها..وتلاحق رواية سائق الجرافة الذي يدعي بأنه لا يرى ولا يسمع..
لا زالت القضية منظورة في المحاكم، ولا زالت "ريشيل" ترفض اغلاق الملف..ولا زالت تُشاهد تتجول اثناء نومها حول مكان الجريمة لجمع الادلة والبراهين. لا تتعب الصبية من تقديم أدلتها، صورة جسدها المدرع بالبرتقالي المشع.. وأخرى ليدها تقبض على مكبر الصوت..وصور أخرى للحديد يطمر جريمته في التراب...ريشيل التي أعدت نفسها لليوم الموعود بطيبة وذكاء، لا زالت تحتفظ بأدلة وبراهين لم تكشفها بعد.. صورة مطبوعة على عينيها المفتوحة على فضيحة الجرافة وفوارسها.
العظام المهروسة مع التراب المالح لا زالت تنتقم من القرصان، ولا زالت تثأر لقصف شبابها، وتتصدى لاخفاء الادلة والتستر على المجرم. "ريشيل" التي وعدت أطفال رفح بالهدايا وتبادلت معهم عبث اكتشاف اللغة، لا زالت على وعدها بهدية أخيرة..
الشعر الاشقر الملفوف بالعلم الفلسطيني لم يغادر البلد الذي أحب، لا زال يراقب طقوس تخليده.. كم من شارع سمي باسمها، وكم مركب صيد لبس حروف اسمها، وكم نصب سيشُيد وفاء لذكراها..نسجل عليه نصا فاخرا لشاعرنا العظيم:
عندما يذهب الشهداء للنوم
أسهر على حمايتهم خوفا من هواة الرثاء
وأقول لهم: تصبحون على وطن



#ريما_كتانة_نزال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تماهي الهوية الفكرية اتجاه المرأة في الاحزاب
- استبعاد المرأة عن لجان المصالحة وتفعيل منظمة التحرير
- المراوحة النسائية والثورة على الذات
- الخلاف بين جيش الاحتلال والمستوطنين!
- حلقات العنف المتدحرج في المجتمع الفلسطيني
- النصف الفارغ من كوب المرأة
- الحزن والفرح في فلسطين
- نصف -دزينة- من النساء
- خطاب الرئيس: الى نيويورك
- التأجيل الرابع للانتخابات المحلية..
- هل سيتم الالتفاف على قرار محكمة العدل العليا..!
- ظاهرة اغتيال الشخصية الناجحة
- المصالحة من منظور نسوي
- جمعة هدم الجدار في بلعين
- على هامش -من أوراق العمر-..
- خمس وعشرون عاما على فراق خالد نزال، عن تجربة التعايش مع الفق ...
- مقترحات -توماس فريدمان- من ميدان التحرير
- القتل دفاعا عن -شرف العائلة- يقتل العائلة..!
- رمزية حضور المرأة في مشهد المصالحة
- حركة التضامن الدولية مستمرة في فلسطين


المزيد.....




- الشرطة الإسرائيلية تفرق متظاهرين عند معبر -إيرز- شمال غزة يط ...
- وزير الخارجية البولندي: كالينينغراد هي -طراد صواريخ روسي غير ...
- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران
- بالفيديو.. اتساع نطاق التظاهرات المطالبة بوقف العدوان على غز ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - ريما كتانة نزال - عندما تحل ذكرى -ريشيل كوري-