أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد سيف المفتي - تفجيرات اوسلو















المزيد.....

تفجيرات اوسلو


محمد سيف المفتي

الحوار المتمدن-العدد: 3448 - 2011 / 8 / 5 - 21:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هذا البلد الذي أدمن على السلام منذ الحرب العالمية الثانية أي أن من بلغت أعمارهم الخمسينات لم يعيشوا أي حالة حرب أو خوف أو ما شاكل. حتى تاريخ 22.7.2011 هذا التاريخ الذي قالت عنه الحكومة النرويجية أنه يوم لن ينسى في تاريخ النرويج, وسنقيم ذكراه في كل عام.

وجه التفجير أولأ على مجمع الوزارات هذا المكان الذي كان قد رفع تقرير أمني بخصوصه في عام 2003 على كونه منطقة مستهدهة وكان من المقرر أن يغلق ولا يسمح للسيارات بالدخول اليه بعد اسبوع من وقوع الحادث الذي تم بسيارة مفخخة هزت العاصمة التي عدد نفوسها بحدود 605 الف مواطن وبعد ذلك بساعتين توجه الجاني مرتديا ملابس الشرطة الى الجزيرة التي كان شباب حزب العمال يقيمون احتفالهم السنوي فيها, وإدعى أنه مبعوث من قبل الشرطة للتأكد من الوضع الامني في الجزيرة وبعد أن دخل الى الجزيرة ومعه سلاح و ذخيرة ومنظار بدأ باطلاق النار على الشباب المتجمع حوله للأطلاع على تطورات الانفجار في اوسلو. وخلال ساعة من الزمن قتل الكثير من الشباب و أطلق النار على من جاء متطوعا لأنقاذهم عن طريق البحر و ألقي القبض عليه بعد وصول الشرطة بدون أي مقاومة.

أثناء الحادث خرجت تقريبا كل اقسام الشرطة الى شوارع اوسلو للحفاظ على الناس وتهدأتهم, الناس الذين كانوا جالسين في الباصات نزلوا من الباصات وفسحوا المجال للمصابين لكي ينقلوا الى المستشفيات بعد ان غيرت الباصات مساراتها.

الصدمة

في الساعات الاولى بعد الحادث اشيرت اصابع الاتهام الى التيارات الاسلامية المتطرفة و الجميع كان مصابا بحالة من الهلع المصحوب بالارتباك والغضب. ولكن لم تكن هناك اي سلوكيات تستحق الذكر تجاه الاجانب ولكن الوضع كان متأزما.

ماذا لوكانت التيارات الاسلامية خلف هذا الموضوع و ماذا لو كان الجاني أجنبي أكل وشرب في النرويج وقام بقتل النرويجيين بعد ذلك, كيف سيكون رد فعلهم ؟ ضد من سيوجه هذا الفعل؟

هل سيصبح المسلمين كاليهود في الثلاثينات مطاردين في اوربا حيثما ثقفوا؟ الف سؤال و سؤال بقي بلا جواب لساعات كان الشعب يشعرها دهرا.

الجواب الرسمي

من قبل الحكومة كان رئيس الوزراء ووزير العدل متحفظين في اعطاء المعلومات في المؤتمر الصحفي الأول, ورغم هذا التحفظ أخطأوا في عدد القتلى الذي أعطته الشرطة في وقتها. ورغم حرص الشرطة الشديد على أن تكون المعلومات المعطاة في المؤتمرات الصحفية أو المقابلات دقيقة جدا إلا أنهم أخطأوا في العدد. جاء اعتذارهم سريعا للشعب وقالوا أنهم في خضم تلك الاحداث لم نكن مسيطرين على كل الامور 100%. إلا أن الشرطة بقيت في الشارع لمساندة الناس.

خطاب رئيس الوزراء

الخطاب الاول في الكنيسة بعد يومين من الحادث وبحضور العائلة المالكة

بعد أن حييى الحاضرين قال رئيس الوزراء لقد مضى يومين على الاعتداء الذي تعرضت له النرويج.

وقال أن هذا هو وقت الحزن و أن الوقت الذي مضى كان متسما باليأس والحزن والدموع, ثم ذكر المفقودين وذكر صفات اثنين منهم بالتحديد وقدم العزاء لهم. ثم عقب قائلا

في خضم هذه التراجيديا اشعر بالفخر لانني اعيش في بلد استطاع ان يقف بوجه هذا الوقت العصيب و أنا معجب بالكم الهائل من القيم و الثبات والاهتمام بالاخرين الذي أظهر في هذه الايام.

نحن بلد صغير لكننا شعب كريم.

نحن لا نزال مهزوزين بسبب مصابنا لكننا رغم كل شيء لن نتخلى عن قيمنا.

جوابنا على ما حدث هو ديقراطية أكثر انفتاح أكثر و انسانية أكثر و لكننا لن نكون ساذجين أبدا.

لم يقل أحد شيء أجمل مما قالته عضوة الحزب الشابة عندما قابلتها السي ان ان

( إذا استطاع رجل أن يظهر هذا الكم من الكراهية ففكروا كم من الحب نستطيع نحن ان نظهر مع بعضنا)

ثم قدم التعازي لاهالي المفقودين نيابة عن نفسه و عن النرويج وثم قدم تعازي العالم من باراك اوباما و مدفيدف وانجيلا مركل و غيرهم.

كل هذا لن يعوضنا ما فقدناه, نحن نحتاج المواساة و العزاء في هذه الفترة السوداء.

ولكن في الوقت الاظلم ستجدوننا موجودين حيث تحتاجوننا.

بعد اسبوع

في قاعة هادئة تماما رفعت الزهور الحمراء التي هي رمز لحزب العمال تحية للذين قتلوا نتيجة ذلك العمل الشائن الذي اقترفه يمينيي متطرف.

في الخطاب الأول لحزب العمال قال رئيس الوزراء أن الشكر الأكبر أقدمه الى الشعب النرويجي التي تحمل المسؤولية المطلوبه منه و تمسك بقيمه و أختار طريق الديمقراطية. وقال أن حفلات التأبين تقام الآن في الجوامع والكنائس على حد سواء, بالرغم من أن هذه الجريمة وجهت تجاه شباب حزب العمال إلا أنها أصابت الشعب برمته وعندما يكون هذا الاعتداء موجها تجاه تجمع سياسي فهو موجه ضد نظامنا الديمقراطي. ثم ذكر الاجتماع السابق في نفس القاعة والبهجة التي كانت تخيم على الاجتماع على العكس تماما من هذا الاجتماع الذي يتسم بحزن يمزق القلوب.

ثم ذكر حجم الخسارة بهؤلاء الشباب الذين فقدهم المجتمع والجرحى و من ثم قال أن هناك من لديهم جروح غير منظورة ستنزف و تنزف و نحن نحاول أن نتجاوز مسألة التفكير بما حل بشبابنا و لا نستطيع إدراك حجم المأساة. لكن تاريخ 22.7 هو واقع حال و سيعيش معنا رغم ألم هذه الذكرى و قهرها سنتغلب عليها مع بعضنا, وسنشكر كل الأبطال ذلك اليوم من فرق الانقاذ والشرطة و المتطوعين. ثم وجه كلامه لشباب الحزب قائلا أن الحزب سيكون الكتف الذي ستبكون عليه و الظهر الذي تستندون اليه و اليد التي ستمسك بايديكم, ثم ذكرهم بأن الحزب لن ينسى من قتل لكنه سيستمر في مسيرة البناء و بشكل أقوى من ما كان بعد اجتياز الازمة.

في لقاء مع ولي العهد قال فيه

( بعد 22 تموز لن نسمح لانفسنا أن نتصور بعد اليوم أن مواقفنا و آرائنا لا تعني شيئا يجب أن نتكاتف لمراعاة نظامنا الديمقراطي و مجتمعنا الذي نحب )

رجال الدين بدورهم كانوا في الميدان لمساندة الناس, العوائل التي فقدت اولادها والاصدقاء الذين فقدوا رفاقهم.

تم استضافة القس باكافيك وسأل عن تجربته فقال لقد كانت اياما صعبة ولكن مع شعب رائع تحمل مسؤوليته على أتم وجه ثم سئل القس عن الشباب الذين كانوا في مكان الحادث وكيف أنهم تحدثوا عن الحادثة برباطة جأش عالية فأجاب أنهم ينتمون لحزب يحمل قيما معينه لذلك وفي أصعب الاوقات لم يتحدث ايا منهم عن الانتقام بل فقط عن العمل الارهابي الذي تعرضوا له.

أرجو من القاري الكريم أن ينتبه لهذا السؤال. الذي وجه الى القس

- ما هي المسؤولية الملقاة على عاتقنا لكي لا يتكرر هذا الامر.

- هذا بالضبط ما يجب أن نتحدث عنه, لقد كان هذا الرجل جزءا من مجتمعنا, لم يكن أجنبيا بل نرويجيا درس في مدارسنا, نشأ و ترعرع وكبر في مجتمعنا و تعلم تقاليدنا, ونشد معنا النشيد الوطني نحن نعشق هذا البلد رغم ذلك إختار طريق العنف بدلا من الحوار, لذلك يجب أن نعلم من هو الشخص الذي لا يشارك في الاجتماعات التي يتم فيها استخدام الكلمات بدلا من العنف.

وما يعنيه هنا أن على صناع القرار أن يشاركوا كل أطياف المجتمع في صنع القرار.

الحزب التقدمي

حزب له مواقف سلبية تجاه الاجانب و الاسلام, وهو في اقصى اليمين قالت رئيسة حزبه سيفف يانسن أنا أعتقد أن ما حدث قد غير سلوكنا ولن نكون كما كنا سابقا. أنا لا أعتقد أن أيا منا ولا في أبشع كوابيسه قد تصور حدوث مثل هذه المذبحة إن ما حدث قد أثر فينا كبشر. و اعربت عن ندمها على بعض التصريحات.

حزب اليمين

أرنا سولبرك رئيسة حزب اليمين تقول أن معادين الاسلام يتحدثون عن المسلمين كما كان اعداء السامية يتحدثون عن اليهود في الثلاثينات. لذلك دعت الترويجيين ليحسموا الموضوع مع العنصرية.

وقال القس هانسن في لقاء تلفزيوني

الآن حان وقت الانتقام بإظهار المزيد من الحب.

و أخيرا وقف اليمين واليسار جنبا الى جنب لمواساة المصابين و لدعم الديمقراطية والعدالة في النرويج والعالم.

لا أريد أن أطيل في هذا الموضوع ولكن أريد أن أوضح أن عدد القتلى لم يتجاوز المئة و عليه قالت سيفف يانسن أن الموضوع أثر فينا كبشر,و هي كما قلت رئيسة حزب عنصري فيا ترى ألا يوجد بين حكامنا من به ذرة انسانية,عندما ننجو من ايدي الارهاب تقتلنا ايدي حكوماتنا



#محمد_سيف_المفتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديمقراطية المقلقة
- الاقتصاد والتغييرات السياسية
- عذرا من العدالة


المزيد.....




- تمساح ضخم يقتحم قاعدة قوات جوية وينام تحت طائرة.. شاهد ما حد ...
- وزير خارجية إيران -قلق- من تعامل الشرطة الأمريكية مع المحتجي ...
- -رخصة ذهبية وميناء ومنطقة حرة-.. قرارات حكومية لتسهيل مشروع ...
- هل تحمي الملاجئ في إسرائيل من إصابات الصواريخ؟
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- البرلمان اللبناني يؤجل الانتخابات البلدية على وقع التصعيد جن ...
- بوتين: الناتج الإجمالي الروسي يسجّل معدلات جيدة
- صحة غزة تحذر من توقف مولدات الكهرباء بالمستشفيات
- عبد اللهيان يوجه رسالة إلى البيت الأبيض ويرفقها بفيديو للشرط ...
- 8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد سيف المفتي - تفجيرات اوسلو