أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - شذى احمد - صوتها الثمين














المزيد.....

صوتها الثمين


شذى احمد

الحوار المتمدن-العدد: 3650 - 2012 / 2 / 26 - 14:02
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    




عل العمل في الأصقاع البعيدة يشبه أحيانا كثيرة المنفى. هناك حيث تقل معالم الحياة الرغيدة، ومباهجها. لا يلتفت لمثل هذه الأمور إلا من عاش ويعيش تلك التجربة. كان هو واحد من هؤلاء. اضطرته الظروف للعمل في إحدى المناطق الحدودية النائية التي تحيطها الصحراء من كل الجهات. قلما يحصل هناك أمر غير مألوف . تبدو الحياة مثل الرمال هادئة مستكينة وتمضي ساعات اليوم رتيبة مثل تعاقب الليل والنهار عليها، ومناخها بمزاجه المعروف .
لكن كما لا تقبل الرمال الركون للمألوف معلنة غضبها بين الحين والآخر بعواصف عاتية كذلك ناسها يأبى بعضهم أن يظل طي النسيان.
تحدث احد الموظفين العائدين في إجازة لزيارة أقاربه عن حادثة مر بها، وعلمته درسا بليغا.روى يقول... في إحدى الحملات الانتخابية شارك المشمولين بها في منطقتي الحدودية بشكل اعتيادي حتى أخر النهار وقبل انقضاء النهار بوقت قليل بينما نهم بإعداد صندوق الانتخاب لإرساله الى المحافظة طرقت الباب عجوز بدت على وجهها إمارات التعب و الإجهاد . تطلعنا إليها بدهشة مستفسرين عن مرادها، فإذا بها تقول: جئت كي أدلي بصوتي وانتخب. علت الدهشة وجوهنا جميعا سألها احدنا: من أين أنت ؟ . أخرجت الورقة الانتخابية وهويتها الشخصية قدمتها إليه . بعد التحقق من أوراقها تعجبنا من المسافة الطويلة التي قطعتها للوصول الى المركز الانتخابي.
قلت لها مشفقا: يا أمي لما حملتي نفسك عناء السفر كل هذه المسافة. المسالة لا تستحق. رمقتني بنظرات تنم عن الكثير من الاستنكار ثم استجمعت رباطة جأشها لترد علي بهدوء : يا ولدي صوتي مهم جدا. لذا استفسرت من أبنائي، وأفراد عشيرتي عن المرشحين كي لا يذهب صوتي لمن لا يستحقه. وثانيا افترض بان هناك من يستحق الفوز وينقصه صوت واحد هو صوتي ولم يحصل عليه . سيخسر البلد مرشحا يخدمه بإخلاص. وهب أيضا أن هناك مرشح سيء سوف يفوز لو أنا تقاعست عن منح صوتي لمن يستحقه أكون ساهمت في خراب بلدي.

لم ينبس احد ببنت شفه.هذه العجوز الطاعنة بالسن والتي تسكن أقاصي البلاد لا تبحر بشبكات النت كل يوم. لا تقرأ عن الحملات الانتخابية. لا تعرف الكثير من البرامج السياسية للمرشحين ولم تنضم يوما لأي من الأحزاب السياسية. واغلب الظن لا تملك تلفازا وقنوات فضائية . ولم يكن عندها متسع من الوقت للاستماع الى العديد من السياسيين والمفكرين والكتاب والمتخصصين والمحللين وهم يفندون هذا الحدث او ذاك . لكن بالتأكيد سألت وسمعت من أولادها ام أحفادها عما تعنيه الانتخابات، وامتلكت أساسيات واجباتها وجاءت لتقوم بوظيفتها كما ينبغي. عرفت من هو المرشح خلفيته. إمكانياته. سمعته . نظافة يده . إخلاصه بعمله... وكل ما يهمها لكي تمنحه أثمن ما تملك صوتها ولتساهم في بناء بلدها بلا مكابرة ولا رياء.
أشارك، و أتابع من سنوات بعيدة التجربة الديمقراطية في بلدي هنا. وأبقى مستمعة حريصة حتى يوم الانتخابات الى الندوات والحوارات والدراسات التي تقدم قبل يوم الانتخاب. الكثير من الآراء والأفكار . أحزاب تصعد وأخرى تتهاوى. أسماء تلمع وأخرى يخبو بريقها.
على الطاولة توضع كل الأوليات، وتحتفظ الذاكرة الجماهيرية بملفات مفتوحة لانجازات هذه الكتلة الانتخابية وتلك. هل تستحق الأصوات. هل ما زالت تتمتع بثقة الناخب. أخطائها وصوابها. مدى صدقها في تحقيق برنامجها الانتخابي الذي وعدت به.اذكر يوما وقف عامل بناء يحدث المستشار الألماني السابق غيرهارد شرودر مطالبا إياه بمكاسب أكثر للعمال ثم ختم عامل البناء قوله: إن لم تستجيبوا لطلباتنا، فلن نعطيكم أصواتنا بالانتخابات . فما كان من شرودر إلا الالتفات لمرافقيه باسما وهو يقول: دائما ..دائما نفس الضغوط وكان يعني نفس التهديد.
بين الصحراء، ومدن بالغة التقدم بون شاسع لكن معرفة المرء لواجباته . ولقيمة صوته لا تختلف في أي منهما . فالإنسان هو الإنسان في كل مكان وزمان . وقيمته وقيمة صوته يحددها هو قبل غيره إذا ما أراد أداء دوره بالحياة كما يجب.



#شذى_احمد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا يعني الخوف؟
- هذا ما أردت قوله
- ثورة المرأة مع الثورات العربية
- سلمان رشدي ودان براون
- فخاخ الحرية الجنسية
- اوديب حلل المفتي لك أمك
- رمادهن يعلو الجباه
- العالم أوسع مما بين فخذيها
- سميرة
- النقاب -3-
- النقاب -2-
- النقاب
- رحلة الى قندهار
- Iهل هذا هو التمدن
- خروشوف والزيدي عندما يغضب الرجال 2
- خروشوف والزيدي عندما يغضب الرجال 1
- مكارم
- الحسناء والملك..حذاء الزيدي
- الحسناء والملك رحلة الخليج
- عبود وحنا


المزيد.....




- قانون العمل الجديد واتفاقية 190 .. هل يمهد القانون الطريق لل ...
- ترامب يحرج لاعبي يوفنتوس بسؤال غريب عن النساء (فيديو)
- المرأة الفلسطينية تحت النار.. انتهاكات ممنهجة وجرائم ضد الإن ...
- دراسة: النساء العاملات ليلا أكثر عرضة للإصابة بمرض مزمن
- أين عدالة الإبلاغ من قانون الإجراءات الجنائية؟
- %40 من العاملين في أفغانستان أطفال.. والفتيات يعملن في الخفا ...
- مسؤول روسي: كييف تجتذب صغار السن والفتيات لتفرض عليهم التجني ...
- الولايات المتحدة.. وفاة امرأة صدمتها شاحنة تنقل دبابة من الع ...
- مبادرة تشريعية لتحويل إجراءات الطلاق من أروقة المحاكم إلى أن ...
- دراسة تظهر خطر العمل الليلي على صحة النساء


المزيد.....

- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - شذى احمد - صوتها الثمين