أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عزيز الحاج - كلمة قصيرة لابد منها














المزيد.....

كلمة قصيرة لابد منها


عزيز الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 3648 - 2012 / 2 / 24 - 12:30
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


في عهد الثورة لم أكن غير مرشح اللجنة المركزية، ولم أشترك في أي اجتماع مغلق عن أخذ السلطة ردا على انقلاب قومي قيل إنه كان يعد على عبد الكريم قاسم. ويظهر كان اجتماعا صغيرا مغلقا وبدون علم بقية أعضاء المكتب السياسي وذلك حسب شهادة المرحوم صالح دكلة. وأقول مرة أخرى إنه لمن حسن الحظ أننا لم نستطع تسلم السلطة إذ كنا أسرى عقلية الوصاية على الثورة واحتكارها وقليلي التجربة والصبر، وقد خرج الحزب للتو من دهاليز السرية والسجون، وبلا رؤية صحيحة عن معنى الديمقراطية التي كنا نفهمها كالديمقراطيات الشعبية الشرقية الشمولية وبشعار لا حرية لأعداء الثورة- مع التوسع في دائرة هؤلاء الأعداء. لقد كان لتضحيات الشيوعيين وعملهم بين الجماهير قبل الثورة دور بين في نجاح الثورة، ومع ذلك فإن كل الأحزاب كانت تعاني من قلة التجربة واضطراب الرؤية لما يجب عمله بعد الثورة. وهذا ما تناولته مرارا في كتاباتي. أما عن إرسال سلام عادل للدراسة أو باسم الدراسة، فلا علاقة لي إذ كنت في براغ ولا أزال مرشحا للجنة المركزية والقرار اتخذ في بغداد.
في مقالاتي قلت إن بالإمكان تأليف كتاب عن الحكايات الملفقة حول عزيز الحاج. وفي كل يوم نسمع حكايات جديدة. وهو ما يجعل عنوان الكتاب المقترح [ألف حكاية وحكاية] بدلا [من مائة حكاية وحكاية.]!!
أما عن شهور اعتقالي في قصر النهاية، فقد كنت طوال اعتقالي في غرفة انفرادية وخلال أسابيع وضعت في سرداب صغير وضيق وواطئ الجدران مع منعي من الخروج للمراحيض في الأسبوع الأول.

ومعظم المعتقلين كانوا معا في قاعة مشتركة، وحتى شاركوا في تنظيم سهرات للسخرية من طاهر يحي كما قال لي بعضهم فيما بعد. وكان طاهر يحي يعامل في المعتقل بالإهانة المستمرة والمضايقة في كرامته. ومن الطريف أن موزع الشاي- وكان هو رب البيت الحزبي الذي كنت فيه أكثر من عام- كان يعطيني أحيانا شوية شاي زايد، فاشتكى عليه [ك. ص] واعتبر ذلك تدليلا على حساب الآخرين. وعندما تم بناء مبنى سجن جديد ملحق، نقل الرفاق المعتقلون إلى قاعتين كبيرتين مفتوحتين نهارا ونقلت معهم لغرفة منفردة مفتوحة الباب أيضا. وكنت أحيانا ألعب الشطرنج مع صديقي القديم سامي أحمد الذي كان في إحدى القاعتين. ثم جيء للجميع بتلفزيون عام كنا نشاهده معا، أي لم يكن لي أي امتياز خاص، ولا تلفزيون خاص كما نشر بعضهم ذات مرة في إحدى الصحف.

في كتاباتي أيضا عبرت مرارا عن كوني غير نادم على أنني ناضلت وضحيت من أجل خير الشعب والبلد، وأنه كانت لي أحلام كبرى وزاهية عن يوم يزول فيه استغلال الإنسان للإنسان. وفي الوقت نفسه كتبت مرارا أن ما اندم عليه هو أننا لم نحسن اتخاذ المواقف الصحيحة وأننا اقترفنا من الأخطاء كثيرا وأننا تعاملنا مع الماركسية كمذهب مغلق ومقدس، ومن أراد أن يكون فكرة دقيقة عن أرائي اليوم فعليه قراءة مجمل كتاباتي، وخصوصا (شهادة للتاريخ). وليس من الصدف أن عنوان أول فصل من كتابي "حدث بين النهرين" هو " الحزب الشيوعي ضميرا للشعب"، مشيدا بدور الشيوعيين في التضحية والعمل بين الجماهير وبث الوعي الوطني والطبقي، وفي الوقت نفسه اقترافهم أخطاء متتالية بسبب تجاهل الواقع والسير وفق مبدأ "إما كل شيء أو لا شيء". وهذا ما ترك آثارا سلبية فيما بعد على الحياة السياسية العراقية. وأقول أيضا لعلني من بين من أكثروا من تمجيد سلام عادل وجمال الحيدري ورفاقهما في كتاباتي دون أن أبرأهما وغيرهما من الخطأ. وسبحان المعصوم من الخطأ. ومن قال إنه لم يخطئ فإنه يشهد على نفسه بأنه لم يفعل شيئا في حياته!
إنه بدلا من فتح جراح قديمة وترديد اتهامات وحكايات باطلة، فالأحرى تفهم أوضاع أمس ومدى وحشية النظام السابق، وتقييم الشخصيات الوطنية بمجملها، أي بكلها لا بتجزئتها. وبدلا من المزايدة وبيع الثوريات والبطولات الفارغة، فإن على التقدميين اليساريين التوقف بتواضع وعمق عند الأسباب التي أدت لتهميش الحركة اليسارية في العراق، التي قدمت اكبر التضحيات من أجل الشعب والوطن، واستخلاص الدروس والعبر من تجارب الأخطاء والإخفاقات من أجل تقويم الحركة وإعطائها زخما جديدا قائما على أسس الواقعية والمرونة والنقد والنقد الذاتي في هذا الظرف العراق الشديد الخطر والتعقيد. وقد قدم الدكتور الصديق كاظم حبيب مساهمات بناءة في هذا الاتجاه في عدة دراسات وكتب. وعلينا الكف عن اعتبار النقد سبة وهجوما وإدانة، مثلما يجب عزل الاتجاهات المتاجرة بالثورية، والتي تتنطع لإعطاء الدروس الثورية فيما أصحابها لم يبرهنوا في مسيرتهم على تطابق الفعل بالقول! فالنقد ليس عداء أو استعداء وكنت من أوائل الساسة "المتقاعدين" ممن شرشح أخطاءه بكل وضوح وحزم، وعملت على نسيان كل الإساءات التي وجهت لي والنظر أولا للعلاقات الإنسانية وعلاقات الماضي المشترك والنبيل مع العديد من رفاق أمس.
نعم إن المثل الشيوعية مثل إنسانية نبيلة تستحق النضال من أجلها، ولكن هدف بناء الشيوعية غير عملي، ورومانسي برغم كل نبله الإنساني. وقد مجدتُ المنطلقات الإنسانية للمثل الشيوعية في كل كتاباتي، وحتى حين اعتقالي. والتاريخ هو فوق ألف حكاية وحكاية عن عزيزالحاج، وهو الحكم والقاضي في نهاية المطاف.



#عزيز_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اوراق في السيرة الذاتية
- حنا بطاطو والحركة الشيوعية العراقية [الخاتمة]
- حنا بطاطو والحركة الشيوعية العراقية [3-ب]
- حنا بطاطو والحركة الشيوعية العراقية [ 3-3 ]
- حنا بطاطو والحركة الشيوعية العراقية [ مقال2-3]..
- حنا بطاطو والحركة الشيوعية العراقية [ مقال 1 ].
- الساسة يزرعون الأشواك وأكثرية الشعب تدمى..
- رحلة مع تحولات مفصلية- الخاتمة: كتابات ...
- رحلة مع تحولات مفصلية ف10 ق2(الانتفاضات العربية.. مذهب بوش و ...
- رحلة مع تحولات مفصلية 10(الانتفاضات العربية)
- رحلة مع تحولات مفصلية 9 ف2 (هل الإرهاب مجرد -تكتيك-، أم أيدي ...
- رحلة مع تحولات مفصلية 9 ف1[الحرب الدولية الأخرى بعد الحرب ال ...
- رحلة مع تحولات مفصلية8 (اليسار في العراق والعالم العربي)
- رحلة مع تحولات مفصلية7 (القسم الثاني: النهر ساكن ولكن الجدار ...
- رحلة مع تحولات مفصلية 7 (القسم الأول: النهر ساكن ولكن الجدار ...
- رحلة مع تحولات مفصلية 6 (الصراعات في الحركة الشيوعية العراقي ...
- رحلة مع تحولات مفصلية 5 (ثورة 14 تموز)
- رحلة مع تحولات مفصلية4 (راح تتقسم، والله حرام!)
- رحلة مع تحولات مفصلية 3 (العسكر في السياسة..)
- رحلة مع تحولات مفصلية2 (من عميل خائن إلى رمز وطني)


المزيد.....




- ماذا قال الحوثيون عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجام ...
- شاهد: شبلان من نمور سومطرة في حديقة حيوان برلين يخضعان لأول ...
- الجيش الأميركي بدأ المهمة.. حقائق عن الرصيف البحري بنظام -جل ...
- فترة غريبة في السياسة الأميركية
- مسؤول أميركي: واشنطن ستعلن عن شراء أسلحة بقيمة 6 مليارات دول ...
- حرب غزة.. احتجاجات في عدد من الجامعات الأميركية
- واشنطن تنتقد تراجع الحريات في العراق
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- جامعة جنوب كاليفورنيا تلغي حفل التخرج بعد احتجاجات مناهضة لح ...
- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عزيز الحاج - كلمة قصيرة لابد منها