أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سرمد السرمدي - يوم المسرح العالمي في العراق














المزيد.....

يوم المسرح العالمي في العراق


سرمد السرمدي

الحوار المتمدن-العدد: 3658 - 2012 / 3 / 5 - 19:50
المحور: الادب والفن
    


أن المسرح العراقي قدم الإنسان العراقي بشكل يصعب معه التعايش السلمي على الخشبة في غمرة تلك الصراعات التي ارتفعت لتلتف حول إمكانيات الأداء والارتقاء به إلى آفاق التقدم المنشود كما يترقب هذه العملية أقران من المسرح في بلدان لا تشكو الهم العراقي المشترك بين الفنان والجمهور, هذا الهم الذي تجسد عمقا بالعرق والتراب امتزج لينضم مونولوج الألم, تلك الوجبة المسرحية التي يختلط فيها الضحك بالبكاء طوال سنوات الكرب والحزن التي توشحت بسواد الخشبة والصالة على حد سواء, فالجمهور العراقي يستحق أن يقام له يوم نحتفي به كمسرحيين, وهكذا هي آمال العاملين في المسرح من دارسين وفنانين في أن يكون للجمهور تلك المكانة الحقيقية الواقعية الفعل والقول عندما يذكر شيئا المسرح في العراق.

أن الظروف الصعبة التي مر ويمر بها المسرحي العراقي لم تجعله قادرا بالفعل على إقامة الاحتفاء الملائم لمكانة هذا الشعب الذي ينتج جمهور مسرحه كما ينتج مسرحا ذي بخصوصية ترادف امتياز هذا البلد المنكوب منذ عقود, فهنا يمتد أفق علامات الاستفهام والتعجب على مديات خشبة واقع أكثر منه تجسيدا على خشبه مسرح عراقي, تلك المتاهة المظلة التي تخنق توجسات التغيير وترتفع بها بعيدا عن ارض الواقع الأفضل في خيال المسرحي وجمهوره, وقد يكون هذا الحال مطابقا لبعض البلدان التي عانت من فقر الإنتاج والخبرات والانقطاع عن جديد مجال الفن والإبداع العالمي كما هو الحال العراقي, الا أن الجديد هنا مشكلة البحث عن ماهية المسرح في جذور الإنسان العراقي, فكما حاول المسرحي العربي أن يلاقح بين التراث وتاريخ الثقافة العربية وبين المسرح كفن قادم من الغرب طويلا جدا لدرجة أن هذه الخطابات ارتبطت بالحقب الغير مجدية في شعاراتها, أصبح والحال ثورة للشعوب تتسابق في مضمارها كل المجالات الإنسانية لتعبر عن فلسفة وتصطاد نظرية في الفن والأدب والنقد, لعلها تنير طريقا آخر غير مدشن, أو تفتح تلك الأبواب التي يتأمل الجمهور والمسرحي معا أن يساهم المسرح وإبداعه في فتوحاتها الثورية على ما لها من تبعات مستقبلية , كما يحدثنا التاريخ الراصد لحركات التحرر والرفض للقمع والعنف والاضطهاد في مراحل تغلب الشعوب على ظلماتها, هكذا يفعل المسرحي العراقي, يبحث عن ذاته وسط هذه الفوضى في الرؤى المجتمعية المتجهة نحو كل ما من شأنه أن يخلف في الواقع اثر السحر في التغيير, وصناعة الإنسان من خلال المسرح والإبداع الفني والأدبي لا تتسم بخاصية السرعة, لكي يضمن المتأمل خيرا , رصانة في البناء.

لعل هذه المناسبة تختلف في كيفية الاحتفاء بها والمسرح على وجه العموم من بلد لآخر, إلا إننا في العراق لا نحتفي بالمسرح ويومه بل بالجمهور على وجه الخصوص, ذلك الشعب الذي اجتزأ من وقته المخصص للهرب من رصاص التيه وانفجار التخلف ودمار الحروب, مرتديا أبهى خوذه ترصع تاج رأسه البريء متنقلا بهذه الأقدام الواثقة نحو أمل في غد أفضل , ليعتلي عرش جمهور المسرح العراقي, أن هذا اليوم يتشكل في أهميته من خلال الاحتفاء بالمسرح, والمسرحيين, وكل التضحيات التي يبذلها الجمهور ليوازن بين واقعه والخشبة, بين الحلم وروتين ما بعد النوم, هذا الأمل الباقي في ذروته عالميا, هذا هو اليوم الذي نجتمع لنشعل شمعته على خشبة المسرح العراقي, أمل في مسرح وجمهور, في شعب و وطن, الأمل في الأمل .

الكاتب
سرمد السرمدي



#سرمد_السرمدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سقف الفنون الجميلة يسقط على أستاذ وطلبته في جامعة بابل
- تجربة مهرجان مسرحي في ذي قار
- الانتحار في سبيل لحظة حب
- صباح الخير أكرهك حبيبتي
- فوائد الإدمان في العراق
- مزبلة القلب البشري في العراق
- التدخين مسموح في الحب
- ماهية المسرح العراقي المعاصر
- مفهوم الأدب في نظريات النقد المعاصر
- ميتشل فوكو في التحليل النقدي للتاريخ الإنساني
- جاك دريدا في التحليل النقدي للكتابة عن تجربة
- مدخل النظرية النقدية في الفكر المعاصر
- مسرح الصورة ليس للمخرج صلاح القصب
- جامعة بابل العراقية وخطوة نحو العالمية
- العبث والإنسان في مسرح البير كامي
- سارترية الموجد في مسرح جان بول سارتر
- ملامح المسرح العراقي المعاصر
- تفكيك الفلسفة الوجودية في الأدب المسرحي العالمي
- نظرية الواقعة في الإخراج المسرحي المعاصر
- نظرية الإخراج في مسرح الواقعة المعاصر


المزيد.....




- فنانة سورية شهيرة ترد على فيديو -خادش- منسوب لها وتتوعد بملا ...
- ينحدر صُناعها من 17 بلدا.. مؤسسة الدوحة للأفلام تعلن 44 منحة ...
- المغربي أحمد الكبيري: الواقعية في رواياتي تمنحني أجنحة للتخي ...
- ضحك من القلب مع حلقات القط والفار..تردد قناة توم وجيري على ا ...
- مصر.. الأجهزة الأمنية تكشف ملابسات سرقة فيلا الفنانة غادة عب ...
- فيودور دوستويفسكي.. من مهندس عسكري إلى أشهر الأدباء الروس
- مصمم أزياء سعودي يهاجم فنانة مصرية شهيرة ويكشف ما فعلت (صور) ...
- بالمزاح وضحكات الجمهور.. ترامب ينقذ نفسه من موقف محرج على ال ...
- الإعلان الأول ضرب نار.. مسلسل المتوحش الحلقة 35 مترجم باللغة ...
- مهرجان كان: -وداعا جوليا- السوداني يتوج بجائزة أفضل فيلم عرب ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سرمد السرمدي - يوم المسرح العالمي في العراق