الجميع مطالب بتوفير مستلزمات تحقيق انتخابات حرة ونزيهة وذات مصداقية

الحزب الشيوعي العراقي
(Iraqi Communist Party)

الحوار المتمدن-العدد: 1081 - 2005 / 1 / 17 - 11:25
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

على طريق الشعب
يتوجه أبناء شعبنا العراقي في الثلاثين من هذا الشهر نحو صناديق الاقتراع لاختيار أعضاء الجمعية الوطنية العراقية، في سياق تحقيق الاستحقاق القانوني وفقا للجدول الزمني المقرر في قانون إدارة الدولة العراقية للمرحلة الانتقالية.
وتكاد الآن ان تستكمل الخطوات التمهيدية والتحضيرية لإجراء الانتخابات في موعدها المقرر، وتنصب الجهود، التي نأمل ان تتواصل، كي تشمل العملية الانتخابية كافة مناطق العراق من دون استثناء، بحيث يساهم أبناء شعبنا في جميع أرجاء الوطن في هذه الممارسة الديمقراطية التي انتظرناها طويلا، وحان الوقت الآن لتجسيد ذلك في الواقع العملي.
وفي مسعى أيضا، لتوسيع دائرة المشاركة، يتهيأ العراقيون خارج الوطن، ليقولوا هم أيضا كلمتهم ويختاروا من يتطلعون إلى أن يمثلهم، أسوة بسائر أبناء شعبنا، في الجمعية الوطنية القادمة، التي ستكون ذات أهمية كبيرة وخطوة هامة على طريق استكمال العملية السياسية وبناء معالم وصرح الديمقراطية ومؤسساتها، وإعداد دستور دائم للبلاد، والسعي لتوفير مستلزمات وظروف ملائمة لوضع جدول زمني لرحيل القوات الأجنبية عن أراضينا واستكمال مقومات السيادة الوطنية.
الظروف الراهنة التي يمر بها شعبنا ووطننا وما ستضطلع به الجمعية الوطنية القادمة من مهام جعلت الانتخابات القادمة، تستأثر باهتمام كبير على الصعيد الوطني والإقليمي والدولي.
ونحن في قائمة "اتحاد الشعب" ،الحزب الشيوعي العراقي وحلفاؤه، أكدنا أهمية وضرورة وواجب العمل لأن تكون الانتخابات القادمة ذات مصداقية، وتتسم بالشفافية والنزاهة، وتتاح فيها للمواطن العراقي حرية الاختيار بين القوائم والكيانات السياسية المتنافسة، بما يرسخ الممارسة الديمقراطية وآلياتها، ويبعدها عن كل ما ينتقص منها، والذي سيساعد بدوره على تكوين وعي انتخابي ديمقراطي سليم، في أول ممارسة لهذا الحق، بعد سنوات عجاف من التسلط والدكتاتورية، ومصادرة الآخر وقمعه، والانتهاك الفظ لحقوق الإنسان، وتزييف وعي الناس ومصادرته.
ولضمان ذلك يتوجب على المتنافسين، أياً كانت مشاربهم وتوجهاتهم وآراؤهم ومنطلقاتهم، احترام القواعد والضوابط الناظمة لهذه العملية والسعي للالتزام بها، وتقديم المثل الجيد في هذا الشأن. يحدونا الأول في هذا السياق، ان تتم المفاضلة والاختيار على أساس البرامج السياسية ومواقف الكتل والجماعات المتنافسة، بعيدا عن استخدام أدوات إضافية، حتى وان حققت مكسبا مؤقتا لأصحابها. فستكون، وهذا ما أثبتته تجربة العمل السياسي السابق في العراق، تربة خصبة لاستمرارية العنف واللا استقرار، والتي أرهقت شعبنا كثيرا، ونريد ان نتخلص منها مرة والى الأبد.
ومنذ انطلاق الحملة الانتخابية رسميا في 15 كانون الأول الماضي، شهدنا بعض الممارسات والإجراءات التي كنا نأمل ان لا تحصل، كأن تتم الإساءة لقوائم معينة والسعي للاستعانة برموز دينية، نكن الاحترام والتقدير لها ،وزجها في أجواء المنافسة السياسية، او استغلال مناصب عليا في الدولة وما توفره من تسهيلات في الحملات الانتخابية، في الوقت الذي يفترض ان توفر الدولة فرصا متكافئة لجميع المتنافسين بل وحتى السعي الى توفير الحماية للمرشحين والمتنافسين في الانتخابات.
كما لمسنا، للأسف، مسعى آخر من بعض المحسوبين على قوائم وكيانات معينة، يتمثل في السعي للتضييق ومحاصرة الحملات الإعلامية لقوائم معينة ومحاولة تمزيق او تخريب شعارات، بوسترات، ملصقات، ...، رغم ان ارض العراق الواسعة تتسع ، ويفترض انها للجميع. وفي حالات أخرى هناك من سعى لشراء أصوات الناخبين بإشكال وأساليب متنوعة.
إن التجاوزات التي حصلت تتناقض مع التعليمات التي أصدرتها المفوضية العليا للانتخابات، والتي من حقها أن تحرم المتجاوزين من المشاركة فيها، فضلا عن تعارض تلك التجاوزات مع ميثاق الشرف الذي أصدرته الأحزاب المشاركة في المجلس الوطني المؤقت.
وان اشرنا أعلاه لبعض ما نراه غير سليم، لحد الآن، في مجرى العملية الانتخابية، فمازلنا نعتقد أن دورا كبيرا يفترض ان تضطلع به المفوضية العليا المستقلة للانتخابات وفروعها في المحافظات، ومؤسسات الدولة، المجلس الوطني المؤقت، القوائم والكيانات السياسية، منظمات المجتمع المدني، وكلاء الكيانات، مراقبو الانتخابات وكذلك الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، لضمان نزاهة وشفافية الانتخابات، وبما يساعد المواطن العراقي ليختار، بكامل حريته، بعيدا عن أية ضغوط مهما كان لونها وطبيعتها والجهات الصادرة عنها.
ان انتخابات حرة ونزيهة، وذات مصداقية هي وحدها ما نتطلع الى تحقيقه، وهي القادرة على إحداث نقلة هامة في مجرى العملية السياسية، بما يضمن تحقيق ما يتطلع له أبناء شعبنا من أمن واستقرار وحياة كريمة، ودولة يسودها العدل والقانون وقيم الحرية والديمقراطية، وتتمتع بالسيادة الوطنية الكاملة في قراراتها، وعلى أراضيها ومواردها.

#الحزب_الشيوعي_العراقي (هاشتاغ)       Iraqi_Communist_Party#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل