أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هلبست الشيخ - حسيب كيالي:ترجمة التفاعل مع المكان الفني والجغرافي














المزيد.....

حسيب كيالي:ترجمة التفاعل مع المكان الفني والجغرافي


هلبست الشيخ

الحوار المتمدن-العدد: 3652 - 2012 / 2 / 28 - 00:53
المحور: الادب والفن
    


حسيب كيالي:
ترجمة التفاعل مع المكان الفني والجغرافي
إبراهيم اليوسف
تمر الذكرى التاسعة عشرة على رحيل الأديب السوري حسيب كيالي 1921-1993، شيخ الأدباء الساخرين، والذي وافته المنية، وهو في دولة الإمارات العربية المتحدة، فووري الثرى هناك، بعد أن أمضى سنوات عدة في هذا البلد، ليكون محطة جديدة في حياته، بعد أن انخرط في لجة العمل الإعلامي والثقافي في بلده الثاني.
وقد عرف كيالي، بين أو ساط مجايليه من المثقفين، بروحه الساخرة، المتفردة، وكانت هذه الروح بادية في معظم إبداعاته الكثيرة التي توزعت بين الشعر والنثر، ومنها: - أخبار من البلد1954- الناسك والحصاد وزاهد1973 في خدمة الشعب 1978 ماذا يقول الماء 1986 ومكاتب الغرام 1958 وأجراس البنفسج 1970 1969- حكاية بسيطة 1972-تلك الأيام 1978 قصة الأشكال1991 حكايات ابن العم 1993

وبعيداً عن المكانة الكبيرة للأديب الراحل الكبير كيالي، في خريطة الأدب السوري خصوصاً، كأحد الأعلام الكبار في مجال الإبداع، لاسيما الساخر منه، فهو أحد رواده الأوائل تماماً، فإن دفن هذا الكاتب في أرض عربية، غير بلده الذي ولد فيه، وأحبه، ذو دلالات كبيرة، أولها أن الكاتب تعايش بحق مع جغرافيا إبداعية، تفاعل معها خطابه الأدبي، لذلك فقد جاء ت مواراته للتراب في العنوان الأخير في رحلة حياته، دليلاً على أنه كان يترجم رؤيته تلك، بل أن لا انفصام بين خطابه الذي ينادي به، وهو أن أرض وطنه واحدة، بالرغم مما بينها من حدود مصطنعة.
وربما أن الكاتب الساخر الذي لم ينج من دائرة سخرياته أحد ممن حوله، كان يتناولهم إما شفاهياً، أو عبر خطابه الإبداعي، استطاع أن يسخر حتى من ذاته، ليخرج عن جملة القناعات المكتسبة التي تربط-عادة- بين المرء ومحيطه، ومن بين ذلك العلاقة مع المكان الأول، فهو أراد أن يوجه رسالته، حتى بعد رحيله،عبر سخرية من نوع آخر، حتى تأتي عملية فك شيفراتها بعد ذلك، ولعل من أولى القراءات الجديدة أن للمكان الذي يحتفي بالمرء، ويصبح الملاذ له، وعامل الطمأنينة، فإن هذا المكان جدير بأن يكون الحاضن لجسده، بعد غيابه، فمن منح المرء أماناً في حياته، فهو قادر على أن يمنحه مثل ذلك الأمان بعد واته، وهي معادلة استطاع كيالي أن يجسدها، وربما هي ترجمة لرؤى المتصوفة في دفن الإنسان في ذلك المكان الذي يتوقف فيه قلبه عن النبض.
ولوعدنا إلى علاقة كيالي بالمكان، فإننا نجد عبر أعماله النثرية، من مسرح، ورواية وقصة، أن المكان كان واضحاً فيها، بل إن بيئة أدلب، مسقط رأسه، تبدو خلا ل تلك الأعمال، على نحو خاص، ليس من خلال اعتماد أبطاله، من ذلك المكان، ولا من خلال تجسيد روح ابن المكان، ولغته، وطريقة تفكيره، وحياته اليومية، بل إن المكان الفني-كان يستعين بعلامات جغرافية محددة- من دون أن يظل أسير تلك الجغرافيا، وهذا يعني أن معالجة كيالي للمكان، من الناحية الفنية، كانت في إطار ينم عن وعي كامل لديه بمجمل أدواته الفنية.
وعندما حط كيالي الرحال، إلى مكانه الجديد، وعنوانه الأخير دبي، فإن فضاء هذا المكان، كان يبدو فيما كتبه، حتى في الرسائل التي كتبها، وهذا بدوره ناتج عن أنه وفي للمكان الذي يتفاعل معه، حياتياً، كي يتم التفاعل فنياً أيضاً، لذلك فإن الرمز المكاني، وإشاراته، ونقاطه البارزة، تظهر في كتاباته التي أنتجها في محطته الأخيرة، هذه، وهي سمة لا تتوافر إلا في نمط محدد من الإبداعات الأصيلة.
إن أية قراءة سيميائية للمكان، في أدب الكاتب الساخر حسيب كيالي، تبدأ بالمكان الذي فتح عينيه عليه، وانتهاء بالمكان الذي أغمض عليه كلتا عينيه، فهي ستترع بالدلالات الهائلة، لتفاعل خطابه مع هذا المكان، ناهيك عن أن العلامة الأخيرة في هذه العلاقة المكانية، وهي مواراة جسده الثرى ففي مكان عرفته روزنامة الخط الزمكاني عنده، تستطيع أن تسلط الضوء على عصب النص في خطابه الإبداعي.
وأخيراً، إذا كان كيالي استثنائياً، فريداً، غيرعادي، في حياته، وإبداعه، فإنه قد غدا غير عادي، في وفاته، حيث شاء أن تكون روحه سفيراً لمكانه الأول في مكان لاذ به، واحتضنه، ناهيك عن أنه أراد أن يجسر بين مكانين، عبر جسده، ليؤكد أن مكانيه على الرغم من وجود آلاف الكيلومترات الفاصلة بينهما، هما في الأصل علامتان في جسد وطن واحد.



#هلبست_الشيخ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكتابة من تحت الدماء
- بدأت أصدق كذبي..!


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هلبست الشيخ - حسيب كيالي:ترجمة التفاعل مع المكان الفني والجغرافي