أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كامل علي - أساطير العالم ألحديث














المزيد.....

أساطير العالم ألحديث


كامل علي

الحوار المتمدن-العدد: 3653 - 2012 / 2 / 29 - 13:59
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في بحث سابق (آساطير ألأولين- الفردوس المفقود) تناولنا اساطير العصر الذهبي بالتفصيل وقلنا في المقدمة:
منذ أنْ زالت المشاعة الابتدائية ألتي عاشها الانسان القديم، وفقد الفرد سلطته على وسائل انتاجه لصالح الآخرين، تحوّل العمل من متعة وتحقيق للذات الى عبودية واغتراب، ومن طقس جماعي مُرْضٍِ الى وحدة قاسية بلا هدف او غاية الّا لقمة العيش اليومية التي تدفع للاستمرار يوما آخر. ومع نضوج المجتمعات الابوية التسلطية وإحكام حلقاتها على الافراد، صار الإنسان الى حالة احباط دائمة هي شرطه الاساسي في حياة تبدوا بلا معنى ولا تسعى الى غاية، سوى موت يضع حدا لفصل مؤلم.
ولكن المجتمع التسلطي استطاع انْ يحرّم الفرد من كل شيء إلّا من رغبة في التغيير بادية او كامنة و حلم. تجلت رغبة التغيير في ثورات البشر عبر التاريخ في سبيل حياة اكثر وحرية اكثر. وتجلّى الحلم، بديلا عن الفعل، في ادبيات البشر التي تصف عالما قادما، هو حرية كاملة ومساواة مطلقة وراحة من لعنة العمل المفروض على الانسان.
عالم لا مرض فيه ولا عناء ولا شيخوخة ولا موت. فكانت اساطير الجنة لدى كل الشعوب، تعبيرا سلبيا عن رغبة في التغيير لم تخرج الى حيّز الفعل، او فعل تمّ إحباطه فصار حلما ينتظر.
في هذا البحث سنحاول التطرق لبعض اساطير العالم الحديث كالشيوعية الماركسية والاشتراكية الوطنية الالمانية ( الفكر النازي).
1- ألشيوعية ألماركسية وأسطورة ألعصر ألذهبي:
إذا تركنا الحديث عن مصيرها التاريخي والسند الفلسفي للماركسية، وتوقفنا عند البنية الاسطورية للشيوعية، عند دلالة مذهبها في المآل وفي النهاية القصوى، وعند الوعود التي اطلقها والتي صادفت رواجا شعبيا. وأيا كان مقاصد ماركس العلمية، فمن الجلي أنّ صاحب (البيان الشيوعي) يستعيد واحدة من الاساطير الكبرى الخاصة بالنهاية والمآل، في العالم الآسيوي المتوسطي، ويواصل ألأخذ بها.
إنّها الاسطورة المعنية بالدور الانقاذي الذي يطّلع به العادل والمصطفى، والقدّيس، والبريء، والمبشّر. وتسميته الشيوعية ( البروليتاريا ). وإنّ العذابات وألألام التي يكابدها المُنقِذ مدعوة لأنْ تُحدِث تغييرا في البنية الانطولوجية ( علم الوجود بما هو موجود ) للعالم. على هذا النحو، فإنّ مجتمعا بدون طبقات يدعو اليه ماركس، وما ينتج عنه من زوال للتوترات التاريخية، يجد له السابقة الاكثر صوابا في أسطورة العصر الذهبي ألتي تُمَيِّزُ -بحسب تراث شعوب عديدة_ بداية ونهاية التاريخ ( يدخل ألأفكار ألمهدية ألإسلامية ضمن هذه ألأفكار ).
لقد عمل ماركس على إغناء تلك ألأسطورة الشهيرة مستفيدا من الايديولوجيا المُبشِرة بالخلاص في في كل من المسيحية واليهودية، هنالك من جهة أخرى، الصراع النهائي بين الخير والشر. ويمكننا بسهولة أنْ نقارنه بالنزاع بين المسيح والمسيح الكاذب الدجّال، والمتبوع بالظفر النهائي للمسيح الحقيقي.
وثمة دلالة هامة في متناول ماركس لفائدة مذهبه، دلالة الامل الذي يراود المسيحية واليهودية بنهاية قصوى للتاريخ تكون تكون بمثابة ألمآل. إنّ ماركس في هذا المنحى، يختلف عن سائر الفلاسفة من اصحاب النزعة التاريخية، الذين يعتقدون أنّ التوترات التي يطلقها التاريخ تلازم بالجوهر، الشرط الإنساني، وبالتالي لا يُمكن لها، ابدا، أنْ تضمحل وأنْ تتلاشى بتمامها.

2- ألإشتراكية الوطنية ( ألنازية ):
على عكس الشيوعية الماركسية، تشكو الميثولوجيا ( علم الاساطير ) التي اخذت بها الاشتراكية الوطنية ( النازية بالتحديد ) من تهافت لا يوصف، بالقياس إلى عظمة الاسطورة الشيوعية، وإلى التفاؤل الواسع الذي اثارته عند مُريديها. ولا تُعزى تلك الحالة إلى محدودية الاسطورة العرقية فقط، إذ لا يخطر في البال أنْ تقبلها عن طيبة خاطر، انحاء شاسعة من اوربا، وإنما يعود الميثولوجيا الجرمانية، على وجه الخصوص، إلى نزعة التشاؤم الاساسي الكامنة فيها.
مع ذلك ترتب على الإشتراكية الالمانية أنّ تبذل، بالضرورة، الجهد الحثيث من أجل إحياء الميثولوجيا الجرمانية القديمة. وفي سبيل ذلك عملت على محو القيم المسيحية بقصد لقاء الينابيع الروحية ل ( العرق الجرماني ) أي الوثنية التي انتشرت فيما مضى في اوربا الشمالية.
وبحسب منظور علم نفس الاعماق، إنّ محاولة مماثلة للعودة إلى ينابيع العرق الجرماني هي مجرد دعوة إلى ألإنتحار الجماعي، ذلك أنّ النهاية القصوى أو ألمآل المعلن عنه، والمرتقب من قِبل قدماء الجرمان يبدو في الدمار النهائي ألشامل ( رايناروك ). أي أنّ نهاية العالم تكون بكارثة. ذلك ألمآل يقتضي حصول معركة هائلة بين ألآلهة وألابالسة تنتهي إلى موت جميع ألآلهة وألأبطال، وتُفضي بالعالم إلى حالة السديم والعشوائية.
وفيما بعد سينبعث عالم جديد من بين الانقاض وسيعود إلى حياة جديدة. لذا فإنّ قدماء الجرمان عرفوا بدورهم المذهب القائل بوجود دورات كونية ( كما في ألدين ألزرداشتي والهندوسية ) وأخذوا بأسطورة خلق العالم ودماره بصورة دورية.
ألتساؤل الذي يطرح نفسه بشدة هو:
كيف أمكن لرؤيا تتناول نهاية التاريخ، إلى هذه الدرجة من التشاؤم، أنّ تُلهِبَ مشاعر شريحة، على ألأقل من الشعب الالماني؟ لهذا التساؤل اهميته البالغة، ولم يكف عن طرح المشكلات أمام علماء النفس.

مصادر البحث:
ألأساطير وألأحلام وألأسرار...... ميرسيا إيلياد
مغامرة العقل الأولى...... فراس السوّاح



#كامل_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آساطير ألأولين: ألإله ألمُخلِّص
- آساطير ألأولين- الفردوس المفقود
- أساطير ألأولين- قابيل وهابيل-الصراع بين المزارع والراعي
- آساطير ألأولين- خلق ألإنسان
- آساطير ألأولين- خلق الكون
- آساطير ألأولين- حكايات جدتي وأسطورة أيتانا والنسر-2
- آساطير ألأولين- حكايات جدتي واسطورة أيتانا وألنسر-1
- آساطير ألأولين- عقائد ما بعد الموت-5
- آساطير ألأولين- عقائد ما بعد الموت-4
- آساطير ألأولين- عقائد ما بعد الموت-3
- آساطير ألأولين- عقائد ما بعد الموت-2
- آساطير ألأولين-1- عقائد ما بعد الموت
- المعتقدات الانسانية الحديثة-الرائيلية-10- الانسانيات المتواز ...
- المعتقدات الانسانية الحديثة-الرائيلية-9-المسيح
- المعتقدات الانسانية الحديثة-الرائيلية-8- موسى
- المعتقدات الانسانية الحديثة-الرائيلية-7 / أضحية إبراهيم
- اسألوا اهل الذكر إنْ كنتم لا تعلمون
- حوار صحفي مع ألخالق
- المعتقدات الانسانية الحديثة-الرائيلية / 6- عمورة وسدوم
- حوار مع قاريء حول كتاب ثورة ألشك


المزيد.....




- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كامل علي - أساطير العالم ألحديث