أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - اجرعام ساكورا - كلام عن العاهرات الشريفات..













المزيد.....

كلام عن العاهرات الشريفات..


اجرعام ساكورا

الحوار المتمدن-العدد: 3670 - 2012 / 3 / 17 - 16:39
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


اني ساخط على ذلك البرود الذي يتحدثون به عن الجوع والصبر والموت والفقر والظروف الصعبة امام مثالياتهم كالعفاف والشرف والطهارة.. و استغرب كيف تكون المرأة عفيفة شريفة طاهرة بعد ان لوثتها الحياة بالفقر و الجوع والظروف الصعبة التي لم تترك لها الخيار.. تلك المرأة التي تجرها الظروف القاسية الى الموت وتجر أولادها الى الصراخ والبكاء والأنين .. أي عفاف يريدونها ان تلتزم به وقد اغتصبتها الحياة وظروفها بالفقر وبما هي عليه من بؤس؟؟
اني أتعجب كيف يتكلمون عن مواجهة قسوة الحياة و الموت جوعا بكل ذلك البرود الاصطناع والتكلف المثالي.. كيف تكون تلك المثاليات عن العفاف والشرف واقفة أمام الانسان حتى حين يواجه موته و جوعه و فقره.. و ينسون ان تلك العاهرة التي كانت يوما طفلة بريئة على أرصفة الطريق تقتات الرجاء من الآخرين.. الاخرين الذين شاركوا مع الظروف التي اوصلتها لحالها .. الآخرين الذين يرفعون لها اصابعهم الى السماء ويقولون لها " الله يسهل" وكأنهم يسخرون من جوعها وحاجتها وبؤسها ليشيروا لها الى الفضاء و الفراغ الذي يبررون بخلهم به ويهربون من مسؤولية اشفاقهم عليها من خلال اموالهم .. اي سخرية واهانة تلك ان تتوسله جوعا وبؤسا ويرفع لها اصبعه مشيرا الى سماء لا شيء فيها سوى الامنيات الذابلة.. سماء يفترض بها ان لا تنتظر اشارته المقدسة تلك لتكرمها وتغير من حالها وبؤسها قبل ان تتحول الى عاهرة يستغلونها و يشتمونها و يلعنونها لتنزل اليهم نصوصا مقسد بها يجلدونها ويرجمونها و يبصقون عليها..
انهم لا يجيدون سوى العنف و التصحر و البصق و اللعن و الجلد و السب و الشتم متناسيين تراكمات لا محدودة من التجاهل والهروب واللامبالاة والأخطاء والتواكل الغبي الذي تسببه المجتمعات وخصائصها.. متناسيين الأسباب التي قادت تلك الطفلة الصغيرة الى أن تستجدي وترجوا جسدها أن يمنحها ما لم يستطع الآخرين منحه لها ..
اني برحمتي انا الانسان لن يرضى ضميري أن تموت تلك الفقيرة التي يقولون عنها عاهرة بردا و جوعا بينما الآخرون يتفرجون عليها ولا يجيدون سوى ترقب حجابها و شرفها و عفافها الذي يجعلها تعاني جوعها وفقرها وجوع أطفالها.. اني لن أرضى برحمتي أن تموت من اجل هذه المثاليات التي لا تحترم جوع الانسان وبرده و لا فقره ولا صراخ أطفاله ومعاناتهم.. وسأغفر لها عهرها..

فكيف باله يحمل ضعف رحمتي 99 مرة كما يقولون .. يقبل ان تموت تلك الانسانة جوعا او أن تصبر على قهر وبكاء ومعاناة أولادها ؟؟
لا اعتقده يقبل جلدها و لعنها ان كنت انا برحمتي الانسانية البسيطة لا اقبل .. هذه المقارنة البسيطة تقول ذلك .. تقول ان المتصحرون يجمدون شريعة الحياة وتبلدونها فيشرع المتصحر المتخم بالشبع آراءه وأحكامه وقوانينه على الانسان الجائع..

و سوف يظل المسلمون يلعنون تلك العاهرة دون ان تهتز قلوبهم وجيوبهم او افكارهم للمساعدة .. و يظل الفلاسفة يحللون موقفها ووضعها الذي وصلت اليه ومن المسبب و يتقبلونا و ويغفرون و يبررون لها في كل مرة الى ان تجد حلا و تتوقف عن تقديم جسدها وليتوقف الزبائن عن التوافد و يتوقف أولائك اللاعنين بلا تفهم .. أولئك الراجمين بلا تفهم .. أولئك الساخطين بلا دراية .. أولائك المستحقين للعنة الابدية..



#اجرعام_ساكورا (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاتكال على بركة السماء.. الجزء الثالث
- الاتكال على بركة السماء .. الجزء الثاني
- ألا يمكن للبشر أن يحتفلوا دون اقحام الصراع الميتافيزيقي في ذ ...
- الاتكال على بركة السماء


المزيد.....




- سوريا... وجهاء الطائفة الدرزية في السويداء يصدرون بيانا يرفض ...
- أحدث تردد قناة طيور الجنة على القمر الصناعي نايل سات “نزلها ...
- -الشرق الأوسط الجديد ليس حلماً، اليهود والعرب في خندق واحد-– ...
- بعد دعوة رجل دين درزي.. تحذير مصري من -مؤامرة- لتقسيم سوريا ...
- الزعيم الروحي للطائفة الدرزية في سوريا حكمت الهجري يطالب بحم ...
- الدروز في دائرة الخطر: نتنياهو يستغل الطائفة لأغراض سياسية
- جماعات الهيكل منظمات إسرائيلية تسعى لهدم المسجد الأقصى
- الاشتباكات الطائفية في سوريا: أبرز القادة الروحيين الدروز يط ...
- تردد قناة طيور الجنة.. نزلها على جهازك الرسيفر وتابع كل جديد ...
- -كمين- لقوات تابعة للحكومة السورية يتسبب في مقتل 23 مسلحاً د ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - اجرعام ساكورا - كلام عن العاهرات الشريفات..