أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أشرف انور - نصف الأية















المزيد.....



نصف الأية


أشرف انور

الحوار المتمدن-العدد: 3659 - 2012 / 3 / 6 - 09:14
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الأستاذ المحترم / سلامة شومان
تحية طيبة وبعد تمنيت أن ترد على طلبى السابق فى ان لديك القدرة على النقاش دون السباب ولكن للأسف لم ترد على
لذلك سأعتبر تلك الكلمات ليست لك فقط بل لكل من يحب أن يعرف روح الحق .
أن تكون لديه الشجاعة على النقاش العملى دون تجريح أن يستطيع أن يتقبل الأخر ولن تستطيع ذلك ألا لو قبلت نفسك أولا فالسيد المسيح بيقول ( ماذا ينتفع الأنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه ) ولا أتمنى لك أو لغيرك أن تخسر نفسك وتربح الأخرين ليديم الله عليك أيمانك طالما لا يدفعك الى تقبيح أيمان الأخرين . فانا عرفت الخلاص فى يسوع وغيرى ماتوا فى ظلم وأضطهاد وفى أحيانا كثيرة فى حق وفى أخرى أحساس القوة الذى يحول أتباعه الى أجساد بلا عقل لأن قوة الجسد ليست هى مانملكه فقط فنحن أتباع يسوع المسيح نملك قوة الروح منذ البدء .
وحتى لا أطيل عليك سأرد على 56 أيات أستخدمتهم فى الرد على . للأسف يا أستاذ / سلامة وغيرك كثيرون لضعف الحجة أو قلة المعرفة ينقلون عن الأخرين سبابهم وأفكارهم وأنا أتحدى أياك والكثيرين ممن يهاجمون المسيحية أن يكونوا قد قرأو الأنجيل المقدس لذلك يفرحون ويهللون ويقولون كداروين وجدتها وجدتها حال خروج أحد مهاجمى المسيحية بأية لفظ أو قول ويترجمونه كما يحلوا له لأن الأنجيل موضوع واحد متكامل من صفحته الأولى الى النهاية . وحتى لا أطيل عليك أستاذ / سلامة أرجوك لاتتبع نصف الحقيقة وتترك نصفها كما تعلمنا فى الجامعات لاتكون كمن يتمسكون بنصف الأية ( ولا تقربوا الصلاة ) حجة لكى لا يؤدى فرض الصلاة المفروضة عليكم. ويترك النصف الثانى من الأية وهى ( وأنتم سكارى ) . فلا تقتطع الأيات الأنجيلية من سياقها لتفوز بكلمات تفسرها حسب أهوائك وما دفن بقلبك.
وقد تتعجب لما أهتممت بالرد عليك فى رسالة مطولة ولكن أقول لك ليست الرسالة لك فقط بل لكل من تسول له نفسه أن يغتال فرحال وينهش فى كتابنا المقدس لأنه منذ البدء حاول فلاسفة ومعلمين ومدعين أن بسقطوه او يهزوا مكانتهم فما كان من الله ألا أن وسع من محبته وأنتشاره .
لذا الى موضوعنا :
فى القول الأول لك فى ردك على موضوعى المنشور عن تهجير الأقباط فى مصر وليتك رجعت الى حقائق التهحير فى العراق مثلا ولماذا قتل الألاف وهجر الملايين لكنت وجدت كلامى وفهمت معناه فالموضوع المنشور لايداين المسلمين ولكنه يداين أستخدامهم فى مخطط أكبر يشمل الوطن العربى وتقسيمه .
أولا : كتبت الأية التالية :
(( أنى سوف أرسلكم كغنم فى وسط الذئاب فكونوا ماكرين كالحيات وودعاء كالحمائم ))
ولم تذكر الشاهد وفى اية بشارة أتت وما مناسبتها لذلك تمهل وأسع صدرك وعقلك للتعليم
الأية وردت فى أنجيل ( البشارة المفرحة ) متى الأصحاح 10العدد
بدأة ذكرت كلمة ماكرين وهى حكماء فلما التلاعب بالألفاظ فرق كبير بين الحكمة والمكر
( والله خير الماكرين ) تختلف عن ( الله حكيم عليم )).
وغيرت كلمة ودعاء الى كلمة بسطاء
وأتت الكلمة فى اللغة الأنجليزية هكذا :
I am sending you out like sheep among wolves therefore be as shrewd as snskes and innonecent as doves
السيد المسيح أرسل تلاميذه، وها هو يخبرهم مقدماً بالآلام التى ستواجههم فرسالة التلاميذ هى نشر السلام، ولكن العالم الشرير سيواجههم بشره.
والسيد يسبق ويخبرهم حتى إذا ما رأوا تحقيق ذلك لا يفزعوا ولا يفاجئوا، بل يطمئنوا ويزداد إيمانهم، فمن يعرف المستقبل هو قادر أن يحميهم يوحناالأصحاح 29:14 + يو:16-4:1
كغنم فى وسط ذئاب= والعجيب أن هؤلاء الغنم حولوا الذئاب إلى غنم، ألم يتحول شاول الطرسوسى( بولس الرسول ) إلى غنم رو 36:8 بعد أن كان ذئباً فى 6:3. وربما يتسائل البعض لماذا لم يجعلنا الله أسوداً وسط الذئاب؟
1. حتى نعتمد عليه وحده كأسد خارج من سبط يهوذا رؤ5:5.
الله يعمل مع الغنم الوديع المتشبه به، فهو حمل الله. أماّ من يعتمد على قوة ذراعه، فهذا لا يُسَّر به الله (مزمور1:147 3 يشفي المنكسري القلوب، ويجبر كسرهم
4 يحصي عدد الكواكب. يدعو كلها بأسماء
5 عظيم هو ربنا، وعظيم القوة. لفهمه لا إحصاء
6 الرب يرفع الودعاء، ويضع الأشرار إلى الأرض)
2. . ويتركه ولا يدافع عنه. وكل من ينتقم لنفسه لا يرضى الله، وبهذا يصير الغنم ومعهم المسيح أقوى من الذئاب.
2. تصوَّر أن الرُسُلْ كانوا أسوداً فماذ كان يحدث ؛ سيهرب منهم الناس ولا يسمعون لهم، ولكن الناس إذ رأوا ضعفهم ورأوا قوة الله تعمل فيهم وتحميهم آمنوا بالله، فالغنم فقط هى القادرة أن تكرز. لأنى حينما أن ضعيف فحينئذ أنا قوى 2رسالة كورنثوس الثانية الأصحاح 12 عدد 9 و 10،
3. الله لا يعمل بنا إلاّ لو كنا ضعفاء حتى لا نفسد خطته، لذلك لم يرسلنا كأسود وسط العالم، فالقوة لن تكون سبباً فى نمو الكرازة، إنما الوداعة، وعمل المسيح بنعمته فينا. مثال:- ريشة الفنان عليها أن لا تختار الألوان، بل تترك هذا الفنان، أما لو تدخلت الريشة لتختار الألوان لخرجت لوحة فاسدة. والقوى إذا رأى ذئباً سيقتله غير عارف أن الله بحكمته وصبره سيحوله إلى غنم بعد قليل، فالله حوَّل الإمبراطورية الرومانية كلها للمسيحية بعد أن كانت إمبراطورية متوحشة.
حكماء كالحيات وبسطاء كالحمام= الحمام لا يحمل حقداً نحو أحد حتى لو ذبحوا أفراخها أمام عينها،
ولا تلقى فخاخاً لأحد.
والحمام يحيا فى جماعة محتفظين بالمحبة كما حياتنا فى الكنيسة يبتهجون معاً فى وحدة.
وحمامة نوح عادت لفلك نوح بينما أن الغراب عاش على الجيف.
وهكذا المؤمن لا يرتاح سوى فى الكنيسة تاركاً نجاسة العالم.
الحمامة بغصن الزيتون فى فمها صارت رمزاً للسلام والبساطة والمحبة
ولكن ليس معنى البساطة أن لا نكون حكماء. فيلتزم الإنسان المسيحى بحكمته حتى لا يصنع له أحدا فخاً، لا يعطى لأحد مجالاً أن يلقى له الفخاخ أو يخدعه.
ولكن لماذا تشبيه الحكيم بالثعبان؟
1) الحية تختبئ فى الصخر والمؤمن يحتمى فى المسيح.
2) الحية مطاردة من الجميع وهكذا المؤمنين (راجع بقية الإصحاح)
3) الثعبان يدخل من ثقب صغير لينسلخ عنه جلده العتيق فيخرج إلى حياة جديدة، والمؤمن يدخل من الباب الضيق ليخلع الإنسان العتيق ويلبس الجديد كورنثوس 9:3،10
4) الحية معروف عنها الحذر الشديد من الخطر. هكذا المؤمن فليحذر ولتكن عينه مفتوحة حتى لا يقع فى عثرة.
5) عندما يُقْتَلْ، يترك كل جسمه للضرب ولكنه يحفظ رأسه ويخبئها، ففيها حياته. وكيف نحتفظ برؤوسنا.
(أ) الرأس هو الإيمان بالمسيح، فلنتمسك بالايمان ولو خسرنا كل شئ. فالمسيح هو رأس الكنيسة (أفسس 23:5). إذاً هو رأسنا.
(ب) الرأس هو مكان الأفكار، والأفكار هى أداة إبليس لتحريك شهوات الجسم، فمن الرأس تأتى أفكار الشهوة والحسد والتذمر وتعظم المعيشة والحقد والإنتقام. وعلى المؤمن إذا هاجمته هذه الأفكار أن يصرخ للرب يسوع لينزع عنه هذه الأفكار فيحمى حياته.
إذاً فلنحافظ على أنفسنا بحكمة الحيات ولكن بوداعة الحمام وكسب ود الآخرين ومحبتهم ليستمعوا لتعاليم الملكوت وتفقد الذئاب وحشيتها.
.............................................................................................................
ثانيا : (( واما أنا فأقول لكم أن كل من يغضب على أخيه باطلا مستوجب الحكم ومن قال لأخيه رقا يكون مستوجب المجمع ومن قال يا أحمق يكون مستوجب نار جهنم ))
وللمرة الثانية تقتطع من سياق الأية لتبرر غرضك هل هذا أيمانك أن تكذب أو تخدع أتمنى أن لا يكون أيمانك بل هدفك فى تشويه أيمان الأخر
آيات (21،22):-
قد سمعتم انه قيل للقدماء لا تقتل ومن قتل يكون مستوجب الحكم.وأما أنا فأقول لكم أن كل من يغضب على أخيه باطلا يكون مستوجب الحكم ومن قال لأخيه رقا يكون مستوجب المجمع ومن قال يا أحمق يكون مستوجب نار جهنم.
نرى السيد المسيح هنا يتتبع البواعث الداخلية التى تدفع للخطية ليقتلع أصول الشر من النفس. والباعث على القتل هو الغضب، والسيد يحدد هنا ثلاث درجات.
1- الغضب الباطل= تحرك الغضب فى القلب وقوله أنه باطل أى صادر عن قلب شرير حاقد يفضى للعراك والقتل، وهناك غضب حميد قال عنه بولس الرسول " إغضبوا ولا تخطئوا"(أف 26:4) ولكن عموماً فغضب الإنسان لا يصنع بر الله (يع 20:1) وهذا الغضب الباطل يستوجب الحكم. والحكم هنا يعنى محاكم القرى وتتكون من (3-23) عضواً وقد يعنى الغضب الباطل، الغضب بسبب أمور تافهة وزمنية مهما بدت ذات قيمة، والغضب المطلوب هو غضب أب يغضب على إنحراف إبنه أو غضب معلم يغضب على إهمال تلميذه.
ولاحظ أن الدرجة الأولى هى غضب داخلى لم يصاحبه التفوه بكلمات إهانة.
2- من قال لأخيه رقا= هنا خرج الغضب إلى الخارج فى صورة كلمة استهزاء للآخر. وكلمة رقا كلمة سريانية تعبير عن إنفعال الغضب، كلمة إمتهان يمتهن بها الشخص على سبيل الإحتقار ( بدلاً من قوله أنت يقول رقا) وقد تعنى باطل أو فارغ أو تافه، أو كمن يستهزئ بأحد ويقول "هئ" فى هذه الحالة يستوجب الشخص أعلى هيئة قضائية فى ذلك الحين وهى السهندريم= المجمع وهو مكون من 70 شيخ، وهذا له أن يحكم الرجم. وكان حكم محاكم القرى يمكن نقضه أمام المجمع، ولكن حُكم المجمع لا يُنقض.
3- - من قال يا أحمق = هنا الشخص يعبر عن غضبه بكلمة ذم. فكلمة رقا كلمة بلا معنى ولكن هنا الحال أسوأ فكلمة أعمق كلمة جارحة، ومثل هذا يستوجب عقاباً أشد. فجهنم هى مكان إبليس الذى كان قتالاً للناس، ومن يترك نفسه للغضب يتشبه بإبليس فيكون معه فى جهنم. وكلمة جهنم تنقسم لقسمين
أ-جيه وعنى أرض ومنها GE OGRAPHY علم خرائط الأرض، GE OLOGY علم طبقات الأرض.
ب- هنوم وهو وادى تلقى فيه الفضلات ويحرقونها، فهو نار متقدة دائماً. ويصير معنى جهنم (جيه هنوم) أى وادى أو أرض هنوم وهو مكان نار مستمرة ودود مستمر، وهذا يشير للعذاب الأبدى. عموماً وصية العهد الجديد هى المحبة، وأى خروج عن المحبة هو خطية وعصيان لوصية الله أى المحبة، حتى الشتيمة البسيطة تجرح المحبة وتسىء إلى الله. ولاحظ أن الشتيمة البسيطة قد تثير عراك يفضى إلى القتل.
أما أنا فأقول = لا يجرؤ نبى أن يقول هذا، فالنبى يقول " هكذا يقول الرب" أماّ المسيح واضع الناموس فيقول هذا.
.........................................................................................................
ثالثا : ((أما أعدائى أولئك الذين لم يريدوا أن أملك فأتوا بهم الى ههنا وأذبحوهم قدامى ))
أن الأقتباس شىء جميل ولكن الأمانة فيه اجمل واصدق وأرجوا ان لا تكون تطبق مبدأ التقية لتصل الى غايتك وهى تغيير المقصد من أقوال يسوع لذلك لتقرأ تلك الأية التى وردت بانجيل لوقا الأصحاح التاسع عشر فى سياق مثل ضربه يسوع للعامة ليفهموا وهى كالتالى :
زكا رئيس العشارين
1 ثُمَّ دَخَلَ وَاجْتَازَ فِي أَرِيحَا.2وَإِذَا رَجُلٌ اسْمُهُ زَكَّا، وَهُوَ رَئِيسٌ لِلْعَشَّارِينَ وَكَانَ غَنِيّاً،3وَطَلَبَ أَنْ يَرَى يَسُوعَ مَنْ هُوَ، وَلَمْ يَقْدِرْ مِنَ الْجَمْعِ، لأَنَّهُ كَانَ قَصِيرَ الْقَامَةِ.4فَرَكَضَ مُتَقَدِّماً وَصَعِدَ إِلَى جُمَّيْزَةٍ لِكَيْ يَرَاهُ، لأَنَّهُ كَانَ مُزْمِعاً أَنْ يَمُرَّ مِنْ هُنَاكَ.5فَلَمَّا جَاءَ يَسُوعُ إِلَى الْمَكَانِ، نَظَرَ إِلَى فَوْقُ فَرَآهُ، وَقَالَ لَهُ: «يَا زَكَّا، أَسْرِعْ وَانْزِلْ، لأَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ أَمْكُثَ الْيَوْمَ فِي بَيْتِكَ».6فَأَسْرَعَ وَنَزَلَ وَقَبِلَهُ فَرِحاً.7فَلَمَّا رَأَى الْجَمِيعُ ذَلِكَ تَذَمَّرُوا قَائِلِينَ: «إِنَّهُ دَخَلَ لِيَبِيتَ عِنْدَ رَجُلٍ خَاطِئٍ».8فَوَقَفَ زَكَّا وَقَالَ لِلرَّبِّ: «هَا أَنَا يَا رَبُّ أُعْطِي نِصْفَ أَمْوَالِي لِلْمَسَاكِينِ، وَإِنْ كُنْتُ قَدْ وَشَيْتُ بِأَحَدٍ أَرُدُّ أَرْبَعَةَ أَضْعَافٍ».9فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «الْيَوْمَ حَصَلَ خَلاَصٌ لِهَذَا الْبَيْتِ، إِذْ هُوَ أَيْضاً ابْنُ إِبْرَاهِيمَ،10لأَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ قَدْ جَاءَ لِكَيْ يَطْلُبَ وَيُخَلِّصَ مَا قَدْ هَلَكَ».11وَإِذْ كَانُوا يَسْمَعُونَ هَذَا عَادَ فَقَالَ مَثَلاً، لأَنَّهُ كَانَ قَرِيباً مِنْ أُورُشَلِيمَ، وَكَانُوا يَظُنُّونَ أَنَّ مَلَكُوتَ اللهِ عَتِيدٌ أَنْ يَظْهَرَ فِي الْحَالِ.
مَثَل الأَمناء
12فَقَالَ: «إِنْسَانٌ شَرِيفُ الْجِنْسِ ذَهَبَ إِلَى كُورَةٍ بَعِيدَةٍ لِيَأْخُذَ لِنَفْسِهِ مُلْكاً وَيَرْجِعَ. 13فَدَعَا عَشَرَةَ عَبِيدٍ لَهُ وَأَعْطَاهُمْ عَشَرَةَ أَمْنَاءٍ، وَقَالَ لَهُمْ: تَاجِرُوا حَتَّى آتِيَ. 14وَأَمَّا أَهْلُ مَدِينَتِهِ فَكَانُوا يُبْغِضُونَهُ، فَأَرْسَلُوا وَرَاءَهُ سَفَارَةً قَائِلِينَ: لاَ نُرِيدُ أَنَّ هَذَا يَمْلِكُ عَلَيْنَا. 15وَلَمَّا رَجَعَ بَعْدَمَا أَخَذَ الْمُلْكَ، أَمَرَ أَنْ يُدْعَى إِلَيْهِ أُولَئِكَ الْعَبِيدُ الَّذِينَ أَعْطَاهُمُ الْفِضَّةَ، لِيَعْرِفَ بِمَا تَاجَرَ كُلُّ وَاحِدٍ. 16فَجَاءَ الأَوَّلُ قَائِلاً: يَا سَيِّدُ، مَنَاكَ رَبِحَ عَشَرَةَ أَمْنَاءٍ. 17فَقَالَ لَهُ: نِعِمَّا أَيُّهَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ!لأَنَّكَ كُنْتَ أَمِيناً فِي الْقَلِيلِ، فَلْيَكُنْ لَكَ سُلْطَانٌ عَلَى عَشْرِ مُدُنٍ. 18ثُمَّ جَاءَ الثَّانِي قَائِلاً: يَا سَيِّدُ، مَنَاكَ عَمِلَ خَمْسَةَ أَمْنَاءٍ. 19فَقَالَ لِهَذَا أَيْضاً: وَكُنْ أَنْتَ عَلَى خَمْسِ مُدُنٍ. 20ثُمَّ جَاءَ آخَرُ قَائِلاً: يَا سَيِّدُ، هُوَذَا مَنَاكَ الَّذِي كَانَ عِنْدِي مَوْضُوعاً فِي مِنْدِيلٍ، 21لأَنِّي كُنْتُ أَخَافُ مِنْكَ، إِذْ أَنْتَ إِنْسَانٌ صَارِمٌ، تَأْخُذُ مَا لَمْ تَضَعْ وَتَحْصُدُ مَا لَمْ تَزْرَعْ. 22فَقَالَ لَهُ: مِنْ فَمِكَ أَدِينُكَ أَيُّهَا الْعَبْدُ الشِّرِّيرُ. عَرَفْتَ أَنِّي إِنْسَانٌ صَارِمٌ، آخُذُ مَا لَمْ أَضَعْ، وَأَحْصُدُ مَا لَمْ أَزْرَعْ، 23فَلِمَاذَا لَمْ تَضَعْ فِضَّتِي عَلَى مَائِدَةِ الصَّيَارِفَةِ، فَكُنْتُ مَتَى جِئْتُ أَسْتَوْفِيهَا مَعَ رِباً؟ 24ثُمَّ قَالَ لِلْحَاضِرِينَ: خُذُوا مِنْهُ الْمَنَا وَأَعْطُوهُ لِلَّذِي عِنْدَهُ الْعَشَرَةُ الأَمْنَاءُ. 25فَقَالُوا لَهُ: يَا سَيِّدُ، عِنْدَهُ عَشَرَةُ أَمْنَاءٍ! 26لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ لَهُ يُعْطَى، وَمَنْ لَيْسَ لَهُ فَالَّذِي عِنْدَهُ يُؤْخَذُ مِنْهُ. 27أَمَّا أَعْدَائِي، أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِيدُوا أَنْ أَمْلِكَ عَلَيْهِمْ، فَأْتُوا بِهِمْ إِلَى هُنَا وَاذْبَحُوهُمْ قُدَّامِي».
أذن أستاذ سلامة السيد المسيح كان يتحدث فى المثل عن السيد والعبد ومن ضمن العبيد البطالون هذا العبد الثالث الذى رغم معرفته بان سيده ظالم كان يستطيع كما يقال أبسط الأيمان أن يضع ما وهبه سيده عند الصيرافة مماثلة الأن البنوك فيأخذ فائدة على المبلغ فعندما يعود سيده يعطيه اصل المبلغ + الأرباح أو الفوائد ولكنه لغبائه وخوفه وبلادته فانه أخفاها ولم يستغلها.
( هكذا نحن عندما يهبنا الله نعم كثيرة كالعقل فلا نستخدمه ونستخدم النقل فيأتى يوم الحساب ويسالنا الله ماذا فعلنا بمواهبنا فنقول له لخوفنا منك ولأن من صفاتك الجبار والمنتقم لم نفعل شىء فنعاقب على النعم التى أعطاها لنا ولم نستغلها وليس فقط على الحلال والحرام المعدد او المقنن ).
اما شرح الاباء فيقول فى تلك الأية :
. مثل العشرة أمناء
لقاء السيد المسيح بزكا رئيس العشارين في بيته وإعلان السيد المسيح عن الخلاص لأهل هذا البيت تحقيق لملكوت الفرح الحقيقي حتى ارتفع قلب زكا فوق كل فكر أرضي، فقدم أكثر مما يطلبه الناموس بكثير، قدم نصف أمواله للمساكين وطلب أن يرد لكل من ظلمه أربعة أضعاف. هكذا يعلن السيد المسيح عن الرغبة الإلهية في تقديس كل نفس ليكون الكل ملكوتًا حقيقيًا له. والآن بعد إعلان هذا الملكوت الحاضر والعامل في حياة البشرية يود السيد أن يعلن أنه ليس إلا عربونًا للملكوت الأبدي، مقدمًا لنا مثل العشرة الأمناء لنعرف أننا وإن كنا نفرح هنا باللقاء مع السيد المسيح لكي نحيا مجاهدين نمارس الحياة الأمينة لننعم بكمال مجد الملكوت الأبدي.
"وإذ كانوا يسمعون هذا عاد فقال مثلاً،
لأنه كان قريبًا من أورشليم،
وكانوا يظنون أن ملكوت الله عتيد أن يظهر في الحال" [11].
يبدو أن فكرًا بدأ يسود بين اليهود عندما رأوا ما صنعه رب المجد يسوع من أعمال عجيبة أن الملكوت قد اقترب جدًا، بمعنى أن السيد يملك في أورشليم، ويقيم مملكته أرضيًا. لهذا انشغل حتى التلاميذ في بعض الأحيان عن مركز كل واحدٍ منهم في هذه المملكة المنتظرة سريعًا. وكأن السيد المسيح أراد أن يوجه أنظارهم عن التفكير في عظمة المملكة بفكر زمني إلى التهيئة للملكوت الأبدي بحمل سمة "الأمانة". وقد سبق لنا الحديث عن هذا المثل في دراساتنا السابقة مت 25: 18، والآن نكتفي بإبراز النقط التالية:
أولاً: يقول السيد المسيح: "إنسان شريف الجنس ذهب إلى كورة بعيدة ليأخذ لنفسه مُلكا ويرجع. فدعا عشرة عبيد له وأعطاهم عشرة أمناء، وقال لهم: تاجروا حتى آتي" [12-13]. من هو هذا الإنسان الشريف الجنس إلا رب المجد نفسه، الكلمة الذي صار جسدًا. إنه شريف الجنس، بل "وحيد الجنس"، فريد في بنوته الأزلية للآب، أخلى ذاته بالتجسد لكي ينقلنا نحن الذين صرنا عبيدًا للخطية إلى البنوة لله باتحادنا معه، وثبوتنا فيه، فنصير نحن به شرفاء الجنس أو أحرارًا.
يعلق القديس كيرلس الكبير على تعبير "شريف الجنس"، بالقول:
[مجال هذا المثل إنما يمثل في اختصار عصب التدبير الذي قُدم لأجلنا، أي سرّ المسيح من بدايته حتى نهايته.
الله الكلمة صار إنسانًا، ومع كونه قد صار في شبه جسد الخطية لذا دُعيَ عبدًا (في 2: 7) لكنه وُلد حرًا "شريف الجنس" (لو 19: 12)، إذ ولد من الآب ميلادًا غير منطوق به. نعم، إنه الله الذي يعلو الكل في الطبيعة والمجد، يسمو علينا بل وعلى كل الخليقة بكماله الذي لا يُقارن.
إنه شريف الجنس بكونه ابن الله، حمل هذا اللقب ليس مثلنا من قبيل صلاح الله وحبه للبشر، وإنما لأن هذا يخصه بالطبيعة، كمولود من الآب، عالِ فوق كل خليقة.
إذن عندما صار الكلمة الذي هو صورة الآب والمساوي له مثلنا إنسانًا "أطاع حتى الموت موت الصليب، لذلك رفعه الله أيضًا وأعطاه اسما فوق كل اسم، لكي تجثو باسم يسوع كل ركبة ممن في السماء ومن على الأرض ومن تحت الأرض، ويعترف كل لسان أن يسوع المسيح هو رب المجد الله الآب" (في 2: 8-11)...
بالتأكيد الابن هو الله بالطبيعة فكيف أعطاه الآب ذاك الاسم الذي فوق كل اسم؟ نقول أنه عندما صار جسدًا، أي عندما صار إنسانًا مثلنا أخذ اسم العبد، وقبل فقرنا ومذلتنا، وبعد تتميم سرّ تدبير التجسد رُفع إلى المجد الذي له بالطبيعة وليس كأمر غريب عنه لم يعتد عليه، ولا كأمر خارج عنه مقدم إليه من الغير، إنما نال المجد الذي له خاصًا به. ففي حديثه مع الآب السماوي يقول: "مجدني أنت أيها الآب عند ذاتك بالمجد الذي كان لي عندك قبل كون العالم" (يو 17: 5). كان يرتدي مجد اللاهوت بكونه الكائن قبل الدهور قبل العوالم، بكونه الإله المولود من الله؛ وعندما صار إنسانًا كما قلت لم يحدث فيه تغيير ولا تبديل بل بقى كما هو عليه على الدوام بكونه المولود من الآب، مثله في كل شيء. إنه "صورة جوهره" (عب 1: 3)، يحق له كل ما للآب بكونه واحدًا معه في الجوهر، مساوٍ له في عدم التغيير، مثله في كل شيء[18].]
يعلق أيضًا القديس باسيليوس الكبير على تعبير "شريف الجنس"، قائلاً: [إنه شريف ليس فقط من جهة لاهوته، وإنما من جهة ناسوته أيضًا بكونه من نسل داود حسب الجسد[19].]
إن كان هذا الإنسان الشريف الجنس هو كلمة الله المتجسد، فماذا يعني بقوله: "ذهب إلى كورة بعيدة ليأخذ لنفسه مُلكًا ويرجع" [12]؟ لعله يقصد بالكورة البعيدة الطبيعة البشرية التي صارت بالعصيان مبتعدة عن الله، وكأنها كورة غريبة بالنسبة له، خاصة جماعات الأمم التي قاومت العبادة الإلهية وعزلت نفسها بنفسها بعيدًا عن ملكوت الله. لقد جاء إلينا نحن الذين كنا غرباء وبعيدين لكي يملك علينا مقربًا إيانا إليه كأعضاء جسده، فيحملنا فيه كرأس لنا، ويرجع بنا إلى ملكوته، لنجد لنا به موضعًا في حضن الآب. هذا ما أعلنه الرسول بولس بوضوح، قائلاً: "اذكروا أنكم أنتم الأمم قبلاً في الجسد المدعوين عزلة... إنكم كنتم في ذلك الوقت بدون مسيح أجنبيين عن رعوية إسرائيل وغرباء عن عهود الموعد، لا رجاء لكم، وبلا إله في العالم، ولكن الآن في المسيح يسوع أنتم الذين كنتم قبلاً بعيدين صرتم قريبين بدم المسيح... فلستم إذًا بعد غرباء ونزلاء بل رعية مع القديسين وأهل بيت الله" (أف 2: 11-19).
يقول القديس باسيليوس الكبير: [ذهب إلى كورة بعيدة (لو 19: 12)، ليس خلال بعد المسافة المكانية بل بعد الحالة الفعلية. فإن الله نفسه قريب جدًا لكل واحدٍ منا متى ارتبطنا به خلال الأعمال الصالحة، ويكون بعيدًا جدًا متى تركناه وابتعدنا عنه جدًا بالتصاقنا بالهلاك. لقد جاء إلى هذه الكورة البعيدة الأرضية لكي يتقبل مملكة الأمم كقول المزمور: "اسألني فأعطيك الأمم ميراثًا لك" (مز 2: 8)[20].] ويقول القديس أغسطينوس: [الكورة البعيدة هي كنيسة الأمم الممتدة إلى أقصى الأرض. فقد جاء لكي يتم ملء الأمم، وعندئذ يرجع لكي يخلص كل إسرائيل (بقبولهم الإيمان الحق ورفضهم الفكر الصهيوني المتعصب)[21].]
نزل الرب إلينا كما إلى كورة بعيدة بحمله ناسوتنا، وأقام مملكته فينا ليرجع حاملاً إيانا إلى سماواته كمملكة خاصة به. وكما يقول القديس أمبروسيوس: [وصف نفسه من جهة لاهوته وناسوته، فهو غني من جهة كمال لاهوته وقد صار فقيرًا لأجلنا. فمع أنه الغني والملك الأبدي، وابن الملك الأبدي، قال أنه ذهب إلى كورة بعيدة (لو 19: 12) بأخذه جسدنا، إذ سلك طريق البشر كما في رحلة غريبة، وجاء إلى هذا العالم ليعد لنفسه مملكة منا. إذن قد جاء يسوع إلى هذه الأرض ليتقبل لنفسه مملكة منا نحن الذين قيل لنا: "ملكوت الله داخلكم". عندئذ يسلم الابن مملكته للآب، وبتسليمه إياها لا يخسرها المسيح بل تنمو... نحن ملكوت المسيح وملكوت الآب، إذ قيل: "ليس أحد يأتي إلى الآب إلا بي" (يو 14: 6). عندما أكون في الطريق فأنا للمسيح، وإذ أعبر به فأنا للآب، لكن أينما وجدت فأنا خلال المسيح وتحت سلطانه[22].]
والآن ماذا يعني بالعشرة عبيد الذين وهبهم عشرة أمناء ليتاجروا حتى يأتي إليهم ثانية؟ يرى القديس يوحنا الذهبي الفم أن رقم 10 يشير إلى الكمال، وكأن السيد المسيح قدم إلى كل العبيد أي إلى جميع البشرية بلا تمييز بين جنس وآخر، أو شعب وشعب، مواهبه الكاملة المتباينة لكي يضرموها حتى يجئ فيكافئهم على أمانتهم في العمل. أعطى للعشرة عبيد فلا يستطيع أحد أن يحتج بأن رسالة الله الخلاصية لا تخصه شخصيًا. لقد وهب لكل عبدٍ واحدًا من العشرة أمناء، أي قدم عمله وعطاياه لكل من يريد أن يأخذ بلا محاباة ولا تمييز.
يرى البعض أن "المنا" يوازي 100 درهمًا، وهو رقم يمثل عظمة الكمال، فكأن السيد حين قدم الأمناء أراد في الكل أن يتاجروا في عطاياه العظيمة لينالوا كرامة ومجدًا على مستوى فائق.
يعلق القديس كيرلس الكبير على هذه الأمناء التي وزعت على العبيد، قائلاً: [يوزع المخلص عطاياه الإلهية المتنوعة على الذين يؤمنون به، فإننا نؤكد أن هذا هو معنى الأمناء... إنه إلى اليوم مستمر في التوزيع كما يظهر الكتاب المقدس بوضوح، إذ يقول الطوباوي بولس: "فأنواع مواهب موجودة ولكن الروح واحد، وأنواع خدم موجودة، ولكن الرب واحد، وأنواع أعمال موجودة ولكن الله واحد الذي يعمل الكل في الكل" (1 كو 12: 4-6). يعود فيوضح ما قاله بإبراز أنواع المواهب هكذا: "فإنه لواحد يُعطى بالروح كلام حكمة، ولآخر كلام علم بحسب الروح الواحد، ولآخر إيمان بالروح الواحد، لآخر مواهب شفاء بالروح الواحد" (1 كو 12: 8-9)، وهكذا أنه يبرز بهذه الكلمات تنوع المواهب بوضوح[23].]
ثانيًا: ميّز السيد المسيح بين عبيده الذين تسلموا الوزنات المتنوعة هؤلاء الذين يشيرون للمؤمنين منهم من يجاهد بالروح ليكسب عشرة أمناء، ومنهم من يكسب خمسة، وأيضًا منهم من يتراخى ويهمل ويضع الوزنة كما في منديل، وبين الذين رفضوه تمامًا، إذ يقول: "وأما أهل مدينته فكانوا يبغضونه، فأرسلوا وراءه سفارة، قائلين: "لا نريد أن هذا يملك علينا" [14]. وكما يقول القديس كيرلس الكبير: [حقًا عظيم هو الفارق بين هؤلاء (الذين تسلموا الأمناء) وبين الذين جحدوا مملكته تمامًا. هؤلاء هم متمردون يلقون عنهم نير صولجانه، بينما يمارس الآخرون مجد خدمته[24].] لعله قصد بالرافضين مملكته شعب اليهود الذين هم "أهل مدينته"، إذ قال: "وأما الآن فقد رأوا وأبغضوني أنا وأبي" (يو 15: 24). وكما يقول الإنجيلي يوحنا: "أجاب رؤساء الكهنة: ليس لنا ملك إلا قيصر" (يو 19: 15).
ماذا يعني السيد بقوله: "أرسلوا وراءه سفارة" [14]؟ يجيب القديس أغسطينوس: [أرسلوا سفارة وراءه، لأنهم بعد قيامته اضطهدوا رسله، ورفضوا الكرازة بالإنجيل[25].]
ثالثًا: يقول السيد: "ولما رجع بعدما أخذ المُلك أمر أن يُدعى إليه أولئك العبيد الذين أعطاهم الفضة ليعرف بما تاجر كل واحدٍ" [15]. ماذا يعني "بعد ما أخذ المُلك"؟ يمكننا أن نقول مع القديس يوحنا الذهبي الفم[26] أن السيد المسيح ملك على كل البشر بحق الخلقة إذ هو خالق الكل، وهو ملك أيضًا بحق التبرير، إذ يملك على الأبرار، فيخضعون له طوعًا. بهذا له مملكتان، الأولى إلزامية علينا كخليقة، والثانية اختيارية، فنقبل مُلكه علينا خلال عمل نعمته، وهذه هي التي يقصدها بالقول: "أخذ المُلك".
يقول القديس أغسطينوس: [إنه يرجع بعدما يأخذ مُلكه، إذ يأتي بكل المجد ذاك الذي سبق فظهر لهم متواضعًا، قائلاً: "مملكتي ليست من هذا العالم" (يو 18: 36)[27].]
رابعًا: من هو ذاك الذي ربح بالأمناء الفضية الذي لسيده عشرة أمناء؟ وذاك الذي ربح بأمناء سيده خمسة أمناء؟ وذاك الذي استلم منا سيده الفضي ووضعه في منديل أو دفنه في التراب (مت 25: 18)؟ بلا شك أن الأمناء العشرة الفضية التي وزعها السيد على عبيده ما هي إلا "كلمة الله" التي قيل عنها أنها كالفضة المصفاة بالنار (مز 121: 3)، خاصة الناموس الذي يرمز له بالرقم 10 بكونه يحوي في جوهره الوصايا العشرة! الأول أخذ الوصية الإلهية لا ليدفنها بل لتربح عشرة أمناء، أي ليبلغ الحياة الملائكية بكون الطغمات السمائية هي تسع (بما فيها الشاروبيم والسيرافيم)، فيصير هو الطغمة العاشرة. أما الثاني الذي ربح خمسة أمناء، فيشير إلى ذاك الذي بكلمة الله الحية تتقدس الحواس الخمس، أي تقديس الجسد بحواسه، أما الذي دفن الوزنة الفضية في منديله أو في أرضه، فهو ذاك الذي يدفن كلمة الله في سجن ذاته أو في حدود الجسد كما كان يفعل زكا قبلاً حين كان محصورًا داخل شهواته الذاتية (الطمع).
يرى البعض أن الرجل الأول الذي ربح عشرة أمناء يشير إلى الخادم الكارز بالحق، إذ يكسب بروح الإنجيل الفهم الروحي للناموس (رقم 10)، أما المكافأة فهي مُلكه على عشر مدن، وكما يقول القديس أمبروسيوس أن هذه المدن هي النفوس التي تعهد بين يديه بإضرامه الوزنة الإلهية أو العملة المسيحانية، كلمة الإنجيل. ليست هناك مكافأة للخادم الحقيقي أعظم من أن يرى النفوس قد قبلت الكلمة، وخضعت لروح الحق، فيحسب نفسه كمن ملك بالمسيح عليها لا ليسيطر، وإنما ليبذل بالحب. أما الرجل الثاني الذي ربح خمسة أمناء فأظن أنه يمثل الإنسان التقي الذي وإن كان ليس له موهبة التعليم والكرازة بالكلمة لكنه خلال تقديس حواسه الخمس يشهد فيكسب نفوسًا للرب، فيصير كمن يملك على خمس مدن. أما الأخير الذي وضع الموهبة في منديل، فكما يقول الأب ثيؤفلاكتيوس أن المنديل تستخدم في ربط وجه الميت... وكأن ذاك الرجل حسب موهبة الرب ميتة يدفنها ويضمرها.
أما بقية المثل فيمكن الرجوع إلى تفسيره في كتابنا "الإنجيل بحسب متى 25: 14-30" منعًا للتكرار، مكتفيًا هنا بالتعليقين التاليين:
 "إن كل من له يُعطى" [26]. من له الإيمان يُعطى معرفة، ومن له معرفة يُعطى حبًا، ومن له الحب يُعطى الميراث[28].
القديس إكليمنضس السكندري
 "وأما أعدائي أولئك الذين لم يريدوا أن أملك عليهم، فأتوا بهم إلى هنا، واذبحوهم قدامي" [27].
ليته لا يهمل أحد في مقابلة الملك لئلا يُطرد من حجال العريس.
ليته لا يوجد بيننا من يستقبله بكآبة، لئلا يُدان كمواطنٍ شرير يرفض استقباله كملكٍ عليه.
لنأتِ إليه معًا ببهجة، ولنستقبله بفرح، ونتمسك بوليمتنا بكل أمانة[29].
الأب ميثوديوس .
.................................................................................................................................................
رابعا: أن جاء الى أحد ولم يبغض أخاه وأمه وزوجته وأولاده وأخوته وأخواته بل نفسه أيضا فلايمكن أن يكون تلميذا لى .

وكان جموع كثيرة سائرين معه، فالتفت وقال لهم:
إن كان أحد يأتي إليّ،
ولا يبغض أباه وأمه وامرأته وأولاده وإخوته وأخواته
حتى نفسه، فلا يقدر أن يكون لي تلميذًا" لوقا الأصحاح 19 عدد 25 الى 26
إذ كانت الجموع تلتف حوله، وتسير وراءه، يعلن السيِّد لهم مفهوم "الصداقة معه" والالتفاف حوله والسير وراءه. إنه لا يطلب المظهر الخارجي المجرد، إنما يطلب اللقاء القلبي أولاً حينما يرفض القلب ألا يدخل أحد فيه لا الأب ولا الأم ولا الابن…إلا عن طريق الصديق الأعظم يسوع المسيح. حتى نفوسنا لا نحبها خارج الله! هذا هو مفهوم الحب الحقيقي، ألا وهو قبول الصليب مترجمًا عمليًا ببغض كل علاقة خارج محبَّة الله. بمعنى آخر إن كنت أبغض أبي وأمي وأبنائي وإخوتي حتى نفسي، إنما لكي أتقبلهم في دائرة حب أعمق وأوسع، إذ أحبهم في الرب، أحب حتى الأعداء والمقاومين لي في الرب الذي أحبني وأنا عدو ومقاوم ليغتصبني لملكوته صديقًا ومحبوبًا لديه.
 ربما يقول البعض: ما هذا يا رب؟ أتحتقر نواميس العاطفة الطبيعيَّة؟ أتأمرنا بأن يكره أحدنا الآخر وأن نستهين بالحب الواجب من الآباء نحو الأبناء، والأزواج نحو الزوجات، والإخوة نحو بعضهم البعض؟
هل نحسب أعضاء البيت أعداء لنا، مع أنه يليق بنا أن نحبهم؟
هل نجعلهم أعداء لكي نقترب إليك ونقدر أن نتبعك؟
ليس هذا هو ما يعنيه المخلِّص، فإن هذا فكر باطل غير لائق؛ لأنه أوصانا أن نكون لطفاء حتى مع الأعداء القساة، وأن نغفر لمن يسئ إلينا، قائلاً: "أحبوا أعدائكم، وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم"، كيف يمكنه أن يرغب فينا أن نبغض من ولدوا في نفس العائلة، وأن نهين الكرامة اللائقة بالوالدين وأن نحتقر إخوتنا؟ نعم حتى أولادنا بل وأنفسنا؟…ما يريد أن يعلمنا إيَّاه بهذه الوصايا يظهر واضحًا لمن يُفهم مما قاله في موضع آخر عن ذات الموضوع: "من أحب أبًا أو أمًا أكثر مني فلا يستحقني، ومن أحب ابنًا أو ابنة أكثر مني فلا يستحقني" (مت 10: 37). فبقوله: "أكثر مني" أوضح أنه يسمح لنا بالحب لكن ليس أكثر منه. أنه يطلب لنفسه عاطفتنا الرئيسيَّة، وهذا حق، لأن محبَّة الله في الكاملين في الذهن لها سموها أكثر من تكريم الوالدين ومن العاطفة الطبيعيَّة للأبناء[26].
القدِّيس كيرلس الكبير
 واضح أن الإنسان يبغض قريبه حينما يحبه كنفسه. فإننا بحق نبغض نفوسنا عندما لا ننهمك في شهواتها الجسديَّة، بل نخضعها ونقاوم ملذّاتها. بالبغضة نجعل نفوسنا في حالة أفضل كما لو كنا نحبها بالبغضة (كراهية شرها)[27].
البابا غريغوريوس (الكبير)
 الله لا يريدنا أن نجهل الطبيعة (الحب الطبيعي العائلي) ولا أيضًا أن نُستعبد لها، وإنما نُخضع الطبيعة، ونكرم خالق الطبيعة، فلا نتخلى عن الله بسبب حبنا للوالدين.
القدِّيس أمبروسيوس
لقد أبرز هنا ما يعنيه السيِّد بوصيته هذه، قائلاً: "ومن لا يحمل صليبه، ويَّاتي ورائي، فلا يقدر أن يكون لي تلميذًا" [27]. فهو لا يطالبنا بطبيعة البغضة للآخرين، وإنما بقبول الموت اليومي عن كل شيء من أجل الله، فنحمل معه الصليب بلا انقطاع، لا خلال كراهيتنا للآخرين أو حتى أنفسنا، وإنما خلال حبنا الفائق لله الذي يبتلع كل عاطفة وحب!
يقول القدِّيس يوحنا الذهبي الفم أن السيِّد لا يطالبنا أن نضع صليبًا من خشب لنحمله كل يوم وإنما أن نضع الموت نصب أعيننا، فنفعل كبولس الذي يحتقر الموت.
 نحن نحمل صليب ربَّنا بطريقتين، إما بالزهد فيما يخص أجسادنا أو خلال حنونا علي أقربائنا نحسب احتياجاتهم احتياجاتنا. ولما كان البعض يتنسكون جسديًا ليس من أجل الله، بل لطلب المجد الباطل، ويظهرون حنوًا لا بطريقة روحيَّة بل جسدانية لذلك بحق قال: "وتعال اتبعني". فإن حمل الصليب مع تبعيَّة الرب يعني استخدام نسك الجسد والحنو علي أقربائنا من أجل النفع الأبدي[28].
البابا غريغوريوس (الكبير)
إن كان حمل الصليب هو نفقة صداقتنا الحقيقية مع السيِّد المسيح، فإنه يسألنا أن نحسب حساب النفقة، مقدَّما لنا مثلين: الأول من يبني برجًا يلزمه أن يحسب النفقة أولاً قبل أن يحفر الأساس، والملك الذي يحارب ملكًا آخر يراجع إمكانياته قبل بدء المعركة. صداقتنا مع السيِّد المسيح تحمل هذين الجانبين: بناء برج شاهق خلاله نلتقي بالسماوي لنحيا معه في الأحضان السماويَّة، والثاني الدخول في معركة مع إبليس الذي يقاوم أصدقاء المسيح، ولا يتوقف عن مصارعتهم ليسحبهم إلى مملكة الظلمة عوض مملكة النور.
................................................................................................................
خامسا : لا تظنوا انى جئت لألقى سلاما على الأرض ما جئت لألقى سلاما بل سيفا .
- "لا تظنوا أنى جئت لألقى سلاما على الأرض، ما جئت لألقى سلاما، بل سيفا. 35- فإنى جئت لأفرق الإنسان ضد أبيه، والابنة ضد أمها، والكنة ضد حماتها. 36- وأعداء الإنسان أهل بيته. 37- من أحب أبا أو أما أكثر منى فلا يستحقنى، ومن أحب ابنا أو ابنة أكثر منى فلا يستحقنى. 38- ومن لا يأخذ صليبه ويتبعنى فلا يستحقنى. 39- من وجد حياته يُضَيِّعُهَا، ومن أضاع حياته من أجلى يجدها."

ع34-36: "سيفا": أى الصراع بين الخير والشر، أو اضطهاد غير المؤمنين لتابعى المسيح، فلا يوجد سلام خارجى، ولكن الله يهبهم سلامه الداخلى أثناء الاضطهادات.
"الكنة": زوجة الابن.
يعلن المسيح المعاناة التى يحتملها الإنسان فى سبيل التمسك بالإيمان، أى الصليب الذى يحمله من أجل المسيح.
وأسماه أيضا سيفا، إذ بسبب الإيمان تحدث مشاكل داخل الأسرة الواحدة، فيضطهد الأب ابنه لأنه آمن بالمسيح، وكذلك الأم الوثنية ابنتها المسيحية... وهكذا يجد المسيحى العداء من أهل بيته؛ ومن أجل المسيح يحتمل كل هذه الآلام.

ع37: إن كانت العواطف البشرية قوية داخل الأسرة الواحدة، فمحبتنا للمسيح أعظم من أية عاطفة. فإن تعارض إيمان المقرّبين إلينا مع إيماننا بالمسيح، ينبغى أن نطيع الله، وإلا فلا نستحق أن يكون لنا إلها، ولا مكان لنا معه فى السماء؛ فينبغى أن يطاع الله أكثر من الناس.
ع38: من يريد أن يكون تابعا للمسيح، ينبغى أن يحتمل الآلام لأجله، ويتنازل عن الكثير دليلا على حبه له.

ع39: "وجد حياته": أى انشغل بشهوات العالم، ووجد لذته فيها.
"يُضَيِّعُهَا": أى يبعدها عن الله، فلا تجد مكانا فى السماء، بل فى الهلاك الأبدى.
"أضاع": بذل حياته فى أتعاب العبادة والخدمة.
"يجدها": ينال سلاما وتعزية وعشرة مع الله فى الأرض، ثم المكافأة الأبدية فى السماوات.
يطالبنا المسيح بالتنازل عن راحتنا ولذاتنا الجسدية لأجله، ومن يتنازل عنها، يجد الراحة الحقيقية فيه، بل ينال الراحة الكاملة فى الأبدية.
انظر ماذا تركت من أجل المسيح دليلا على حبك له، وتمسك بوصاياه حتى وإن خسرت بعض الماديات التى يتلذذ بها الآخرون، فالوجود مع المسيح أفضل من اللذات الشريرة أو الكسل والراحة.

وللأمانة ذكرت اليات ايضا بأنجيل لوقا الأصحاح الثانى عشر من عدد 49 الى 54 ونوردها بالتفسير
(6) الإيمان والألم (ع49 – 53):
49- "جئت لألقى نارا على الأرض، فماذا أريد لو اضطرمت؟ 50- ولى صِبْغَةٌ أصطبغها، وكيف أنحصر حتى تُكْمَلَ؟ 51- أتظنون أنى جئت لأعطى سلاما على الأرض؟ كلا أقول لكم، بل انقساما. 52- لأنه يكون من الآن خمسة فى بيت واحد، منقسمين ثلاثة على اثنين، واثنان على ثلاثة. 53- ينقسم الأب على الابن والابن على الآب، والأم على البنت والبنت على الأم، والحماة على كنتها والكنة على حماتها."
ع49: ناراً لهيب علم الروح القدس فى أولاده، والتى فى نفس الوقت تظهر شر الأشرار فيقومون على أولاده ويضطهدونهم، فالنار ترمز أيضاً إلى الإضطهادات.
اضطرمت اشتعلت، ويقصد زيادة عمل الروح القدس، فيجذب قلوب الكثيرين الذين يضحون بكل شئ لأجله، إذ هو أول من أحتمل هذه النيران فى جسده بموته على الصليب لفداء أولاده، حتى يتعلموا منه ويحملوا صليبهم وراءه.
ع50: الصبغة هى صبغة الألم التى قبلها المسيح منذ تجسده حتى الصليب، ليسير كل أولاده المؤمنين فى نفس الطريق، فيحتملوا الآلام من أجل تطبيق وصاياه، ويسعون بالحب نحو الكل، محتملين أتعاباً كثيرة مثل فاديهم حتى تكمل محبتهم له فينطلقوا إلى فردوس النعيم.
كيف أنحصر أى لا أستطيع إلا أن أتمم الفداء.
تكمل إتمام الفداء.
ع51: ذكر هذا الكلام أيضاً فى (مت10: 34-36).
على مستوى الأسرة، عندما يؤمن بعضها تثور الأفراد الأخرى عليه، ويحتمل المؤمن لأن محبته لله أعظم من محبته للبشر مهما كان قربهم إليه، فيحدث انقسام داخل الأسرة بين المؤمنين وغير المؤمنين سببه شر غير المؤمنين، فلا يكون سلام فى العلاقات داخل الأسرة، ولكن يحتفظ المؤمنون بسلامهم الداخلى فى المسيح يسوع.
ع52-53: الإثنان هما اليهود والأمم، ضد ثلاثة أى المسيحين المؤمنين بالثالوث القدوس.
الأب يرمز للشيطان، الذى يقيم نفسه أباً للعالم ضد إبنه الوثنى الذى صار مسيحياً.
الأم هى مجمع اليهود ضد إبنتها أى الكنيسة المكونة من اليهود المتنصرين.
الحماة ترمز أيضاً إلى مجمع اليهود، ضد كنتها أى الأمم الذين صاروا مسيحيين.
يعطى المسيح مثالاً لأسرة تتكون من خمسة أفراد، فينقسم إثنين على ثلاثة، وبالتفصيل يقوم الأب على إبنه، والأم ضد ابنتها، والحماة ضد كنتها (زوجة إبنها) والعكس صحيح.
هل تتمسك بوصايا الله حتى لو عارضك أهل بيتك؟ وهل تحتمل الألم بفرح من أجل المسيح؟
...........................................................................................................
سادسا : ومن يغلب ويحفظ أعمالى الى النهاية فسأعطيه سلطانا على الأمم فيرعاهم بقضيب من حديد كما تكسر أنية من خزف كما أخذت أنا أيضا من عند أبى .
وكما كأنها مرض عضال تقوم ويقوم الكثيرين دون فهم ولكن بغرض الأقتناص تجتزىء من النص لتصل الى الهدف المنشود وياليته هدف نبيل بل هو فقط من أجل أن تسب الأنجيل والمؤمنين به لذا فان السفر الذى اخذت منه تلك الية يسمى سفر الرؤيا ويطول الشرح فيه لكتب عدة ولكننى أنقل لك كتابات الأباء عن هذا الجزء المقتطع فى سياقه فى السفر ( سفر الرؤيا الأصحاح 2 العدد18 الى 29
4) كنيسة ثياتيرا (ع18-29):
18«وَاكْتُبْ إِلَى مَلاَكِ الْكَنِيسَةِ الَّتِى فِى ثَِيَاتِيرَا: هَذَا يَقُولُهُ ابْنُ اللهِ، الَّذِى لَهُ عَيْنَانِ كَلَهِيبِ نَارٍ، وَرِجْلاَهُ مِثْلُ النُّحَاسِ النَّقِىِّ. 19أَنَا عَارِفٌ أَعْمَالَكَ وَمَحَبَّتَكَ وَخِدْمَتَكَ وَإِيمَانَكَ وَصَبْرَكَ، وَأَنَّ أَعْمَالَكَ الأَخِيرَةَ أَكْثَرُ مِنَ الأُولَى. 20لَكِنْ، عِنْدِى عَلَيْكَ قَلِيلٌ: أَنَّكَ تُسَيِّبُ الْمَرْأَةَ إِيزَابَلَ الَّتِى تَقُولُ إِنَّهَا نَبِيَّةٌ، حَتَّى تُعَلِّمَ وَتُغْوِىَ عَبِيدِى أَنْ يَزْنُوا وَيَأْكُلُوا مَا ذُبِحَ لِلأَوْثَانِ. 21وَأَعْطَيْتُهَا زَمَانًا لِكَىْ تَتُوبَ عَنْ زِنَاهَا، وَلَمْ تَتُبْ. 22هَا أَنَا أُلْقِيهَا فِى فِرَاشٍ، وَالَّذِينَ يَزْنُونَ مَعَهَا، فِى ضِيقَةٍ عَظِيمَةٍ، إِنْ كَانُوا لاَ يَتُوبُونَ عَنْ أَعْمَالِهِمْ. 23وَأَوْلاَدُهَا أَقْتُلُهُمْ بِالْمَوْتِ. فَسَتَعْرِفُ جَمِيعُ الْكَنَائِسِ أَنِّى أَنَا هُوَ الْفَاحِصُ الْكُلَى وَالْقُلُوبَِ، وَسَأُعْطِى كُلَّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ بِحَسَبِ أَعْمَالِهِ. 24وَلَكِنَّنِى أَقُولُ لَكُمْ وَلِلْبَاقِينَ فِى ثَِيَاتِيرَا، كُلِّ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ هَذَا التَّعْلِيمُ، وَالَّذِينَ لَمْ يَعْرِفُوا أَعْمَاقَ الشَّيْطَانِ، كَمَا يَقُولُونَ، إِنِّى لاَ أُلْقِى عَلَيْكُمْ ثِقْلاً آخَرَ، 25وَإِنَّمَا الَّذِى عِنْدَكُمْ تَمَسَّكُوا بِهِ إِلَى أَنْ أَجِىءَ. 26وَمَنْ يَغْلِبُ وَيَحْفَظُ أَعْمَالِى إِلَى النِّهَايَةِ، فَسَأُعْطِيهِ سُلْطَانًا عَلَى الأُمَمِ، 27فَيَرْعَاهُمْ بِقَضِيبٍ مِنْ حَدِيدٍ، كَمَا تُكْسَرُ آنِيَةٌ مِنْ خَزَفٍ، كَمَا أَخَذْتُ أَنَا أَيْضًا مِنْ عِنْدِ أَبِى، 28وَأُعْطِيهِ كَوْكَبَ الصُّبْحِ. 29مَنْ لَهُ أُذُنٌ، فَلْيَسْمَعْ مَا يَقُولُهُ الرُّوحُ لِلْكَنَائِسِ.
ع18: ملاك الكنيسة : هو الأسقف القديس "إيريناؤس" تلميذ القديس بوليكربوس واشتهر بحرارة الروح.
ثياتيرا : هى مدينة تقع بين برغامس وساردس، اشتهرت بعبادة "أبللو" إله الشمس وتجارة الأرجوان وهى بلدة "ليدية" بائعة الأرجوان، وقيل أن خطية هذه الكنيسة كانت المجاملة على حساب الحق.
ابن الله : إعلان قوى من المسيح عن لاهوته بعد أن استخدم فى تجسده تعبير ابن الإنسان للدلالة على ناسوته.
عينان كلهيب نار : يقدم المسيح ذاته هنا بما يلائم حال الكنيسة كما سنرى لاحقا ولكن صفة العينين هنا معناها أنه الفاحص كل شئ والمدقق فى كل أمر والكاشف للخطاة الملتوين وليس شئ مخفى عنه.
رجلاه كالنحاس النقى : أى نقاء ووضوح تعليمه - الإيمان السليم - ويمكن القول أيضًا قوته، أى أنه كالنحاس الذى يسحق أعداءه مثل الأوانى الخزفية.
يقدِّم المسيح نفسه لكنيسة ثياتيرا التى تجامل على حساب الحق بأنه الله العادل الفاحص كل شئ وتعاليمه هى الحق القوى التى تحطم كل شر.
ع19: أنا عارف... تميزت هذه الكنيسة وهذا الأسقف بالمحبة والإيمان والخدمة فى كمال عطائها والإحتمال وطول الأناة والنمو الروحى، فشهد له الرب أن الأعمال الأخيرة أكثر من الأولى ولكن أهم ما يميزه أنه لم يفقد محبته الأولى (ع4) كأسقف كنيسة أفسس.
ع20: عندى عليك قليل : أى أنه وقع أيضًا فى خطأ وكلمة "قليلا" ربما تعنى دون قصد منه.
تسيب المرأة إيزابل : هى شخصية غنية دخلت فى الكنيسة وخدمت فيها ولا نعلم إذا كان اسمها الحقيقى إيزابل أم هو اسم أطلقه الله عليها لتشبهها بإيزابل الملكة الشريرة زوجة آخاب ملك إسرائيل التى بلغ شرها منتهاه..
أما هذه المرأة وبسبب مجاملة الكنيسة لها لغناها فأخذت تدعى المعرفة - نبية - وتعلِّم الشعب البسيط أن يأكلوا ما ذبح للأوثان وهو ما منعته الكنيسة (أع15: 29) وتغويهم أيضًا بالزنا، وقد يكون الزنا هنا بمعناه الروحى أى تحريف إيمانهم.

ع21: أعطيتها زمانا لكى تتوب : يكشف لنا الرب هنا عن طول أناته مع الخطاة لعلهم يستغلونها لتوبتهم.
ع22: ألقيها فى فراش : أى سأعاقبها إما بالمرض أو ما يعوقها ويشل حركتها.
الذين يزنون معها : أى تلاميذها وتابعيها ومن يجاملونها ويوافقونها، تكون لهم عقوبة أيضًا، ويصف المسيح العقوبة بأنها ستكون ضيقة عظيمة فى شدتها.
ع23: سيكون الموت والهلاك الأبدى مصير كل من سايرها، وسيكون عقابى بمثابة عبرة لباقى الكنائس التى ستعرف وتتأكد من أننى الإله العادل الفاحص لأعماق النفس وإننى وإن تمهلت على الخطاة إلاّ أن قصاصى عادل وأجازى كل إنسان بحسب أعماله.
ع24: لأن الله عادل فى أحكامه فهو لا ياخذ أحد بخطأ آخر، ولهذا فهو يفصل بين من تبع الشر واستحق العقوبة وبين من حفظ نفسه بعيدًا عن التعاليم الغريبة فلا يأتى عليه الله بشئ من هذا.
أعماق الشيطان : تعبير معناه إختبار الشر حتى منتهاه.
ثقلاً آخر : أى لا أطالبهم بشئ فوق طاقتهم.
ع25، 26: أما الذى عندكم من تعليم وإيمان صحيح فتمسكوا به بقوة واجتنبوا الأفكار الإيمانية المنحرفة حتى آخر الأيام ونهاية الخليقة بمجيئى، لأن كل من يجاهد ويغلب بثباته فى الإيمان وبحفظه وصاياى والعمل بها سأعطيه من قوتى وسلطانى، فكما أملك أنا كل شئ، أعطى أولادى أيضًا ملكًا روحيًا على نفوس البعيدين (الأمم) أى يستطيعون أن يؤثروا فيهم ويجذبوهم إلى الإيمان.
ع27: بهذا السلطان يرعونهم الرعاية الروحية ويقودونهم (البعيدين عن الإيمان) إلى حظيرة الإيمان.
قضيب من حديد : رمز للقوة والسلطان والحسم فى القيادة والتوجيه.
كما تكسر آنية من خزف : تصوير آخر يوضح كسابقه قوة سلطان أبناء الله على الأمم أو البعيدين، وللدلالة أيضًا على قوة هذا السلطان المعطى يزيد السيد المسيح تشبيهًا آخر بأنه كما كان سلطان الابن (المسيح) كاملا.. هكذا سيكون أيضًا سلطان الغالبين من أبنائه.
ع28: كوكب الصبح : أعلن السيد المسيح فى نهاية سفر الرؤيا أنه هو ذاته "كوكب الصبح المنير" (ص22: 16) أى أغلى مكافأة للغالب هى التمتع بملكية المسيح ذاته، أى أنه فى الأبدية يهب نفسه لكل واحد من وارثى ملكوته.
ع29: راجع ع7.
ما أعجب عطاءك يا رب وما أعجب جمال الأبدية.. كيف يكون هذا ؟ كيف نأكلك يا شجرة الحياة وكيف نتناولك أيها المن المخفى، وكيف نمتلكك يا كوكب الصبح الغير محدود فى مجدك ؟! إن ما كتبه يوحنا هو أعلى من خيال أى عقل بشرى ولكننا نثق فى كلامك ووعودك، فاعطنا روح الجهاد حتى نغلب وحتى نتمتع بكل ما أعددته لنا يا حبيب نفوسنا.. يا إلهى القدوس.
حرف ع أى عدد
أخيرا الستاذ سلامة شومان
أرجوا أن لا أكون أثقلت عليك بل بمحبة لك ولأنماء ضميرك المهنى أن كنت تمتهن البحث والكتابة أو ضميرك النسانى ان كنت أنسانا صادقا مع نفسك ان تقراء ولكن أطلب من الله دائما أن يرشدك لعلك تجد فى الأنجيل اخطاء ترشد بها الأخرين الى الحق ولا يسعنى ألا أن أقول لد عدة أيات عن المحبة تكون رسولا بيننا بعد ذلك .
"اَللهُ مَحَبَّةٌ، وَمَنْ يَثْبُتْ فِي الْمَحَبَّةِ، يَثْبُتْ فِي اللهِ وَاللهُ فِيهِ" (رسالة يوحنا الرسول الأولى 4: 16)
"وَصِيَّةً جَدِيدَةً أَنَا أُعْطِيكُمْ: أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا. كَمَا أَحْبَبْتُكُمْ أَنَا تُحِبُّونَ أَنْتُمْ أَيْضًا بَعْضُكُمْ بَعْضًا" (إنجيل يوحنا 13: 34)
"هذِهِ هِيَ وَصِيَّتِي أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا كَمَا أَحْبَبْتُكُمْ" (إنجيل يوحنا 15: 12)
"إِنْ أَطْعَمْتُ كُلَّ أَمْوَالِي، وَإِنْ سَلَّمْتُ جَسَدِي حَتَّى أَحْتَرِقَ، وَلكِنْ لَيْسَ لِي مَحَبَّةٌ، فَلاَ أَنْتَفِعُ شَيْئًا" (رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 13: 3)
"طَهِّرُوا نُفُوسَكُمْ فِي طَاعَةِ الْحَقِّ بِالرُّوحِ لِلْمَحَبَّةِ الأَخَوِيَّةِ الْعَدِيمَةِ الرِّيَاءِ" (رسالة بطرس الرسول الأولى 1: 22)

"أَحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا مِنْ قَلْبٍ طَاهِرٍ بِشِدَّةٍ" (رسالة بطرس الرسول الأولى 1: 22)
"وَصِيَّةً جَدِيدَةً أَنَا أُعْطِيكُمْ: أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا. كَمَا أَحْبَبْتُكُمْ أَنَا تُحِبُّونَ أَنْتُمْ أَيْضًا بَعْضُكُمْ بَعْضًا" (إنجيل يوحنا 13: 34)
هذا ليس مجهودى ولكنه نقلا عن مواقع قبطية كالأنبا تكلا هيمانوت ولكنها كلها للأيمان وضعت
لذا أقبل كلماتى فى محبة وأية كلمة ظننت او أحسست فيها أسأة سامحنى عايها لأننى أنسان ضعيف ليحميك الله وينير عينيك ويريح قلبك ويحفظك أنت وأسرتك



#أشرف_انور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أشكالية الدستور المصرى والقانون والمعاهدات الدولية
- الربيع العربى وخريفه
- تهجير المسيحيين فى مصر نمط موضوعى أم عشوائى
- مصر - العصيان المدنى
- مجلس الشعب المصرى
- بأى ذنب قتلوا
- كسوف الحل - المواطنة
- المواطنة
- التاريخ طريق التطور
- فرج فودة -شهيد أم مشهود
- العلمانية شر الدين


المزيد.....




- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أشرف انور - نصف الأية