أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هلبست الشيخ - الكتابة من تحت الدماء














المزيد.....

الكتابة من تحت الدماء


هلبست الشيخ

الحوار المتمدن-العدد: 3651 - 2012 / 2 / 27 - 08:56
المحور: الادب والفن
    


الكتابة من تحت الدماء

إبراهيم اليوسف


باتت الأحداث الدموية التي تجري في العالم، الآن، ولا مناص من الهروب من قراءتها، والتفاعل معها، تجسرالعلاقة بينها وحبرالكتابة، حتى وإن كان هذا الحبرإلكترونياً، جرياً على سنة الدم الجديدة، وألسنة النارالمحدثة، بحيث أنها تستيقظ مع أي كائن بشري، من المليارات السبعة، تداهمه، أينما كان، تستفزّه، تحاصره، كي ترسم هذه الدماء خرائط كليمة، ووجوه أطفال انطفأت أعينهم وهم في أسرتهم، أو لائذين بآبائهم، بعد أن هجروا لغة الألعاب، في ظل دوي أصوات آلات الموت، متباينة الجدوى، والفعالية، ومختلفة الأسماء، ومتفقة الهدف، حيث الإنسان هو من يدفع الضريبة الكبرى، أخيراً، مادام لاشيء أكبرمن أن يخسرالإنسان روحه...!.

لعل اللحظة الإلكترونية التي آل العالم برمته إليها، وهي توازي عقارب الساعة في عناقها الحالي، ضمن توقيت زماني، محدد، تشير إلى البرهة المبللة بدموع الثكالى، والدماء التي تسيل و تسيرفي كل صوب واتجاه، كي تبلل أيادينا، وثيابنا، وأوقاتنا، وكراريسنا، وكأن الجراح مفتوحة الأفواه التي تبدأ منها، إنَّما هي ملتصقة بأرواح العالم المتفرِّج، أرواحنا جميعاً، حتى وإن اختلفت قراءاتنا لما تدوِّنه بوضوح باد، لايقبل التأويل، كي يكون أي منا، ويجده مرغماً ليس لمحو الحدود بينه وشاشة الرائي في منزله، أو شاشة الحاسوب على طاولته،أو على ركبتيه، بل إنه ليرغم على أن يعيش في قلب الحدث اللهبي، بكل تفاصيله، كي تصله صرخة الجريح، أو استغاثة المذعور، أوإغاثة الملهوف، أو مناشدة المحاصربشبح الموت، كما تصله في اللحظة عينها، كي تلتصق ببؤبؤ عينه، مناظرحطام البيوت البسيطة، أو العمارات الشاهقة، وهي مهدمة فوق رؤوس أصحابها، تسوي سقوف بالأرض، و تساوي بين كل أفراد الأسرة في تناول رائحة الموت، كما تناولوا قبل قليل وجبة العشاء الأخير.
هكذا يبدأ المشهد الواخز للضمير، غارقاً في لزوجة الدم، وكأنه واحد، أينما كانت رقعة سيلانه، لافرق تكشفه لواقط الإلكترون، وهي تستدرجه، في إيماضة العين الباصرة، بين دم ودم، حيث لا ضرورة لعدّ كرياته البيضاء، أو الحمراء، بل ولا ضرورة البتة لمعرفة الزمرة المصنفة له، مادام أنه واحد، وكأن كابوس الموت المخيم، بات من شأنه أن يقدم لنا هذا السائل اللزج، بصفات، وخصائص موحدة، لتكون له رسالة واحدة، لابد من قراءتها، إما بحسب الديباجة التي خطها، أوعلى نحو معكوس، كي ترتد كل قراءة إلى مصدرها، المصدرالذي يجمع أولاً وأخيراً، بين اثنين، هما القاتل والضحية، كي يصنف النظارة، على اختلاف مواقعهم، وزوايا الحدث، إلى موقعين، أو مكانين، لا ثالث لأحدهما البتة.
وملحمة الدم التي تتأسس على الجراحات التي تشخب، وتنز، منذ أولى قطرة دم هابيلي، تترك كل هذا الصدى، من الكلمات المتوزعة، في إهابين أحدهما: الشعر والثاني قرينه النثر، يحوطان بالملحمة، بل يدخلان في لجتها، يلتحمان بها، كي تظهررؤيا الشاعرأو الناثر، حيث يموقع رنين كلماته، يحدد هويتها، بين ذين التصنيفين، لاغير، مادامت نظرية الدم، لاتقبل الهدنة، أو الفلسفة الفائضة، وهي تختزل ردة الفعل، عارية، ناصعة، كليمة، أوملطخة بأثرالمدية، أو النصل، أو السلاح المتطور الذي آلا إليه، في حمى ابتكار الذبح الآدمي.

أجل، على هذا النحو تظل الستارة مفتوحة، على المشهد، في إيجازه لنظرية الدم، بكل أسفارها، و شخوصها، غلاظ قلب قتلة، ومصفقين، أوساكتين، مقابل الضحية التليد، ذاته، يتكرربأسمائه الهائلة، المفتوحة على اللغات، والأشكال، وجهات الأرض، كي تنوس بوصلة الكتابة، بين وجهتين، متباينتين، لن تلتقيا البتة....!.






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بدأت أصدق كذبي..!


المزيد.....




- وفاة الممثل والمخرج الفلسطيني محمد بكري عن عمر يناهز 72 عاما ...
- رحيل محمد بكري.. سينمائي حمل فلسطين إلى الشاشة وواجه الملاحق ...
- اللغة البرتغالية.. أداة لتنظيم الأداء الكروي في كأس أمم أفري ...
- بعد توقف قلبه أكثر من مرة.. وفاة الفنان المصري طارق الأمير ع ...
- نجوم يدعمون الممثل الأميركي تايلور تشيس بعد انتشار مقاطع فيد ...
- إقبال متزايد على تعلم اللغة التركية بموريتانيا يعكس متانة ال ...
- غزة غراد للجزيرة الوثائقية يفوز بجائزة أفضل فيلم حقوقي
- ترميم أقدم مركب في تاريخ البشرية أمام جمهور المتحف المصري ال ...
- بمشاركة 57 دولة.. بغداد تحتضن مؤتمر وزراء الثقافة في العالم ...
- الموت يغيب الفنان المصري طارق الأمير


المزيد.....

- دراسة تفكيك العوالم الدرامية في ثلاثية نواف يونس / السيد حافظ
- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هلبست الشيخ - الكتابة من تحت الدماء