|
الحزب الشيوعي العراقي من اعدام فهد حتى ثورة 14 تموز 1958
خالد حسين سلطان
الحوار المتمدن-العدد: 3664 - 2012 / 3 / 11 - 01:57
المحور:
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
صدر في بغداد كتاب بعنوان ( الحزب الشيوعي العراقي من اعدام فهد حتى ثورة 14 تموز 1958 ) للباحث سيف عدنان أرحيم القيسي، والكتاب بالأصل رسالة ماجستير للباحث مقدمة الى جامعة بغداد / كلية الآداب / قسم التاريخ والتي كانت بعنوان ( الحزب الشيوعي العراقي ودوره في الحركة الوطنية العراقية 1949 ـ 1958 ). قدم للكتاب أ.د أسامة عبد الرحمن الدوري وهو الاستاذ المشرف على الرسالة ومما جاء في المقدمة " . . . سألت سيفاً في بداية اشرافي العلمي على رسالته هل انت شيوعي؟ فأجاب بالنفي، وكرر نفيه عندما سألته إن كان يكره مبادئ الحزب الشيوعي وتاريخه، وكان هدفي من سؤالي التثبت من أني أشرف على رسالة علمية أكاديمية لا تلفها الأهواء والأمزجة . . . " الكتاب يشمل على أربعة فصول وخاتمة وكل فصل مكون من عدة مباحث بالإضافة الى مقدمة الباحث يسبقها الاهداء والشكر والتقدير، وجاءت فصول الكتاب بالشكل التالي : الفصل الأول : نشاط الحزب الشيوعي العراقي حتى شباط 1949 الفصل الثاني : نشاط الحزب الشيوعي ومواقفه الوطنية 1949 ـ 1953 الفصل الثالث : نشاط وتنظيمات الحزب الشيوعي العراقي 1953 ـ 1955 الفصل الرابع : نشاط الحزب الشيوعي العراقي وموقفه من التطورات الداخلية والخارجية في البلاد 1956 ـ 1958 اعتمد الباحث في عمله على كم كبير من المصادر والمتمثلة بالوثائق غير المنشورة والتي اطلع عليها بجهده الخاص والعائدة الى وزارة الداخلية ودوائرها، الشرطة العامة ومديرية الامن العامة وكذلك دار الكتب والوثائق في بغداد ووثائق وزارة العدل الخاصة بفترة البحث، وكذلك بعض الوثائق المنشورة والمطبوعة والرسائل والأطاريح الجامعية وبيانات الحزب الشيوعي العراقي ومذكرات قادة الحزب المطبوعة والمخطوطة والشخصيات السياسية التي واكبت مرحلة البحث والعديد من الكتب الاخرى بالإضافة الى البحوث والمقالات والصحف والمجلات العلنية والسرية منها، واكمالاً لهذا الجهد الضخم خاض الباحث بعرض البلاد وطولها وفي ظروف استثنائية لمقابلة بعض الشخصيات المعروفة من قادة وكوادر الحزب وهم : ابراهيم الحريري، سافرة جميل حافظ، الفقيد سالم عبيد النعمان، سلطان الملا علي وناصر عبود، واعتبر الباحث ان تلك المقابلات ساهمت في سد عدد من الثغرات وتبصيره بأمور لم تتناولها الكتب والمذكرات، وحاول مقابلة عبد السلام الناصري وفي منطقة ساخنة في حينها بالعاصمة بغداد ولكن دون جدوى حيث لم يوافق الناصري على مقابلة الباحث وكررها مع غيره من الباحثين ويبدوا انه رافض ان يتحدث بما لديه من معلومات حول تاريخ الحركة الشيوعية في العراق رغم انه قد ذكر امام احد اصدقائه المقربين ان جميع قادة الحزب وافقوا على خط اب عام 1964 في حينه. تعتبر تلك الدراسة من اول الدراسات الأكاديمية عن الحزب الشيوعي العراقي بعد الاحتلال وسقوط النظام السابق، وقد خاضها الباحث بجرأة مشهودة وفي ظروف استثنائية، حيث كانت الدراسات من هذا النوع محظورة ما لم تكن صادرة من الاجهزة الامنية وأي دراسة تاريخية يتطلب مسارها الاقتراب من الملفات الحمراء يكون الاقتراب حذراً ومحسوبا بدقة تامة. في حين يذكر المناضل باقر ابراهيم في مذكراته ونقلا عن احد الاصدقاء ان الموساد كانت قد اوصت في فترة ما بدعم وتشجيع الدراسات والبحوث الاكاديمية حول تاريخ الحزب الشيوعي العراقي ودوره في الساحة العراقية. هنالك بعض الملاحظات حول الكتاب ( البحث الاكاديمي ) التي لا بد من طرحها للفائدة العامة وخصوصا وان الباحث حاليا في مرحلة اعداد اطروحة الدكتوراه حول نفس الموضوع وللفترة 1958 ـ 1968 ، الباحث لم يفرق بين الكونفرنس والمؤتمر الاول وبالتالي فهو يخلط بالتسميات عند تناول فترتهما، وكذلك كتب الباحث في الهوامش نبذ عن بعض الاسماء التي ورد ذكرها في البحث واهمل اسماء اخرى وبدون اي معيار واضح لهذا التمييز لا من حيث الاهمية او الدور رغم توفر المعلومات عن غالبية تلك الاسماء في المصادر التي درسها الباحث، تكرر خطأ طباعي في اكثر من صفحة من الكتاب وهو كتابة حرف الياء منفصلا عن الكلمة التي ورد فيها بسبب خطأ فني في التنضيد، عند مرور الباحث على سيرة عزيز محمد سكرتير الحزب السابق دون تاريخ ميلاده في عام 1933 معتمدا على ما اورده الباحث بطاطو والصحيح هو في العشرينات من القرن الماضي. ولا بد من القول ان ذلك لا يقلل من اهمية الكتاب في دعم وتعزيز عملية تدوين وتوثيق تاريخ الحركة الشيوعية في العراق بمصداقية وامانة اكاديمية . واخيرا لا بد من القول ان مناقشة الاطروحة كان في يوم 14 شباط 2010 وهو ذكرى اعدام الشهيد الخالد فهد ورفاقه عام 1949 وقد حصل الباحث على تقدير جيد جدا عالي، الكتاب من اصدار دار الحصاد سوريا / دمشق وبـ 278 صفحة من الحجم الكبير . تحية للباحث سيف عدنان القيسي على جرأته وجهده واصراره على مواصلة البحث في نفس المسار رغم كل المعوقات والصعوبات وخصوصا اذا علمنا انه شاب في مقتبل العمر .
#خالد_حسين_سلطان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الشمس التي غربت مبكرا*
-
حسن عوينة الانسان والمناضل والشهيد
-
الشهيد محمد الخضري . . . ثوري من الطراز الأول
-
الشهيدة سحر أمين منشد نجمة براقة في سماء العراق
-
حياة شرارة الثائرة الصامتة
المزيد.....
-
سيارتو ينتقد حجب شبكة RT في الاتحاد الأوروبي
-
البرلمان الفرنسي يصوت بالأغلبية لسحب الثقة من الحكومة
-
دفن شاب مصري بإيطاليا لقي مصرعه في مطاردة مع الشرطة
-
قوات خاصة إسرائيلية تقتحم مستشفى بمدينة نابلس وتختطف جريحا ف
...
-
لافروف يصل مالطا لحضور اجتماع وزراء خارجية منظمة الأمن والتع
...
-
من المسافة صفر.. مسلح يقتل رئيس أكبر شركة أمريكية للتأمين ال
...
-
وزير الخارجية الإيطالي: على زيلينسكي تقديم تنازلات مع تقدم ا
...
-
الشرطة الكندية تطلق النار على مشتبه به طعن أشخاصا في فانكوفر
...
-
إصابة طالبين في إطلاق نار بمدرسة أمريكية ومقتل المشتبه به
-
الصحفية الفرنسية مارين فلاهوفيتش: هل قتلت بسبب دعمها لغزة؟
المزيد.....
-
-فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2
/ نايف سلوم
-
فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا
...
/ زهير الخويلدي
-
الكونية والعدالة وسياسة الهوية
/ زهير الخويلدي
-
فصل من كتاب حرية التعبير...
/ عبدالرزاق دحنون
-
الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية
...
/ محمود الصباغ
-
تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد
/ غازي الصوراني
-
قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل
/ كاظم حبيب
-
قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن
/ محمد الأزرقي
-
آليات توجيه الرأي العام
/ زهير الخويلدي
-
قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج
...
/ محمد الأزرقي
المزيد.....
|