أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - المختار بن جديان - فلسطين / عندما تكون أكاديمية -الجهاد- أبقى من الساسة














المزيد.....

فلسطين / عندما تكون أكاديمية -الجهاد- أبقى من الساسة


المختار بن جديان

الحوار المتمدن-العدد: 3668 - 2012 / 3 / 15 - 23:16
المحور: القضية الفلسطينية
    


إنه ولا شك –بركان الغضب- الذي يحتدم بـ-أكاديمية الجهاد- في فلسطين، بفصائلها المُتباينة سياسيا وعقائديا، والمُتوحدة دائما على غصن زيتون واحد.
إنها نسمات القدر الربانية التي ترتسم على أجبنتهم المُنتصبة على ناصية واحدة، ناصيةٌ ترفض بشدة أن يتكرر مشهد الغزو لسنة 2009; فكأني بهم الآن داخل خنادقهم الجبلية المُنتشرة هنا وهناك، يرسمون خرائطهم على التراب بعود زيتون، وكأني بأحدهم يحتضن بُندقيته ونظرته تثقـُب السماء باحثة عن مكان فسيح في الجنة.
مُقابل كل ذلك يستقر –لحم الحمام- داخل بطون الساسة الفلسطينيين والعرب، وكأنهم اجذاع نخل خاوية، يبحثون عن سلام فُقد بين أرصفة –تل أبيب- يرتشفون –شايهم- مُصدرين تلك الأصوات المُزعجة بتلذذ شديد.
كانوا في الأمس القريب حُفاة عًُراة في الجبل الأخشب يبحثون عن مغارة بها يتشاورون، وكان بينهم أسد المقاومة والأب الروحي لتلك الأرض الأبية –الفقيد ياسر عرفات- يلُوك بين أسنانه ورقة زيتون يتفنن في مرارتها وكأنها رطب من رطب جنة رب العالمين.
اليوم أصبح الرفاق والأصدقاء مُتكالبون على السلطة اللامجودة، بل أصبحوا يتصارعون فيما بينهم حول من يكون الأجدر بثقة العائلات المفقودة والأصوات المقصُوفة.
يتناسون غارات –قوم إسرائيل- على مزارعهم المجيدة وبيُوتهم العتيدة، وبكاء أطفالهم الذين ضاقوا ذرعا من نور القذائف والخُبز المُنوم الذي تُهديه إياهم – الأمم المتحدة-.
يتجاهلون بسرعة أنهم كانوا يوما ما –مُرابطين- داخل – الأكاديمية الجبلية-، وقد اتخذوا على عاتقهم مهمة حماية هذا الوطن، وعلى هذا تعيش فلسطين زمن المفارقات والتناقضات، ويستقر الحال فيها على مستنقع اللاحل.
يبحث الكثير من الفلسطينيين اليوم عن معنى الاستقلال بعد أن عانوا أكثر من نصف قرن من غصب وويلات -بني صهيون-، يبحثون عن مدّ بحري جديد بين أجيال لم تنفذ بعد، يُجابه ساستهم أحلامهم بمبالاة دبلوماسية نظامية، حيث يتوقعون وجود النظام الصامد في حين انه مُقسم إلى اتجاهات لم تتجمع إلا يوم رئاسة –رجل الحقل- لهذا البلد.
وفق المنطق الإنساني العربي الشامل لم تُفلح العقلية العربية في إنجاب –سلطة ذات قيمة- على مر الأزمان، ولكن كان على رجال فلسطين أن يُنجبوا سلطة قوية عتيدة تعرف كيف تمنع الكيان الإسرائيلي من التقدم على حدودها، وتمنعهم أيضا من أن يُرجعوا حق البيت المقدسي الشريف إلى طائفتهم.
فعندما نقول القدس نقول منبع الإسلام، ومحراب الأدب والثقافة، وليس غريب أن يُسند لفلسطين لقب –عاصمة الثقافة العربية لسنة 2009- ولكن الأغرب أن يصمت اليوم من يقولون بوحدة هذه الأرض، ومن دافع عنها يوما ما، بعد أن عانت المسكينة وحش تجاوزات عدة منذ أن حتَّم عليها القدر أن تكون فريسة –القطب العولمي- المُبهورة به اليوم الدول العربية، في أن جعلت من نفسها تركة من تركات نظام الولايات المتحدة الأمريكية.
ويستمر الحال على ما هو عليه ليدخل في الإنجيل طقس جديد ومٌقدس، يُصبح بمقتضاه –الحصار- دورة رياضية تُنظم كل ثلاثة أعوام، تكون فيه فلسطين –الدولة الأرض- دون أي عائدات تُذكر، ولكن صبرا -آل إسرائيل- فلكم يوم قد ترونه بعيدا ولكننا نراه قريبا، بعد أن كتبنا موسوعة –الشعب يريد-.



#المختار_بن_جديان (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تونس / بين ماض صعب وحاضر أصعب // الحكومة كُن ... المرزوقي في ...
- الإعلام في ليبيا / من عهد -الرجل المريض- إلى عهد -الرجل المي ...
- الولايات المتحدة الشيعية في طريقها إلى خسارة ابرز الولايات
- تونس - من صراعات الاستقلال إلى صراعات الثورة


المزيد.....




- ترامب يعلق بعد استخدامه مصطلحا معاديا للسامية: لم أكن أعلم
- دفاعًا عن الحق في الوصول للعدالة: نتضامن مع مطالب المحامين ا ...
- سوريا تعلن عن هويتها البصرية الجديدة … ما هي دلالات شعار الد ...
- إثيوبيا تدعو مصر والسودان لحفل افتتاح سد النهضة… والقاهرة تر ...
- قانون ترامب للإنفاق يمرر بالكونغرس بعد جدل طويل، ما هي بنوده ...
- جزيرة كريت اليونانية تشتعل: إجلاء أكثر من 1500 شخص واستنفار ...
- بعيد اتصال بوتين وترامب .. روسيا تشن أكبر هجوم مسيرات على أو ...
- جهود لتحويل آثار بابل العراقية إلى وجهة سياحية
- حتى الدفن صار امتيازا.. أزمة مقابر خانقة في غزة
- جنرال هندي: الصين زودت باكستان بمعلومات لحظية خلال الحرب الأ ...


المزيد.....

- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - المختار بن جديان - فلسطين / عندما تكون أكاديمية -الجهاد- أبقى من الساسة