أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نضال نعيسة - دروس بابا عمرو














المزيد.....

دروس بابا عمرو


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 3663 - 2012 / 3 / 10 - 12:52
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


لبابا عمرو خصوصيته الأثيرة، فهو، من وجهة نظر جغرافية وديموغرافية، وكأي حي شعبي سوري آخر، له مكانة خاصة في قلب كل وطني سوري، وشكل أنموذجاً لذاك التعايش التاريخي بين السوريين، والحاضن الطبيعي والموّلد لتقاليد الحياة الشعبية السورية، بما فيها من عبقرية، وإبداع، وجمال، وبساطة، وعراقة، وأصالة. لكنه اتـُخِذَ، من جانب آخر، ومن دون رغبة من سكانه البسطاء الطيبين المسالمين، كبؤرة لتجمع عصابات الفاشيست الوهابية ومرتزقة وجرذان الناتو الطائفيين(1)، ومركزاُ دولياً مرتبطاً بالأقمار الصناعية للتحكم والاتصال وقيادة عمليات التمرد الأوسع في سوريا، كما كان مخططاً لها، تمهيداً لضرب استقرار وأمن سوريا، وتفكيك وحدة الوطن السوري إلى كيانات مصطنعة هزيلة متناحرة ومتصارعة طائفياً، ومذهبياً، وعرقياً وفق "الكاتالوج" البلقاني المعتمد أمريكياً، لضرب استقرار الدول وتفكيك وحدتها الوطنية، كما هو الحال في البلقان، والعراق، وفلسطين (دويلتي ابن عباس، وغزة-ستان)، وليبيا مع الإعلان الأحدث عن استقلال إقليم برقة الليبي.

لكن الهزيمة الساحقة التي مني بها المرتزقة المسلحين وعصابات الناتو التي اتخذت من حي بابا عمرو الحمصي مركزاً لها، مزودين بتقنيات عسكرية وفضائية عالية، ومتطورة، وسقوط هذ المخطط لم يكن إلا إلا تعبيراً رمزياً عن هزيمة أكبر لمن كان يقف وراء تلك العصابات المسلحة من قوى إقليمية، تقع إسرائيل(2) في مقدمتها، ويليها على التوالي عربان الخليج، والأوروبيون، وفوق هؤلاء جميعاً، الخاسر الأكبر في كل الحروب التي تخوضها والنزالات التي تتنطح لها، ويـُقصد بها الولايات المتحدة الأمريكية.

لقد كانت المواجهة عسكرية الطابع، احترافية عالية المستوى بكل المقاييس التقنية والعسكرية والاستراتيجية والللوجستية، بين قوى مدربة جيداً،(3) وكانت في وجهها الآخر عملية تجريب، واختبار للقوة لإرادات القتال، وقدرات إدارة الصراع ومن ثم الانتصار فيه، وامتحاناً لمن لديه القدرة على امتلاك الأرض، والتحكم بها، وتوجبهها استراتيجياً بما يخدم أجندته، بقدر ما كان امتحانا لنوايا أطراف الصراع وقدرتها على الثبات. لقد تم إرسال تلك المجموعات المسلحة، وإدخالها إلى الساحة السورية، كبالون اختبار من قبل القوى الدولية لاختبار مدى قوة وصلابة الجانب السوري، وقدرته على الصمود، والسوريون لم يستخدموا إلا عشرة بالمائة من القوة السورية الضاربة براً وبحراً وجواً، وذلك قبل الإقدام على المغامرة والحماقة الكبرى التي يحلم بها المجلس الاسطنبولي، وعربان الخليج، وإسرائيل، والتي ستعني في ظل موازين القوى والكثافة النيرانية الهائلة على الأرض، دماراً شاملاً سيحيق بأربع أطراف الإقليم.

وفي الحقيقة كان هناك تضليل عام وشبه دائم من قبل ما تسمى بالمعارضة السورية، وحلفائها من الأعاريب، حول الأوضاع العامة في سوريا بشكل عام، بقدر ما كان هناك خداع وتضليل أيضاً وتهوين بالقدرة العسكرية السورية على نحو خاص، وتقليل من شأنها في محاولة تلك المعارضة لاستجرار واستجلاب تدخل عسكري سهل في سوريا. غير أن الأمريكيين، وبعد خسائرهم المذلة المتلاحقة، كانوا أذكى بكثير من أولئك الطامحين بتدخل عسكري مباشر ويدركون على ما يبدو حقيقة وطبيعة القوة السورية. فما إن خمد أزيز الرصاص في بابا عمرو، ورفعت العصابات المسلحة رايات الاستسلام وفر قسم منها إلى لبنان، حتى انبرى قوم "الناتو" إلى إطلاق سيل المبادرات الدبلوماسية، وتم إرسال الموظف الأمريكي السابق كوفي عنان إلى سوريا، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه والحفاظ على ماء وجه الحلف التركي-الفرنسي- الأمريكي وأذنابه من العربان من الانهيار والاكتفاء من الغنيمة بالإياب.

اللعب صار على المكوف وأضحى الصراع عسكرياً بحت، ولذا أعتقد، وفي ضوء ميزان القوة الموجود وتجربة ودرس بابا عمر القاسي التي غيرت وجهة ودفة الصراع وأظهرت الجيش السوري كلاعب فاعل ومؤثر، لا يمكن تجاوزه، ووجودة كثافة صاروخية لا يمكن الوصول إليها وتدميرها، وانقلاب المعطيات، بسبب ذلك، كلياً، فإذا فكرت أمريكا والناتو وإسرائيل بارتكاب اية حماقة، وضرب سوريا، فإنه لن يكون هناك مطارات، ولا حاملات طائرات، ولا قواعد عسكرية سترجع لها الطائرات التي تفكر أن تغير على سوريا، وقد يكون البحر أو صحراء الجزيرة العربية خير قبور لها. على الجميع الإقلاع عن الخيار العسكري فالحرب على سوريا ليست نزهة ولا ترفاً لأحد وعلى الجميع إدراك هذه الحقائق، ومن دون الإشارة إلى العمق الاستراتيجي السوري الإقليمي والدولي، وتلكم قصة أخرى، لا لزوم للتذكير بها، في الوقت الحالي على أية حال.

(1)- تابعوا هذا الشريط المخجل والمشين للثوار السلميين والملائكة المساكين:
http://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=-OIzMKg_YP8
(2)- دخل آفي ديختر ، رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلية الداخلية الشاباك جهاز الأمن الداخلي في إسرائيل ويدعى أحيانا بالشين بيت (ش ب) اختصارا لاسمه العبري (شيروت بيتحون كلالي) الذي يعني جهاز الأمن العام، على خط الثورة السلمية وأعلن رئيسه دعمه وتأييده للثورة السلمية المسلحة وتساءل أين الجامعة العربية، أين الأمة العربية، ويستنهض العربان بالقول: "وين الملايين"، على طريقة جوليا بطرس، ولله في ثواره شؤون وشجون: تابعوا:
http://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=ITZbr7L2rcE

(3) لا ننسى بلاك ووتر هنا، الموجودة بقوة، فكثير من الجرائم وعمليات الخطف ارتكبت وفق طريقتها وأسلوبها الدموي المعروف.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتحار حماس
- سفاه الشيخ: القرضاوي يقرّع حكام الإمارات
- عقوبات أم معونات؟
- بدون سوريا
- يوم سوري حزين: لا للدساتير الفاشية
- لماذا لا يكون دستور سوريا علمانياً؟
- سوريا: هزيمة المشروع المدني والحضاري
- -العهدة- الدستورية والذمّيون الجدد في سوريا
- لصوص الإعلام السوري
- السيناريو السوري
- رسائل موسكو القوية
- سقوط الفاشية الوهابية في سوريا
- أبعد من الفيتو الروسي الصيني
- ماذا عن ولاية المرأة في الدستور السوريِ الجديد؟
- الثورة السورية المخصية
- المادة الثالثة: وجعلناكم بعضكم فوق بعض درجات
- إفلاس العرب
- سوريا: المسلم قائداً للدولة والمجتمع
- المادة الثالثة في الدستور السوري: عودة الخلافة الإسلامية
- رسالة إلى معارض سوري


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نضال نعيسة - دروس بابا عمرو