أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - أسماء صباح - الربيع العربي: خيانة المرأة !














المزيد.....

الربيع العربي: خيانة المرأة !


أسماء صباح

الحوار المتمدن-العدد: 3606 - 2012 / 1 / 13 - 19:41
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


عندما تكون الديمقراطية وسيلة والهدف فرض الشريعة "السلفية" بالذات واشك انها اسلامية، تضيع المرأة العربية، فبعد ان قام الشاب التونسي "محمد بوعزيزي" بحرق نفسه احتجاجا على الظلم أولا وعلى "صفعة" تلقاها من شرطية "إمرأة" قامت بلاد العرب ولم تقعد.
في البدء كانت "الصفعة" والفاعل "إمرأة" والمفعول به "بوعزيزي" أي "رجل"، وهنا طبعا اود القول بأن تلك "المرأة" "الشرطية" هي أداة حكومية تتصرف وفق ما يمليه عليها اسيادها، ولو كانت صاحبة العربة "امرأة" لتعرضت لنفس المصير "اهانة من المرأة الاداة".
وبالرغم من الاداة كانت "امرأة" والمتمثلة "بالسلطة"، وجدنا ان المفعول به والفاعل بعد ذلك "بوعزيزي" قد اشعل نارا، ليس بجسده النحيل فحسب وانما بالارض العربية التي باتت تصرخ من فرط الظلم والقهر، وكانت "النساء" جمع "امرأة" وهنا لا اقصد المرأة الاداة وانما "امرأة الثورة" وهي اداة الشعب ايضا، أول المشاركات في المظاهرات العامة التي جابت البلاد التونسية طولا وعرضا.
ولكن السؤال المطروح هنا، لماذا شاركت المرأة التونسية بهذا القدر؟ ولماذا تظاهرت حتى النفس الاخير؟ رافضة أي تسوية لا تشمل على سقوط النظام برموزه؟
بالرغم من ان المرأة التونسية في عهد بن علي كانت قد حصلت على كثير من المكتسبات، ليس لسواد عينيها العربيتان الاصيلتان، وانما لغاية في نفس "بن علي"، الذي أراد ان يمسح "جوخ" ان صح التعبير و" يضحك" على الغربيين الذين كانوا يطالبونه طوال الوقت باصلاحات وباحترام حقوق الانسان، فوجد باب "المرأة" وتمسك به، فراح يسن القوانين والتشريعات ويعطيها من "فضله" ان صح لنا التعبير أيضا.
الا ان المرأة كغيرها من الشعب، كانت مقهورة سياسيا، واجتماعيا واقتصاديا، فكانت فقيرة وكثير من العائلات تفككت بسبب عوامل عدة ترجع جذورها الى الاضطهاد وما يتبعه من اثر على المجتمعات، فألقت هذه المرأة بتلك التي أسماها نظام بن علي "مكتسبات" في عرض البحر من اجل ان تحصل على الاحترام كـ"إنسان" لا كـ"امرأة" لأن الاولى ان ينظر اليها كإنسان ثم يخصص بعد ذلك.
وهنا انقلب الكذب على الكاذب "بن علي" الذي ادعى انه اصلح البلاد، وانه في طريقه ليعطي الحقوق للعباد، فقررت النساء المطالبة بحقوق "الانسان" أولا، ثم منها الى حقوق "النسوان" ان صحت هذه الكلمة، فمن ضمن الانسان هناك مجموعة تدعى "النسوان".
الا ان المرأة وبعد مشاركة عميقة لايام متتالية، شتمت وضربت وانتهك عرضها في بعض الاحيان، تفاجأت بان الذي حصل بعد الثورة لم يكن الغاية، فالنتائج ليست هي المرجوة، فقد صعد التيار الاسلامي الذي لم يكن اصلا البادئ في الثورة او حتى فكر فيها، فكان بعضهم منفيا في الخارج، والبعض الاخر كان يجامل النظام، والثالث كان يرتعد خوفا من السجون المظلمات.
لكنهم عندما سنحت لهم الفرصة ومالت كفة الثورة، انتشروا وراحوا يروجون لانفسهم وكانهم الاكثر أهلية للانتقال بالبلاد من عصر "الاستعباد" الى عصر الحرية، لكننا لا نعرف عن أي حرية يتحدثون.
انا شخصيا لست ضد ان يستلم الحكم من فاز بصندوق الاقتراع، وهو الذي ارتضاه الناس الفيصل في هذه القضية، ولكن العيب كل العيب ان يتم تضليل الناس، وان يبيع الاسلاميون صكوك الغفران للناس الجهلة والطيبين والمغيبين، فلا اعلام يرشدهم ولا معرفة تسعفهم.
لقد اتخذ الاسلاميون "الديمقراطية" كوسيلة من اجل استلام الحكم، على الرغم من ان بعضهم كان يحرمها كسلفيو مصر مثلا، الا انها كانت بالنسبة لهم "باطلا" يراد به "حق" هذا يعني الوصول الى غايتهم، وفرض شريعتهم وليس شريعة الله التي تتسع دوما للاخر، فالله لم يطلب منا ان ننتهك حقوق الاقلية في أوطاننا وأوطانهم أيضا.
ومن هنا تمت "خيانة" المرأة، ويسعني القول بان الخيانة ايضا اتسعت لتصل الى "الثوار" انفسهم، والنخبة المثقفة، التي كانت تحلم بحرية تستطيع من خلالها ان ترتقي بكل اشكال العلم والمعرفة، لكن نتائج الثورات للان مخيبة للامال بشكل عام.



#أسماء_صباح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة العربية: من الحيز الخاص الى العام
- النساء في جزيرة العرب!! ردا على رد سميون جرجي
- مجتمع ذكوري...امرأة عاجزة
- ضحايا الثورات العربية!!
- ماذا يحدث في كواليس الثورات؟: سؤال شرعي
- ليبيا...كسر المحرمات!!
- النسوية والحرية: الهروب من سجن الى سجن!!!
- ربيع عربي...حقوق غير مؤكدة للمرأة
- 64 عاما على وفاتها -هدى شعراوي- مسيرة نضال لنيل الحقوق
- امرأة
- الانتخابات المصرية: قد تقضي على ثورة النساء!
- حقوق المرأة من حقوق الانسان!!
- المرأة العربية منتهكة -الحقوق- قبل الثورات العربية!!
- هو وهي!!!
- حتى في النروج: المساواة بين الجنسين ناقصة!!
- اليهودي يشكر الله لانه لم يخلقه أنثى!!
- القدس حائط وجدران!!!
- الفرصة الذهبية لتعزيز حقوق المرأة!
- نبع النساء...تكتيك نسوي!
- -مصري كح- ..سيناريو محصلش!!


المزيد.....




- “لولو بتدور على جزمتها”… تردد قناة وناسة الجديد 2024 عبر ناي ...
- “القط هياكل الفار!!”… تردد قناة توم وجيري الجديد 2024 لمشاهد ...
- السعودية.. امرأة تظهر بفيديو -ذي مضامين جنسية- والأمن العام ...
- شركة “نستلة” تتعمّد تسميم أطفال الدول الفقيرة
- عداد جرائم قتل النساء والفتيات من 13 إلى 19 نيسان/ أبريل
- “مشروع نور”.. النظام الإيراني يجدد حملات القمع الذكورية
- وناسه رجعت من تاني.. تردد قناة وناسه الجديد 2024 بجودة عالية ...
- الاحتلال يعتقل النسوية والأكاديمية الفلسطينية نادرة شلهوب كي ...
- ريموند دو لاروش امرأة حطمت الحواجز في عالم الطيران
- انضموا لمريم في رحلتها لاكتشاف المتعة، شوفوا الفيديو كامل عل ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - أسماء صباح - الربيع العربي: خيانة المرأة !