فيروس الفساد ينتشر في العراق

محمد سيف المفتي

الحوار المتمدن-العدد: 3657 - 2012 / 3 / 4 - 09:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

الفساد قد استشرى في كل مفاصل الدولة العراقية ولم يترك مكانا إلا و تغلغل فيه مما ادى الى انخفاض مستوى المعيشة في العراق هذا ما اكدته Crisis Group .
جاء في أحد التقارير التي صدرت في خريف 2011 من tankesmia من مكتبهم الرئيسي في بروكسل ما يلي:
أن الدوائر الخدمية مصابة بحالة تشبه الشلل, و الخدمات شبه معدومة في كثير من المجالات, والسبب المباشر لهذه الحالة هو الفساد الذي دخل الى كل دوائر و مؤسسات الدولة و استمر بالتفاقم تحت ظل غياب القانون حتى عام 2008.
- الوضع في يومنا الحالي ليس بافضل عما كان عليه, هذا ما اكدته ICG و وجهت انتقادا شديد اللهجة للرئيس نوري المالكي و حكومته.
المعلومات في التقرير تقول أن الحكومة قامت بترسيخ قواعد الفساد في دوائر الدولة عن طريق تدخلها في قضايا الفساد, إما عن طريق التلاعب بالتحريات و التحقيقات الجارية لأسباب سياسيةأو عن ظريق قيام الدولة بافزاع كل المنتقدين لها بقصد اخفات صوت الاعتراض الذي قد يؤدي الى ثورة شعبية تشبه الثورات التي اطاحت بحكومات عدة في الدول العربية, هذا ايضا نوه عنه التقرير.
ونتيجة لهذا التدخل السافر في هذه القضايا فقدت الحكومة مصداقيتها فيما يتعلق بقدرتها و رغبتها في استئصال الفساد, و نتيجة لهذا التدخل نجا الفساد من كل الملاحقات القانونية و الفضل في ذلك يسجل للحكومة.

الوسائل السياسية
السيد رحيم العقيلي الذي كان رئيسا للجنة النزاهة استقال من منصبه و لم يخف سبب استقالته فقال ان عملي صار عرضة للتدخلات سياسية. و اضاف قائلا أن الحكومة في بغداد استخدمت الفساد و مكافحة الفساد عن طريق لجنة النزاهة كوسيلة في الحرب السياسية الدائرة بين الاحزاب.
منظمات المجتمع المدني و الناشطين في مجال حقوق الانسان العاملين على كسر شوكة الفساد المستشري في العراق و فضح رموزه قد تعرضوا و يتعرضون لمخاطر و خيمة هذا ما يؤكده تقرير ICG الذي اسمه
«Failing Oversight: Iraq s Unchecked Government». حيث يثبت التقرير ان هؤلاء الاشخاص يتعرضون لضغوط كبيرة من قبل الدولة على شكل تهديدات من اشخاص و جهات مجهولة, اعمال عنف و اعتقالات مجحفة تقوم بها الشرطة لإسكات اصواتهم.
ما اشبه اليوم بالبارحة؟

انخفاض مستوى المعيشة
الفساد يلعب دورا كبيرا في تدهور مستوى الحياة و عليه وجه التقرير اتهامات مباشرة لحكومة نوري المالكي بسبب ضغطها الغير مشروع على المحاكم التي تنظر في قضايا الفساد و من جهة و من جهة ثانية تجاهلها للمقترحات و الخطط المقدمة من الجهات المستقلة ذات الاختصاص التي تعطي توصياتها بخصوص مكافحة الفساد.
النتائج الملحوظة لسلوك الدولة يتضح بعدة اشكال:
اختلاس مليارات الدولارات من خزينة الدولة.
الاحزاب السياسية استخدمت الوزرات وكانها بنوك فيها حساباتهم الخاصة و هي تعمل لصالح الاحزاب السياسية المسيطرة عليها.
الاختلاسات, الرشاوي و المحاباة انتشرت بشكل كبير.
- الى حد ما فإن تدهور مستوى العيش في العراق يعود لهذا الفساد. و هذا التدهور يسهل ملاحظته في كافة المجالات و من بينها الصحة و التعليم و قطاع الكهرباء, بالرغم من نمو تخصيصات ميزانية الدولة.
ويحذر التقرير كذلك من ظاهرة التصحر و الزوابع الترابية بسبب الاهمال الشديد في مجال الحماية البيئية.
المليارات المتبخرة
كم عدد المليارات التي ضاعت في جيوب السياسين ورجال الدولة منذ دخول الامريكان الى العراق عام 2003, لا احد يعلم, و لا يوجد اي انسان او جهة تستطيع الاجابة على هذا السؤال بدقة.
صرح رئيس الجرائم الاقتصادية بأنه خلال السنوات الثلاثة الماضية تبخر 85 ملياركرونة ( ملاحظة كل دولار يعادل 6 كرونة) من العراق جاءت على شكل مساعدات و على وجه الخصوص من امريكا.
قدر السيد أسامة النجيفي رئيس مجلس النواب المبلغ المختلس بمئة ملياركرونة نرويجية. هذه المبالغ اعيدت الى العراق في عام 2004 من حسابات مجمدة خارج العراق بعد حرب الخليج عام 1991.
وفقا ل Transparency International فإن العراق يتصدر المركز الرابع في الفساد بعد أن تغلبت عليه الصومال و بورما و افغانستان.
اتذكر كلمات من السيد برهم صالح حيث كان يتحدث فيها عن الارهاب و عندها قال بما معناه
لو استمر الارهاب بهذا الشكل فسنضطر لدخول خنادق الارهاب, و على ما يبدو ان الجميع اضطر الى الدخول في هذه الخنادق القذرة.
و اليوم بعد استشرى الفساد في كل مكان اضطروا كذلك لممارسة الفساد كجزء من العملية السياسية.
فكل حزب وزارة يستخدمها لتمويل الانتخابات و غيرها و يستقبلون الرشوة مضطرين لتمويل المليشيات و غيرها.
و هكذا دخل الجميع خنادق الفساد و نسوا ان من يدخل في هذا الخندق يسمى فاسد.

#محمد_سيف_المفتي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل