كيف قاد الدردري الشعب السوري الى الانتفاضة وكيف سيرأسها؟ نموذج عجائب الوعي لدى الشعوب الاسلامية التي تكره الماركسية اي تكره نفسها

احمد صالح سلوم
شاعر و باحث في الشؤون الاقتصادية السياسية
(Ahmad Saloum)

الحوار المتمدن-العدد: 3671 - 2012 / 3 / 18 - 04:04
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

لماذا ظهرت تنظيمات الهمجية الاسلامية بهذه الصورة الانتخابية او الدموية حسب البلد في مصر و تونس و سوريا..السبب بسيط جدا هو انعدام الديمقراطية فبسهولة يمكن ان تسمع في سورية مقولة"ما النا دخل بالسياسة كش برا وبعيد" هذا شرط قبولك كمواطن مرضي عنه في سورية وهناك عبارات شبيهة في تونس ومصر ..وفي تونس غابت الاحزاب التي تنتقد نمط التنمية وانه سبب الفقر و الثورة وسمح لاحزاب فلكلورية تستمد مدحها من فقرات البنك الدولي وتركز على القمع دون ان ترى العلاقة الجدلية بين هذا النمط السليم للتنمية حسب البنك الدولي والغنوشي و احزاب بن علي وانه يستلزم هذا الافقار والتهميش والقمع لانه نمط استقطاب للثورة..في مصر ايضا منعت الديمقراطية وتصارع القوى السياسية سلميا ولم يترك عبد الناصر في اخر سنواته الا هذا الوعي كما شجع السادات ومبارك تقاسم الوعي المهزوم عبر صيغة اعلام النظام غير الموضوعي والمساجد التي لاتختلف في تغييب الوعي عن الجزيرة والشريعة والخراب واعلام النظام نفسه من خلال هذا دخلت المحميات الشيطانية الخليجية وبملياراتها مولت اقتصادا فوضويا فأصبح هو الاساس بنسبة تصل الى سبعين بالمئة فقام البازار والغي بناء المصانع هنا تحول المجتمع الى عاجز ومشلول ومهمش يدور حول نفسه ويتخيل مراكز العلاج الاخوانجية للشحاذة وقدرية السوق العشوائية حلا سحريا له وبات شحاذا في دولته تتصدق عليه التنظيمات الاسلامية من اعداء هذا الشعب وتأبيد فقره اي ال سعود والصباح وثاني ونهيان وخليفة..هنا فاز الهمج الاسلاميين لأن القوى السياسية الحقيقية غابت او شبه غير موجودة اي تلك التي توعي الشعب بمصدر شقاءه وقمعه ووصوله الى انتفاضاته الحالية..لنلاحظ ان جميع القوى التي فازت في مصر وتونس لم تنتقد نمط التنمية فقط لها خطاب اسلامي ضد القمع او حقوقي ضد القمع وكأن القمع يولد من نفسه وليس من نمط التنمية التي يمتدحها البنك الدولي في تونس ومصر ..فكان نتيجة الانتخابات :تيتي تيتي مثل ما رحت مثل ما اجيت
لذا هذا هو سر استمرار الانتفاضات فلن تقدم حكومة النهضة اي حلول بل ستدور في فلك بن علي لا اكثر ولا اقل اما حكومة مصر القادمة ليس احد بحاجة ان ينتظرها فالجماعتان التي تمثلا اكثر من ثلاثة ارباع المنتخبين هم اصلا قوى ظلامية لاعلاقة لها بأي تنمية بل هي جزء من النظام السابق وتقاسمت الادوار معه وهي تمثل هذا الاقتصاد العشوائي الذي تموله مليارات الخليج لتدمير مصر وجعل فقرها ومرضها وعجزها مزمنا حسب الاجندة الصهيونية والامريكية لمستقبل مصر..اي ان الشعب المصري والتونسي انتخب بن علي مرة ثانية عبر الغنوشي وانتخب مبارك عبر فوز الاخوان وحزب النور الاسلامي الظلامي..يحدث هذا لدى الشعوب المشلولة والتي حرمت من اليات ديمقراطية للتسييس والصراع في مناخ سلمي..اما في سوريا فممثل الاقتصاد التدميري الذي قاده الدردري عميل السي اي ايه ووزير اقتصاد بشار الاسد ليس صدفة انه مرشح المخابرات المركزية لرئاسة مجلس اسطنبول فمن عجائب الامور انه هو الذي فجر الانتفاضة السورية فعلا بسياساته التي افقرت وهمشت مئات الاف العائلات عبر فتح المجال للسلع التركية وحزب العدالة الاسلامي لسحق الاقتصاد السوري وكذلك فعلت الشركات الفوق قومية ومليارات حمد وال سعود والصباح ونهيان وخليفة التي مولت اقتصادا شبيها بمصر اقرب الى الاقتصاد الطفيلي ونشرت كرخاناتها السياحية ومساجدها للتخدير معا بشراء بحر سورية وفنادق الخمس نجوم وما اليه من استثمارات تنشر العجز في بلاد ليس فيها بنية انتاجية بل ما كان منها بيع بسعر الخردة واقفلت المصانع التي هي عماد التنمية لتنتشر دكاكين السمسرة والفهلوة والبازار..اي ان من افقر الشعب السوري عبر سياسات عائلة الاسد مخلوف والمخابرات القمعية للتسييس كمناخ ضروري للفساد وتدمير البلد وهو اليد الضاربة لحمد و سعود الفيصل والموساد اي اقصد الدردري هو من يطالب برئاسة مجلس اسطنبول و انقاذ الشعب السوري وتوجيه رصاصة الرحمة عليه اي تسليح عصابات الدردري كالمجلس الخياني الاخوانجي العرعوري السوري وجيش الارهابيين الحر..فمن يتجرا على اقتلاع النظام اي بن علي ومبارك ومن على شاكلتهم ويقتلع معهم الهمج الاسلاميين من الاخوان و حزب النور والنهضة ومصالح حمد وال سعود واعدام القرضاوي واللحيدان والعريفي والقرني والبوطي ومحمد حسان والبدري و ال الشيخ وسعد الحريري من؟ دون ذلك اي اقتلاع بن علي و راشد الغنوشي معا ودون اقتلاع مبارك والاخوان المسلمين وحزب النور معا ودون اقتلاع بشار الاسد والاخوان المسلمين السوريين والعراعرة ومافيات المخابرات السورية معا وتصفية مصالح ال سعود وثاني ونهيان والصباح والولايات المتحدة واسرائيل وان يكونوا هدف الشعوب العربية دون ذلك رغم صعوبة هذا التحدي المركب فلن تنال هذه الشعوب المنتفضة الا الصرامي علي وجهها ..وستسمر في شللها المجتمعي والسياسي حتى انتحارها الجماعي فعليا ..فشوب كثيرة انتحرت حين عجزت عن مواجهة التحدي الاساسي فهل هناك من يعلم ان منطقة الهلال الخصيب التي يسكنها اليوم عدة ملايين او صحراء فارغة من البشر كان يعيش فيها عشرات الملايين في فترات تاريخية غابرة اي اندثروا وانتحروا عن بكرة ابيهم دون اثر كما حدث مع الهنود الحمر الذين اصبحوا فلكلورا للفرجة وابيدوا بغالبيتهم الساحقة اي اكثر من خمسين مليونا على يد من سيبيد العرب والمسلمين اي الولايات المتحدة و نخبته الصهيونية العنصرية اذا كانت قد وصلت الى هذه النتيجة في مصر حيث اوصل السادات ومبارك الشعب المصري الى المرض المزمن اي ان اكثر من ثمانين بالمئة من الشعب المصري يعانون من امراض مزمنة ..ولكن من اليد الضاربة لابادة مصر والعرب انهم ال سعود والصباح ونهيان وثاني والاخوان المسلمين والوهابيين الهمج
......................
لييج - بلجيكا
آذار 2012

#احمد_صالح_سلوم (هاشتاغ)       Ahmad_Saloum#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات