أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - دانيال بايبس - - في النهاية، سيصبح كل البشر لاجئين فلسطينيين-














المزيد.....

- في النهاية، سيصبح كل البشر لاجئين فلسطينيين-


دانيال بايبس

الحوار المتمدن-العدد: 3648 - 2012 / 2 / 24 - 08:21
المحور: القضية الفلسطينية
    


ترجمة: عمر دخان

من بين جميع القضايا المحركة للصراع العربي الإسرائيلي، ليس هناك منها ما هو أكثر مركزية، أهمية، ضرراً، أساسية، إستمرارية، عاطفية، و تعقيداً من وضعية أولئك الأشخاص المعروفين بإسم اللاجئين الفلسطينيين.
أصل هذه القضية الفريدة من نوعها، كما يوضح نيتزا ناشمياس من جامعة تل أبيب، يعود إلى الكونت فولك برنادوت، وسيط مجلس الأمن بالأمم المتحدة. في إشارة إلى أولئك العرب الذي فروا من الإنتداب البريطاني على فلسطين، قال في عام 1948 أن الأمم المتحدة يقع على عاتقها "مسؤولية إغاثتهم" لأن سبب تحولهم إلى لاجئين، و هو قيام دولة إسرائيل، كان قراراً من قرارات الأمم المتحدة. بالرغم من عدم دقة وجهة نظره، لكنها تبقى حية و قوية و عاملا مساعداً في شرح لماذا تعطي الأمم المتحدة إهتماماً خاصاً للاجئين الفلسطينيين في إنتظار قيام دولة خاصة بهم.
وفاءاً لتراث برنادوت، قامت الأمم المتحدة بإنشاء مجموعة من المؤسسات الخاصة حصراً للاجئين الفلسطينيين. من بينها، وكالة الأمم المتحدة لغوث و تشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأنروا) التي أسست في عام 1949، و التي تبرز بإعتبارها المؤسسة الأكثر أهمية. فهي تجمع بين كونها منظمة اللاجئين الوحيدة التي تتعامل مع أشخاص محددين (مفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين تهتم بجميع اللاجئين الغير فلسطينيين) و أكبر منظمة تابعة للأمم المتحدة ( من حيث عدد الموظفين).
الأنروا على ما يبدو تُعرف مجال رعايتها بشكل غاية في التحديد: "اللاجئون الفلسطينيون هم أولئك الأشخاص الذين كانوا يقيمون في فلسطين خلال الفترة ما بين يونيو 1946 و حتى مايو 1948، و الذين فقدوا بيوتهم و موارد رزقهم نتيجة للحرب العربية-الإسرائيلية في 1948". أصناف هؤلاء اللاجئين (و الذين كان من بينهم بعض اليهود في البداية) تقلصت كثيرا على مدار الـ 64 عاماً الماضية. مع قبول عدد الأنروا (المبالغ فيه) للاجئين الفلسطينيين الأصليين و البالغ 750,000 لاجئ، هنالك فقط جزء ضئيل من هذا العدد، حوالي 150,000 شخصا، لا زالو على قيد الحياة.
قام موظفو الأنروا بإتخاذ ثلاث خطوات كبرى على مدار السنين من أجل توسيع نطاق مفهوم اللاجئين الفلسطينيين. الخطوة الأولى،واصلت، خلافاً للممارسات المتعارف عليها عالميا، إعطاء وضعية اللاجئين لأولئك الذين حصلوا على جنسيات من دول عربية (الأردن على وجه الخصوص). الخطوة الثانية، إتخذت قراراً غير مألوف في 1965 و الذي قامت بموجبه بتوسيع تعريف "اللاجئين الفلسطينيين" ليشمل نسل اللاجئين من الذكور، و هو التعديل الذي يسمح للاجئين الفلسطينيين، و بشكل فريد من نوعه، بتمرير وضعيتهم كلاجئين إلى الأجيال اللاحقة. حكومة الولايات المتحدة، أكبر الدول المانحة للوكالة، قامت بالإحتجاج فقط و بشكل بسيط على هذا التغيير التاريخي. الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا التغيير في 1982، بحيث يتم تعريف اللاجئين الفلسطينيين رسميا الآن بـ " نسل اللاجئين الفلسطينيين الذكور، بما في ذلك الأطفال الذين تم تبنيهم قانونيا". الخطوة الثالثة، قامت الأنروا في 1967 بإضافة اللاجئين من حرب الأيام الستة إلى قوائمها، و هم يشكلون اليوم حوالي الخمس من مجموع اللاجئين الفلسطينيين.
هذه التغييرات كان لها نتائج هائلة. على عكس بقية تجمعات اللاجئين الأخرى، و التي تتناقص في العدد كلما إستقر الأشخاص أو توفوا، تجمع اللاجئين الفلسطينيين تزايد مع مرور الوقت. الأنروا تقر بوجود هذه الظاهرة الغريبة: " عندما بدأت الوكالة العمل في 1950، كان تستجيب لإحتياجات حوالي 750,000 لاجيء فلسطيني. اليوم، 5 ملايين لاجيء فلسطيني مؤهلون لتلقي خدمات الأنروا". علاوة على ذلك، وفقا لجيمس ج. ليندساي، المستشار العام السابق للأنروا، وفقا لتعريف الأنروا، رقم الـ 5 ملايين يمثل فقط نصف المؤهلين للإستفادة من وضعية لاجيء فلسطيني.
بعبارة أخرى، بدلا من أن يقل العدد 5 أضعاف على مدى أكثر من ستة عقود، ساهمت الأنروا في زيادة عدد اللاجئين إلى حوالي 7 أضعاف. ذلك العدد يمكن أن ينمو بشكل أسرع نظرا للشعور المتزايد بأن اللاجئات الإناث يجب أيضا أن يتمكنَّ من توريث وضعيتهن كلاجئات. حتى عندما، بعد حوالي أربعين عاماً، يموت آخر لاجيء حقيقي من فلسطين الإنتداب، الشبه لاجئين سيستمرون في التضخم. و هكذا فإن وضعية "لاجيء فلسطيني" تم وضعها لتستمر في التضخم إلى أجل غير مسمى. بتعبير آخر، و كما يقول ستيفن روزن من منتدى الشرق الأوسط "وفقا لمعايير الأنروا، في نهاية المطاف كل البشر سيصبحون لاجئين فلسطينيين".
لو كانت وضعية اللاجئين الفلسطينيين سليمة، ماكان هذا التوسع اللانهائي ليكون مشكلة. لكن هذه الوضع له آثار مدمرة على طرفين: إسرائيل، و التي تعاني بسبب السلب التي تعرضت له فئة من الأشخاص و الذين بترت حياتهم و شوهت بسبب حلم العودة المستحيل إلى منازل أجداد أبائهم. و "اللاجئون" في حد ذاتهم، و الذين تعني وضعيتهم الحالية ضمنيا ثقافة التواكل، التظلم، الغضب و العبث.
جميع اللاجئين من حقبة الحرب العالمية الثانية (بما في ذلك والداي) إستقروا منذ زمن طويل. وضعية "لاجيء فلسطيني" إستمرت طويلاً و تحتاج إلى إعادتها إلى حجمها الطبيعي كقضية لاجئيين حقيقية قبل أن تسبب المزيد من الضرر.

السيد. دانيال بايبس هو رئيس منتدى الشرق الأوسط و زميل زائر في معهد هوفر بجامعة ستانفورد. جميع الحقوق محفوظة ©2012



#دانيال_بايبس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جنوب السودان، حليف إسرائيل الجديد
- كاستلوريزو – نقطة إشتعال البحر المتوسط؟
- سكب الماء البارد على ويكيليكس
- إيران العلمانية وتركيا الإسلامية
- حزب الحرية الألماني يدخل حلبة الشجار
- صحوة أمريكا أمام الحركة الإسلامية
- آخر الصادرات البريطانية: الإرهاب الإسلامي
- تركيا في قبرص مقابل إسرائيل في غزة
- الإمبراطورية عدو اليسار الجديد
- هيمنة الإسلاميين على الإسلام الأوربي
- العلمانية التركية في مأزق
- لم الوقوف بجانب وايلدرز
- الإقتصاد الإسلامي: ما الذي يعنيه؟


المزيد.....




- كوريا الشمالية: المساعدات الأمريكية لأوكرانيا لن توقف تقدم ا ...
- بيونغ يانغ: ساحة المعركة في أوكرانيا أضحت مقبرة لأسلحة الولا ...
- جنود الجيش الأوكراني يفككون مدافع -إم -777- الأمريكية
- العلماء الروس يحولون النفايات إلى أسمنت رخيص التكلفة
- سيناريو هوليودي.. سرقة 60 ألف دولار ومصوغات ذهبية بسطو مسلح ...
- مصر.. تفاصيل جديدة في واقعة اتهام قاصر لرجل أعمال باستغلالها ...
- بعد نفي حصولها على جواز دبلوماسي.. القضاء العراقي يحكم بسجن ...
- قلق أمريكي من تكرار هجوم -كروكوس- الإرهابي في الولايات المتح ...
- البنتاغون: بناء ميناء عائم قبالة سواحل غزة سيبدأ قريبا جدا
- البنتاغون يؤكد عدم وجود مؤشرات على اجتياح رفح


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - دانيال بايبس - - في النهاية، سيصبح كل البشر لاجئين فلسطينيين-