أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نضال نعيسة - إفلاس العرب















المزيد.....

إفلاس العرب


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 3618 - 2012 / 1 / 25 - 15:03
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


من المضحك والسخف تماماً الاستماع، أو تضييع وإهدار أي جزء من الوقت الثمين بأي شيء يخرج ويصدر عن العرب، أو "ثوار" سوريا وكرازياتهم الكبار، أو الاهتمام بما يقولونه وهم لا حيلة لهم، ولا حول ولا قوة، وليسوا، في المحصلة، سوى مجرد أدوات رخيصة وبيادق بيد قوى كبرى تستخدمهم لتمرير مشاريعها. فلقد أخطأت ما تسمى بـ"الثورة السورية"، كثيراً، وارتكبت خطيئتها الأكبر بالانضواء تحت العباءات الصحراوية الضعيفة والعاجزة(1)، وأسلمت قيادها لمن هم، أيضاً، مجرد مطايا وأدوات غربية، والتعويل على من يسمون أنفسهم بالعرب، وما تهديد رموز هذه الثورة بالعودة والذهاب إلى مجلس الأمن إلا دليل ساطع على عجز، وفشل، وإفلاس الخيار العربي، والإقرار بالهزيمة جراء التعويل على هؤلاء العرب في أي شيء.

المعركة الدائرة، اليوم، في سوريا، وبقسمها الأكبر إعلامي سيكولوجي تهويلي، تروم إيقاع الرعب والخوف وبث اليأس والفزع في نفس المتلقي والمستهدف، ووضعه في أجواء كارثية ومأساوية وتصورات سوداوية قاتمة، مغلقة ومسدودة، وخلق حالة من الوهم المضخم لديه، بغية صرعه نفسياً أولاً، وكي يصاب بحالة من الخوف والهلع وينهار ويفر، تالياً، من ساحة المواجهة، ويتركها لثوار الناتو بلحاهم الكثة ودشاديشهم الصحراوية و"آربيجاتهم"، كي يأتي القرضاوي ويخطب فيهم خطبة الفتح المبين العصماء. والسؤال ما الذي لدى العرب؟ وما هي أوراق قوتهم، طبعاً، غير الارتزاق، والارتهان، والتآمر والتواطؤ والتبعية؟ بل ما الذي لدى الغرب، ذاته، الذي يستقوون بهم وبهمروجة "التدويل" التي يلوحون بها، ويشهرونها في كل معترك، ويرددونها على مسامعنا ليل نهار، وهو الخارج من حروب خاسرة ومدمرة وصلت شفير كوارث اقتصادية ماحقة(2)؟ وهنا نقول لقد كان التعريب، من الأساس، أي نقل الملف للجامعة العربية، بديلاً عملياً، وخياراً قسرياً لجأ إليه الغربيون، بعد فشل التدويل، سابقاً، الذي انكسر على جدار الفيتو الروسي- الصيني الفولاذي والحازم جداً، ولكي يبقي المعسكر الغربي الجرح السوري نازفاً ومفتوحاً، ويتصدر واجهة الخبر، أرسل الكرة والملف السوري للعرب، الذين يحاولون، اليوم، وبعد الخيبة والفشل الذريع الذي منوا به أيضاً في "مجلس" الجامعة هذه المرة، إعادة الملف إلى مجلس الأمن. فما هي عوامل وممكنات نجاح التدويل اليوم بعد أن أصيب بالهزيمة والخذلان في المرة الأولي؟ أو بكلمات أدق، ما الذي تغيـّر حتى ينجح خيار التدويل هذه المرة، التي أصيب سلفاً في مقتل، مع التطورات الأحدث، ونعني نشر تقرير بعثة الجامعة العربية، حول حقيقة الأوضاع في سوريا؟

لقد أتى تقرير الفريق السوداني محمد الدابي كوقع الصاعقة على عرب الجامعة، قبل غيرهم، وكشف على نحو رسمي موثق، تجاوز العصابات الإجرامية التي تعيث خراباً ودماراً وتقتيلاً على الأرض السورية، وبدا الدابي، ويا للمفاجأة، سواءً وهو يتلو تقريره، أو في المؤتمر الصحافي الذي عقده في اليوم التالي في مبنى الجامعة العربية، وكأنه يعيد نقل، وعلى مسمع ومرأى الجميع، وعلى نحو حرفي، نسخة من الرواية الرسمية السورية وأن جهات في وزارة الإعلام السورية هي من دبـّجت، وخطـّت، وكتبت ذاك التقرير، وليس بعثة من الجامعة العربية كان يعتقد أنها ستخرج تقريراً يتواءم مع الحملة الإعلامية الشرسة والزائفة والملفقة التي تتعرض لها سوريا ويكرس فبركاتها، غير أن التقرير أطاح بكل تلك التوقعات، وخلق واقعاً جديداً، قلب كل المعطيات الموجودة، ما حدا بالوزير القطري والسعودي، باللجوء والتهديد بمجلس الأمن، ونقل الملف مرة جديدة إليه، وحيث ينتظرهم الروس والصينيون ومجموعة البريكس، بفارغ الصبر، وعلى أحر من جمر الغضب الذي كان على وجه الوزيرين وهم يستقبلون سهام الدابي القاتلة.

وبهذا، تعزز جداً الموقف الروسي، وقويت حجته، كما شكيمته، للمضي نحو النهاية في تبني الموقف السابق، والدفاع عنه بالوثائق "العربية"، ما يدفع للاعتقاد، وعلى نحو جازم وحاسم، بأن شيئاً ما لن يطرأ على الموقف الروسي، لأن التقرير أعطاه دفعة قوية، وتوثيقاً عربياً رسمياً، وبات بإمكان الروس، اليوم، إشهار هذا التقرير بوجه كل من يأخذ على الروس سياستهم هذه وموقفهم الصلب(3). ولا حاجة هنا، بعد الآن، للتدليل على مصداقية الروس وصوابية وصحة موقفهم فيما يتعلق بالأحداث الجارية في سوريا، فقد زاد التقرير من ثقتهم بأنفسهم هذه المرة أكثر من ذي قبل، وأوضح، في ذات الوقت، للرأي العام العالمي الكثير من الإبهام الذي اكتنفه حيال الموقف العنيد القوي والداعم للسوريين.

مقابل انكسار وانهزام وافتضاح وعجز وإفلاس العرب، فقد قويت شوكة سوريا والسوريين، وثبـّتوا أقدامهم أكثر في نزالهم المصيري وأضافوا نصراً جديداً، إلى رصيدهم المعنوي، والأخلاقي، والمادي الحافل على الأرض، نقول مقابل ذلك تم توجيه ضربة قاصمة وجديدو، وخسارة مهينة ومجلجلة تصيب أهل الناتو وأجراءهم من العرب المفلسين والخائبين والعجزة المتخبطين بدوامات الإفلاس واليأس والقنوط والإحباط. وأخشى ما أخشاه أن يعيد الأطلسيون الملف للجامعة العربية، مرة ثالثة ورابعة وخامسة، نتيجة فشل قادم متوقع ووارد، للتدويل أيضاً، هذا والعلم عند الله.

(1)- كم تبدو هذه الثورة وثوارها بائسين ومفلسين وعاجزين وهم يتوسلون ويستجدون دعماً وقوة وتأييداً، لم يجدوه على الأرض لسورية، ويطلبون المساندة من هذا وذاك، وتارة من العربان، وتارة من الغرب، وأخرى لا ندري من أين، وينتقلون بذلك من فشل إلى آخر.

(2)- علـّقت فرنسا مشاركتها العسكرية في أفغانسـتان بسبب مقتل 4 من جنودها بنيران صديقة ، ولا تعرف أمريكا كيف ستنفذ بجلدها من هناك.

(3)- من المعيب، والفجاجة، الإفلاس الأخلاقي التام، وهناك اليوم مواقف روسية تؤكد السياسة السابقة، أن يتم نشر تصريح سابق بتاريخ 23 تشرين ثاني/ نوفمبر على أنه حديث وجديد، لعضو مغمور في البرلمان الروسي، لا يقدم ولا يؤخر ولا يعبر عن مسار السياسية الخارجية الروسية، ويقال أنه بداية لتحول وتكويعة في الموقف الروسي، هلل له المفلسون والعاجزون، كان قد قال فيه، إن روسيا قدمت كل شيء لسوريا ولم يعد لديها المزيد، والأنكى من ذلك أن يقوم مفلس آخر يعمل كرئيس "تزوير" في لندن، بكتابة مقال افتتاحي في صحيفته الصفراء مجهولة ومشبوهة التمويل، بعنوان تضييق الخناق على سوريا، يبنيه في معظمه على هذا التصريح الخلبي الفاشل، ويضع الاستراتيجيات والتصورات لمستقبل سوريا والمنطقة، وربما العالم، بناء على تصريح قديم زائف وكاذب وفاقد الصلاحية. إن لم يكن هذا هو الإفلاس بعينه فما عساه أن يكون؟



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوريا: المسلم قائداً للدولة والمجتمع
- المادة الثالثة في الدستور السوري: عودة الخلافة الإسلامية
- رسالة إلى معارض سوري
- غزو سوريا
- قطر بين عجز التعريب وفشل التدويل
- نعم ثوار ولا نخجل
- احذروا الدب الروسي
- الأسد: خطاب التحدي والانتصار
- لماذا الخوف من التدويل؟
- صدف ثورية أغرب من الخيال
- اضحكوا على دبابات برهان غليون
- انشقاقات الثورة السورية
- انتقام إسرائيل
- لماذا سأنضم للثورة السورية؟
- عروش بلا جيوش
- مفتي الناتو الجليل
- ورطة العرب في سوريا
- لماذا بق برهان غليون البحصة؟
- سوريا تشكّل العالم الجديد
- الجيش السوري في دائرة الاستهداف


المزيد.....




- كوريا الشمالية: المساعدات الأمريكية لأوكرانيا لن توقف تقدم ا ...
- بيونغ يانغ: ساحة المعركة في أوكرانيا أضحت مقبرة لأسلحة الولا ...
- جنود الجيش الأوكراني يفككون مدافع -إم -777- الأمريكية
- العلماء الروس يحولون النفايات إلى أسمنت رخيص التكلفة
- سيناريو هوليودي.. سرقة 60 ألف دولار ومصوغات ذهبية بسطو مسلح ...
- مصر.. تفاصيل جديدة في واقعة اتهام قاصر لرجل أعمال باستغلالها ...
- بعد نفي حصولها على جواز دبلوماسي.. القضاء العراقي يحكم بسجن ...
- قلق أمريكي من تكرار هجوم -كروكوس- الإرهابي في الولايات المتح ...
- البنتاغون: بناء ميناء عائم قبالة سواحل غزة سيبدأ قريبا جدا
- البنتاغون يؤكد عدم وجود مؤشرات على اجتياح رفح


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نضال نعيسة - إفلاس العرب