أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - أسماء صباح - معاناة مقدسية(1)!














المزيد.....

معاناة مقدسية(1)!


أسماء صباح

الحوار المتمدن-العدد: 3666 - 2012 / 3 / 13 - 16:57
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


تشتد في كل يوم الهجمة الصهيونية على مدينة القدس، في محاولة لتصفية الوجود العربي في هذه المدينة المقدسة، اذ يسعى الاحتلال الى جعل الوجود العربي في القدس لا يتجاوز الـ20% حتى عام 2020 حسب خطة 2020.

ويشارك المستوطنون في البلدة القديمة في هذه الهجمة على كل المستويات وتوفر لهم الحكومة كل ما يحتاجون اليه لمضايقة العرب ودفعهم الى الهجرة خارج اسوار المدينة.
ان السلطات الاسرائيلية لا تميز في هذه الهجمة وغيرها من الهجمات التي تشنها على الشعب االفلسطيني عامة بين الرجال والنساء أو الاطفال والشيوخ والشباب والشابات والمسلمين والمسيحيين وحتى الشجر والحجر، فكل هؤلاء في العذاب والاذى سواء.

وبالرغم من المساواة في القمع والاذى بين السكان العرب في اسرائيل الا ان اثره يتغير بتغير المتلقي له، فالمرأة تتفاعل مع العنف بطريقة تختلف عن تفاعل الرجل والقريب من الحاجز يتفاعل معه بشكل يختلف عن الذي لا يقطعه كل يوم، من هنا اردت ان اسلط الضوء في مقالي هذا على معاناة المرأة المقدسية.

عام 1948 قسمت القدس بعد احتلالها لشرقية وغربية واعترف المجتمع الدولي أو بعضه بان القدس الغربية جزء من اسرائيل مما جعل سكانها ينتقلون قسرا الى الجهة الشرقية من المدينة، او الى مخيمات اقيمت في الضفة الغربية، أو في بعض الدول العربية طلبا للعيش الكريم.

وبعد نكسة 1967 زادت اسرائيل في ممارساتها القمعية ضد السكان محاولة افراغها من سكانها العرب ليتسنى لهم اعلانها كعاصمة لدولة اسرائيل، واسوء هذه الممارسات كان جدار الفصل العنصري الذي يحيل حياة الفلسطينين والفلسطينيات الى جحيم ويحرم كثيرا من سكان الضفة الغربية من دخول البلدة الا وفق شروط صارمة وضعتها الدولة العبرية.
وسط هذا القمع والظلم تبقى المرأة المقدسية، بالرغم من معاناتها، واقفة كشجرة الزيتون، كلما حاولوا قطعها نمت من جديد أكثر قوة واعطت لاسرتها دروسا في الصبر على المحن.
"أحلام" شابة مقدسية في الثلاثين من العمر، متزوجة من شاب "ضفاوي" يعيش الان في قلقيلية بينما تعيش هي بين القدس والرام، هي واحدة من كثيرات حكم عليهن الاحتلال بالتشرد، وعدم الاستقرار العائلي.

لا يمكنها "لم شمل" زوجها ومنحه الهوية المقدسية، وان حدث فانه يتطلب الكثير من الجهد والوقت والمال، فلطالما ارادت اسرائيل قطع علاقة سكان القدس بالفلسطينين الذين يقطنون في الضفة الغربية وقطاع غزة، فحرمت على سكان المدينة الاختلاط بغيرهم من مواطنيهم الفلسطينين من خلال اجراءات كثيرة اتخذتها على مدى سنوات طوال.
تروى "أحلام" معاناتها واصفة أياها "مش معاناتي انا لحالي بلعكس هاي معاناة كتير من المقدسيات اللي متزوجات من شباب في الضفة".

في القدس تسعى اسرائيل الى منع الفلسطينين من التوسع المعماري، بينما تبنى مستوطنة كل يوم على اراض كانت اصلا عربية، وتجعل من الحصول على ترخيص للبناء حلما مستحيلا للكثير من سكان المدينة من خلال تصعيب هذا الامر وجعله مكلف جدا، مما يجعل منه مستحيلا لذوي الدخل المحدود وحتى الطبقة المتوسطة وما فوقها، وفي حال تملك أحدهم بيتا هناك فأن الضرائب ستجعله يعرض بيته للبيع اجلا ام عاجلا.

تقول احلام "أبوي حاول من زمان يبنيلنا بيت عشان يعيش هو واخواتي الشباب لما يتزوجوا فيه، بس طبعا قعد سنين وهو يستنا في الترخيص وفي الاخر رفضوا يعطونا رخصة بحجة انو الارض فيها اثار، هم كذابين ودايما بختلقوا اعذار عشان ما يخلوا المواطن العربي يبني ويستقر في المدينة".

فيما عرض عمها منزله ودكانه للبيع بسبب كثرة الضرائب التي تحتم عليه دفعها مما جعله مديونا للدولة وكان من الممكن ان يتم مصادرة أملاكه من اجل سداد الدين ففضل بيعه لعربي يعرفه بدل من ان تصادره الدولة العبرية "عمي فكرمنيح وقال بدل ما يوخدوه اليهود ببيعو لحدا عربي وبيسدد ديونه وانتقل مسكين وهلا بيعيش بالاجار".

ومن بين الاليات التي تتبعها اسرائيل لتهويد القدس، مصادرة البيوت العربية بالقوة ليحل محل ساكنيها العرب مستوطنون يهود، بذريعة صكوك ملكية مضى عليها مئات السنوات كما يحدث في حي الشيخ جراح "وحدة صاحبتي عايشة هي واهلها في الشيخ جراح، اجاهم امر من المحكمة باخلاء البيت، ولما راحوا واخدوا محامي قالولهم انو الارض اللي مبني عليها البيت مبيوعة من زمان كتير لحدا يهودي، وانهم مهما عملوا ما رح يقدروا يوقفوا مصادرة البيت، حاولوا كتير يستأنفوا ويوقفوا محامين بس فشلوا لانو اصلا هم واقفين قدام قضاء اسرائيلي بدو مصلحة اليهود وبس، اما احنا العرب النا الله" تعطي أحلام مثالا.

وبالرغم من هذه الممارسات غير المحتملة نجد المرأة المقدسية تحاول التأقلم مع الظروف السيئة التي اراد لها الاسرائيليون العيش فيها من اجل كسر ارادتها، وبكسر ارادة المرأة تنكسر الاسرة الفلسطينية، الا ان المقدسية تفاجاهم كل يوم بقدرتها على الصمود والتحايل على قوانينهم "أنا بروح ايام من الصبح بوقف على باب الداخلية ومعي الاوراق المطلوية عشان اعمل لم شمل لزوجي واسجل اولادي في هويتي، ما بكل ولا بمل، لانو هم هاد اللي بدهم اياه، بيطلبوا اوراق كتير واثباتات عشان يزهقوا الواحد، واللي بيزهق وبيتعب من المتابعة بتروح عليه وما بيصدقوا ويسحبوا هويتو" تعلن احلام اصراها على القدوم يوميا لو لزم الامر الى وزارة الداخلية صيفا وشتاءا من اجل ان لا تخسر حقها في الاقامة في المدينة المقدسة.



#أسماء_صباح (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ِيوم المرأة العالمي.. وضع النساء ما زال يزداد صعوبة
- أهمية جمع وتأريخ مشاركة المرأة في الثورات العربية؟
- المرأة شاركت في صنع الثورة..فهل ستظهر ملامح هذه المشاركة في ...
- المرأة العربية بين مطرقة السلفيين وسندان الغربيين!!
- الزواج العرفي من السر الى العلن في تونس!!
- أية تغيرات قدمها الربيع العربي للمرأة؟؟
- خيبة أمل نسائية !!
- المرأة الخطأ في المكان الصحيح!!!
- عن النسوية الاسلامية !!!
- حكم الاسلاميون وحقوق المرأة؟؟
- نساء بين الدين والتقاليد!!!
- هل تحتاج المرأة العربية -الكوتا-؟
- أين مجلات المرأة من قضاياها؟؟؟
- الربيع العربي بعيون النساء!!
- ديمقراطي الا فيما يتعلق بالمرأة!!
- الربيع العربي: خيانة المرأة !
- المرأة العربية: من الحيز الخاص الى العام
- النساء في جزيرة العرب!! ردا على رد سميون جرجي
- مجتمع ذكوري...امرأة عاجزة
- ضحايا الثورات العربية!!


المزيد.....




- فرانشيسكا البانيزي.. المرأة الشجاعة التي تستحق جائزة نوبل
- في العراق.. كابوس الحضانة يفتك بصحة النساء النفسية والجنسية ...
- بيان تضامني مع سنية الدهماني واستهداف الناشطات في تونس
- مادلين.. صيادة من غزة تتحول إلى رمز لصمود المرأة الفلسطينية ...
- لأنني لم أجد أمًّا تحضن وجعي.. قررتُ أن أكونها
- رئيس الاتحاد الدولي للملاكمة للجزيرة نت: اللجنة الأولمبية تح ...
- هنا الآن لينك التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت بالجزائر ...
- رئيس الاتحاد الدولي للملاكمة للجزيرة نت: اللجنة الأولمبية تح ...
- أعراض ارتفاع هرمون الحليب..كيف تختلف بين النساء والرجال؟
- شرطة عُمان تكشف بفيديو تفاصيل ضبط امرأة دخلت كسائحة صينية وم ...


المزيد.....

- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - أسماء صباح - معاناة مقدسية(1)!