أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نضال نعيسة - قطر بين عجز التعريب وفشل التدويل















المزيد.....

قطر بين عجز التعريب وفشل التدويل


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 3609 - 2012 / 1 / 16 - 15:19
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


مع النجاحات السورية النوعية دبلوماسياً ولوجستياً، تتبدل وتتغير وتتنوع خيارات التعاطي مع الملف السوري التي تبدو متخبطة وبلا هدف واضح إلا إبقاؤه -أي الملف - في الواجهة واستمرار هذه الصورة دائماً في المقدمة، طالما أن باب وبوابات ونوافذ مجلس الأمن مغلقة بإحكام أمام أي قرار دولي، لا بل هناك خلافات جوهرية واضحة وحادة وتباين جذري في المواقف بين الأعضاء المالكة لحق النقض الفيتو حيال الحدث السوري، ما يجعل الإجماع على قرار ورؤية موحدة حوله يرتقي، تماماً، إلى حد المعجزة الدبلوماسية الحقيقية. ويعكس تعدد المبادرات وتنوعها، أيضاً، حالة العجز واليأس والانسداد الذي أصاب المخطط ومصنـّعي الربيع العربي حيث جرت الرياح السورية بغير ما تشتهي سفن برنار هنري وشركاه، فكانت هذه الحالة من التخبط والتهلوس والارتباك الواضح على وجوه وتصريحات وأفعال وتحركات هذه الأطراف، بحيث وصلت الكوميديا السياسية الأردوغانية حد ذهاب داوود أوغلو متوسلاً ومستجدياً حزب الله أية "تكويعة"، وانعطافة، ضد سوريا، مغدقاً عليه ذات الوعود الفارغة إياها.
وآخر ما حرر في حالة الارتباك الأطلسي-الخليجي- الأردوغاني، وتنقـّل الملف من التدويل الفاشل إلى التعريب الأفشل، وآخر سهم في جعبة من لا زال يفكر بسيناريو تدميري في سوريا، هو قيام أمير قطر بطرح فكرة إرسال قوة عربية إلى سوريا، وسط خلافات عربية واضحة، بلغت حد إحجام الدول العربية، التي أصدرت قرار بعثة المراقبين العرب إلى سوريا، عن الإسهام في حصتها المالية لتمويل عمل المراقبين "المفلسين" مالياً، اليوم، والذين باتوا يصرفون من جيوبهم اليوم لأن البروتوكول لا يقضي بتحمل سوريا أي قرش من مصاريفهم ونفقات عملهم، ولم تقم سوى أربع دول، بتسديد حصتها في ذلك، فما بالك بالإجماع أولاً، ومن ثم تسديد فاتورة تدخل خرافية بهذا الحجم، عبر إرسال قوات عربية إلى سوريا وترنح دول المنطقة كل بمشاكله وكل على قدره وحجمه؟ ولا نعتقد أن عاقلاً في المنطقة يفكر بكابوس حرب عربية-عربية يصعب التكهن بمساراتها ومآلاتها الكارثية على الجميع؟
ولمناقشة استحالة تنفيذ هذا الاقتراح من عدة وجوه، وناهيكم عن الرفض الدولي له الذي تجلى بالتصريح الرسمي والواضح لويليام هايغ وزير الخارجية البريطاني، والذي لا يمكن- أي التدخل- أن يندرج سوى في سياق تلك الحرب الإعلامية والنفسية والتدخل السافر في الشأن الداخلي السوري ومحاولات تسعيره كلما بدا أن الأمور تسير نحو التهدئة، وهنا يمكن القول، بداية إنه لا يوجد أي إجماع لا عربي ولا عالمي حوله، وهناك خلافات عميقة، وتصدعات ظاهرة، ومواقف متباينة بين الجميع، فإذا كان الناتو، الذي يملك الإمكانيات اللوجستية والفنية والعسكرية الهائلة لذلك لم يفكر به، وألغى الفكرة نهائياً، فلا ندري كيف ستقوم أية قوة أخرى غير مؤهلة ولا تملك أياً من قدرات الناتو الضاربة للتدخل في سوريا؟ وإذا كانت تركيا، المؤهلة كما هو مفترض أكثر من غيرها، والمعول عليهاً، أساساً، للقيام بهذا الدور، لأسباب شتى، قد ألغت هي الأخرى الفكرة نهائياً، فكيف يتنطح البعض لهذا الأمر، هذا إذا أخذنا بالحسبان أن من أقام المنطقة العازلة، التي طالما هددوا بها، ووصل إلى الحدود التركية، وفرض الأمن، ومنع التسلل من هناك، هو الجيش العربي السوري، عبر نشر الفرقة السابعة على الحدود السورية التركية بكل تحد وجرأة، وفي رسالة قوة لا تهادن، وبالغة الدلالات للأتراك قبل غيرهم من حلفائهم المحليين، والإقليميين، والدوليين، وسط صمت وذهول وتراجع وانكفاء تركي واضح.
ولا أدري أيضاً أي قصور في النظر السياسي، والرؤية الجيواستراتيجية، يتيح إنتاج مثل هذا الطرح القاصر في ظل استمرار وجود دولة مركزية سورية قوية، وجيش وطني سوري ضارب ومتماسك ومسيطر على الوضع، ويتمتع بقدرات دفاعية وهجومية وصاروخية خارقة تحيـّد سلاح الجو تماماً، مع كثافة نيران عالية، أبرزتها المناورات العسكرية الصاروخية الأخيرة التي تجعل من أي تقدم عسكري معاد مجرد محاولة انتحار فاشلة وغبية محكومة بالهزيمة والفشل لا غير، واستطاع هذا الجيش الوطني البطل، وبعد عشرة أشهر من العدوان الأطلسي-الخليجي-التركي، أن يتصدى للمؤامرة، ويحافظ على الأمن، ووحدة التراب السوري، ببراعة ومهنية عالية، فكيف ستتمكن هذه القوة العربية المفترضة الهزيلة والبائسة، هذا بافتراض تشكيلها وفق المعطيات المستحيلة، من اختراق كل تلك الموانع الطبيعية والاستراتيجية، والحدودية، والوصول إلى سوريا وفرض أجندتها وبرنامج عملها على الأرض وكأن سوريا، وجيشها الوطني البطل، وشعبها الحر مغيبون تماماً، وهي أرض مستباحة لهذا وذاك؟
الأمر الآخر الأكثر أهمية، ينسى، أو ربما يتناسى البعض، وفي غمرة سكرة الارتهان والاستذلال عبر الدعم والتوريط الغربي والفورة البترودولارية، أن سوريا تقع ضمن منظومة إقليمية مؤثرة، وقائمة على الأرض، وتشكل سوريا عصبها، وحلقتها المفصلية، ولها دور فاعل فيها، ما يجعل إسقاطها، هو إسقاط غير وارد، ومستحيل أصلاً، لهذه المنظومة التي تداعب اليوم القوى الكبرى، وتدغدغهم في مضيق هرمز، والخليج الفارسي، وغير مكان، أضيف إليها المحور الجديد المعروف بالبريكس، وانضم، مؤخراً لها العراق، بكل ثقله الاستراتيجي والمعنوي والمادي والبشري، بـُعيد الانسحاب المهين والمذل للقوات الأمريكية منه أواخر الشهر الماضي، ما يعقـّد المسألة أكثر، ويجعل أي تدخل أو اعتداء عسكري إعلاناً لحرب عالمية ثالثة لن تبقي ولن تذر، ومن تراجع من الغربيين عن الفكرة، يدرك ذلك تماماً، وفداحة الأمر كونياً، وهذا يفسر، أيضاً، هذا الاستهداف الإرهابي المجنون للعراق في الآونة الأخير الأمر الذي يدل على مركزية العدوان والمخططين له.
لكن الأهم من هذا وذاك هو الموقف الصيني -الروسي الحاسم والصامد، وبشقه الروسي تحديداً التصعيدي، والمتصاعد في منع أي لعب بالخريطة السياسية القائمة، ولمحض مصالح استراتيجية روسية قومية وخاصة، وليس كرمى، أو لسواد عيون السوريين مع كل التقدير لهذا الموقف الروسي العظيم من الاعتداء على سوريا، فروسيا ليست جمعية خيرية ولا عواطف في السياسة والاستراتيجيا. وناهيك عن الرسائل اليومية والإرسال الرمزي لحاملة الطائرات كوزنتسوف، فأحدث ما حرر في هذا الصدد هو التصريح الناري والعنيف اليوم لرئيس وزراء روسيا، والرئيس القادم، رجل الكي جي بي السابق، وروسيا القوي اليوم فلاديمير بوتين الذي يحدد معالم المرحلة المقبلة على نحو شامل وفاصل، إذ قال وبالحرف الواحد: " نحن أمام عملية تحول جذري للنظام العالمي وانتهت ظاهرة أحادية القطب". (انتهى). أي إنها عودة للحرب الباردة بكافة سيناريوهاتها واستقطاباتها وتوازن الرعب الذي كان قائماً بها، والذي يعني، أو منع، عملياً، الولايات المتحدة وحلفاءها طيلة نصف قرن كامل من مجرد التفكير بالإقدام على أية حماقات عسكرية في العالم.
فهل هناك من لا زال يفكر بالعبث بأمن واستقرار سوريا تحت أي غطاء، وهمروجات كهمروجة الإصلاح والربيع العربي، مع وجود كل هذه المعطيات وغيرها، التي تشي، جميعاً، وتقول بضرورة الكف والتوقف وعدم هدر وقت البعض الثمين جداً، بالتفكير في سوريا وشؤونها الداخلية العصية جداً، على الصغار والكبار كما بدا حتى الآن، وترك مالله لله، وما لسوريا لسوريا وشعبها الحر الأبي العظيم بوقفته البطولية الرائعة ضد العدوان وأدواته، فالنتيجة ستكون صفراً "مكعباً" تماماً، وعلى الشمال، وهو بالتأكيد غير الصفر والتصفير الشهير لطيب الذكر رسول أردوغان الخائب إلى حزب الله.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نعم ثوار ولا نخجل
- احذروا الدب الروسي
- الأسد: خطاب التحدي والانتصار
- لماذا الخوف من التدويل؟
- صدف ثورية أغرب من الخيال
- اضحكوا على دبابات برهان غليون
- انشقاقات الثورة السورية
- انتقام إسرائيل
- لماذا سأنضم للثورة السورية؟
- عروش بلا جيوش
- مفتي الناتو الجليل
- ورطة العرب في سوريا
- لماذا بق برهان غليون البحصة؟
- سوريا تشكّل العالم الجديد
- الجيش السوري في دائرة الاستهداف
- القرآن وأنبياء الربيع العربي
- وا برناراه!!!
- لا لعودة سفراء الأعراب لدمشق
- مرحباً بالمقاتلين الليبيين
- نعم لعقوبات عربية على هؤلاء


المزيد.....




- رصدته كاميرات المراقبة.. شاهد رجلًا يحطم عدة مضخات وقود في م ...
- هل تعلم أنّ شواطئ ترينيداد تضاهي بسحرها شواطئ منطقة البحر ال ...
- سلطنة عُمان.. الإعلان عن حصيلة جديدة للوفيات جراء المنخفض ال ...
- في اتصال مع أمير قطر.. رئيس إيران: أقل إجراء ضد مصالحنا سيقا ...
- مشاهد متداولة لازدحام كبير لـ-إسرائيليين- في طابا لدخول مصر ...
- كيف تحولت الإكوادور -جزيرة السلام- من ملاذ سياحي إلى دولة في ...
- محاكمة ترامب -التاريخية-.. انتهاء اليوم الأول دون تعيين مُحل ...
- حزب الوحدة الشعبية الديمقراطي الأردني في عمان يتقبل التهاني ...
- كاتس يدعو 32 دولة إلى فرض عقوبات على برنامج إيران الصاروخي
- -بوليتيكو-: الاتحاد الأوروبي بصدد فرض عقوبات جديدة على إيران ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نضال نعيسة - قطر بين عجز التعريب وفشل التدويل